الفرق بين المراجعتين لصفحة: «تحدّيات الوحدة»

من ویکي‌وحدت
(تحدّيات_الوحدة ایجاد شد)
لا ملخص تعديل
 
(مراجعة متوسطة واحدة بواسطة مستخدم واحد آخر غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
أُمور أو أوضاع اجتماعية إنسانية وغير اجتماعية متّصلة بالعالم الإسلامي في الفترة الراهنة مخالفة لما يعتقده أو يطمح إليه هذا العالم في تعامله مع الوجود بأجزائه المختلفة، وتمثّل صعوبات أو تشكّل عوائق أمام تحقيقه للحالة المثلى التي ينبغي أن يكون عليها هذا التعامل (أي: الحالة المثلى المعيارية لثقافته واقتصاده واجتماعه وسياسته الداخلية)، وتهدف في الوقت نفسه هذه الأُمور والأوضاع إلى الهيمنة على ثقافة العالم الإسلامي بالعمل على فرض طرق التعامل مع الوجود بهذه الأوضاع عليه ورسوبها فيه.<br>والتحدّيات الداخلية ترجع في نشأتها وتجلّياتها إلى عوامل وأوضاع وأسباب قائمة وموجودة في داخل العالم الإسلامي، سواء كانت تلك التحدّيات على مستوى الفرد أو الجماعة.<br>ومن مظاهر هذه التحدّيات : تفرّق الآراء، واختلاف المفاهيم بين الأشقّاء، وفقدان الثقة بين شعوب الأُمّة بعضها مع بعض، وتناحر الجيران، والتعصّب الطائفي والقبلي والقطري، والبطالة والكساد، والفقر والجوع، والتحزّب والفئوية، وانتشار البدع والضلالات والأساطير والخرافات، والتخاذل والتثبيط، والتذبذب والنفاق، والوهن والاستكانة، والتآمر والعمالة والخيانة، ومعاداة الأشقّاء وممالأة الأعداء، والتأخّر العلمي والاقتصادي والصناعي والعسكري والسياسي، والاستبداد في الحكم، والفساد الإداري والمالي والخلقي والاجتماعي، وسوء استغلال الأموال العامّة، وبعثرة وتضييع ثروات البلاد الإسلامية ومواردها الأوّلية والطبيعية، واللعب بمقدّرات الشعوب، وإشاعة التبذّل والانحلال في النواة الأُولى لكلّ مجتمع (الأُسرة)، وإشاعة التخلّف في وسط المجتمعات الإسلامية وعلى كافّة المستويات، وانتشار ظاهرة الإرهاب المبرمج، والفهم الخاطئ للإسلام الذي هو دين الاعتدال والوسطية، وعدم تنمية استعدادات الفرد وقدراته المختلفة، والتقليد الأعمى لأنواع السلوك والعادات غير الإسلامية، وانتشار العادات الاستهلاكية المبالغ فيها (الإسراف في الأُمور الكمالية)، وعدم تنظيم الوقت واستثماره، وهجرة الأدمغة وأصحاب الكفاءات العلمية، وضعف الوعي بالهوية الثقافية، وقصور المؤسّسات التربوية عن تحقيق الأهداف المنشودة، وترك الاهتمام بلغة القرآن والدين، وعدم مواكبة النظام التعليمي للتقدّم العلمي والتقني، وغيرها الكثير الكثير للأسف.<br>
'''تحدّيات الوحدة''' المشاكل التي تواجه الأُمّة الإسلامية في مسيرتها الوحدوية، والتي منها :<br>
==أوّلاً: النعرة الطائفية==
