الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد الغزالي»

من ویکي‌وحدت
(محمّد_الغزالي ایجاد شد)
(لا فرق)

مراجعة ٠٠:٣٢، ١٢ نوفمبر ٢٠٢٠

الاسم محمّد الغزالي‏
الاسم الکامل محمّد الغزالي‏
تاريخ الولادة 1917م/1335ق
محل الولادة تکلا العنب (مصر)
تاريخ الوفاة 1996م/1416ق
المهنة عالم دین ، داعی تقریب
الأساتید الشيخ محمود شلتوت، والشيخ عبدالعظيم الزرقاني
الآثار عقيدة المسلم، خلق المسلم، التفسير الموضوعي للقرآن الكريم، الإسلام والأوضاع الاقتصادية، الحقّ المرّ، الدعوة الإسلامية تستقبل قرنها الخامس عشر، الطريق من هنا، جدّد حياتك، عوامل انحطاط الحضارة الإسلامية، هموم داعية، كفاح دين، الإسلام والمناهج الاشتراكية، الإسلام والاستبداد السياسي، تأمّلات في الدين والحياة، التعصّب والتسامح، فقه السيرة، في موكب الدعوة، من معالم الحقّ، الاستعمار أحقاد وأطماع، مع اللَّه، هذا ديننا، حصاد الغرور، قذائف الحقّ، علل وأدوية، قصّة حياة، كنوز من السنّة. وكتب عدّة مقالات في جريدتي «الأهرام» و «الشعب المصريتين
المذهب سنی

محمّد الغزالي: مجدّد وداعية إسلامي كبير، ورائد من روّاد الوحدة والتقريب.
ولد الشيخ محمّد الغزالي بن أحمد السقّا في قرية «تكلا العنب» من محافظة البحيرة بدلتا النيل سنة 1917 م، وقد اختار له والده اسم محمّد الغزالي تيمّناً بحجّة الإسلام أبي حامد الغزالي لنزعة صوفية لدى‏ الوالد. حفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة من عمره، والتحق بالمعهد الديني التابع للأزهر الشريف بمدينة الإسكندرية، فحصل على شهادة الابتدائية سنة 1932 م، ومن نفس المعهد حصل على الشهادة الثانوية الأزهرية عام 1937 م، والتحق بالتعليم العالي بكلّية أُصول الدين بالقاهرة متتلمذاً على بعض المشاهير كالشيخ محمود شلتوت، والشيخ عبدالعظيم الزرقاني، وتخرّج عام 1941 م من الكلّية حاصلًا على الشهادة العالية، كما حصل من كلّية اللغة العربية على إجازة الدعوة والإرشاد عام 1943 م.
وفي نفس العام الذي التحق فيه بكلّية أُصول الدين التقى بمرشد الإخوان المسلمين الشيخ حسن البنّا الذي أطلق عليه لقب «أديب الدعوة»، وأصبح عضواً بالجماعة، وعمل سكرتيراً لمجلّتهم «الدعوة»، فبدأت بذلك أهمّ تحوّلات حياته الفكرية والعلمية.
وفي سنة 1942 م عيّن إماماً وخطيباً بمسجد «العتبة الخضراء» بالقاهرة، وتدرّج في مناصب الدعوة والإرشاد بوزارة الأوقاف، فتولّى التفتيش بالمساجد، فأصبح وكيلًا فمديراً للمساجد، فمديراً للتدريب، فمديراً للدعوة والإرشاد سنة 1971 م، فوكيلًا لوزارة
الأوقاف لشؤون الدعوة الإسلامية سنة 1981 م.
عيّن عام 1976 م أُستاذاً للدراسات العليا ورئيساً لقسم الدعوة بكلّية الشريعة، وأُعير أُستاذاً بجامعة أُمّ القرى‏ بمكّة المكرّمة سنة 1977 م، ورأس المجلس العلمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، وعيّن عضواً بمجمع البحوث الإسلامية، وعضواً بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سنة 1987 م.
كتب العديد من المقالات في جريدتي «الأهرام» و «الشعب» المصريتين، وقاد المظاهرات من الأزهر ضدّ تطاول رسّام الكاريكاتير المعروف صلاح جاهين على الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله، وقاد المظاهرات الأُسبوعية التي كانت تخرج من مسجد عمرو بن العاص بمصر القديمة، حيث كان يخطب ضدّ اتّفاقية كامب ديفيد، وطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية، وتصدّى لتغيير قانون الأحوال الشخصية.
