٣٨٢
تعديل
(أنشأ الصفحة ب'<div class="wikiInfo"> {| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ | !الاسم |يزيد بن هارون بن زاذان <ref>3482) تاريخ ا...') |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢٤: | سطر ٢٤: | ||
</div> | </div> | ||
'''يزيد بن هارون بن زاذان''' جدّه «زاذي» أو «زاذان» مولى «أُمّ عاصم» زوجة عُتبة بن فرقد من قبيلة بني سليم، ولذا قيل له: السُّلَمي، وأصله من بُخارى<ref>3487) تهذيب الكمال 32: 261، تاريخ بغداد 14: 338.</ref>، إلّا أنّه عاش في مدينة واسط <ref>3488) بُنيت هذه المدينة سنة 84 - 86 ه بأمر الحجّاج، وتبعد عن البصرة والكوفة والمدائن والأهواز أربعون فرسخاً، ولهذا سميت «واسط» (معجم البلدان 5: 347 -353).</ref> فعُرف بالواسطي. | '''يزيد بن هارون بن زاذان''' جدّه «زاذي» أو «زاذان» مولى «أُمّ عاصم» زوجة عُتبة بن فرقد من قبيلة بني سليم، ولذا قيل له: السُّلَمي، وأصله من بُخارى<ref>3487) تهذيب الكمال 32: 261، تاريخ بغداد 14: 338.</ref>، إلّا أنّه عاش في مدينة واسط <ref>3488) بُنيت هذه المدينة سنة 84 - 86 ه بأمر الحجّاج، وتبعد عن البصرة والكوفة والمدائن والأهواز أربعون فرسخاً، ولهذا سميت «واسط» (معجم البلدان 5: 347 -353).</ref> فعُرف بالواسطي. | ||
=ترجمته= | |||
وفضلاً عن منزلته العلمية فقد كان مشهوراً في زمانه بالعبادة وإحياء الليل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر <ref>3489) سير أعلام النبلاء 9: 306، 361، تاريخ الإسلام 14: 457، تقريب التهذيب 2: 372.</ref>. يقول أحمد بن سنان: «ما رأيت عالماً أحسن صلاةً من يزيد بن هارون، يقوم كأنّه أسطوانة، وكان يصلّي بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، لم يكن يفتر في صلاة الليل والنهار، هو وهُشَيْم معروفان بطول صلاة الليل والنهار» <ref>3490) تهذيب الكمال 32: 268، تاريخ بغداد 14: 340.</ref>. وكان يقول: «أنام من الليل شيئاً؟! إذن لا أنام الله عيني» <ref>3491) سير أعلام النبلاء 9: 361.</ref>. وفي أواخر حياته أُصيب بالعمى، وعندما سأله حسن بن عرفة عن سبب ذلك، قال: ذهب بهما بكاء الأسحار <ref>3492) تاريخ بغداد 14: 342.</ref>. وكان يقول أيضاً: ما أحبّ أن أحفظ القرآن حتّى لا أُخطئ فيه شيئاً؛ لئلّا يدركني ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله في الخوارج: «يقرؤون القرآن لايجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة» <ref>3493) المصدر السابق: 341.</ref>. | وفضلاً عن منزلته العلمية فقد كان مشهوراً في زمانه بالعبادة وإحياء الليل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر <ref>3489) سير أعلام النبلاء 9: 306، 361، تاريخ الإسلام 14: 457، تقريب التهذيب 2: 372.</ref>. يقول أحمد بن سنان: «ما رأيت عالماً أحسن صلاةً من يزيد بن هارون، يقوم كأنّه أسطوانة، وكان يصلّي بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، لم يكن يفتر في صلاة الليل والنهار، هو وهُشَيْم معروفان بطول صلاة الليل والنهار» <ref>3490) تهذيب الكمال 32: 268، تاريخ بغداد 14: 340.</ref>. وكان يقول: «أنام من الليل شيئاً؟! إذن لا أنام الله عيني» <ref>3491) سير أعلام النبلاء 9: 361.</ref>. وفي أواخر حياته أُصيب بالعمى، وعندما سأله حسن بن عرفة عن سبب ذلك، قال: ذهب بهما بكاء الأسحار <ref>3492) تاريخ بغداد 14: 342.</ref>. وكان يقول أيضاً: ما أحبّ أن أحفظ القرآن حتّى لا أُخطئ فيه شيئاً؛ لئلّا يدركني ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله في الخوارج: «يقرؤون القرآن لايجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة» <ref>3493) المصدر السابق: 341.</ref>. | ||
وقد سافر إلى بغداد وحدّث بها، ثم عاد إلى واسط فمات بها <ref>3494) المصدر نفسه: 337.</ref>. وكانت له منزلة علمية واجتماعية كبيرة، حتّى إنّ المأمون قال: لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرت أنّ القرآن مخلوق، فقال بعض جلسائه: يا أمير المؤمنين! ومن يزيد هذا حتّى يكون يُتَّقى؟! فقال: ويحك! إنّي لا أتّقيه لأنّ له سلطاناً أو سلطنة، ولكن أخاف إن أظهرته فيرد عليَّ، فيختلف الناس، وتكون فتنة، وأنا أكره الفتنة! وكان يزيد يحلف بالله الذي لا إله إلّا هو أنّ من قال: القرآن مخلوق، فهو كافر <ref>3495) تاريخ بغداد 14: 342، سير أعلام النبلاء 9: 362.</ref>. | وقد سافر إلى بغداد وحدّث بها، ثم عاد إلى واسط فمات بها <ref>3494) المصدر نفسه: 337.</ref>. وكانت له منزلة علمية واجتماعية كبيرة، حتّى إنّ المأمون قال: لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرت أنّ القرآن مخلوق، فقال بعض جلسائه: يا أمير المؤمنين! ومن يزيد هذا حتّى يكون يُتَّقى؟! فقال: ويحك! إنّي لا أتّقيه لأنّ له سلطاناً أو سلطنة، ولكن أخاف إن أظهرته فيرد عليَّ، فيختلف الناس، وتكون فتنة، وأنا أكره الفتنة! وكان يزيد يحلف بالله الذي لا إله إلّا هو أنّ من قال: القرآن مخلوق، فهو كافر <ref>3495) تاريخ بغداد 14: 342، سير أعلام النبلاء 9: 362.</ref>. |
تعديل