الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حسن الرباني»

من ویکي‌وحدت
(حسن_الربّاني ایجاد شد)
(لا فرق)

مراجعة ٠٠:٢٤، ١٢ نوفمبر ٢٠٢٠

الاسم حسن الربّاني‏
الاسم الکامل السيّد حسن بن إبراهيم ربّاني
تاريخ الولادة 1373ه/1954م/1333ش
محل الولادة تربت حیدریة/ ایران
تاريخ الوفاة
المهنة رئيس مكتب الإعلام الإسلامي، وداعية وحدة معروف.
الأساتید الميرزا جواد التبريزي، والسيّد محمّد الروحاني
الآثار
المذهب شیعی

السيّد حسن بن إبراهيم ربّاني: رئيس مكتب الإعلام الإسلامي، وداعية وحدة معروف.
ولد سنة 1333 ه. ش. في «تربت حيدرية» بخراسان في إيران، ودرس الابتدائية ومقدّمات العلوم الدينية الحوزوية في مسقط رأسه، وحضر في مرحلة السطوح عند بعض علماء مدينة مشهد، وكانت له منذ نعومة أظفاره علاقة وهواية في مسائل التبليغ الديني والإرشاد، ومن هنا كانت له أسفار كثيرة لمدينة مسجد سليمان، فأثّر في أهلها كثيراً.
وقد تصدّى السيّد ربّاني ضدّ النظام الملكي الحاكم آنذاك، ولقى في سبيل نضاله العنت والمشقّة، حتّى‏ انتصرت الثورة الإسلامية عام 1979 م، فعيّن إماماً لمدينة مسجد سليمان.
حضر أبحاث الخارج عند بعض علماء قم، كالميرزا جواد التبريزي، والسيّد محمّد الروحاني، وبلغ مرتبة عالية من العلم. وقد قام بالتدريس في بعض الجامعات الإسلامية ببلده.
والسيّد حسن الربّاني رجل عرفته الأوساط العلمية والدعوية في الجمهورية الإسلامية وخارجها بنشاطه الدائب في حقل التقريب، حيث عاش في منطقة سيستان‏
وبلوشستان ممثّلًا لولي أمر المسلمين في شؤون أهل السنّة، فكان له هناك دوره المتميّز في صدّ محاولات الفتن الطائفية، كما اهتمّ بأمر التقريب في الحقل العلمي، فكان رئيساً وقتها للمركز العالمي للعلوم الإسلامية، وهومركز يهتمّ بجمع طلّاب العلم من مختلف أرجاء العالم ليجلسوا حول طاولة الدراسة والبحث والتحقيق في عملية جادّة تستهدف تربية دعاة يحملون الإسلام إلى أرجاء المعمورة، كما أنّه إضافة إلى هذا وذاك نائب الأمين العامّ السابق للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.
يقول في‏حوارٍ أجرته معه مجلّة «رسالة التقريب» الطهرانية متحدّثاً عن نشاطاته في سيستان وبلوشستان: «أوّل ما لفت نظري لدى دخولي المنطقة وجود أرضية صالحة للعمل التقريبي. لقد وجدت من كثير من الأوساط العلمائية والشعبية السنّية اهتماماً بأمر وحدة المسلمين، فكّرت كثيراً في سبب هذا التجاوب السريع، فألفيت أنّ فطرة الإنسان السليمة تتّجه نحو الوحدة والتآلف ورفض التفرقة والتنازع، ثمّ إنّ التربية الإسلامية ذاتها إن قامت على أساس القرآن والسنّة وابتعدت عن القيل والقال تكوّن الإنسان ذا العاطفة الميّالة نحو حبّ المسلمين ووحدة صفّهم وقوّة شوكتهم، وتنأى‏ عن الشقاق والنزاع.
ثمّ إنّي وجدت إضافة إلى ذلك أنّ جذور هذا الشوق إلى الوحدة يعود إلى أيّام إقامة العبد الصالح الإمام السيّد علي الخامنئي في هذه المنطقة، فقد كان (حفظه اللَّه) يعيش السنوات الأخيرة التي سبقت الثورة الإسلامية منفياً في هذه المنطقة، واستطاع أن يقيم علاقات واسعة مع علمائها وأبنائها. ومن الطريف أنّ هذه العلاقات بدأت عن طريق تبنّيه لمشاكل الناس وهمومهم وهو منفي! وكان له دور كبير في إنقاذ أهالي مدينة «إيرانشهر» من السيل المدمّر الذي اجتاح المنطقة آنذاك، فدخل الرجل المنفي في قلوب الناس، واستثمر هذا الارتباط لإزالة الحواجز النفسية الطائفية، ونفّذ هناك أوّل مشروع لأُسبوع الوحدة خلال أيّام المولد النبوي الشريف. غير أنّ حالة التخلّف وعمق الحواجز النفسية كانت طبعاً أكبر من أن يتغلّب عليها رجل يعيش في منفاه، لكنّ جهوده وفّرت أرضية صالحة يسّرت لنا كثيراً عملنا في المنطقة فيما بعد.
