عطاء بن أبي رباح

الاسم	عطاء بن أبي رباح (أسلم)
تاريخ الولادة	26 هجري قمري
تاريخ الوفاة	114 هجري قمري
كنيته	أبو محمد .
نسبه	الفِهْري، القُرَشي .
لقبه	المكّي .
طبقته	الثالثة .

عطاء بن أبي رباح ولد في خلافة عثمان بن عفّان، وقيل: في خلافة عمر. وذكروا أنّه ولد في «الجَنَد» وهي بلدة مشهورة باليمن قد خرج منها جماعة من العلماء . ونشأ عطاء بمكّة المكرّمة ، واسم أُمّه: بَركَة ، وكان أبوه «أسلم» مولى ابن خُثَيم الفهري .

كان عطاء أسود أعور، أفطس أشلّ أعرج، ثم عُمي بعد ذلك. وكان فقيهاً عالماً، كثير الحديث فصيحاً، وكان معلّم كتّاب، وقد حجّ سبعين حجّة، وكانت يده قد قُطعت مع ابن الزبير في حربه مع الحجّاج .

وقال ابن جريج: «كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة، وكان من أحسن الناس صلاةً» . وعنه أيضاً قال: «لزمت عطاء ثماني عشرة سنة، وكان بعدما كبر وضعف يقوم إلى‏ الصلاة فيقرأ مائتي آية من البقرة وهو قائم، لايزول منه شي‏ء ولايتحرّك». وكان عطاء يطيل الصمت، فإذا تكلّم يخيَّل إلينا أنّه يؤيَّد ، أي: مُسدَّد من اللَّه تعالى‏. ولم يكن يقطع على‏ أحدٍ حديثه، ولايقبل لغيره تلك الخصلة أيضاً. قال لرجل اعترض حديث رجلٍ آخر: «ماهذه الأخلاق؟! ماهذه الطباع؟! واللَّه، إنّ الرجل ليحدّث بالحديث لأنا أعلم به منه، ولعسى‏ إن سمعه منّي فأُنصت إليه، وأُريه كأنّي لم أسمعه قبل ذلك». وعنه أيضاً: «إنّ الرجل ليحدّثني بالحديث فأُنصت له كأنّي لم أسمعه قطّ، وقد سمعته قبل أن يولد». وقال أيضاً: «لأن أرى‏ في بيتي شيطاناً خيرٌ من أن أرى‏ فيه وسادةً؛ لأنّها تدعو إلى‏ النوم» .

وروي: أنّ الحلقة في المسجد الحرام كانت لابن عباس، فلمّا مات ابن عباس كانت لعطاء بن أبي رباح. كما يروى‏ عن الإمام الباقرعليه السلام قوله: ما بقي أحد أعلم بمناسك الحجّ من عطاء بن أبي رباح. وعن عبداللَّه بن إبراهيم بن عمر بن كَيْسان عن أبيه قال: «أذكر في زمان بني أُمية صائحاً يصيح: ألا، لايفتي الناس إلّا عطاء، فإن لم يكن عطاء فابن أبي نُجَيْح» . وعن عطاء قال: « احفظوا عنّي خمساً: القدر خيره وشرّه، حلوه ومرّه من اللَّه عزّوجلّ، وليس للعباد فيه مشيئة ولا تفويض، وأهل قبلتنا مؤمنون ، حرام دماؤهم وأموالهم إلّا بحقّها، وقتال الفئة الباغية بالأيدي والنعال والسلاح، والشهادة على‏ الخوارج بالضلالة» .

وقد أيّد أبا حنيفة في رأيه في عدم سبّ السلف، والإيمان بالقدر، وأن لايكفّر أحداً بذنب. ونقل البخاري عنه قوله: «أدركت مائتي نفس من أصحاب النبي‏ صلى الله عليه وآله في هذا المسجد، إذا قال الإمام: «ولا الضالّين» سمعت لهم رجّةً بآمين» .

