الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبد السلام بن صالح بن سُليمان»

من ویکي‌وحدت
(أنشأ الصفحة ب'<div class="wikiInfo"> {| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ | !الاسم |عبد السلام بن صالح بن سُليمان<ref>طبق...')
(لا فرق)

مراجعة ٠٨:٠٩، ١٨ يناير ٢٠٢١

الاسم عبد السلام بن صالح بن سُليمان[١]
الاسم الکامل عبد السلام بن صالح بن سُليمان (أبو الصَلْت)
كنيته أبو الصَلْت، أبو عبداللَّه[٢]
نسبه القرشي[٣]
لقبه الهَرَوي، النيشابوري، الخُراساني[٤]

عبد السلام بن صالح بن سُليمان عُرف بأبي الصَلْت الهَرَوي، وكانت ولادته في المدينة[٥]، وكان من موالي عبدالرحمان بن سمرة القرشي[٦]. ولذا لقِّب بالقرشي. كان مشغوفاً بطلب العلم والحديث، فكان يعاشر العلماء، ويسافر لأجل الحديث[٧]. يقول هو عن نفسه: «اختلفت إلى‏ سفيان ابن عُيَينة ثلاثين سنة أسأله، وكنت آتيه وأنا صبي، وحججت خمسين حجّة»[٨]. ورحل في طلب الحديث إلى‏ البصرة والكوفة والحجاز واليمن[٩].
قدم مرو أيام المأمون يريد التوجّه إلى‏ الغزو، فاُدخل على‏ المأمون، فلمّا سمع كلامه جعله من الخاصّة وحبسه عنده. وكان يردّ على‏ أهل الأهواء من المرجئة والجهمية، والزنادقة والقدرية، وكلّم بشر المريسي غير مرّة بين يدي المأمون مع غيره من أهل الكلام، كلّ ذلك كان الظفر له[١٠].
وكان أبوالصلت مع الإمام الرضاعليه السلام حين رحل من نيسابور، وكان ممّن ذكر حديث: « لا إله إلّا اللَّه حصني . . . » . وكان يحضر مجلسه متفقّهة نيسابور ، وأصحاب الحديث منهم، وفيهم إسحاق بن راهويه[١١].
وقد أورده الشيخ الطوسي في رجاله ضمن أصحاب الإمام الرضاعليه السلام، لكنّه عدّه من أهل السنّة في الكنى‏ من نفس الباب[١٢]. فيما اعتبره سائر علماء الشيعة شيعياً، ومن رواة فضائل علي وأهل بيته ‏عليهم السلام[١٣].
هذا وقد ذكر التستري: أنّ نسخاً أخرى‏ من رجال الشيخ، ومن جملتها نسخة عند مؤلّف كتاب الوسيط، لم يرد فيها أنّه من أهل السنّة (131). ويبدو - كما استظهر الشهيد الثاني - أنّه كان مخالطاً للعامة، وراوٍ لأخبارهم، فلذلك التبس أمره على‏ الشيخ الطوسي، فذكر في كتابه أنّه من أهل السنّة... ومثله كثير من الرجال؛ كمحمدبن إسحاق صاحب السيرة، والأعمش، وخلق كثير (132).
ومن جهة أخرى‏، فإنّ أكثر علماء الرجال وأصحاب التراجم من أهل السنّة عدّوه من الشيعة، يقول ابن حبّان: «يجب أن يعتبر حديثه - أي: الإمام الرضاعليه السلام - إذا روى‏ عنه غير أولاده وشيعته، وأبي الصلت خاصّةً» (133). وعدّه الدارقطني رافضياً خبيثاً (134). وقال أحمد بن سعيد الرازي عنه : « . . . أنّه يحبّ آل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ، وكان دينه ومذهبه» (135).

أبو الصلت وأهل البيت عليهم السلام

كان أبو الصلت محبّاً لأهل بيت النبي ‏صلى الله عليه وآله، راوياً لفضائلهم ومناقبهم، وكان فقيهاً وأديباً (136). ويستفاد ممّا نقله الصدوق أنّه ممّن يعتمد عليه الإمام الرضاعليه السلام، وأنّه صاحب سرّه (137). وذكروا أيضاً: أنّه كان خادماً للإمام الرضاعليه السلام (138).
يروي أبو الصلت: جئت إلى‏ باب الدار التي حُبس فيها الرضاعليه السلام بسرخس وقد قُيِّد، فاستأذنتُ عليه السجّان، فقال: لا سبيل لك إليه، قلت: ولِمَ؟ قال: لأنّه ربّما صلّى‏ في يومه وليلته ألف ركعة، وإنّما ينفتل من صلاته ساعة في صدر النهار، وقبل الزوال، وعند اصفرار الشمس، فهو في هذه الأوقات قاعد في مصلّاه ويناجي ربّه... فدخلت عليه وهو قاعد في مصلّاه متفكّراً. قال أبو الصلت: فقلت له: يابن رسول اللَّه، ما شي‏ء يحكيه عنكم الناس؟ قال: «وما هو؟» قلت: يقولون: إنّكم تدّعون أنّ الناس لكم عبيد! فقال: «اللّهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت شاهد بأنّي لم أقل ذلك قطّ، ولا سمعت أحداً من آبائي‏ عليهم السلام قاله قطّ، وأنت العالم بما لنا من المظالم عند هذه الأُمة، وإنّ هذه منها»، ثم أقبل عليّ، فقال لي: «يا عبد السلام، إذا كان الناس كلّهم عبيدنا على‏ ما حكوه عنّا فممّن نبيعهم؟» قلت: يابن رسول اللَّه، صدقت، ثم قال: «يا عبد السلام، أمنكر أنت لمّا أوجب اللَّه تعالى‏ لنا من الولاية كما ينكره غيرك؟» قلت: معاذ اللَّه، بل أنا مقرّ بولايتكم... (139).

