الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد محمد المدني»

من ویکي‌وحدت
(محمّد_محمّد_المدني ایجاد شد)
(لا فرق)

مراجعة ٠٠:٣٢، ١٢ نوفمبر ٢٠٢٠

الاسم محمّد محمّد المدني‏
الاسم الکامل محمّد محمّد المدني‏
تاريخ الولادة 1907م / 1325هـ
محل الولادة محافظة البحيرة / مصر
تاريخ الوفاة 1968م / 1388هـ
المهنة من علماء الأزهر الشريف، ومن الأعضاء المؤسّسين لجماعة التقريب في القاهرة، ورئيس تحرير مجلّة «رسالة الإسلام»
الأساتید ثبت نشده
الآثار «دعوة التقريب»
المذهب سنّی

محمّد المدني: من علماء الأزهر الشريف، ومن الأعضاء المؤسّسين لجماعة التقريب في القاهرة، ورئيس تحرير مجلّة «رسالة الإسلام». من أشهر كتبه «دعوة التقريب» الذي طبعه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية عام 1965 م.
من كلماته: «إنّ خير ما يقوى به المسلمون ويدفع عنهم غوائل أعدائهم أن يقفوا صفّاً قوياً موحّداً في جميع شعوبهم وبلادهم، لا تفسده النزعات، ولا توهنه العصبيات.
وقد شعرنا بأنّنا- وللَّه الحمد- قد أرضينا السواد الأعظم من المؤمنين باللَّه ورسوله وكتابه، لافرق في ذلك بين طائفة وطائفة في ربوع آسيا وأفريقيا وأُوروبّا وأميركا، وحيث سرى في مشرق الأرض أو مغربها أو شمالها أو جنوبها صوت خلفاء بلال يجلجل بشعيرة الإسلام، فما من هؤلاء أحد إلّاقد أرضاه وأثلج صدره وأقرّ عينه أن تقوم في القاهرة مدينة الأزهر جماعة تدعو إلى الوحدة، وتبصّر المسلمين بعواقب التفرّق، وتجمعهم على أُصول دينهم وأُمّهات عقائدهم، وتنفي عنهم زيغ الزائفين وتحريف المعطّلين وغول الظالمين وقلي القايلين، وتردّهم إلى حكم اللَّه ورسوله إذا اختلفوا، وتلك سبيل المؤمنين، ذلك بأنّهم جميعاً قد ذاقوا وبال التفرّق في شعوبهم وبلادهم وعلومهم وثقافتهم وسياستهم وثرواتهم وسائر مرافقهم، وأدركوا أنّ الحرب التي أُعلنت عليهم منذ قرون قد طحنتهم أرحاؤها، واغتالتهم أغوالها.... ثمّ رأوا الذين أغروا بينهم مجانبيها مكراً وختلًا، يقولون: إنّا منكم ومن خصوماتكم براء: «كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِي‏ءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ» (سورة الحشر: 16)، لذلك نظروا إلى جماعة التقريب نظرة من أحاط بهم الحريق إلى جماعة المنقذين، واستمعوا إلى صوت «رسالة الإسلام» كأنّه صلصلة الأجراس التي تؤذن بوشك النجاة والخلاص.
وإذا كنت قد قلت: إنّ هذا هو شعور الأُمّة الإسلامية كلّها بلا فرق بين ناطق بالعربية أو بغيرها من اللغات، لم يكن ذلك إسرافاً في ذكر الحقيقة أو تعلّقاً بجانب من الأمل والخيال، فإنّ بحوث هذه المجلّة تنتقل إلى أهمّ اللغات التي يتحدّث بها المسلمون كالتركية
والفارسية والإنجليزية والأوردية، وإنّ أعدادعا تصل بانتظام إلى الأندية العلمية والمكتبات وكلّ ذي رأي من جماعة أو فرد في العالم الإسلامي، وإنّ الرسالات التي يحملها إليها البريد أو تتلقّاها عن أصحابها «دار التقريب» شفاهاً في زياراتهم أو مقابلاتهم لبعض أعضائها لصلات علمية وثيقة بيننا وبين أصحاب الفكر الحرّ والآراء الناضجة، وأمارات واضحة على حيوية الروح الإسلامي وعمق إحساسه بما آل إليه الأمر، وشدّة رغبته في التخلّص من آثار الماضي الذليل الضعيف، والتمسّك بأسباب متينة تهديه إلى مستقبل قوي عزيز في ظلال الوحدة الدينية والأُخوّة الإسلامية تحت راية القرآن الكريم.
إنّ في موسم الحجّ لمن شهده لعبراً، فهؤلاء المسلمون يقطعون الفيافي والقفار، ويتركون الأهل والديار، ويقصدون إلى هذه المناسك المتّفق عليها، من كلّ فجّ عميق؛ ليشهدوا منافع لهم، ويذكروا اسم اللَّه على ما رزقهم، وإنّهم ليطوفون جميعاً حول بيت واحد، وتجمعهم بين يدي اللَّه ساحة واحدة في وقت واحد، ويبيتون ليالي في بلدة واحدة مجتمعين لايعرف أحدهم بجانب أخيه إلّاأنّه مسلم خاضع للَّه، ملتمس رحمة اللَّه ورضوان اللَّه، فلا السنّي يومئذٍ يذكر سنّيته، ولا الشيعي يذكر شيعيته، ولا يحضرهم خلاف، ولا يفرّق بينهم رأي، ولا تفسد جماعتهم عصبية، ولايذكرون إلّاأُخوّة الإيمان وشريعة القرآن ونبوّة خير الأنام.
فلو رأيت الشامي والعراقي بجانب المصري، أو الفارسي بجانب التركي، أو النجدي والحجازي بجانب الهندي، لرأيت لبنات من الأُمّة الإسلامية تكمن فيها القوّة، وتربطها رابطة الدين على اختلاف الألسنة وتنوّع الأمزجة، وإنّما فرّقهم وباعد بينهم العدوّ الذي تقاسمهم وحال بينهم وبين إخوانهم، وصوّر لهم هوّة عميقة من الخلاف تفصل بين شعوبهم وأجناسهم ومذاهبهم، كأنّما هم أرباب نحل وأتباع أديان، فكيف ساغ لهم أن يقتربوا ثمّ يفترقوا؟! وكيف ينسون هذه العروة الوثقى بينهم إذا رجعوا إلى قومهم وقد شرّع اللَّه لهم الصلوات في كلّ يوم خمس مرّات، يهتفون فيها بهتاف واحد ويتوجّهون فيها شطر هذه القبلة الواحدة حينما يكونون؟! أما وربّ البيت أنّ هذا الشي‏ء عجيب!».
ويقول أيضاً: «إنّ كلّاً من الاتّفاق والاختلاف أمر لازم لا مناص منه، فلا يمكننا أن نتصوّر المسلمين أو أيّة أُمّة من الأُمم متّفقين في كلّ شي‏ء، ولا نتصوّر هؤلاء وأُولئك مختلفين في كلّ شي‏ء، ولكن الذي هو واقع فعلًا- ولا مناص من أن يقع- هو أنّ الأُمّة الواحدة لها مواضع كثيرة تتّفق عليها، وهي التي ربطت بينها وجعلتها أُمّة واحدة، ولها مع ذلك مواضع كثيرة تختلف فيها؛ لاختلاف العقول والمصالح والأدلّة بينها، وهي بحكم اتّفاقها فيما اتّفقت فيه أُمّة واحدة، وبحكم اختلافها فيما اختلفت فيه مذاهب متعدّدة، والمذهبية الخاصّة لا تخرج أهلها عن كونهم من الأُمّة، ولا تعطيهم في نفس الوقت قرباً أو نسبةً في القرب من الدين ليست لأصحاب مذهب آخر، ومن ثمّ لا يستطيع أن يقول: إنّ مذهبي حقّ كلّه وصواب كلّه، ومذهب غيري باطل كلّه وخطأ كلّه، ولكن يقول: إنّ هذا هو ما رأيته بحسب فهمي واجتهادي وما علمته، فأنا أُرجّحه ولا أقطع به، ويحتمل أن يكون ما رآه غيري هو الحقّ والصواب، ولست مكلّفاً إلّابما وصلت إليه، وليس مخالفي مكلّفاً إلّا بما وصل هو أيضاً إليه.
وأمّا استقامة هذا المنهج من الناحية الإسلامية فلأنّ المسلمين أُمّة واحدة، لاينبغي التفريق بينهم، بل ينبغي أن ينظر كلّ فريق منهم إلى الفريق الآخر على أنّهم جميعاً أُخوة متعاونون على معرفة الحقّ والعمل به.
ولا يستقيم ذلك إلّاإذا كان أهل القبلة جميعاً وأهل الدين الواحد والأُصول المشتركة أحراراً في الإدلاء بآرائهم مادامت في الدائرة الإسلامية، وقد قلنا من قبل: إنّه لا فرق بين السنّة والإمامية والزيدية في أصل جوهري من أُصول الإيمان».

المراجع

(انظر ترجمته في: النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين 3: 422- 437، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 2: 143- 146).