ومن فتاواه: إذا أراد الإنسان سفراً فله القصر قبل خروجه من البلد. وأيضاً: إذا كان العيد يوم الجمعة، وجبت صلاة العيد ولايجب بعدها، لاجمعة ولاظهر، ولاصلاة بعد العيد إلّا العصر. وعن أبي حازم قال: «فاق عطاء أهل مكّة في الفتوى‏»، وروي: أنّ ابن عمر قدم مكّة، فسألوه فقال ابن عمر: تجمعون لي المسائل وفيكم ابن أبي رباح؟! وسمع من ابن عباس التفسير وغيره .

موقف الرجاليّين منه

وثّقه أكثر رجاليّي أهل السنّة، إلّا أنّه كان كثير الإرسال. يقول يحيى‏ بن سعيد القطّان: «مرسلات مجاهد أحبّ إليَّ من مرسلات عطاء بكثير». إذ كان عطاء يأخذ من كلّ ضرب، قال أحمد: «وليس في المرسلات شي‏ء أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح، فإنّهما كانا يأخذان عن كلّ أحد». وقال المديني: «كان عطاء بأخَرةٍ، تركه ابن جريج وقيس بن سعد» .

ومن رجاليّي الشيعة فقد عدّه الشيخ الطوسي في أصحاب ورواة أمير المؤمنين‏ عليه السلام، ووصفه بأنّه مخلط .

وقال المحقّق التستري في ردّه على‏ الشيخ المامقاني عندما حكم باشتباه أبي نعيم في رواية عطاء عن الإمام الباقرعليه السلام، قال: «فعطاء مات سنة 115 ه، وهو ابن 88 سنة، فيكون موته بعد الباقرعليه السلام بسنة، فكيف حكم باشتباه أبي نعيم في روايته عنه؟!» .

وقال أيضاً تعليقاً على‏ قول المامقاني بأنّه التقى‏ علياً، وأنّه يروي عن الشيخين كثيراً: «وكان في وقت وفاة أمير المؤمنين‏ عليه السلام ابن 13 سنة، فلم يكن قابلاً للرواية عنه ‏عليه السلام فضلاً عن الشيخين، فكيف نفى‏ الريب في روايته عنه ‏عليه السلام وعن المتقدّمين عليه؟!». وقال أيضاً معلّقاً على‏ قول المامقاني أنّه مولى‏ ابن عباس: «بل مولى‏ بني فهر كما صرّح ابن قتيبة» .

من روى‏ عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن النبي ‏صلى الله عليه وآله. وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: ابوبكر، عمر، عثمان، الفضل بن عباس مرسلاً، عائشة، أبو هريرة، ابن عباس، أبو سعيد الخُدري، أُم سلمة زوج النبي‏ صلى الله عليه وآله، زيد بن أرقم، ابن الزبير، ابن عمر، عبداللَّه بن عمرو بن العاص. وروى‏ عنه جماعة، منهم: أبو حنيفة، الأوزاعي، الزهري، قتادة، الأعمش، سَلَمة بن كُهَيْل، أيّوب السختياني، جرير بن حازم.

من رواياته

روى‏ عن زيد بن خالد الجُهَني عن النبي الأكرم ‏صلى الله عليه وآله أنّه قال: «من جهّز محارباً أو خلفه بخير في أهله كان له مثل أجره، ولم ينقص من أجره شيئاً. ومن جهّز حاجّاً أو خلفه في أهله بخير كان له مثل أجر الحاجّ، ولم ينقص من أجر الحاجّ شيئاً. ومن فطّر صائماً كان له مثل أجره» . وروى‏ عن عبداللَّه بن عمر: أنّ رسول اللَّه ‏صلى الله عليه وآله قال: «ليس منّا من تشبّه بالرجال من النساء، ولا من تشبّه بالنساء من الرجال» . وروى‏ عن ابن عباس عن النبي‏ صلى الله عليه وآله أنّه قال: «من حفظ من أُمتي أربعين حديثاً من السنّة، كنتُ له شفيعاً يوم القيامة» .

وفاته

توفّي عطاء في شهر رمضان سنة 114 ه، سنة وفاة الإمام الباقرعليه السلام على‏ قول .