الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد سعيد رمضان البوطي»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
سطر ٣٠: سطر ٣٠:
</div>
</div>
'''محمّد سعيد رمضان البوطي''': عالم مشهور، وداعية إصلاح، ينحدر من أصل كردي.
'''محمّد سعيد رمضان البوطي''': عالم مشهور، وداعية إصلاح، ينحدر من أصل كردي.
<br>ولد عام 1929 م في قرية جيلكا التابعة لجزيرة بوطان «ابن عمر» الواقعة في تركيا شمال الحدود [[العراق|العراقية]] [[التركية]]، ثمّ هاجر مع والده ملّا رمضان البوطي إلى دمشق في عام 1933 م، وأنهى دراسته الثانوية الشرعية في معهد التوجيه الإسلامي بدمشق،<br>
=الولادة=
والتحق عام 1953 م بكلّية الشريعة في [[جامعة القاهرة|جامعة الأزهر]]، وحصل على شهادة العالمية منها عام 1955 م، والتحق في العام الذي يليه بكلّية اللغة العربية من جامعة الأزهر، ونال دبلوم التربية في نهاية ذلك العام، وعيّن معيداً في كلّية الشريعة بجامعة دمشق عام 1960 م، وأُوفد إلى كلّية الشريعة من جامعة الأزهر للحصول على الدكتوراه في أُصول الشريعة الإسلامية، وحصل على هذه الشهادة عام 1965 م. عيّن مدرّساً في كلّية الشريعة بجامعة دمشق عام 1965 م، ثمّ وكيلًا لها، ثمّ عميداً لها.
ولد عام 1929 م في قرية جيلكا التابعة لجزيرة بوطان «ابن عمر» الواقعة في تركيا شمال الحدود [[العراق|العراقية]] [[التركية]]، ثمّ هاجر مع والده ملّا رمضان البوطي إلى دمشق في عام 1933 م.
<br>اشترك- ولا يزال- في مؤتمرات وندوات عالمية كثيرة. وهو عضو في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في عمّان، وفي المجلس الأعلى لأكاديمية أُكسفورد، والمجلس الاستشاري الأعلى لمؤسّسة طابة ب «أبو ظبي».
=الدراسة=
<br>يتقن اللغة التركية والكردية، ويلمّ باللغة الإنجليزية.
أنهى دراسته الثانوية الشرعية في معهد التوجيه الإسلامي بدمشق، والتحق عام 1953 م بكلّية الشريعة في [[جامعة القاهرة|جامعة الأزهر]]، وحصل على شهادة العالمية منها عام 1955 م، والتحق في العام الذي يليه بكلّية اللغة العربية من جامعة الأزهر، ونال دبلوم التربية في نهاية ذلك العام، وعيّن معيداً في كلّية الشريعة بجامعة دمشق عام 1960 م، وأُوفد إلى كلّية الشريعة من جامعة الأزهر للحصول على الدكتوراه في أُصول الشريعة الإسلامية، وحصل على هذه الشهادة عام 1965 م. عيّن مدرّساً في كلّية الشريعة بجامعة دمشق عام 1965 م، ثمّ وكيلًا لها، ثمّ عميداً لها.
<br>يعدّ البوطي من علماء الدين [[السنّة]] المتخصّصين في العقائد والفلسفات المادّية بعد أن قدّم رسالته في الدكتوراه في نقد المادّية الجدلية، لكنّه من الناحية الفقهية يعتبر مدافعاً عن الفقه الإسلامي المذهبي والعقيدة السنّية الأشعرية في وجه الآراء السلفية.<br>
=النشاطات=
اشترك- ولا يزال- في مؤتمرات وندوات عالمية كثيرة. وهو عضو في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في عمّان، وفي المجلس الأعلى لأكاديمية أُكسفورد، والمجلس الاستشاري الأعلى لمؤسّسة طابة ب «أبو ظبي».
