الفرق بين المراجعتين لصفحة: «آراء علماء المدرستين فى تدوين القرآن وجمعه»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
(٤ مراجعات متوسطة بواسطة ٣ مستخدمين غير معروضة)
سطر ١٤: سطر ١٤:
==== الثالث: جمع القرآن بمعنى توحيد المصاحف ====
==== الثالث: جمع القرآن بمعنى توحيد المصاحف ====
ولا اعتقد أنّ هناك اثر عملي مهم يترتب على وجود الاختلاف فى هذا المعنى من الجمع لواثبتنا انّ الجمع بالمعنى الثانى قد تمّ فى عصر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم).ولكن يبدو من مجموعة من النصوص انّ توحيد المصاحف قد تحقّق في عهد عثمان بن عفان بعد أن تعدّدت مصاحف الصحابة وتمايزت بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)، فقد روى [[البخاري]] بسنده عن ابن شهاب انّ انس بن مالك حدّثه "انّ حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وآذربايجان مع أهل العراق، فافزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان الى حفصة أن أرسلى إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثمّ نردّها إليك. فأرسلت بها حفصة الى عثمان، فأمر زيد بن ثابت و[[عبد الله بن الزبير]] و[[سعيد بن العاص]] وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فانّما نزل بلسانهم، ففعلوا. حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف ردّ عثمان الصحف الى حفصة، فأرسل الى كل أفق بمصحف ممّا نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق <ref>معرفت، محمد هادي، تلخيص التمهيد، ج1، ص 195</ref>.
ولا اعتقد أنّ هناك اثر عملي مهم يترتب على وجود الاختلاف فى هذا المعنى من الجمع لواثبتنا انّ الجمع بالمعنى الثانى قد تمّ فى عصر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم).ولكن يبدو من مجموعة من النصوص انّ توحيد المصاحف قد تحقّق في عهد عثمان بن عفان بعد أن تعدّدت مصاحف الصحابة وتمايزت بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)، فقد روى [[البخاري]] بسنده عن ابن شهاب انّ انس بن مالك حدّثه "انّ حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وآذربايجان مع أهل العراق، فافزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان الى حفصة أن أرسلى إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثمّ نردّها إليك. فأرسلت بها حفصة الى عثمان، فأمر زيد بن ثابت و[[عبد الله بن الزبير]] و[[سعيد بن العاص]] وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فانّما نزل بلسانهم، ففعلوا. حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف ردّ عثمان الصحف الى حفصة، فأرسل الى كل أفق بمصحف ممّا نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق <ref>معرفت، محمد هادي، تلخيص التمهيد، ج1، ص 195</ref>.
== الآراء علماء مدرسة الخلفاء حول تدوين القرآن ==
== آراء علماء مدرسة الخلفاء حول تدوين القرآن ==
عند البحث نقف عند آراء متعددة لدى علماء هذه المدرسة حول تدوين القرآن وجمعه، منها:
عند البحث نقف عند آراء متعددة لدى علماء هذه المدرسة حول تدوين القرآن وجمعه، منها:


سطر ٤١: سطر ٤١:
وهناك كثير من المحقيقن المتأخرين المعتدلين غير المتطرفين أهل السنة رجّحوا هذا الرأي، وهناك آراء آخرى نتجنب بذكرها فراجع <ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص332 .</ref>.
وهناك كثير من المحقيقن المتأخرين المعتدلين غير المتطرفين أهل السنة رجّحوا هذا الرأي، وهناك آراء آخرى نتجنب بذكرها فراجع <ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص332 .</ref>.
    
    
=== الرأي الرابع: أوّل من جمع القرآن بعد وفاة النبي ص علي عليه السلام ===
=== الرأي الرابع: أوّل من جمع القرآن بعد وفاة النبي هو علي عليه السلام ===
قال ابن سعد في الطبقات : "عن أيوب وابن عون عن محمد قال : نبئت أن عليا أبطأ عن بيعة أبي بكر ، فلقيه أبو بكر ، فقال : أكرهت إمارتي ؟ فقال : لا ، ولكنني آليت بيمين أن لا أرتدي بردائي إلا إلى الصلاة حتى أجمع القرآن . قال : فزعموا أنه كتبه على تنـزيله . قال محمد : فلو أصيب ذلك الكتاب كان فيه علم . قال ابن عون : فسألت عكرمة عن ذلك الكتاب فلم يعرفه "<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص332.</ref>.
