الفرق بين المراجعتين لصفحة: «وكيع بن الجراح بن مليح»
لا ملخص تعديل |
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) |
||
سطر ٦٤: | سطر ٦٤: | ||
=المراجع= | =المراجع= | ||
{{الهوامش}} | |||
{{الهوامش|2}} | |||
<references /> | |||
</div> | |||
[[تصنيف:الرواة المشتركون]] | [[تصنيف:الرواة المشتركون]] |
المراجعة الحالية بتاريخ ٠٦:١٨، ٩ مايو ٢٠٢١
الاسم | وكيع بن الجرّاح بن مليح [١] |
---|---|
تاريخ الولادة | 128 هجري قمري |
تاريخ الوفاة | 197 هجري قمري |
كنيته | أبو سُفيان [٢]. |
نسبه | الرُؤاسي، الرَّقاشي [٣]. |
لقبه | الكوفي [٤]. |
طبقته | من كبار التاسعة [٥]. |
وكيع بن الجراح بن مليح كان حافظاً متقناً، وكان يفتي بقول أبي حنيفة. وقيل له: الرُؤاسي؛ لانتسابه إلى بني رُؤاس، من العدنانية. وروي عنه قال: «ولدت بأبة قريةٍ من قرى أصبهان»، وقيل: من السُّغْد (الصُغْد) ويقال: إنّ أصله من نيسابور [٦].
وروي عنه أنّه قال: قال لي الرشيد: إنّ أهل بلدك طلبوا منّي قاضياً، وقد رأيت أن أشركك في أمانتي وصالح عملي، فخذ عهدك، فقلت: يا أميرالمؤمنين! أنا شيخ كبير، وإحدى عيني ذاهبة، والأُخرى ضعيفة [٧]. كما وبعث الأمين ابن الرشيد إليه أيضاً، وأقدمه بغداد على أن يسند إليه أمراً من أُموره، فأبى أن يدخل في شيء، وتوجّه يريد مكة من ذي القعدة سنة 193 ه، فمات في طريقها [٨].
ترجمته
كان أبوه من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام، وكان على بيت المال في دولة الرشيد، ثم على دار الضرب بالري [٩]. وأمّا أخوه مَليح بن الجرَّاح فكان من الرواة. وكان لوكيع أربعة أولاد، منهم: سُفيان ومَليح وعبيد، وهم من رواة أبيهم [١٠].
نقلت كتب التراجم بعض شمائله، قال أبو داود البستي: «ما أدركت رجلاً كان أخشع للَّه عزّوجلّ من وكيع» [١١]. وعن ابن حنبل قال: «إنّ وكيعاً لم يختلط بسلطان» [١٢]. وروي أنّه كان يصوم الدهر، وكان لاينام حتّى يقرأ حزبه في كلّ ليلةٍ ثلث القرآن، ثم يقوم في آخر الليل فيقرأ المفصل، ثم يجلس فيأخذ في الاستغفار حتّى يطلع الفجر فيصلّي الركعتين، وكان يقول: «من لم يأخذ أُهبة الصلاة قبل وقتها لم يكن وقّرها». وعن السائب سلم بن جنادة يقول: «جالست وكيع بن الجراح سبع سنين، فما رأيته بزق، وما رأيته مسّ - واللَّه - حصاةً بيده، وما رأيته جلس مجلسه فتحرّك، وما رأيته إلّا مستقبل القبلة، وما رأيته يحلف باللَّه» [١٣]. بدأ وكيع بأخذ الحديث منذ صغره، فكان الثوري يدعو وكيعاً وهو غلام، فيقول: يا رؤاسي! تعالَ، أيّ شيءٍ سمعت؟ فيقول: حدّثني فلان بكذا، والثوري يبتسم ويتعجّب من حفظه [١٤]. وعن إسحاق بن إبراهيم - يعني ابن راهويه - يقول: «حفظي وحفظ ابن المبارك تكلّف، وحفظ وكيع أصلي، قام وكيع يوماً قائماً ووضع يده على الحائط، وحدّث سبعمائة حديث حفظاً». وعن أحمد: «كان وكيع مطبوع الحفظ، كان حافظاً حافظاً، وكان أحفظ من عبد الرحمان بن مهدي كثيراً كثيراً» [١٥].