ينبغي أن يُميّز بين [[الانتماء المذهبي]] والنعرة الطائفية، فالانتماء المذهبي تعبير مشروع عن ارتباط المسلم بمذهب فقهي معيّن يعتقد هو ببراءة ذمّته حين يعمل بموجبه، فيما تكون النعرة الطائفية حالة من العصبية تنطلق من تعصّب مقيت يولّد كراهية لأبناء الطوائف الأُخرى، وفي الوقت الذدي يعزّز الانتماء المذهبي روح [[الأُخوّة الإسلامية]] بين كافّة أبناء المذاهب الإسلامية تكون النعرة الطائفية على عكس ذلك ؛ إذ تطرح نمطية الاحتراب وثقافة التشاتم بين أبناء الأُمّة الإسلامية، حتّى أنّها قد تصل - أي: النعرة الطائفية - إلى أسوأ مدياتها في استباحة دماء المسلمين من أبناء الطوائف الأُخرى ! وقد تفرز هذه رموزاً طائفية وخطاباً طائفياً وفقهاً طائفياً يعطي للنعرة الطائفية مبرّراً شرعياً ويعبّئ أبناء الطائفة بالاتّجاه المضاد.<br>
==ثانياً: التسييس الطائفي==
المقصود به النظرة إلى الأفكار والمفاهيم إلى كلّ مذهب من المذاهب من منظور سياسي وليس من منظور معرفي محدّد. وتسييس الحالة الطائفية يحول دون التعرّف الإيجابي بين أبناء المذاهب، وهو ما لا ينسجم مع المفاهيم القرآنية التي أرادت لكلّ المختلفين من أبناء الشعوب والقبائل التعارف فيما بينهم، ومن موقع التعارف يجري بينهم الحوار والتعامل.<br>
==ثالثاً: العقدة الماضوية==
إنّ قراءة التاريخ قراءة متأنّية تعبر بجيلنا الحاضر إلى الأجيال الماضية لاستلهام التجارب والاستفادة من العبر أمر مطلوب إلى حدّ كبير، غير أنّ تحويل التاريخ إلى عقدة ماضوية تؤثّر على الحاضر تأثيراً سليباً يجعله حاجزاً يحول دون التعامل بين أبناء الأُمّة الإسلامية فهو أمر مختلف. من هنا كان علينا أن نقرأ التاريخ قراءة مستقبلية، بمعنى : أنّنا نستفيد من نجاحاتنا في التاريخ ونجاحات الآخرين؛ لدفع عجلة [[التعاون]] في مجال الوحدة نحو الأمام، كما أنّنا نستفيد من أخطائنا التاريخية، لتلافي تكرارها وعدم تحوّلها إلى عقبات في الطريق.<br>
==رابعاً: الانكفاء الذاتي==
ما تتميّز به بعض الفرق الإسلامية في التاريخ من انكفاء ذاتي أضفى عليها نمطية باطنية في الأداء، وجعلها تعيش حصاراً داخلياً ربّما يولّد في لا شعورها وشعورها كراهية عارمة تجاه الآخرين. كما أنّها أصبحت - والحالة هذه - تعاني من عقدة الاضطهاد بسبب عزلتها عنهم. والانكفاء الذاتي هذا تتسبّب فيه عدّة عوامل، منها ما ينطلق من الظرف الاجتماعي الضاغط على مجموعة ما أو طائفة معيّنة، ومنها ما ينطلق من ذات المجموعة أو أبناء الطائفة، ومن أجل التخلّص من هذه الظاهرة السلبية لا بدّ أن تتوفّر أجواء الصحّة الاجتماعية الكافية التي تحترم كلّ معتقدات ومتبنّيات أبناء الطوائف الأُخرى، كما لا بدّ لذات الطائفة أن تتمتّع بالثقة الكافية والتخلّص من الشعور بعقدة الاضطهاد وتطوير خطابها للتعامل مع الوسط الاجتماعي الذي تتحرّك فيه.<br>
==خامساً: عقدة الإقصاء والتسيّد الطائفي==
حاول بعض السلاطين أن يقصي أبناء المذاهب الأُخرى ممّن لا ينتمون إلى مذهبه، وقد أدّت هذه النعرة إلى وقوع ضحايا كثيرة، وألحقت الظلم بأبناء المذاهب الأُخرى. إنّ مثل هذه السياسات والممارسات وإن حقّقت نتائج شخصية لواضيعها، ولكنّها لا شكّ مضرّة في مصلحة الأُمّة، وإنّها لا محالة زائلة في حسابات الأُمّة وعلى مدى عمرها الذي يتجاوز عمر واضعيها.<br>
[[تصنيف: المفاهيم التقريبية]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٧:٢٩، ٣٠ مايو ٢٠٢١