يقول عن نفسه: «إذا كان الغزالي يحمل دماغ فيلسوف، وابن تيمية يحمل رأس فقيه، فإنّني أعتبر نفسي تلميذاً لمدرسة الفلسفة والفقه معاً»، ويقول: «تأثّرت بالشيخ عبدالعظيم الزرقاني، والشيخ محمود شلتوت، وتأثّري الأكبر كان بالإمام حسن البنّا»، ويقول: «إن قلبي يتفطّر عندما أرى الدم الإسلامي أرخص دم على الأرض. لقد استباحه المجوس واليهود والنصارى والوثنيّون والملحدون وحكّام مسلمون! ولا ريب أنّ المدافعين عن الإسلام تكتنفهم ظروف صعبة معقّدة، غير أنّه بين الحين والحين ينبجس من روح اللَّه ندى يواسي الجراح، ويهوّن الكفاح، ويبشّر بالصباح... ومهما كانت الأوضاع محرجة فلا بدّ من بقاء الدعوة الإسلامية مرفوعة الراية، واضحة الهداية، تعلن الحقّ وتبسط براهينه، وتلقف الشبه وتوهي إسنادها»، ويقول: «ذهب الرجال وبقي الجدال».
وقد تحمّل الشيخ اضطهادات كثيرة بحقّه نتيجة لارتباطه بالإخوان المسلمين ولأفكاره وآرائه الجريئة والإصلاحية، حيث اعتقل في سنة 1949 م وسنة 1965 م.
وفي سنة 1952 م شغل الغزالي وظيفة رئيس «التكية المصرية» بمكّة المكرّمة، وعمل في قطر أُستاذاً زائراً ما بين سنة 1982 م وسنة 1988 م، وعاش بالجزائر ما بين سنة
1985 م وسنة 1988 م منشِئاً وراعياً لجامعتها الإسلامية «جامعة الأمير عبدالقادر الجزائري» ومشرفاً على مجلسها العلمي.
كما كان عضواً في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بالأردن، والمعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت، وغيرها.
وحصل على عدّة أوسمة وجوائز، كوسام الأسير الجزائري عام 1988 م، وجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام سنة 1989 م، وجائزة الامتياز من باكستان سنة 1991 م، وجائزة الدولة التقديرية من مصر سنة 1991 م، وغيرها.
توفّي في الرياض سنة 1996 م، ودفن في البقيع بالمدينة المنوّرة.
وقد ترك مؤلّفات كثيرة، منها: عقيدة المسلم، خلق المسلم، التفسير الموضوعي للقرآن الكريم، الإسلام والأوضاع الاقتصادية، الحقّ المرّ، الدعوة الإسلامية تستقبل قرنها الخامس عشر، الطريق من هنا، جدّد حياتك، عوامل انحطاط الحضارة الإسلامية، هموم داعية، كفاح دين، الإسلام والمناهج الاشتراكية، الإسلام والاستبداد السياسي، تأمّلات في الدين والحياة، التعصّب والتسامح، فقه السيرة، في موكب الدعوة، من معالم الحقّ، الاستعمار أحقاد وأطماع، مع اللَّه، هذا ديننا، حصاد الغرور، قذائف الحقّ، علل وأدوية، قصّة حياة، كنوز من السنّة. وكتب عدّة مقالات في جريدتي «الأهرام» و «الشعب المصريتين.
وإذا كان الشيخ الغزالي قد تتلمذ على حسن البنّا، الذي تتلمذ على رشيد رضا، تلميذ محمّد عبده (أنجب تلاميذ جمال الدين الأفغاني)، فلقد حدّد الشيخ الغزالي منهاج هذه المدرسة التي ينتمي إليها مشروعه الفكري التجديدي في معرض حديثه عن مدارس الفكر الإسلامي، فمدرسته وازنت بين «الرأي» و «الأثر» على نحو متميّز، وذلك «بترويجها للعقل، وتقديم دليله، واعتبارها العقل أصلًا للنقل. وهي تقدّم الكتاب على السنّة، وتجعل إيماءات الكتاب أولى بالأخذ من أحاديث الآحاد. وهي ترفض مبدأ النسخ، وتنكر إنكاراً حاسماً أن يكون في القرآن نصّ انتهى أمده. وترى المذهبية فكراً إسلامياً قد ينتفع به، ولكنّه‏
غير ملزم، ومن ثمّ فهي تنكر التقليد المذهبي، وتحترم علم الأئمّة، وتعمل على أن يسود الإسلام العالم بعقائده وقيمه الأساسية، ولا تلقي بالًا إلى مقالات الفرق والمذاهب القديمة أو الحديثة».
