عبيد الله بن عبدالله بن عتبة

الاسم	عبيد الله بن عبدالله بن عتبة
تاريخ الولادة	بحدود سنة 25 هجري قمري
تاريخ الوفاة	بعد سنة 90 هجري قمري
كنيته	أبو عبدالله .
نسبه	الهُذَلي .
لقبه	المدني، الأعمى .
طبقته	الثالثة .

عبيد الله بن عبدالله بن عتبة ولد في خلافة عمر أو بُعيدها في المدينة المنوّرة . جدّه «عتبة» هو أخو عبدالله بن مسعود لأبيه وأُمه، وكان قديم الإسلام بمكّة، وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، ومات في خلافة عمر بن الخطّاب . وأبوه عبدالله بن عتبة كان كثير الحديث والفتيا، وتحوّل إلى الكوفة فنزلها، وتوفّي في خلافة عبدالملك بن مروان . وأخوه عون بن عبدالله بن عُتبة كان من المحدّثين الموثّقين عند محدّثي أهل السنّة . والهُذَلي: نسبة إلى هُذَيْل بن مدركة، وهي قبيلة كبيرة، وأكثر أهل وادي نخلة المجاور لمكّة من هذه القبيلة .

وكان عبيدالله بصيراً قد ذهب بصره، وكان فقيهاً كثير الحديث والعلم شاعراً ، وهو أيضاً أحد الفقهاء السبعة بالمدينة .. وذكر ابن الأثير: أنّ عبيدالله كان قاضي الكوفة سنة 72 ه . وقال مالك: «كان ابن شهاب يأتي عبيدالله بن عبدالله، وكان من العلماء، فكان يحدّثه» . كما كان عبيدالله مؤدّب عمر بن عبدالعزيز .

يصفه الزهري فيقول: «ما جالست أحداً من العلماء إلّا وأرى أنّي قد أتيت على ماعنده، وقد كنت اختلف إلى عروة حتّى ما كنت أسمع منه إلّا معاداً، ماخلا عبيدالله ابن عتبة، فإنّه لم آته إلّا وجدت عنده علماً طريفاً» .

وقد تأثّر به عمر بن عبدالعزيز أكثر من غيره، حتّى اعتبره معلّمه ومؤدّبه، يقول عمر: «لو كان عبيدالله حيّاً ماصدرتُ إلّا عن رأيه، ولوددت أنّ لي مجلساً - أو نحوه - من عبيدالله بكذا» . وقال: «إنّي لأشتري ليلةً من ليالي عبيدالله بألف دينار من بيت المال! فقالوا: ياأمير المؤمنين، تقول هذا مع تحرّيك وشدّة تحفّظك؟! فقال: أين يذهب بكم؟ والله إنّي لأعود برأيه وبنصيحته وبهدايته على بيت مال المسلمين بأُلوف وأُلوف، إنّ في المحادثة تلقيحاً للعقل، وترويحاً للقلب، وتسريحاً للهمّ، وتنقيحاً للأدب» .

وكان لهذا أثر على مواقف هذا الخليفة، يقول ابن الأثير تحت عنوان: «ذكر ترك سبّ أمير المؤمنين علي عليه السلام»: «كان بنو أُميّة يسبّون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، إلى أن ولي عمر بن عبدالعزيز الخلافة فترك ذلك، وكتب إلى العمّال في الآفاق بتركه» . ويذكر الخليفة نفسه سبب موقفه هذا قال: «كنتُ بالمدينة أتعلّم العلم، وكنتُ ألزم عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود، فبلغه عنّي شي ء من ذلك، فأتيته يوماً وهو يصلّي، فأطال الصلاة، فقعدت انتظر فراغه، فلمّا فرغ من صلاته التفت إليَّ فقال لي: متى علمتَ أنّ الله غضب على أهل بدر وبيعة الرضوان بعد أن رضي عنهم؟ قلت: لم أسمع ذلك، قال: فما الذي بلغني عنك في عليٍّ؟ فقلت: معذرة إلى الله وإليك، وتركت ماكنت عليه» .

وكان عبيد الله يجلّ أهل البيت عليهم السلام، فقد ذكر الذهبي روايةً عن مالك قال: بلغني أنّ علي بن الحسين جاءه وهو يصلّي، فجلس ينتظره وطوّل عليه، فعوتب عبيد الله في ذلك، وقيل: يأتيك ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فتحبسه هذا الحبس؟! فقال: اللّهم غفراً، لابدّ لمن طلب هذا الشأن أن يُعنّى .

موقف الرجاليّين منه

كان عبيد الله أحد فقهاء أهل المدينة في زمانه .، يقول النووي: «اتّفقوا على جلالته، وإمامته، وعِظَم منزلته» . لكنّه لم يرد اسمه في المصادر الرجالية للشيعة - سوى جامع الرواة ومابعده من الكتب . - إلّا أنّه نُقل عنه في كتب روائية ثلاثة، هي: الكافي ومن لايحضره الفقيه وتهذيب الأحكام حديثٌ عن طريق ابن عباس في إبطال العول . ووردت أغلب رواياته في الجوامع الروائية لأهل السنّة؛ كصحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن ابن ماجة والترمذي والنسائي وأبي داود .

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى عن جماعة، منهم: ابن عباس، أبوه: عبد الله بن عُتْبة، عثمان بن حَنَيْف، عُروة بن الزبير، أبو سعيد الخُدري، النعمان بن بشير، أبو هريرة، عائشة. وروى أيضاً عن عمر بن الخطّاب و عمّار بن ياسر مرسلاً. وروى عنه جماعة، منهم: عبدالله بن ذَكْوان، أخوه: عون بن عبدالله، الزُهري.

من روايات

روى أبو نعيم بسنده عنه عن ابن عباس: أنّ النبي صلى الله عليه وآله مرّ بشاةٍ ميتةٍ، فقال: «للدنيا أهون على الله من هذه على أهلها» .

وفاته

توفِّي بعد سنة 90 ه، وروي أنّ الإمام السجادعليه السلام حمل عمودي سريره .