وكان وكيع قد حدّث وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة [١٦]، ولمّا مات الثوري جلس وكيع موضعه [١٧]. وقد عُدَّ أحد أقطاب الحديث في زمانه، يقول علي بن المديني: «نظرت فإذا الإسناد يدور على ستّة، ثم صار علم هؤلاء الستّة إلى اثني عشر، ثم انتهى علم هؤلاء الاثني عشر إلى ستة، إلى: يحيى بن سعيد، عبدالرحمان بن مهدي، وكيع بن الجرّاح، يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عبدالرحمان بن المبارك، يحيى بن آدم» [١٨].
كان وكيع قليل السفر، واستفاد غالباً من مشايخ الكوفة. وذكروا أنّه سافر مرتين فقط، إحداهما إلى عبادان حيث روى أكثر من 1500 حديث [١٩]، والثانية إلى مكّة بعد امتناعه من قبول منصب القضاء، وفي هذه السفرة كان مشغولاً برواية الحديث، وامتنع فقط في منى من رواية الحديث. وهناك روى روايةً بشأن جنازة النبي صلى الله عليه وآله، فغضب عليه أهل مكّة وحكموا عليه بالقتل! فتخلّص منهم بواسطة سُفيان بن عُيَيْنَة وغادر مكّة، فكتبوا إلى أهل المدينة أن يقتلوه بمحض وصوله إليهم! قال سعيد بن منصور: فبعثنا بريداً إلى وكيع أن لايأتي المدينة ويمضي من طريق الربذة، وكان قد جاوز مفرق الطريقين، فلمّا أتاه البريد ردّ ومضى إلى الكوفة، ثم إنّ وكيعاً بعدها تجاسر وحجّ، وأدركه الأجل ب «فَيْد» [٢٠].
وذكر الخطيب أنّ وكيعاً كان راوية سُفيان الثوري [٢١]. كما وعُدَّ من فقهاء الحنفية، والظاهر أنّ تردّده على أبي حنيفة كان قليلاً، ولكنّه أكثر من التردّد على القوم بعد أن مات أبوحنيفة، وخلفه في رئاسة الحلقة زُفَر بن الهذيل، وإن لم يكن أخذ الفقه الحنفي كلّه فجلّه من زُفر، وكان يفتي برأي أبي حنيفة [٢٢]. وكان يقول: «لايكمل الرجل حتّى يكتب عمّن هو فوقه، وعمّن هو مثله، وعمّن هو دونه» [٢٣].
قال أحمد: «صنّف وكيع كتاب فضائل الصحابة، سمعناه قدّم فيه باب مناقب علي...» وعن أحمد أيضاً قال: «عليكم بمصنّفات وكيع». ولعلّه لهذا وأمثاله اعتبره البعض رافضياً أو أنّ فيه تشيّعاً [٢٤]. كما نقل عنه أنّه قال في جواب سؤال عن معنى حديث: «من كنت مولاه فعليٌّ مولاه» قال: يعني من كنت نبيّه فعليٌّ وليّه [٢٥].
وكان وكيع يفتي أحياناً طبقاً لفقه الإمام أبي حنيفة، فكان يعتبر شرب النبيذ حلالاً، ويشربه! وفي نفس الوقت كان مخالفاً لأصحاب الرأي ، كما كان يرى أنّ الجهر بالبسملة بدعة، وكان يقول: «من شكّ أنّ القرآن كلام اللَّه - يعني غير مخلوق - فهو كافر» [٢٦].