تحدّيات الوحدة المشاكل التي تواجه الأُمّة الإسلامية في مسيرتها الوحدوية، والتي منها :

أوّلاً: النعرة الطائفية

ينبغي أن يُميّز بين الانتماء المذهبي والنعرة الطائفية، فالانتماء المذهبي تعبير مشروع عن ارتباط المسلم بمذهب فقهي معيّن يعتقد هو ببراءة ذمّته حين يعمل بموجبه، فيما تكون النعرة الطائفية حالة من العصبية تنطلق من تعصّب مقيت يولّد كراهية لأبناء الطوائف الأُخرى، وفي الوقت الذدي يعزّز الانتماء المذهبي روح الأُخوّة الإسلامية بين كافّة أبناء المذاهب الإسلامية تكون النعرة الطائفية على عكس ذلك ؛ إذ تطرح نمطية الاحتراب وثقافة التشاتم بين أبناء الأُمّة الإسلامية، حتّى أنّها قد تصل - أي: النعرة الطائفية - إلى أسوأ مدياتها في استباحة دماء المسلمين من أبناء الطوائف الأُخرى ! وقد تفرز هذه رموزاً طائفية وخطاباً طائفياً وفقهاً طائفياً يعطي للنعرة الطائفية مبرّراً شرعياً ويعبّئ أبناء الطائفة بالاتّجاه المضاد.

ثانياً: التسييس الطائفي

المقصود به النظرة إلى الأفكار والمفاهيم إلى كلّ مذهب من المذاهب من منظور سياسي وليس من منظور معرفي محدّد. وتسييس الحالة الطائفية يحول دون التعرّف الإيجابي بين أبناء المذاهب، وهو ما لا ينسجم مع المفاهيم القرآنية التي أرادت لكلّ المختلفين من أبناء الشعوب والقبائل التعارف فيما بينهم، ومن موقع التعارف يجري بينهم الحوار والتعامل.

ثالثاً: العقدة الماضوية

إنّ قراءة التاريخ قراءة متأنّية تعبر بجيلنا الحاضر إلى الأجيال الماضية لاستلهام التجارب والاستفادة من العبر أمر مطلوب إلى حدّ كبير، غير أنّ تحويل التاريخ إلى عقدة ماضوية تؤثّر على الحاضر تأثيراً سليباً يجعله حاجزاً يحول دون التعامل بين أبناء الأُمّة الإسلامية فهو أمر مختلف. من هنا كان علينا أن نقرأ التاريخ قراءة مستقبلية، بمعنى : أنّنا نستفيد من نجاحاتنا في التاريخ ونجاحات الآخرين؛ لدفع عجلة التعاون في مجال الوحدة نحو الأمام، كما أنّنا نستفيد من أخطائنا التاريخية، لتلافي تكرارها وعدم تحوّلها إلى عقبات في الطريق.

رابعاً: الانكفاء الذاتي

ما تتميّز به بعض الفرق الإسلامية في التاريخ من انكفاء ذاتي أضفى عليها نمطية باطنية في الأداء، وجعلها تعيش حصاراً داخلياً ربّما يولّد في لا شعورها وشعورها كراهية عارمة تجاه الآخرين. كما أنّها أصبحت - والحالة هذه - تعاني من عقدة الاضطهاد بسبب عزلتها عنهم. والانكفاء الذاتي هذا تتسبّب فيه عدّة عوامل، منها ما ينطلق من الظرف الاجتماعي الضاغط على مجموعة ما أو طائفة معيّنة، ومنها ما ينطلق من ذات المجموعة أو أبناء الطائفة، ومن أجل التخلّص من هذه الظاهرة السلبية لا بدّ أن تتوفّر أجواء الصحّة الاجتماعية الكافية التي تحترم كلّ معتقدات ومتبنّيات أبناء الطوائف الأُخرى، كما لا بدّ لذات الطائفة أن تتمتّع بالثقة الكافية والتخلّص من الشعور بعقدة الاضطهاد وتطوير خطابها للتعامل مع الوسط الاجتماعي الذي تتحرّك فيه.

خامساً: عقدة الإقصاء والتسيّد الطائفي

حاول بعض السلاطين أن يقصي أبناء المذاهب الأُخرى ممّن لا ينتمون إلى مذهبه، وقد أدّت هذه النعرة إلى وقوع ضحايا كثيرة، وألحقت الظلم بأبناء المذاهب الأُخرى. إنّ مثل هذه السياسات والممارسات وإن حقّقت نتائج شخصية لواضيعها، ولكنّها لا شكّ مضرّة في مصلحة الأُمّة، وإنّها لا محالة زائلة في حسابات الأُمّة وعلى مدى عمرها الذي يتجاوز عمر واضعيها.