<br>يتقن اللغة التركية والكردية، ويلمّ باللغة الإنجليزية. يعدّ البوطي من علماء الدين [[السنّة]] المتخصّصين في العقائد والفلسفات المادّية بعد أن قدّم رسالته في الدكتوراه في نقد المادّية الجدلية، لكنّه من الناحية الفقهية يعتبر مدافعاً عن الفقه الإسلامي المذهبي والعقيدة السنّية الأشعرية في وجه الآراء السلفية.<br>
وله كتاب في ذلك «اللامذهبية أكبر بدعة تهدّد الشريعة الإسلامية»، وآخر بعنوان «السلفية مرحلة زمنية مباركة وليست مذهباً إسلامياً»، ولم تكن علاقته أيضاً بجماعة [[الإخوان المسلمين]] في سوريا بالجيّدة، وكان أبداً من نابذي التوجّهات السياسية والعنف المسلّح، وقد سبّب ظهور كتابه «الجهاد في الإسلام» عام 1993 م في إعادة الجدل القائم بينه وبين بعض التوجّهات الإسلامية.
وله كتاب في ذلك «اللامذهبية أكبر بدعة تهدّد الشريعة الإسلامية»، وآخر بعنوان «السلفية مرحلة زمنية مباركة وليست مذهباً إسلامياً»، ولم تكن علاقته أيضاً بجماعة [[الإخوان المسلمين]] في سوريا بالجيّدة، وكان أبداً من نابذي التوجّهات السياسية والعنف المسلّح، وقد سبّب ظهور كتابه «الجهاد في الإسلام» عام 1993 م في إعادة الجدل القائم بينه وبين بعض التوجّهات الإسلامية.
<br>ظهر البوطي في بداية التسعينات ضمن وسائل الإعلام السورية، وبدا نوع من التقارب بينه وبين الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، ويرى مراقبون أنّ تقارب البوطي مع السلطة السياسية في سوريا كان له تأثير في المحافظة على سياسة سوريا المتعلّقة بدعم حركات المقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي في ذات الوقت الذي كان فيه معارضي أفكاره يقفون موقفاً سلبياً من تلك الحركات.
<br>ظهر البوطي في بداية التسعينات ضمن وسائل الإعلام السورية، وبدا نوع من التقارب بينه وبين الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، ويرى مراقبون أنّ تقارب البوطي مع السلطة السياسية في سوريا كان له تأثير في المحافظة على سياسة سوريا المتعلّقة بدعم حركات المقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي في ذات الوقت الذي كان فيه معارضي أفكاره يقفون موقفاً سلبياً من تلك الحركات.
<br>للبوطي أُسلوب مميّز ونادر في التأليف، وكتاباته تتمّيز بالموضوعية والمنهجية، فهو<br>يناقش جميع الاحتمالات والأفكار دون تحيّز أو تأثّر برأي مسبق أو توجّه معيّن. وتحظى دروسه بمساجد دمشق باهتمام شعبي واسع؛ لأنّه يتناول فيها شرح عدد من كتب السيرة والتزكية بأُسلوب يصفه محبّوه بالمؤثّر.
<br>للبوطي أُسلوب مميّز ونادر في التأليف، وكتاباته تتمّيز بالموضوعية والمنهجية، فهو<br>يناقش جميع الاحتمالات والأفكار دون تحيّز أو تأثّر برأي مسبق أو توجّه معيّن. وتحظى دروسه بمساجد دمشق باهتمام شعبي واسع؛ لأنّه يتناول فيها شرح عدد من كتب السيرة والتزكية بأُسلوب يصفه محبّوه بالمؤثّر.
<br>من مؤلّفاته: البدايات باكورة أعمالي الفكرية، التعرّف على الذات هو الطريق المعبّد إلى الإسلام، المذاهب التوحيدية والفلسفات المعاصرة، لا يأتيه الباطل «حول الشبهات المثارة على القرآن»، الحكم العطائية، كلمات في مناسبات، دراسات قرآنية، مع الناس «مشورات وفتاوى»، هذا ما قلته أمام بعض الرؤساء والملوك، منشورات اجتماعية، يغالطونك إذ يقولون، الإسلام والعصر... تحديّات وآفاق، أوربّة من التقنية إلى الروحانية، كبرى اليقينيات الكونية.
=تأليفاته=
<br>يقول: «هناك منهج هو عبارة عن مجموعة قواعد حيادية تنبثق من أُصول الدلالات اللغوية وفقهها أو المنطق العامّ وأُصول الدراية والنظر... ومن ثمّ فهو الميزان الوحيد الذي يكشف عن التزام المسلم واستقامته على سنن الهداية والرشد، كما يكشف عن زيغ أصحاب الأهواء وانحرافهم عن سنن الصراط المستقيم وضوابطه.
