الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التجديد»

أُضيف ٣٦ بايت ،  ٣٠ يونيو ٢٠٢١
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٢٧: سطر ٢٧:
يرتكز مفهوم التجديد في الفكر الغربي على أساسين:
يرتكز مفهوم التجديد في الفكر الغربي على أساسين:


أ- لا تُرى عملية التجديد إلا بمنظور التكيف في إطار من نسبية القيم وغياب العلاقة الواضحة بين الثابت والمتغير؛ إذ تعتبر كل قيمة قابلة للإصابة بالتبدل والتحول، وعلى الإنسان أن يستجيب لهذه التغيرات بما أسمته التكيف، ولم يطرح الفكر الغربي قواعد لعملية التجديد وحدوده وغاياته ومقاصده.
أ- لا تُرى عملية التجديد إلّا بمنظور التكيّف في إطار من نسبية القيم وغياب العلاقة الواضحة بين الثابت والمتغيّر؛ إذ تعتبر كلّ قيمة قابلة للإصابة بالتبدّل والتحوّل، وعلى الإنسان أن يستجيب لهذه التغيّرات بما أسمته التكيّف. ولم يطرح الفكر الغربي قواعد لعملية التجديد وحدوده وغاياته ومقاصده.


ب- يغلب على مفهوم التجديد في الفكر الغربي عملية التجاوز المستمرة للماضي أو حتى الواقع الراهن؛ من خلال مفهوم الثورة والذي يشير إلى التغيير الجذري والانقلاب في وضعية المجتمع.
ب- يغلب على مفهوم التجديد في الفكر الغربي عملية التجاوز المستمرّة للماضي أو حتّى الواقع الراهن من خلال مفهوم الثورة، والذي يشير إلى التغيير الجذري والانقلاب في وضعية المجتمع.


وتبدو فكرة التجاوز مرتبطة بالفكر الغربي الذي يقوم على نفي وجود مصدر معرفي مستقل عن المصدر المعرفي البشري المبني على الواقع المشاهَد أو المحسوس المادي.
وتبدو فكرة التجاوز مرتبطة بالفكر الغربي الذي يقوم على نفي وجود مصدر معرفي مستقلّ عن المصدر المعرفي البشري المبني على الواقع المشاهَد أو المحسوس المادّي.


ومقارنة بالفكر الغربي القائم على تجاوز الماضي وغياب المعايير الثابتة للتجديد، فإن مفهوم التجديد في الفكر الإسلامي: يعني العودة إلى الأصول وإحياءها في حياة الإنسان المسلم؛ بما يمكن من إحياء ما اندرس، وتقويم ما انحرف، ومواجهة الحوادث والوقائع المتجددة، من خلال فهمها وإعادة قراءتها تمثلاً للأمر الإلهي المستمر بالقراءة: “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ” (العلق:1).
ومقارنة بالفكر الغربي القائم على تجاوز الماضي وغياب المعايير الثابتة للتجديد، فإنّ مفهوم التجديد في الفكر الإسلامي يعني: العودة إلى الأصول وإحياؤها في حياة الإنسان المسلم بما يمكن من إحياء ما اندرس، وتقويم ما انحرف، ومواجهة الحوادث والوقائع المتجدّدة، من خلال فهمها وإعادة قراءتها تمثّلاً للأمر الإلهي المستمرّ بالقراءة: “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ” (سورة العلق:1).


وفي الواقع يرتبط “مفهوم التجديد” بشبكة من المفاهيم النظرية المتعلقة بالتأصيل النظري للمفهوم، والمفاهيم الحركية المتعلقة بالممارسة الفعلية لعملية التجديد. على سبيل المثال: يتشابك مفهوم “التجديد” مع مفهومي “الأصالة والتراث”؛ حيث يقصد بالأصالة تأكيد الهوية والوعي بالتراث دون تقليد جامد، وتلك المقاصد جزء من غايات التجديد. كما يشتبك “التجديد” مع مفهوم “التغريب” الذي يعبر عن عملية النقل الفكري من الغرب، وهو ما قد يحدث تحت دعوى التجديد.
وفي الواقع يرتبط “مفهوم التجديد” بشبكة من المفاهيم النظرية المتعلّقة بالتأصيل النظري للمفهوم، والمفاهيم الحركية المتعلّقة بالممارسة الفعلية لعملية التجديد.  


