الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبد الرحمان بن عوف بن عبد عوف»
(أنشأ الصفحة ب'<div class="wikiInfo"> {| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ | !الاسم |عبد الرحمان بن عوف بن عبد عوف |- |كنيت...') |
(لا فرق)
|
مراجعة ١١:٢٧، ١٦ يناير ٢٠٢١
عبد الرحمان بن عوف بن عبد عوف هو من بني زُهرة، وأُمّه صفيّة بنت عبد مناف، أو شفاء بنت عوف بن عبد. ولد بعد عام الفيل بعشر سنوات، وكان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة أو عبد عمرو، إلّا أنّ النبيصلى الله عليه وآله أسماه عبد الرحمان. وجُرح يوم أُحد في رجله، فكان يعرج منها (25).
تزوّج عبد الرحمان عدداً من النساء، وصار له منهنّ 20 ولداً بين ذكر وأُنثى، وقُتل اثنان من أبنائه في عهد عثمان أثناء القتال في فتح أفريقيا (26). وكان لعبد الرحمان ثلاثة إخوة، هم: عبداللَّه والأسود والحَمْنن (27).
وتذكر بعض المصادر أنّ عمر قد وجده يوماً بمكّة شارباً، فأمر به فجُلد الحدّ، وأ نّه شهد يوم الجمل مع عائشة فقُتل فيه (28). وطبقاً لروايةٍ فإنّ النبيصلى الله عليه وآله لم يطلق لبس الحرير لأحدٍ من الرجال إلّا لعبد الرحمان هذا، وذلك أ نّه كان رجلاً قمّلاً، أو لبرصٍ كان فيه (29).
وكان عبد الرحمان واحداً من خمسة أشخاص أسلموا على يد أبي بكر، ويُعّد واحداً من ثمانية سبقوا إلى الإسلام (30) . وكان أيضاً من المهاجرين الأوّلين ، جمع الهجرتين جميعاً ، هاجر إلى أرض الحبشة ، ثم قدم قبل الهجرة وهاجر إلى المدينة (31) . وقد آخى رسول اللَّهصلى الله عليه وآله بينه وبين سعد بن ربيع الأنصاري (32)، وقيل: بينه وبين عثمان ابن عفّان (33).
كان عبد الرحمان تاجراً مجدوداً في التجارة، وكسب مالاً كثيراً، وقد خلّف ألف بعير وثلاثة آلاف شاة ومائة فرس تُرعى بالبقيع (34). وروي: أ نّه دخل يوماً على أُم سلمة زوج النبيصلى الله عليه وآله فقال: يا أُمّه، قد خشيتُ أن يهلكني كثرة مالي، أنا أكثر قريش كلّهم مالاً، قالت: يا بنيّ، تصدّق، فإنّي سمعت رسول اللَّهصلى الله عليه وآله يقول: «إنّ من أصحابي من لايراني بعد أن أفارقه» (35).
اشترك في جميع غزوات النبيصلى الله عليه وآله (36). وكان يتمتّع ببعض الأخلاق، يقول ابن عباس: كنت عند عمر فتنفّس نفساً عالياً حتّى ظننتُ أنّ أضلاعه قد انفجرت، فقلت له: ما أخرج هذا النفس منك يا أمير المؤمنين إلّا همّ شديد! قال: إي واللَّه يا بن عباس، إنّي فكّرتُ فلم أدر في من أجعل هذا الأمر بعدي، ثم قال: لعلّك ترى صاحبك لها أهلاً؟ قلت: وما يمنعه من ذلك مع جهاده وسابقته، وقرابته وعلمه؟ قال: صدقت، ولكنّه امرؤ فيه دعابة... قلت: فعبد الرحمان؟ قال: رجل ضعيف، لو صار الأمر إليه لوضع خاتمه في يد امرأته... (37)، لكنّه كان واحداً من ستّة رجال عيّنهم عمر لانتخاب الخليفة من بعده، وأعطاه دوراً أساسياً في الأمر، وجعل مفتاح الحلّ بيده، وقال: إذا حصل خلاف فإنّ رأي الثلاثة الذين فيهم عبد الرحمان مقدّم على غيره (38). وكذلك كان مقدّماً ومكرّماً عند عثمان، ويصله بالهدايا والعطايا (39).
كان عبد الرحمان ممّن أسلم في أوائل البعثة في مكّة، ولكنّه لم يكن مسلّماً - كما هو المفروض - للنبيصلى الله عليه وآله. وقد ذكر التاريخ نقاطاً غير مُرضية عنه، قال الواحدي النيسابوري في سبب نزول قوله تعالى: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُم وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ...» قال الكلبي: نزلت هذه الآية في نفر من أصحاب رسول اللَّهصلى الله عليه وآله منهم: عبد الرحمان بن عوف... كانوا يلقون من المشركين أذىً كثيراً، ويقولون: يا رسول اللَّه، إئذن لنا في قتال هؤلاء، فيقول لهم: كفّوا أيديكم عنهم، فإنّي لم أُؤمر بقتالهم، فلمّا هاجر رسول اللَّهصلى الله عليه وآله إلى المدينة، وأمرهم اللَّه بقتال المشركين، كرهه بعضهم وشقّ عليهم، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية (40).
موقف الرجاليّين منه
كان عبد الرحمان من صحابة النبيصلى الله عليه وآله، ولذا فقد كان عند علماء أهل السنّة مبجّلاً وممدوحاً (41). وأمّا علماء الشيعة فقد أورده الشيخ الطوسي ضمن رواة النبيصلى الله عليه وآله، فيما عدّه المامقاني غير معتمد (42).
من روى عنهم ومن رووا عنه (43)
روى عن النبيصلى الله عليه وآله، وعن أبي بكر وعمر.
وروى عنه جماعة، منهم: أولاده: إبراهيم وحُميد وعمر ومصعب وأبو سلمة، أنس، جابر، جُبير بن مُطعم، ابن عباس، ابن عمر. وقد روي له عن رسول اللَّهصلى الله عليه وآله خمسة وستّون حديثاً، اتّفقا منها على حديثين، وانفرد البخاري بخمسة (44). كما وروى عبد الرحمان حديث الغدير (45).
من رواياته
روى عن النبيصلى الله عليه وآله أ نّه قال: «فضل العالم على العابد سبعين درجة، ما بين كلّ درجتين كما بين السماء والأرض» (46).
وفاته
توفّي عبد الرحمان سنة 32 ه في خلافة عثمان بالمدينة، وصلّى عليه عثمان أو الزبير أو ابنه على قول، ودُفن في البقيع (47). وذكرت المصادر الرجالية أ نّه خلّف مالاً عظيماً، وكان الذهب يقطّع بالفؤوس، وبلغ ربع ثُمن ماله فقط أربعة وثمانين ألفاً!