ولقد كان الشيخ الغزالي يوجز الحديث عن الإسلام عندما يقول إنّه: «قلب تقي، وعقل ذكي» معبّراً بذلك عن منهاج الوسطية الإسلامية الجامع في مصادر المعرفة بين كتابي اللَّه: الوحي المستور، وكتاب الكون المنظور... في سبيل المعرفة بين العقل والنقل والتجربة والوجدان... ولذلك كان عطاء الشيخ الغزالي في «القدوة» منافساً لعطائه في «الفكر»، كما برئ مشروعه الفكري من الفصام بين العقل والقلب، وامتزجت فيه الرؤية لمشكلات الأُمّة والإنسانية والماضي والحاضر والمستقبل جميعاً.
وكان داعية لتحرير العقل الإسلامي من قيود الجمود والتقليد، وذلك بالتمييز بين مصادر الإسلام المعصومة وبين الفكر الإسلامي غير المعصوم، ورفض الادّعاء بأن الأوّلين لم يدعو للآخرين مجالًا في الاجتهاد والتجديد، «فالإسلام هو صائغ الأئمّة المجتهدين، وهم لم يصوغوه... ومصادر الإسلام معصومة؛ لأنّها عند اللَّه، ولكن التفكير فيها والاستنباط منها غير معصوم؛ لأنّه من عند الناس. والأئمّة الأوائل كانوا روّاداً في تأسيس الفقه الإسلامي، والرائد قد يشغله الاكتشاف عن الموازنة والتقدير، ولعلّ من يجي‏ء بعده يكون أقدر على التنظيم والمراجعة والموازنة والاختيار».
وكان يرى أنّ صلاح دنيا الناس بالعدالة الاجتماعية شرط لصلاح قلوبهم بدين الإسلام... فعدالة الإسلام هي الطريق إلى فضائل الإسلام وتقوى القلوب... «إذ من العسير أن تملأ قلب إنسان بالهدى إذا كانت معدته خالية! أو أن تكسوه بلباس التقوى إذا كان جسده عارياً! فلا بدّ من التمهيد الاقتصادي الواسع والإصلاح العمراني الشامل إذا كنّا مخلصين حقّاً في محاربة الرذائل باسم الدين، أو راغبين حقّاً في هداية الناس لربّ العالمين!».
وكان يدعو- وذلك في فهم المصدر الأوّل للإسلام: القرآن الكريم- إلى تدبّر محاوره الجامعة: التوحيد الذي هو قانون الوجود و نظام الحياة وطريق تحرير الإنسان وملكاته من‏
العبودية للطواغيت... وآيات اللَّه الكونية المبثوثة في الأنفس والآفاق والتي على نسقها ترتفع أركان الدين وأعلام الإيمان... والقصص القرآني، كأداة للتربية والتزكية ومعالم على طريق الاعتقاد الديني... ونبأ الغيب والبعث والجزاء، ودوره في بناء الأخلاق... والتربية والتشريع لصلاح الدنيا الذي يتأسّس عليه صالح يوم الدين.
وكان مدافعاً عن سنّة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فهي مع القرآن «قوام الإسلام، وهي الامتداد لسنا القرآن، والتفسير لمعناه، والتحقيق لأهدافه ووصاياه... وكما أنّه لا فقه إلّابسنّة، فلا سنّة بغير فقه... والحكم الديني لا يؤخذ من حديث واحد مفصول عن غيره، وإنّما يضمّ الحديث إلى الحديث، ثمّ تقارن الأحاديث المجموعة بما دلّ عليه القرآن الكريم، فإنّ القرآن هو الإطار الذي تعمل الأحاديث في نطاقه لا تعدوه... والأحكام في الأحاديث الصحيحة مأخوذة ومستنبطة من القرآن، استنبطها النبي صلى الله عليه و آله من القرآن بتأييد إلهي وبيان ربّاني»، فهي بيان نبوي للبلاغ القرآني، وإرادة من اللَّه لنبيّه ليفصّل ما أجمله القرآن.
وكان الغزالي يرى أنّ الإسلام هو دين الوحدة؛ إذ قد استطاع في مطلع ظهوره أن يوحّد شمل جميع القبائل والشعوب، وبنى في مدّة سبعين عاماً أكبر حضارة عرفها التاريخ، لكن من المؤسف أنّ بعض الخلافات بذرت بذور الفرقة بين المسلمين، فتشرذمت الأُمّة الإسلامية إلى أجزاء وطوائف شتّى. كما كان يؤمن بأنّ الإسلام هو الوطن الحقيقي، أينما وجد المسلم في بلاد الإسلام فذاك هو وطنه، ووجّه نقده للقومية العربية أيضاً.