وعلى صعيد المفاهيم الحركية، تطرح مفاهيم مثل “التقدم” و”التحديث” و”التطور” و”التقنية” و”النهضة” لتعبر عن رؤية غربية لعملية التجديد نابعة من الخبر التاريخية الغربية، ومستهدفة لربط عملية التجديد في كل الحضارات بالحضارة الغربية، باعتبارها قمة التقدم وهدفاً للدول الساعية نحو التنمية، كما تظهر مفاهيم مثل “الإصلاح” و”الإحياء” وهي نابعة من الرؤية الإسلامية لعملية التجديد، حيث التجديد هو إحياء لنموذج حضاري وجد من قبل ولم تحدث تجاهه عمليات التجاوز والخلاص، ويتضح مما سبق مدى الارتباط بين “مفهوم التجديد” فكرًا وممارسة وبين الخبرة التاريخية والمرجعية الكبرى النهائية للمجتمع.
على سبيل المثال: يتشابك مفهوم “التجديد” مع مفهومي “الأصالة والتراث”؛ حيث يقصد بالأصالة: تأكيد الهوية والوعي بالتراث دون تقليد جامد، وتلك المقاصد جزء من غايات التجديد. كما يشتبك “التجديد” مع مفهوم “التغريب” الذي يعبّر عن: عملية النقل الفكري من الغرب، وهو ما قد يحدث تحت دعوى التجديد.


وعلى صعيد المفاهيم الحركية، تطرح مفاهيم مثل “التقدّم” و”التحديث” و”التطوّر” و”التقنية” و”النهضة” لتعبّر عن رؤية غربية لعملية التجديد نابعة من الخبر التاريخية الغربية، ومستهدفة لربط عملية التجديد في كلّ الحضارات بالحضارة الغربية باعتبارها قمّة التقدّم وهدفاً للدول الساعية نحو التنمية. كما تظهر مفاهيم مثل “الإصلاح” و”الإحياء” وهي نابعة من الرؤية الإسلامية لعملية التجديد، حيث التجديد هو إحياء لنموذج حضاري وجد من قبل ولم تحدث تجاهه عمليات التجاوز والخلاص.


فالتجديد  كان قائماً على مرّ التاريخ الإسلامي ، خاصّة في عصر الحركة الحضارية نرى ذلك التجديد في الفقه والأُصول والتفسير والحياة الأدبية والسياسية والاجتماعية . الاجتهاد وشيوع حديث ظهور المجدّدين على رأس كلّ قرن من مظاهر هذا التجديد المستمرّ .
ويتّضح ممّا سبق مدى الارتباط بين “مفهوم التجديد” فكراً وممارسة وبين الخبرة التاريخية والمرجعية الكبرى النهائية للمجتمع.
وكان من المفروض في عصر الركود الحضاري أن لا تظهر في العالم الإسلامي مشاريع تجديدية ، غير أنّ الإسلام بما فيه من طاقات ذاتية يأبى على أتباعه الخضوع للوضع القائم ، ويثير فيهم الهمّة للإصلاح والتجديد .
 
من هنا نرى قائمة المجدّدين في عصرنا غنية بالأسماء والمشاريع النظرية والعلمية .
فالتجديد  كان قائماً على مرّ التاريخ الإسلامي، خاصّة في عصر الحركة الحضارية نرى ذلك التجديد في الفقه والأُصول والتفسير والحياة الأدبية والسياسية والاجتماعية. الاجتهاد وشيوع حديث ظهور المجدّدين على رأس كلّ قرن من مظاهر هذا التجديد المستمرّ.
وقد قدّم بعض هؤلاء المجدّدين مشاريع لعملهم ، يمكن تلخيصها فيما يلي :
 