موقف الرجاليّين منه

لم يتعرّض ابن حجر لذكر طبقته في الرواية (140)، ولمّا كان معاصراً لأحمد يمكن القول: إنّه من رواة الطبقة التاسعة أو العاشرة. وقد مدحه ووثّقه الرجاليّون من الشيعة (141)، إلّا أنّ أهل السنّة اختلفوا فيه، فاعتبره البعض غير موثّق أو كاذباً، منهم: الدارقطني والنسائي والعقيلي وابن حبّان والجوزجاني (142). فيما اعتبره البعض الآخر رجلاً صالحاً أو موثّقاً، منهم: أحمد بن سعيد الرازي وابن معين والذهبي وابن حجر وقال: «وأفرط العقيلي، فقال: كذّاب» (143).
وقد أشار أحمد بن سعيد الرازي إلى‏ سبب تضعيفه، حيث قال: «هو ثقة، مأمون على‏ الحديث، إلّا أنّه يحبّ آل محمد!» (144).

من روى‏ عنهم ومن رووا عنه (145)

روى‏ عن الإمام علي بن موسى‏ الرضاعليه السلام.
وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: إسماعيل بن عيّاش، جَرير بن عبد الحميد، جعفر ابن سُليمان، ابن عُيَينة، شَريك بن عبداللَّه النَخعي، حمّاد بن زيد، أبو معاوية الضرير، مالك بن أنس، مُعتمر بن سُليمان.
وروى‏ عنه جماعة، منهم: إبراهيم بن إسحاق السرّاج، أحمد بن سيّار المَرْوزي، الحسن بن عيسى‏ بن حُمران البسطامي، عبداللَّه بن أحمد، ابنه: محمد بن السلام، محمد ابن إسماعيل الأحمسي. وقد وردت رواياته في مصادر أهل السنّة والشيعة.

من رواياته

روى‏ أبو الصلت عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن رسول اللَّه‏ صلى الله عليه وآله قال: «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب» (146). وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرّجاه» (147).
ويذكر أنّ البعض قد اعتبر هذا الحديث من مجعولات أبي الصلت، وعدّه مردوداً! يقول ابن حبّان في كتاب المجروحين: «هذا شي‏ء لا أصل له» (148). وهذا منه عجيب؛ لأنّ هذا الحديث لايختصّ بنقله أبو الصلت، بل نُقل بطرق مختلفة في المصادر الروائية (149). يقول عباس بن محمد الدوري: سمعت ابن معين يوثّق أبا الصلت عبدالسلام بن صالح، فقلت - أو قيل له - : إنّه حدّث عن أبي معاوية عن الأعمش: «أنا مدينة العلم وعلي بابها»؟ فقال: ما تريدون من هذا المسكين؟! أليس قد حدّث به محمد بن جعفر القيدي عن أبي معاوية؟ (150)
وروى‏ أبو الصَلْت عن الرضاعليه السلام أ نّه قال: «رحم اللَّه عبداً أحيى‏ أمرنا» فقلت له: وكيف يُحيي أمركم؟ قال‏عليه السلام: «يتعلّم علومنا ويعلّمها الناس، فإنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا» (151).

وفاته

وبعد وفاة الإمام الرضاعليه السلام حُبس أبو الصلت بأمر المأمون، وأخذ يدعواللَّه في الخلاص من السجن، وأُطلق سراحه بكرامةٍ من الإمام الجوادعليه السلام (152). وتوفّي سنة 236 ه، في عهد المتوكّل العباسي (153).

المراجع

  1. طبقات الحفّاظ: جلال الدين السيوطي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1403 ه.
  2. طبقات الحنابلة: محمد بن أبي يعلى‏، دار المعرفة، بيروت.
  3. طبقات خليفة: خليفة بن خياط، دار الفكر، بيروت، 1414 ه.
  4. طبقات الشافعية الكبرى‏: عبدالوهاب بن علي السبكي، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة.
  5. طبقات الفقهاء: أبو إسحاق الشيرازي، دار القلم، بيروت.
  6. الطبقات الكبرى‏: محمد بن سعد، دار صادر، بيروت.
  7. طبقات المفسّرين: جلال الدين السيوطي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1403 ه.
  8. الغارات: إبراهيم بن محمد الثقفي، منشورات مطبعة بهمن، طهران.
  9. غاية النهاية في طبقات القرّاء: محمد بن محمد بن الجزري، مكتبة المتنبي، القاهرة.
  10. الغدير: عبدالحسين الأميني، دار الكتاب العربي، بيروت، 1379 ه.
  11. فتوح البلدان: احمد بن يحيى‏ بن جابر البلاذري، دار النشر للجامعيين، بيروت، 1377 ه.
  12. فجر الإسلام: أحمد أمين، مطبعة الاعتماد، ط 2، مصر.
  13. الفخري في أنساب الطالبيّين: إسماعيل بن الحسين المروزي الأزورقاني، منشورات مكتبة آية اللَّه المرعشي النجفي، قم، 1409 ه.