قال ابن سعد في الطبقات : "عن أيوب وابن عون عن محمد قال : نبئت أن عليا أبطأ عن بيعة أبي بكر ، فلقيه أبو بكر ، فقال : أكرهت إمارتي ؟ فقال : لا ، ولكنني آليت بيمين أن لا أرتدي بردائي إلا إلى الصلاة حتى أجمع القرآن . قال : فزعموا أنه كتبه على تنـزيله . قال محمد : فلو أصيب ذلك الكتاب كان فيه علم . قال ابن عون : فسألت عكرمة عن ذلك الكتاب فلم يعرفه "<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص332.</ref>.


سطر ١١٧: سطر ١١٧:
وقد ياتي فى الأذهان فاذاً من جمع القرآن ووحّد المسلمون على مصحف واحد؟
وقد ياتي فى الأذهان فاذاً من جمع القرآن ووحّد المسلمون على مصحف واحد؟
جواب: لو دققنا النظر فى بعض النصوص التاريخية و الحديثية فنجد أنّ اوّل من دعا لتوحيد القرآن الكريم هو علي ابن ابى طالب (ع)، فعندما جاء أمير المؤمنين عليه السلام للقوم بمصحفه الشريف أراد منهم أن يجعلوه القرآن الرسمي للدولة ويتبعه المسلمون ويعتمدوه فيوحدوا عليه مصاحفهم ، فهو إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفيه من التنـزيل ما لا يوجد في غيره إلا القليل ، ولكن حينما رفضوا مصحفه ونبذوه وراء ظهورهم لم يكتف أمير المؤمنين عليه السلام بـهذا الحد بل حاول نزع فتيل الفرقة والاختلاف بالدعوة لتوحيد المسلمين تحت أي مصحف آخر يؤدي الغرض وإن لم يشتمل على التنـزيل والتفسير بشرط الحفاظ على النص القرآني ، وكان يشتد قلقه عليه السلام على القرآن وهو يزاد فيه وينقص يوما بعد يوم باجتهادات من فلان ورأي من فلان آخر ، فقد جاء إلى ابن الخطاب زمن تأمره على الناس وأشار الأمير عليه السلام على ابن الخطاب بجمع نسخة واحدة من القرآن تكون رسمية للدولة وعلى إثر ذلك تتوحد وتلتف حولها جماهير المسلمين وتعتمدها الدولة وترعاها لما لها من تسلط على الناس ، من باب إن الله يزع في السلطان ما لا يزع في القرآن ، فاستجاب ابن الخطاب للفكرة ، لكنه سريعا ما قتل ، وركدت تلك الحركة وقتلت في مهدها ، ومن الطبيعي أن تزداد اختلافات القراء وأن تبرير ذلك بنظرية الأحرف السبعة لم يحل المشكلة ولم يمنع نموها ؟ ! ثم واصل مسعاه مع الخليفة عثمان محذرا من تفاقم مشكلة اختلاف الناس في نصوص القرآن ، وأن حلها فقط بتدوين القرآن على حرف واحد ؟ ، فجاء أمير المؤمنين عليه السلام لابن عفان ثالث القوم بعد أن جاء أول مرة حين أعطاهم الكتاب كاملا وثانيا زمن عمر حينما طرح الفكرة عليه وهاهي الثالثة لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا .وهذا ما أخرجه ابن شيبة في تاريخ المدينة : " بسنده عن سوار بن شبيب قال : دخلت على [[ابن الزبير]] في نفر فسألته عن عثمان ، لم شقق المصاحف ، ولم حمى الحمى ؟ فقال قوموا فإنكم حرورية ، قلنا : لا والله ما نحن بحرورية قال : قام إلى أمير المؤمنين عمر رجل فيه كذب وولع ، فقال : يا أمير المؤمنين إن الناس قد اختلفوا في القراءة ، فكان عمر رضي الله عنه قد هم أن يجمع المصاحف فيجعلها على قراءة واحدة ، فطعن طعنته التي مات فيها ، فلما كان في خلافة عثمان قام ذلك الرجل فذكر له ، فجمع عثمان المصاحف <ref>ابن شيبه، عمر، تاريخ المدينة، ج3، ص990</ref>. ولا نجد من الشخصيات الموجودة في ذلك العصر من يتوقع أن ينبزه ابن الزبير وينعته بالكذب والولع غير علي بن أبي طالب عليه السلام الذي بغضه نفاق وحبه إيمان: فقد اشتهر ابن الزبير بعداوته وحقده على بني هاشم وبالأخص على سيّدهم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام وهذا واضح لمن راجع التاريخ وكمثال ننقل ما ذكره المسعودي في مروج الذهب نقل عنه كتاب التحرير بتحقيق<ref> محي الدين، محمد عبد الحميد، التحرير، ص59</ref>.: ( وكان ابن الزبير عمد إلى من بمكة من بني هاشم فحصرهم في الشعب و جمع لهم حطباً عظيماً لو وقعت فيه