الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أحمد كمال أبو المجد»
(أحمد_كمال_أبو_المجد ایجاد شد) |
(لا فرق)
|
مراجعة ٠٠:٢٣، ١٢ نوفمبر ٢٠٢٠
الاسم | أحمد كمال أبو المجد |
---|---|
الاسم الکامل | أحمد كمال أبو المجد |
تاريخ الولادة | 1930م/1349ه |
محل الولادة | أسيوط/مصر |
تاريخ الوفاة | 1440ه/2019م |
المهنة | مفكّر إسلامي، وفقيه دستوري مصري، وهو وزير سابق |
الأساتید | |
الآثار | دراسات في المجتمع العربي، مبادئ القانون الدستوري، حوار لا مواجهة... بالإضافة إلى عدد من البحوث والمقالات والدراسات المتخصّصة. |
المذهب | سنی |
أحمد كمال أبو المجد: مفكّر إسلامي، وفقيه دستوري مصري، وهو وزير سابق
للإعلام والشباب، وأمين مجلس حقوق الإنسان في مصر.
ولد في أسيوط عام 1930 م، وتخرّج في كلّية الحقوق عام 1950 م، وحصل على دبلوم القانون العامّ سنة 1951 م، ثمّ دبلوم الشريعة الإسلامية عام 1952 م، ثمّ الدكتوراه في القانون من جامعة القاهرة عام 1958 م.
وعمل مدرّساً بكلّية حقوق جامعة القاهرة، ثمّ مستشاراً ثقافياً ومديراً للمكتب الثقافي المصري في واشنطن عام 1965 م، ثمّ رئيساً للمجلس الأعلى للشباب عام 1971 م، فوزيراً لشؤون الشباب عام 1972 م، فوزيراً للإعلام في الفترة من عام 1973 م حتّى عام 1975 م، ثمّ عميداً لكلّية الحقوق والشريعة الإسلامية بجامعة الكويت عام 1977 م، فمستشاراً لولي عهد الكويت خلال الفترة من عام 1980 م حتّى عام 1986 م. وفي هذا العام الأخير عيّن نائباً لرئيس المحكمة الإدارية للبنك الدولي بواشنطن، وأُستاذاً بكلّية حقوق جامعة القاهرة، ورئيساً لقسم القانون العامّ بها.
وهو عضو بمجمع البحوث الإسلامية، وعدد من المجامع والمؤسّسات القانونية والتشريعية، وقد مثّل مصر في العديد من المؤتمرات الإقليمية والعالمية.
من مؤلّفاته: دراسات في المجتمع العربي، مبادئ القانون الدستوري، حوار لا مواجهة... بالإضافة إلى عدد من البحوث والمقالات والدراسات المتخصّصة.
وقد حصل الدكتور أحمد كمال أبو المجد على وسام الجمهورية من الطبقة الأُولى عام 1976 م.
ويجدر بالذكر أنّه ينحدر من أُسرة أغلب رجالها من علماء الدين الأجلّاء.
يقول: «الدعوة إلى التقريب بين المسلمين فيما اختلفت فيه مذاهبهم ومدارسهم الفكرية والاعتقادية والفقهية ليست أمراً طارئاً ولا هي أمر جديد ... فمنذ تجمّعت حول المذاهب المختلفة جماعات مختلفة من المسلمين ينحاز كلّ جمع منها إلى مذهبه، ولا يكاد يرى الحقّ والصواب إلّافيه، ولا يكاد يرى حقّاً ولا صواباً في مذاهب الآخرين وحوزاتهم التي انحازا إليها ... منذ وقع ذلك بدأ علماء الأُمّة وحكماؤها يشفقون أشدّ الإشفاق
من عواقب هذا التفريق مدركين أنّ الاختلاف في الرؤية والرأي قد يكون رحمة ونعمة حين يلتزم أصحابه منهجاً علمياً وأخلاقياً صارماً في التعامل معه وفي إدارة الحوار «بالتي هي أحسن» حول مواضع ذلك الاختلاف... ولكنّه ينقلب إلى «نقمة» تنذر بأخطار جسيمة على الأُمّة كلّها حين تزايله روح السماحة والعدل، وتختلف عنه الموضوعية، وتستولي على أطرافه شهوة التغلّب على الآخرين ... حينئذٍ يوشك الأمر أن يؤول إلى الحال التي وصفها سبحانه بقوله: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَ كانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ، وهذه البراءة الإلهية والنبوية من الذين فرّقوا دينهم لم تأت إلّابعد قيام الحجّة على الأُمّة، خاصّتها وعامّتها، أمراؤها وعلماؤها، بقوله تعالى لهم جميعاً: وَ لا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِيحُكُمْ.
وإذا كان صحيحاً أنّ العلماء المحقّقين والعارفين والمخلصين قد تنادوا بالدعوة إلى التقريب منذ بواكير التاريخ الإسلامي، فإنّ اللقاء الذي يتمّ هذه الأيّام تجديداً لهذه الدعوة وسعياً للوصول بها إلى نتائج عملية تجني الأُمّة ثمراتها الطيّبة... هذا اللقاء يتمّ في إطار ملابسات جديدة تماماً، يتّصل بعضها بعالمنا الإسلامي والعربي، كما يتّصل بعضها الآخر بالأوضاع العالمية التي تحيط بالناس جميعاً، مسلمين وغير مسلمين... إنّ المعرفة الدقيقة بعناصر «الواقع» والإحاطة باتّجاه حركة التغيير الذي طرأ ولا يزال يطرأ على تلك العناصر، لقد صار يكوّن- فيما نرى- أكثر من نصف «الفقه» ونصف أدوات «الاجتهاد» المنشود.
