الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد هيثم الخيّاط»

من ویکي‌وحدت
(محمّد_هيثم_الخيّاط ایجاد شد)
(لا فرق)

مراجعة ٠٠:٣٣، ١٢ نوفمبر ٢٠٢٠

الاسم محمّد هيثم الخيّاط
الاسم الکامل محمّد هيثم بن أحمد حمدي الخيّاط
تاريخ الولادة 1937م / 1356هـ
محل الولادة دمشق / سوریا
تاريخ الوفاة
المهنة مفكّر إسلامي، وطبيب ناجح، وداعية ممتاز، وأديب متمكّن
الأساتید ثبت نشده
الآثار المعدة بيت الداء والحمية بيت الدواء، المرأة المسلمة وقضايا العصر، في سبيل العربية، نحو استراتيجية إسلامية موحّدة لحماية الطفولة الجانحة (بالمشاركة)
المذهب سنّی

محمّد هيثم بن أحمد حمدي الخيّاط: مفكّر إسلامي، وطبيب ناجح، وداعية ممتاز، وأديب متمكّن.
وهو كبير مستشاري المدير الإقليمي لمنظّمة الصحّة العالمية لشرق المتوسّط، وعضو مجلس أُمناء الاتّحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو مجلس أُمناء المنظّمة الإسلامية للعلوم الطبّية، ورئيس تحرير «المجلّة الصحّية» لشرق المتوسّط، ومقرّر مشروع المعجم الطبّي الموحّد، وعضو مجامع اللغة العربية في: دمشق، وبغداد، وعمّان، والقاهرة، وعليكرة. علاوة على ذلك فهو عضو في أكثر من 20 جمعية علمية في مختلف أنحاء العالم، منها: أكاديمية نيويورك للعلوم السياسية، والمجمع العلمي الهندي، والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية بطهران.
ولد الدكتور محمّد هيثم الخيّاط في دمشق عام 1937 م، ودخل الصفّ الرابع وهو في السابعة من العمر. درس العلوم الشرعية على مشاريخ دمشق، وتبحّر في علوم اللغة العربية.
درس العلوم الطبّية في كلّية الطبّ في جامعة دمشق، وحصل منها على درجة الدكتوراه في الطبّ، ثمّ شهادة أهلية التعليم العالي من جامعة بروكسل في بلجيكا.
شارك في التدريس في جامعة دمشق خلال دراسته ولم يتجاوز عمره 22 عامّاً. كما
درّس في كلّية الطبّ بجامعة بروكسل.
أصدر حتّى الآن 40 كتاباً باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، ومنها بعض المعاجم، كما نشرت له أكثر من مائة مقالة باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية والألمانية والإيطالية في مختلف المجالات. كتب كتباً في الطبّ والصحّة والكيمياء وعلم النبات واللغة العربية والأخلاق الإسلامية، وشارك في تأليف المناهج والمقرّرات الطبّية لجامعتي دمشق وحلب.
من أبرز كتبه: المعدة بيت الداء والحمية بيت الدواء، المرأة المسلمة وقضايا العصر، في سبيل العربية، نحو استراتيجية إسلامية موحّدة لحماية الطفولة الجانحة (بالمشاركة). وله مساهمة فاعلة في وضع أوّل دستور إسلامي للأخلاق الطبّية.
يقول: «أشعر أنّ التقريب من واجبي، والذي أسعى إليه دائماً هو تمتين الصلة بين أبناء الأُمّة الإسلامية، وعرض الإسلام الصحيح الصافي المجرّد عن كلّ ما تعلّق به في أثناء السنوات الطوال من تقاليد بالية ومن أفكار سيّئة ومن كلّ الشوائب التي أُضيفت إليه.
والذي أُركّز عليه دائماً هو البحث عن سبل التقريب بين أبناء الأُمّة الإسلامية في كلّ ما يحقّق مصلحتها ويوجّه أبناءها إلى التنمية والعمران والنهوض بهذه الأُمّة، ثمّ الفهم الصحيح للعمل الصالح على أنّه العمل الذي يحقّق الخير للإنسانية ما يستطيع من خير؛ لأنّ هذه الأُمّة قد أُخرجت إخراجاً إلى الدنيا ولم تخرج من تلقاء نفسها: «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ» (سورة آل عمران: 110)، وهذه الخيرية تستدعي أن تقدّم للإنسانية كلّها خير الحلول لمشاكلها، خير الأفكار التي تجعل هذه البشرية تحقّق ما أراده اللَّه سبحانه وتعالى من وجود البشر على هذه الأرض. ومن أجل ذلك كان من الضروري أن يساهم المسلمون بأفكارهم البنّاءة والإيجابية بدل المساهمة في الأفكار المظلمة والمتخلّفة والأُمور التي تزيد من الشقاق والفرقة بين أبناء الدين الواحد وبين أبناء الإنسانية جمعاء. واللَّه سبحانه تعالى قد علّمنا أن ندعو دائماً إلى الصعيد المشترك الذي نستطيع فيه أن نلتقي مع الآخرين: «قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى‏ كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمْ»، هذه الدعوة التي ينبغي أن ندعوها، والمسلمون كلّهم دعاة؛ لأنّهم يخلفون النبي صلى الله عليه و آله الذي قال عنه ربّه سبحانه وتعالى: «قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى‏ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي» (سورة يوسف: 108)، فمهمّة المسلمين والدعاة منهم خاصّة لا بدّ أن يكونوا كما نهج لهم نبيّهم صلى الله عليه و آله، دعاة إلى الخير والمعروف والنهضة والتقدّم، ودعاة إلى العمل الإيجابي، وبعداء عن كلّ ما يفرّق الناس، وما يؤدّي بينهم إلى الشحناء والبغضاء، وما يؤدّي إلى التخلّف والتأخّر وإلى الشقاق والفرقة وضياع الأنفس والأموال والأوقات، فهذا أمر نحن مسؤولون عنه ومحاسبون عليه، «ولا تزول قدم عبد يوم القيامة حتّى يُسأل عن ماله فيما اكتسبه، وأين أنفقه، وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه....»، فنحن مسؤولون عن كلّ هذه الأُمور، وينبغي علينا أن نتعامل معها على مستوى المسؤولية، ونحاول أن نحقّق ما أراده اللَّه بنا لهذه البشرية، وإلّا كنّا مقصّرين، وكان حسابنا عسيراً- لا سمح اللَّه- في يوم الآخرة.
التقريب ممكن جدّاً؛ لأنّه هو الأصل؛ لأنّ هذه الأُمّة في الأصل كانت متقاربة، واللَّه سبحانه وتعالى يقول: «إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً» (سورة الأنبياء: 92)، ويقول:
«وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا» (سورة آل عمران: 103)، ويقول: «لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ» (سورة الأنفال: 63)، فإذا كان اللَّه قد ألّف بينهم فكيف لا نستطيع أن نعيد هؤلاء الذين تفرّقت بهم مشارب الحياة إلى الشي‏ء الذي أراده اللَّه عزّ وجلّ، هو الذي ألّف بينهم؟! والنبي صلى الله عليه و آله يعلّمنا في كلّ مناسبة أهمّية هذا الإخاء وأهمّية هذه الشبكة من العلاقات الاجتماعية التي تربط بين بعض المسلمين وبعضهم الآخر: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمّى»، «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ولا يخذله... كلّ المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه»، وكلّ هذه الأحاديث الشريفة تتحدّث عن هذه الوحدة العضوية بين أبناء الأُمّة الإسلامية... هذه أُمور يجب أن نستحضرها دائماً أمام أعيننا، وأن نستهدي بها؛ لأنّ اللَّه سبحانه وتعالى قد أمرنا بطاعة الرسول وباتّباع الرسول، وبشّر الذين يتّبعون النبي الأُمّي‏
الذين يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحلّ لهم الطيّبات ويحرّم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم، فالذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتّبعوا النور الذي أُنزل معه، هؤلاء هم المفلحون الذين يمثّلون حقيقة الأُمّة الإسلامية.
فقناعتنا أنّ كلّ أبناء الأُمّة الإسلامية يحبّون أن يتّبعوا هذا النبي صلى الله عليه و آله وأن يعملوا بما أمر به ووبما ودعه أمامنا من مثل، فقضية التقريب هي قضية التذكير بهذه الجوامع التي كانت تجمع بيننا، وما أكثرها! والابتعاد عن المفرّقات السخيفة التي طرأت من جرّاء السياسات الخاطئة والتصرّفات البدائية التي يقوم بها بعض الجهلة من مختلف الأماكن، فهذه أشياء ينبغي أن تطوى وتلقى في قمامة التاريخ، وينتقل المسلمون مجدّداً إلى عصرهم الذهبي الأوّل، عصر النبوّة الصالحة التي علّمت المسلمين كيف يكون الإنسان المثالي، وكيف يعيش هذا الإخاء الذي كان بين الجميع والإيثار الذي كان بين الجميع، وحدّثنا عنه ربّنا عزّ وجلّ بقوله: «وَ يُؤْثِرُونَ عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» (سورة الحشر: 9)، هذه هي الروح التي ينبغي أن تسود الأُمّة الإسلامية، وهو أمر ممكن وسهل جدّاً أن يعاد إليها بمجرّد أن يوجد المخلصون الذين يخصّصون من وقتهم وجهدهم ما يستطيعون به أن يذكّروا إخوانهم وأنفسهم قبل ذلك بهذه المبادئ، واللَّه سبحانه يتولّى الصالحين، وهو الذي يحقّق النجاح لمن يريد أن يعمل في سبيله».