1 ـ نقد ورفض الجمود والتقليد ، سواء أكان هذا التقليد للسلف وجموداً على تراثهم ، أم تقليد الغرب والجمود على الثقافة الحداثية للتغريب .
وكان من المفروض في عصر الركود الحضاري أن لا تظهر في العالم الإسلامي مشاريع تجديدية، غير أنّ الإسلام بما فيه من طاقات ذاتية يأبى على أتباعه الخضوع للوضع القائم، ويثير فيهم الهمّة للإصلاح والتجديد.
2 ـ التجديد الذي يؤدّي إلى تحرير الفكر من القيود ، وفهم الدين على طريقة سلف الأُمّة قبل ظهور الخلاف ، والرجوع في كسب معارف الدين إلى ينابيعها الأُولى ، واعتبار الدين من ضمن موازين العقل البشري ، وإصلاح أساليب اللغة العربية ، والتمييز بين ما للحكومة من حقّ الطاعة على الشعب ، وما للشعب من حقّ العدالة على الحكومة .
من هنا نرى قائمة المجدّدين في عصرنا غنية بالأسماء والمشاريع النظرية والعلمية.
3 ـ الإصلاح بالإسلام ، لا بالمشاريع الغريبة على البيئة الإسلامية .
 
4 ـ الوسطية الإسلامية التي برِئت من الغلو والإغراق في المادّية أو في الروحانية .
وقد قدّم بعض هؤلاء المجدّدين مشاريع لعملهم ، يمكن تلخيصها فيما يلي:
5 ـ العقلانية المؤمنة التي تجمع بين العقل والنقل .
 
6 ـ الوعي بسنن الله الكونية التي تحكم عوالم المخلوقات ، وجعل هذه السنن علماً من العلوم المدوّنة .
1 ـ نقد ورفض الجمود والتقليد، سواء أكان هذا التقليد للسلف وجموداً على تراثهم، أم تقليد الغرب والجمود على الثقافة الحداثية للتغريب.
7 ـ الدولة في الإسلام مدنية ـ إسلامية ، لا كهنوتية ولا علمانية .
 
8 ـ الشورى ، أي : مشاركة الأُمّة في صنع القرارات .
2 ـ التجديد الذي يؤدّي إلى تحرير الفكر من القيود، وفهم الدين على طريقة سلف الأُمّة قبل ظهور الخلاف، والرجوع في كسب معارف الدين إلى ينابيعها الأُولى، واعتبار الدين من ضمن موازين العقل البشري، وإصلاح أساليب اللغة العربية، والتمييز بين ما للحكومة من حقّ الطاعة على الشعب، وما للشعب من حقّ العدالة على الحكومة.
9 ـ العدالة الاجتماعية التي تحقّق التكافل الاجتماعي بين الأُمّة كلّها .
 
10 ـ إنصاف المرأة لتشارك الرجل في القيام بفرائض وتكاليف العمل العامّ ( ).
3 ـ الإصلاح بالإسلام، لا بالمشاريع الغريبة على البيئة الإسلامية.
هذا هو تلخيص الدكتور محمّد عمارة للأُصول الفكرية للمدسة الإحيائية التجديدية ، راجع كلامه في المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 1 : 93 .
 
4 ـ الوسطية الإسلامية التي برِئت من الغلو والإغراق في المادّية أو في الروحانية.
 
5 ـ العقلانية المؤمنة التي تجمع بين العقل والنقل.
 
6 ـ الوعي بسنن الله الكونية التي تحكم عوالم المخلوقات، وجعل هذه السنن علماً من العلوم المدوّنة.
 
7 ـ الدولة في الإسلام مدنيةـ إسلامية، لا كهنوتية ولا علمانية.
 
8 ـ الشورى، أي: مشاركة الأُمّة في صنع القرارات.
 
9 ـ العدالة الاجتماعية التي تحقّق التكافل الاجتماعي بين الأُمّة كلّها.
 
10 ـ إنصاف المرأة لتشارك الرجل في القيام بفرائض وتكاليف العمل العامّ.
 
هذا هو تلخيص الدكتور محمّد عمارة للأُصول الفكرية للمدسة الإحيائية التجديدية، راجع كلامه في المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 1 : 93.
٢٬٧٩٦

تعديل