٣٨٢
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٤٧: | سطر ٤٧: | ||
وعدّه مالك جديراً بالإمامة، وأشار الشافعي إلى التزامه بالحديث والسنّة (103). وقال عبد الرحمان بن مهدي: «إنّما الناس في زمانهم أربعة: حمّاد بن زيد بالبصرة، والثوري بالكوفة، ومالك بالحجاز، والأوزاعي بالشام» (104).<br> | وعدّه مالك جديراً بالإمامة، وأشار الشافعي إلى التزامه بالحديث والسنّة (103). وقال عبد الرحمان بن مهدي: «إنّما الناس في زمانهم أربعة: حمّاد بن زيد بالبصرة، والثوري بالكوفة، ومالك بالحجاز، والأوزاعي بالشام» (104).<br> | ||
وروي عن أبي إسحاق الفزاري أنّه قال: «ما رأيت مثل الأوزاعي والثوري، فأمّا الأوزاعي فكان رجل عامة، وأمّا الثوري فكان رجل خاصّة نفسه، ولو خيِّرت لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي، يريد الخلافة» (105).<br> | وروي عن أبي إسحاق الفزاري أنّه قال: «ما رأيت مثل الأوزاعي والثوري، فأمّا الأوزاعي فكان رجل عامة، وأمّا الثوري فكان رجل خاصّة نفسه، ولو خيِّرت لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي، يريد الخلافة» (105).<br> | ||
ونقل أبو فروة يزيد بن محمد الرهاوي عن أبيه قال: قلت لعيسى بن يونس: أيّهما أفضل: الأوزاعي أو سُفيان الثوري؟ فقال عيسى: وأين أنت من سُفيان؟! قلت: ذهبت بك العراقية، الأوزاعي: فقهه وفضله وعمله! فغضب عيسى، وقال: أتراني أؤثر على الحقّ شيئاً، سمعت الأوزاعي يقول: «ما أخذنا العطاء حتّى شهدنا على عليّ بالنفاق، وتبرّأنا منه! وأُخذ علينا بذلك الطلاق والعتاق وأيمان البيعة. قال: فلمّا عقلتُ أمري، سألت مكحولاً و [[يحيى بن أبي كثير]] و [[عطاء بن أبي كثير]] و[[عطاء بن أبي رباح]] و [[عبداللَّه بن عُبيد بن عُمير]]، فقال: ليس عليك شيء، إنّما أنت مُكره، فلم تقرّ عيني حتّى فارقت نسائي، واعتقتُ رقيقي، وخرجت من مالي، وكفّرت أيماني» (106).<br> | ونقل أبو فروة يزيد بن محمد الرهاوي عن أبيه قال: قلت لعيسى بن يونس: أيّهما أفضل: الأوزاعي أو سُفيان الثوري؟ فقال عيسى: وأين أنت من سُفيان؟! قلت: ذهبت بك العراقية، الأوزاعي: فقهه وفضله وعمله! فغضب عيسى، وقال: أتراني أؤثر على الحقّ شيئاً، سمعت الأوزاعي يقول: «ما أخذنا العطاء حتّى شهدنا على عليّ بالنفاق، وتبرّأنا منه! وأُخذ علينا بذلك الطلاق والعتاق وأيمان البيعة. قال: فلمّا عقلتُ أمري، سألت مكحولاً و [[يحيى بن أبي كثير]] و [[عطاء بن أبي كثير]] و [[عطاء بن أبي رباح]] و [[عبداللَّه بن عُبيد بن عُمير]]، فقال: ليس عليك شيء، إنّما أنت مُكره، فلم تقرّ عيني حتّى فارقت نسائي، واعتقتُ رقيقي، وخرجت من مالي، وكفّرت أيماني» (106).<br> | ||
==موقف الرجاليّين منه== | ==موقف الرجاليّين منه== |
تعديل