من مؤلّفاته: البدايات باكورة أعمالي الفكرية، التعرّف على الذات هو الطريق المعبّد إلى الإسلام، المذاهب التوحيدية والفلسفات المعاصرة، لا يأتيه الباطل «حول الشبهات المثارة على القرآن»، الحكم العطائية، كلمات في مناسبات، دراسات قرآنية، مع الناس «مشورات وفتاوى»، هذا ما قلته أمام بعض الرؤساء والملوك، منشورات اجتماعية، يغالطونك إذ يقولون، الإسلام والعصر... تحديّات وآفاق، أوربّة من التقنية إلى الروحانية، كبرى اليقينيات الكونية.
=بعض من آرائه التقريبية=
يقول: «هناك منهج هو عبارة عن مجموعة قواعد حيادية تنبثق من أُصول الدلالات اللغوية وفقهها أو المنطق العامّ وأُصول الدراية والنظر... ومن ثمّ فهو الميزان الوحيد الذي يكشف عن التزام المسلم واستقامته على سنن الهداية والرشد، كما يكشف عن زيغ أصحاب الأهواء وانحرافهم عن سنن الصراط المستقيم وضوابطه.
<br>ويتجلّى دور هذا المنهج في تحقيق النقاط التالية:<br>1- تذويب الخلافات في اجتهادات موحّدة بالنسبة لسائر المسائل المتّصلة بقواعد أُصولية متّفق عليها. فقد كان لتلك القواعد أثر كبير في جمع الآراء المتناثرة والقضاء على الخلافات. ومن دقّق النظر يفهم أنّ ذوبان كثير من الفرق الإسلامية الشاردة في إطار أهل السنّة والجماعة، كالمعتزلة، والمعطّلة، والمرجئة، والجهمية، والمجسّدة، إنّما يعود الفضل فيه إلى هذا الميزان، لا سيّما قواعده المتّفق عليها... فلقد كان اتّفاقهم عليها- ولم يكن لهم في ذلك من خيار- موجباً لاتّفاقهم فيما تفرّع عنها من مسائل وجزئيات. ومن ثمّ ضمرت ثمّ اختفت المسائل الخلافية التي أبرزت الهويات المتناقضة لتلك الفرقة وجسّدها مدّة قرنين تقريباً من الزمن.<br>
<br>ويتجلّى دور هذا المنهج في تحقيق النقاط التالية:<br>1- تذويب الخلافات في اجتهادات موحّدة بالنسبة لسائر المسائل المتّصلة بقواعد أُصولية متّفق عليها. فقد كان لتلك القواعد أثر كبير في جمع الآراء المتناثرة والقضاء على الخلافات. ومن دقّق النظر يفهم أنّ ذوبان كثير من الفرق الإسلامية الشاردة في إطار أهل السنّة والجماعة، كالمعتزلة، والمعطّلة، والمرجئة، والجهمية، والمجسّدة، إنّما يعود الفضل فيه إلى هذا الميزان، لا سيّما قواعده المتّفق عليها... فلقد كان اتّفاقهم عليها- ولم يكن لهم في ذلك من خيار- موجباً لاتّفاقهم فيما تفرّع عنها من مسائل وجزئيات. ومن ثمّ ضمرت ثمّ اختفت المسائل الخلافية التي أبرزت الهويات المتناقضة لتلك الفرقة وجسّدها مدّة قرنين تقريباً من الزمن.<br>
ولكن ها هو التاريخ يشهد كيف انطوت واختفت تلك الهويات في منهج السواد الأعظم لهذه الأُمّة الإسلامية الواحدة. ولولا هذا المنهج الجامع متوّجاً بمشاعر<br>الإخلاص لوجه اللَّه لاستمرت تلك الفرق في رسوخ وتباعد، ولعادت عقائد الإسلام أمشاجاً من الآراء والمذاهب المتناقضة.
ولكن ها هو التاريخ يشهد كيف انطوت واختفت تلك الهويات في منهج السواد الأعظم لهذه الأُمّة الإسلامية الواحدة. ولولا هذا المنهج الجامع متوّجاً بمشاعر<br>الإخلاص لوجه اللَّه لاستمرت تلك الفرق في رسوخ وتباعد، ولعادت عقائد الإسلام أمشاجاً من الآراء والمذاهب المتناقضة.
٤٬٩٤١

تعديل