ومن التجارب التي حصلت عليها خلال عملي في المنطقة أنّ عملية البناء في حقل توحيد صفوف المسلمين أسهل من عملية الهدم، وهذا من عجائب الأُمور؛ لأنّ عملية الهدم عادةً أسهل من عملية البناء، غير أنّ ارتباط قضية الوحدة بفطرة الناس، وبمشاعرهم الإسلامية، وبتعاليم القرآن والسنّة التي تقرع آذانهم ليل نهار أن‏ أَقِيمُوا الدِّينَ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ‏ (سورة الشورى‏: 13)، وأن‏ وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (سورة آل عمران: 103)، وأن «لا ترجعنّ من بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض» و... ما لا يعدّ و لا يحصى من النصوص التي تجعل وحدة المسلمين مبدأً يقترن بمبدأ توحيد اللَّه تعالى، كلّ هذه تجعل نداء الوحدة يدخل القلوب بسرعة، ويزيل كلّ الزبد الذي تركته سنون الجفوة والصراع الطائفي، لذلك فإنّ عملية توحيد الصفوف في المناطق التي يعيشها أهل السنّة والشيعة تسير بنجاح باهر رغم معاول الهدم التي لا تريد لهذه الوحدة أن تتحقّق.... وهناك معاول للتخريب، وبعض هذه المعاول داخلية تعود إلى وجود الحالة العشائرية في هذه المنطقة... هذه الحالة العشائرية تكرّست في زمن الطاغوت ضمن خطّة لإثارة النزاعات بين الشيعة والسنّة وبين أهل السنّة أنفسهم. كما أنّها تعود إلى حالة الجهل المتفشّي في المنطقة، والجهل مرتع خصب للشيطان الذي يوقع بين الناس العداوة والبغضاء، كما أنّ جهل فصائل المسلمين بعضهم للبعض يؤدّي عادة إلى شكوك وهواجس، وإلى شيوع التهم والأراجيف.
غير أنّني أيضاً تلمّست بوضوح خطّة القوى الأجنبية المعادية في إثارة النعرات الطائفية في إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية.
استطيع أن أقول من خلال تجربة عشتها سنوات بكلّ وجودي: إنّ الجماهير تبغض أيّ لون من ألوان الصراع الداخلي والاقتتال بين أبناء البلد الواحد، غير أنّ القوى الأجنبية تستثمر حالات التخلّف الفكري والتشرذم الذاتي، فتثير الفتن وتضرم النار بين المواطنين، هذا ما شاهدناه بوضوح في لبنان، ونشهده في باكستان وأفغانستان. لبنان شهد أكبر فتنة أسموها طائفية، أطلق فيها اللبنانيّون على بعضهم كلّ أسلحة الدمار والتخريب، فقتل‏
بعضهم بعضاً، وهدم بعضهم بيوت بعض، حتّى تحوّلت لبنان وبيروت خاصّة إلى خرائب... وهذه الفتنة اتّخذت مع الأسف صفة الطائفية، فالفرقاء فيها سنّة وشيعة ودروز ومارونيّون... غير أنّها في الواقع لم تكن طائفية، بل لم تكن فتنة لبنانية أصلًا... ولا أدلّ على ذلك أنّها انتهت حين تمّ «الاتّفاق» في مؤتمر «الطائف»، ولو كانت المسألة طائفية ولبنانية لما انتهت بمجرّد انعقاد هذا الاتّفاق.
وهكذا أغلب الفتن التي يراد لها أن تسمّى طائفية، ويراد لها أن تأخذ طابع الدين، إنّها في الواقع نتيجة مصالح متصارعة خارجة عن إطار الفئات المتنازعة المتقاتلة، والدين منها بُراء، والجماهير لا مصلحة لها في مثل هذه النزاعات أبداً.
العالم الإسلامي شهد ألوان الصراعات الطائفية والقومية والحدودية والإقليمية، وكانت المصالح المذكورة تغذّي هذه الصراعات وتسعّر نيرانها مستغلّة طبعاً ضعف المستوى الثقافي للجماهير المسلمة، غير أنّ الحالة التي تمرّ بها أشعرت الجميع بأنّ الصراع في العالم الإسلامي ليس فيه غالب ومغلوب، بل كلّ المسلمين به مغلوبون، ولا غالب فيه سوى القوى التي تريد أن تصادر ثروات المسلمين وتتحكّم في رقابهم، وتسيطر على مقدّراتهم، وتستهين بكرامتهم.
أعتقد أنّ العالم الإسلامي لم يشعر في القرون الأخيرة بخطر يهدّد كيانه وهويته ووجوده كما يشعر اليوم، فالغزو هدّام لا يرحم، والهيمنة خانقة لا تدع مجالًا للتنفّس، والاستهتار بالمقدّرات بلغ ذروته، وعمليات التصفية العرقية للمسلمين اتّخذت أبشع صورها... كلّ هذه الفجائع لم تبق لذي عقل شكّاً في أنّ المسلمين أمام خيارين لا ثالث لهما: إمّا التوحّد، وإمّا الطوفان.
هذا الذي نشهده على الساحة الإسلامية يمثّل نتيجة طبيعية لسيادة الشعور بفداحة الخطب الذي يلمّ بالمسلمين، وبهواجس ما ينتظرهم في المستقبل. وممّا لا شكّ فيه أنّه سيوفّر الظروف النفسية والفكرية والعاطفية لتقارب المسلمين على صعيد علمائهم وشعوبهم ومفكّريهم وسائر فصائلهم.
أمّا قضية الجذور التاريخية والفقهية والعقائدية للخلافات بين المسلمين فهي حقيقة لا يمكن إنكارها، غير أنّها سوف لا تكون عائقاً أمام الوحدة والتقريب إذا كانت مصحوبة بوعي على أهمّية صنع المستقبل المطلوب للمسلمين، وإذا كانت محصّنة من عمليات الاستفزاز والتآمر.
سوف تتّخذ الخلافات في الجوّ السليم طابعاً علمياً يثري الفكر وينمّي حالة الحوار بين المسلمين».