وكان يقول: «لقد تناسى‏ المسيحيّون الحروب الدينية التي اندلعت نيرانها بينهم خلال القرون الوسطى، ونبذوا الخلافات الكبيرة التي تباعد بينهم أحياناً في أُصول العقيدة، وقرّروا أن يجابهوا الإسلام وأهله صفّاً واحداً كالبنيان المرصوص. أمّا المسلمون فإنّ التضامن والاتّحاد الذي يجب أن يلمّ شملهم أصبح حلماً بعيد المنال، وروح الصفاء الذي ينبغي أن ينير طريقهم ويوحّدهم لازال بعيداً».
وقد وضع الشيخ عشرة أُصول- وذلك تكملةً للأُصول العشرين التي وضعها الشيخ حسن البنّا- تعدّ كمبادئ لتحقيق الوحدة الإسلامية، كما صنّف كتاب «دستور الوحدة
الثقافية بين المسلمين» لنفس الغرض.
وهذه الأُصول العشرة كالتالي:
1- النساء شقائق الرجال، وطلب العلم فريضة على الجنسين كليهما، وكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وللنساء في حدود الآداب الإسلامية حقّ المشاركة في بناء المجتمع وحمايته.
2- الأُسرة أساس الكيان الخلقي والاجتماعي للأُمّة، والمحضن الطبيعي للأجيال الناشئة، وعلى الآباء والأُمّهات واجبات مشتركة لتهيّئة الجوّ الصالح بينهما. والرجل هو ربّ الأُسرة، ومسؤوليته محدودة بما شرّع اللَّه لأفرادها جميعاً.
3- للإنسان حقوق مادّية وأدبية تناسب تكريم اللَّه له ومنزلته الرفيعة على ظهر الأرض، وقد شرح الإسلام هذه الحقوق ودعا إلى احترامها.
4- الحكّام- ملوكاً كانوا أم رؤساء- أُجراء لدى شعوبهم، يرعون مصالحها الدينية والدنيوية، ووجودهم مستمدّ من هذه الرعاية المفروضة ومن رضا السواد الأعظم بها، وليس لأحد أن يفرض نفسه على الأُمّة كرهاً، أو يسوس أُمورها استبداداً.
5- الشورى أساس الحكم، ولكلّ شعب أن يختار أُسلوب تحقيقها، وأشرف الأساليب ما تمحضّ للَّه‏وابتعد عن الرياء والمكاثرة والغشّ وحبّ الدنيا.
6- الملكية الخاصّة مصونة بشروطها وحقوقها التي قرّرها الإسلام، والأُمّة جسد واحد لا يُهمل منه عضو ولا تزدرى فيه طائفة، والأُخوّة العامّة هي القانون الذي ينتظم الجماعة كلّها فرداً فرداً، وتخضع له شؤونها المادّية والأدبية.
7- أُسرة الدول الإسلامية مسؤولة عن الدعوة الإسلامية، وذود المفتريات عنها، ودفع الأذى عن أتباعها حيث كانوا، وعليها أن تبذل الجهود لإحياء الخلافة في الشكل اللائق بمكانتها الدينية.
8- اختلاف الدين ليس مصدر خصومة واستعداء، وإنّما تنشب الحروب إذا وقع عدوان أو حدثت فتنة أو ظلمت فئات من الناس.
9- علاقة المسلمين بالأُسرة الدولية تحكمها مواثيق الإخاء الإنساني المجرّد، والمسلمون دعاة لدينهم بالحجّة والإقناع فحسب، ولا يضمرون شرّاً لعباد اللَّه.
10- يسهم المسلمون مع الأُمم الأُخرى على اختلاف مذاهبها في كلّ ما يرقى مادّياً ومعنوياً بالجنس البشري، وذلك من منطلق الفطرة الإنسانية والقيم التي توارثها عن كبير الأنبياء محمّد (عليه الصلاة والسلام).

المراجع

(انظر ترجمته في: الموسوعة العربية العالمية 17: 107، إتمام الأعلام: 395- 396، شخصيات لها تاريخ لعبد الرحمان المصطاوي: 201، النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين 3: 400- 421، عظماء الإسلام: 316- 317، موسوعة أعلام الفكر الإسلامي: 976- 982، رسائل الأعلام إلى العلّامة أبي الحسن الندوي: 145- 146، شخصيات لها تاريخ لمحمّد عمارة: 244- 261، رجالات التقريب:
353- 356، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 2: 136- 138 و 195- 196).