إنّنا نعيش عصراً جديداً بكلّ المعايير، وليس صحيحاً ما يحتجّ به البعض من أنّ أهل كلّ عصر يرونه جديداً، ويرونه فاصلًا بين مرحلتين مختلفتين؛ ذلك أنّ عصرنا هذا قد شهد خلال نصف القرن الأخير ثورات وقفزات علمية هائلة متعاقبة ومتراكبة في ميادين الانتقال والاتّصال والمعلومات وميادين أُخرى عديدة من ميادين العلم والصنعة وأدوات الحرب والقتال، ترتّب عليها أمران خطيران:
أوّلهما: أنّ الحواجز بين الناس والشعوب قد تهاوت بعد أن طوى العلم المسافات، فالتقى ماء الحضارات المختلفة على أمر قد قدّر، ولم تعد عزلة البعض عن البعض ممكنة حتّى لو كانت في نظر البعض جائزة أو نافعة، وصار أبناء الثقافات المختلفة يواجه بعضهم بعضاً بلا حاجز ولا وسيط، وبدأ الناس يتساءلون في إشفاق وتوجّس: أيكون هذا اللقاء لقاء تعاون على البرّ والخير وما ينفع الناس كلّ الناس؟ أم يكون لقاء عداوة وصراع ومحاولات ضاربة للاستئثار بخيرات الدنيا وثمرات العلم استئثاراً يستعبد به الآخرون كلّ الآخرين؟ لقد زالت الحجب والستر التي كانت تزيّن لنا- نحن المسلمين- أنّ في وسعنا أن نقضي عمرنا كلّه وعمر أجيالنا من بعدنا في حوزة ثقافية مغلقة لا يدخلها علينا أحد إلّا برضانا وإذننا، وصار علينا فجأة أن نواجه طوفاناً من «الوافدين»، ناساً من الناس، وأفكاراً غير أفكارنا، وقيماً غير القيم التي أقمنا عليها حياتنا كلّها وأدرنا بها شؤوننا كلّها... لقد صار علينا اليوم- نحن المسلمين- أن نتذكّر من جديد ما علّمه الإسلام للمؤمنين به من أوّل يوم من أنّهم ليسوا وحدهم في هذه الدنيا، وأنّ تعدّد الأجناس والألوان واختلاف الألسنة والعقائد والأفكار سنّة من سنن اللَّه من خلقه وناموس من نواميس في هذا الكون، وأنّه سبحانه أراد بهذا التنوّع أن يتبادل الناس الخبرة، وأن يتعاونوا على البرّ والخير متسابقين إلى ذلك ومتنافسين فيه: وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ لكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ (سورة المائدة: 48).
ثانياً: أنّ انهياراً حادّاً ومفاجئاً قد وقع في التوازن الدولي مع بداية العقد الأخير من القرن الماضي، وذلك بسقوط ما كان يسمّى «المعسكر الاشتراكي» الذي كان- بغضّ النظر عن محتواه الأيديولوجي وناظمه السياسي والاقتصادي»- يحقّق توازناً في العلاقات الدولية تستفيد منه الدول النامية والصغيرة، وبانهيار ذلك المعسكر انفرد القطب الدولي الأخير بموضع الصدارة والقيادة والقدرة على التأثير المباشر على العلاقات الدولية مانحاً نفسه حقّ التدخّل في شؤون الآخرين وفرض هيمنتهم عليهم وعلى قراراتهم السياسية والاقتصادية والثقافية... ولقد تمكّن هذا القطب الواحد حتّى الآن من فرض هيمنته هذه بما كان قد توفّر له من تقدّم علمي وتقني هائل وقوّة اقتصادية ضخمة وآلة عسكرية بالغة
التقدّم والتفوّق.
وإذا كان جائزاً- وهو في الحقيقة غير جائز- أن يشتغل المسلمون بخلافاتهم التاريخية والجديدة في ظلّ النظام الدولي القديم وفي ظلّ إمكان الانسحاب إلى حوزة مغلقة تعفيهم في ظنّهم من التواصل النشط مع غيرهم من الأُمم والشعوب، فإنّ الاستمرار في هذا «الشقاق» الثقافي والسياسي قد أصبح خطيئة كبرى بكلّ المعايير، لا يحمل عامّة المسلمين إثمها، وإنّما يحمله الأُمراء والساسة والعلماء.
ومن عجب أن ينتبه كثير من علماء المسلمين وساستهم إلى ضرورة التواصل مع أبناء الحضارات المعاصرة ساعين إلى تضييق شقّة الخلاف بين المسلمين ومن عداهم، وألّا يصاحب ذلك بل يسبقه سعي مماثل لحوار إسلامي- إسلامي، يهدف إلى تضييق شقّة الاختلاف بين فئات المسلمين وطوائفهم ومذاهبهم ومدارسهم الفكرية المختلفة!».
المراجع
(انظر ترجمته في: موسوعة ألف شخصية مصرية: 92).