Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٦
تعديل
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
(مراجعة متوسطة واحدة بواسطة مستخدم واحد آخر غير معروضة) | |||
سطر ١: | سطر ١: | ||
'''سلبيات الواقع الإسلامي''' | '''سلبيات الواقع الإسلامي''' هی أُمور غير المثبتة في حاضر الإسلام وواقعه، وهي كالتالي : | ||
==السلبية الأُولى :== | ==السلبية الأُولى :== | ||
لعلّ أكبر سلبيات الواقع الإسلامي المعاصر هي حالة التفرّق والتبعية التي تشكو منها الدول والشعوب الإسلامية. فنحن نواجه متفرّقين مشكلات الحاضر والمستقبل، وكلّ دولة إسلامية تبرّر تفرّدها في مواجهة هذه المشكلات بأنّ وضعها مختلف عن وضع أيّة دولة إسلامية أُخرى. وهو منطق يغري بالقبول. ولكن هذا المنطق يؤدّي في النهاية إلى تغليب المصالح الوطنية على مصالح الأُمّة، بل لعلّه يؤدّي إلى قيام حروب بين الدول الإسلامية، ولنا أكثر من شاهد على ذلك. إنّ هذا المنطق لا بدّ من تغييره على أساس تعزيز الثقة بين الدول الإسلامية، وتوثيق عرى التعاون بينها في شتّى الميادين، بل لعلّنا نطمح إلى قيام «ميثاق تضحية» - إن جاز التعبير - ينصر فيه القوي من الدول الإسلامية ضعيفها في شتّى المجالات. | لعلّ أكبر سلبيات الواقع الإسلامي المعاصر هي حالة التفرّق والتبعية التي تشكو منها الدول والشعوب الإسلامية. فنحن نواجه متفرّقين مشكلات الحاضر والمستقبل، وكلّ دولة إسلامية تبرّر تفرّدها في مواجهة هذه المشكلات بأنّ وضعها مختلف عن وضع أيّة دولة إسلامية أُخرى. وهو منطق يغري بالقبول. ولكن هذا المنطق يؤدّي في النهاية إلى تغليب المصالح الوطنية على مصالح الأُمّة، بل لعلّه يؤدّي إلى قيام حروب بين الدول الإسلامية، ولنا أكثر من شاهد على ذلك. إنّ هذا المنطق لا بدّ من تغييره على أساس تعزيز الثقة بين الدول الإسلامية، وتوثيق عرى التعاون بينها في شتّى الميادين، بل لعلّنا نطمح إلى قيام «ميثاق تضحية» - إن جاز التعبير - ينصر فيه القوي من الدول الإسلامية ضعيفها في شتّى المجالات. | ||
سطر ٨: | سطر ٨: | ||
==السلبية الرابعة :== | ==السلبية الرابعة :== | ||
في واقعنا الحضاري، ولعلّها الأهمّ بين جميع السلبيات الآنفة الذكر، وهي سلبية نظرية لا ميدانية ولا عملية، عنيت فقدان الرؤية، فإن افتقدت الرؤية ضاع الجهد، فإذا اتّصل فقدان الرؤية بالحضارة كان ذلك نذير الفشل الأكبر. فنحن كمسلمين لم نكوّن لأنفسنا رؤية واضحة للشخصية الحضارية الإسلامية المعاصرة، ثمّ لن نكوّن بالتالي تصوّراً لتطوّر هذه الشخصية في المستقبل وسبل تقدّمها نحو الكمال، ولأنّ الشخصية الحضارية الإسلامية المعاصرة غير واضحة، فإنّ مواقفنا قلقة متردّدة بين الحداثة والتقليد، بين التغريب والتأصيل، بين العصرنة ورفضها...إنّ مواقفنا أشبه بفرس امرئ القيس «مقبلة مدبرة معاً كجلمود صخر حطّه السيل من عل»! يقول رضوان السيّد : «إنّه لم يصدر في الأربعين سنة الأخيرة إلّاثلاث محاولات جادّة باللغة العربية عن مفهوم الحضارة والعلاقات بين الحضارات، هي كتابات [[مالك بن نبي]] بين 1955 م و1962 م، ودراسة قسطنطين زريق عام 1964 م في معركة الحضارة، ودراسة للدكتور حسين مؤنس عام 1977 م بعنوان : الحضارة.. دراسة في أُصول وعوامل قيامها وتطوّرها». إن صحّ هذا القول فإنّ مسيرة تقدّم العالم العربي والإسلامي في القرن الواحد والعشرين لا يمكن أن تكون مسيرة واضحة أو حثيثة، وحري بنا ونحن نعدّ للمستقبل أن ننكبّ على دراسة رسالة الحضارة العربية والإسلامية، وعلاقتها بالشعوب والحضارات الأُخرى في هذا القرن، عسانا بذلك أن نتبيّن معالم لطريق نحو مستقبل يكون فيه الخير لنا وللناس كافّة.<br> | في واقعنا الحضاري، ولعلّها الأهمّ بين جميع السلبيات الآنفة الذكر، وهي سلبية نظرية لا ميدانية ولا عملية، عنيت فقدان الرؤية، فإن افتقدت الرؤية ضاع الجهد، فإذا اتّصل فقدان الرؤية بالحضارة كان ذلك نذير الفشل الأكبر. فنحن كمسلمين لم نكوّن لأنفسنا رؤية واضحة للشخصية الحضارية الإسلامية المعاصرة، ثمّ لن نكوّن بالتالي تصوّراً لتطوّر هذه الشخصية في المستقبل وسبل تقدّمها نحو الكمال، ولأنّ الشخصية الحضارية الإسلامية المعاصرة غير واضحة، فإنّ مواقفنا قلقة متردّدة بين الحداثة والتقليد، بين التغريب والتأصيل، بين العصرنة ورفضها...إنّ مواقفنا أشبه بفرس امرئ القيس «مقبلة مدبرة معاً كجلمود صخر حطّه السيل من عل»! يقول رضوان السيّد : «إنّه لم يصدر في الأربعين سنة الأخيرة إلّاثلاث محاولات جادّة باللغة العربية عن مفهوم الحضارة والعلاقات بين الحضارات، هي كتابات [[مالك بن نبي]] بين 1955 م و1962 م، ودراسة قسطنطين زريق عام 1964 م في معركة الحضارة، ودراسة للدكتور حسين مؤنس عام 1977 م بعنوان : الحضارة.. دراسة في أُصول وعوامل قيامها وتطوّرها». إن صحّ هذا القول فإنّ مسيرة تقدّم العالم العربي والإسلامي في القرن الواحد والعشرين لا يمكن أن تكون مسيرة واضحة أو حثيثة، وحري بنا ونحن نعدّ للمستقبل أن ننكبّ على دراسة رسالة الحضارة العربية والإسلامية، وعلاقتها بالشعوب والحضارات الأُخرى في هذا القرن، عسانا بذلك أن نتبيّن معالم لطريق نحو مستقبل يكون فيه الخير لنا وللناس كافّة.<br> | ||
[[تصنيف: المفاهيم التقريبية]] | [[تصنيف: المفاهيم التقريبية]] |