موقف الرجاليّين منه
ومع أنّه نقل روايات - بالواسطة - عن أهل البيت عليهم السلام وفضائلهم، إلّا أنّه لم يلتق أو يصاحب أحداً من الائمة عليهم السلام؛ لأسباب غير واضحة لدينا، ولعلّ منها كونه كوفياً ولم يسافر إلى المدينة. ولهذا فليس في البين شواهد واضحة عن علاقته أو مقدار هذه العلاقة مع أهل البيت عليهم السلام، سوى بعض الإشارات حول تشيّعه، وربّما لذلك لم يتعرّض له الرجاليون الشيعة [٢٧]. وأمّا أهل السنّة فيمكن القول: إنّ جميع أرباب الرجال والحديث منهم قد أثنوا عليه. قال النووي: «وأجمعوا على جلالته، ووفور علمه، وحفظه وإتقانه، وورعه وصلاحه وعبادته، وتوثيقه واعتماده» [٢٨]. وقال أحمد بشأنه: «ما رأت عيني مثله قطّ، يحفظ الحديث جيداً، ويذاكر بالفقه فيحسن، مع ورع واجتهاد، ولايتكلّم في أحد». وقال أيضاً: «كان وكيع إمام المسلمين في زمانه». ويقول يحيى بن مَعين: «واللَّه ما رأيت أحداً يحدّث للَّه تعالى غير وكيع بن الجرّاح، وما رأيت رجلاً قطّ أحفظ من وكيع» [٢٩]. وقال ابن عمّار: «ما كان بالكوفة في زمان وكيع بن الجرّاح أفقه ولا أعلم بالحديث من وكيع»، وقال مروان: «ما وصف لي أحد إلّا رأيته دون الصفة، إلّا وكيع فإنّه فوق ما وصف لي» [٣٠].
وكما وثّقه البعض، فقد ضعّفه آخر، قال عنه العِجلي: «ثقة عابد صالح أديب، من حفّاظ الحديث» [٣١]. وقال عبد اللَّه بن أحمد عن أبيه: «ابن مهدي أكثر تصحيفاً من وكيع، ووكيع أكثر خطأً منه». وقال في موضع آخر: «أخطأ وكيع في خمسمائة حديث» [٣٢]. ويبدو أنّه التقى الإمام الرضاعليه السلام مرّةً واحدةً، ونقل عنه معجزةً، ولهذا فقد عُدَّ من رواة الإمام الرضاعليه السلام [٣٣].
من روى عنهم ومن رووا عنه [٣٤]
روى عن جماعة، منهم: أبوه: الجرّاح، أخوه: مليح بن الجرّاح، هشام بن عُروة، حسن وعلي ابنا صالح بن حيّ، ابن جُريح، مالك، عِكْرِمَة بن عمّار اليماني، الأعمش، الأوزاعي، الثوري، أبو حمزة الثمالي، إسرائيل بن يونس. وروى عنه جماعة، منهم: أبناؤه: سُفيان ومَليح وعُبيد، كاتبه: يحيى بن مَعين، علي ابن المَديني، إسحاق بن راهويه، عبدالرحمان بن مهدي، يزيد بن هارون.
وقد كان وكيع أحد نقّاد أسانيد الحديث، وقد وثّق جماعةً، منهم: جابر بن يزيد الجعفي، سَلَمة بن نُبَيْط، عِكْرِمَة بن عمّار، أبو وائل، حميد الأصمّ، يزيد بن إبراهيم، حَوْشَب بن عقيل، أبو نجيح المكّي [٣٥]. ويبدو أنّ وثاقته وجلالته محلّ اتّفاق جميع الرجاليّين من أهل السنّة [٣٦]، كما وثّقه المحقّق الخوئي؛ لوقوع اسمه في سلسلة سند تفسير القمّي [٣٧]. وقد وردت رواياته في المصادر الروائية لأهل السنّة والشيعة [٣٨].
من رواياته
نقل الطبري بإسناده إلى وكيع: أنّ أُم سَلَمة قالت: لمّا نزلت هذه الآية: «إِنَّمَا يُرِيدُاللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً » [٣٩] دعا رسول اللَّه علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً، فجلّل عليهم كساءً خيبرياً، فقال: «اللّهم هؤلاء أهل بيتي، اللّهم أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً» فقالت: أُم سلمة: ألستُ منهم؟ قال: «أنتِ إلى خير» [٤٠].
وفاته
توفّي وكيع عن 69 عاماً، في يوم عاشوراء، من سنة 197 ه، في زمان خلافة محمد الأمين العباسي في «فيد» بين مكّة والكوفة، ودُفن هناك [٤١].
المراجع
- ↑ كتاب التاريخ الكبير 8: 179، تذكرة الحفّاظ 1: 306، تهذيب التهذيب 11: 109، كتاب الثقات 7: 562.
- ↑ رجال صحيح مسلم 2: 309، الجرح والتعديل 1: 219، رجال صحيح البخاري 2: 767.
- ↑ الثقات 7: 562، المنتظم 10: 42.
- ↑ تاريخ بغداد 13: 466، تهذيب الكمال 30: 462.
- ↑ تقريب التهذيب 2: 331.
- ↑ أنظر: المعارف: 88، تاريخ بغداد 13: 466، 470، رجال صحيح مسلم 2: 309، 310، كتاب الثقات 7: 562، تهذيب الكمال 30: 463، معجم قبائل العرب 2: 450 و3: 972.
- ↑ سير أعلام النبلاء 9: 151.
- ↑ المعارف: 384.
- ↑ رجال الطوسي: 164، تاريخ بغداد 13: 467، سير أعلام النبلاء 9: 168.
- ↑ تهذيب الكمال 30: 466، 468، 469، 470، جمهرة أنساب العرب: 287.
- ↑ الجرح والتعديل 1: 222.
- ↑ المصدر السابق: 223.
- ↑ حلية الأولياء 8: 369 - 370، تاريخ بغداد 13: 470، 471.
- ↑ سير أعلام النبلاء 9: 146.
- ↑ الجرح والتعديل 1: 221.
- ↑ تاريخ بغداد 13: 468.
- ↑ سير أعلام النبلاء 9: 142.
- ↑ الجرح والتعديل 1: 220.
- ↑ سير أعلام النبلاء 9: 146، تاريخ بغداد 13: 475.
- ↑ سير أعلام النبلاء9: 159 - 165.
- ↑ تاريخ بغداد 13: 469.
- ↑ الإمام زفر 1: 96، 97، الجواهر المضيئة 2: 208.
- ↑ الجرح والتعديل: 232 (المقدّمة).
- ↑ تاريخ بغداد 13: 470، سير أعلام النبلاء 9: 154، وانظر: تفسير الطبري 22: 6، شواهد التنزيل 1: ح69، 81، 87، 459، كتاب الخصال: 58، ميزان الاعتدال 4: 336.
- ↑ بشارة المصطفى: 264.
- ↑ تاريخ بغداد 13: 472، سير أعلام النبلاء 9: 165، تذكرة الحفّاظ 1: 309، تحفة الأحوذي 1: 22.
- ↑ ولقد ورد اسمه مراراً في أسانيد الروايات الشيعية، وسنشير إلى هذا لاحقاً.
- ↑ تهذيب الأسماء واللغات 2: 145.
- ↑ تاريخ بغداد 13: 474، 475، حلية الأولياء 8: 370، سير أعلام النبلاء 9: 152، 155.
- ↑ المصادر الثلاثة المتقدّمة.
- ↑ تاريخ أسماء الثقات: 464.
- ↑ تهذيب التهذيب 11: 110.
- ↑ مستدركات علم رجال الحديث 8: 105.
- ↑ تهذيب الكمال 30: 463 - 470.
- ↑ الجرح والتعديل: 224 - 229 (المقدّمة).
- ↑ الطبقات الكبرى 6: 394، تهذيب الأسماء واللغات 2: 145، الجرح والتعديل: 230، 231 (المقدّمة) و9: 38، كتاب الثقات 7: 562، تذكرة الحفّاظ 1: 306، تقريب التهذيب 2: 331.
- ↑ معجم رجال الحديث 20: 211، مستدركات علم رجال الحديث 8 : 104 ، وراجع تفسير القمّي 2 : 285
- ↑ مسند أحمد 1: 207، سنن الترمذي 5: 598، صحيح مسلم 1: 86، سنن ابن ماجة 1: 42، شواهد التنزيل 1: ح 69، 81، 87، 459، كتاب الخصال 1: 78 و2 : 420، دلائل الإمامة: 157 ، 186، الغدير 1 : 80 ، 336 .
- ↑ الأحزاب: 33.
- ↑ تفسير الطبري 22: 6.
- ↑ الطبقات الكبرى 6: 394، تاريخ بغداد 13: 481، تذكرة الحفّاظ 1: 309، شذرات الذهب 1: 349.