شرارة من نار لم يسلم من الموت أحد ، وفي القوم [[محمد بن الحنفية]] وقال في ص62 : ( وذكر عمر بن شبة النميري عن مساور بن السائب أن ابن الزبير خطب أربعين يوما لا يصلى على النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم وقال : لا يمنعني من أن أصلي عليه ألا تشمخ رجال بآنافها ) ، وقال فيها أيضا : ( فقال ابن الزبير : إني لأكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ أربعين سنة … وحدّث النوفلي في كتابه في الأخبار عن الوليد بن هاشم المخزومي قال : خطب ابن الزبير فنال من عليّ ، فبلغ ذلك ابنه محمد بن الحنفية فجاء حتى وضع له كرسي قدامه ، فعلاه وقال : يا معشر قريش ، شاهت الوجوه ، أينتقص عليّ وأنتم حضور ؟! ) اه . ويكفي أنه جرّ أبيه لمقاتلة إمام زمانه في معركة الجمل وكان يستثيره ويحرضه بل يجبنه حتى يقدم على القتال والقصة مفصلة فراجع)     
جواب: لو دققنا النظر فى بعض النصوص التاريخية و الحديثية فنجد أنّ اوّل من دعا لتوحيد القرآن الكريم هو علي ابن ابى طالب (ع)، فعندما جاء أمير المؤمنين عليه السلام للقوم بمصحفه الشريف أراد منهم أن يجعلوه القرآن الرسمي للدولة ويتبعه المسلمون ويعتمدوه فيوحدوا عليه مصاحفهم ، فهو إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفيه من التنـزيل ما لا يوجد في غيره إلا القليل ، ولكن حينما رفضوا مصحفه ونبذوه وراء ظهورهم لم يكتف أمير المؤمنين عليه السلام بـهذا الحد بل حاول نزع فتيل الفرقة والاختلاف بالدعوة لتوحيد المسلمين تحت أي مصحف آخر يؤدي الغرض وإن لم يشتمل على التنـزيل والتفسير بشرط الحفاظ على النص القرآني ، وكان يشتد قلقه عليه السلام على القرآن وهو يزاد فيه وينقص يوما بعد يوم باجتهادات من فلان ورأي من فلان آخر ، فقد جاء إلى ابن الخطاب زمن تأمره على الناس وأشار الأمير عليه السلام على ابن الخطاب بجمع نسخة واحدة من القرآن تكون رسمية للدولة وعلى إثر ذلك تتوحد وتلتف حولها جماهير المسلمين وتعتمدها الدولة وترعاها لما لها من تسلط على الناس ، من باب إن الله يزع في السلطان ما لا يزع في القرآن ، فاستجاب ابن الخطاب للفكرة ، لكنه سريعا ما قتل ، وركدت تلك الحركة وقتلت في مهدها ، ومن الطبيعي أن تزداد اختلافات القراء وأن تبرير ذلك بنظرية الأحرف السبعة لم يحل المشكلة ولم يمنع نموها ؟ ! ثم واصل مسعاه مع الخليفة عثمان محذرا من تفاقم مشكلة اختلاف الناس في نصوص القرآن ، وأن حلها فقط بتدوين القرآن على حرف واحد ؟ ، فجاء أمير المؤمنين عليه السلام لابن عفان ثالث القوم بعد أن جاء أول مرة حين أعطاهم الكتاب كاملا وثانيا زمن عمر حينما طرح الفكرة عليه وهاهي الثالثة لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا .وهذا ما أخرجه ابن شيبة في تاريخ المدينة : " بسنده عن سوار بن شبيب قال : دخلت على [[ابن الزبير]] في نفر فسألته عن عثمان ، لم شقق المصاحف ، ولم حمى الحمى ؟ فقال قوموا فإنكم حرورية ، قلنا : لا والله ما نحن بحرورية قال : قام إلى أمير المؤمنين عمر رجل فيه كذب وولع ، فقال : يا أمير المؤمنين إن الناس قد اختلفوا في القراءة ، فكان عمر رضي الله عنه قد هم أن يجمع المصاحف فيجعلها على قراءة واحدة ، فطعن طعنته التي مات فيها ، فلما كان في خلافة عثمان قام ذلك الرجل فذكر له ، فجمع عثمان المصاحف <ref>ابن شيبه، عمر، تاريخ المدينة، ج3، ص990</ref>. ولا نجد من الشخصيات الموجودة في ذلك العصر من يتوقع أن ينبزه ابن الزبير وينعته بالكذب والولع غير علي بن أبي طالب عليه السلام الذي بغضه نفاق وحبه إيمان: فقد اشتهر ابن الزبير بعداوته وحقده على بني هاشم وبالأخص على سيّدهم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام وهذا واضح لمن راجع التاريخ وكمثال ننقل ما ذكره المسعودي في مروج الذهب نقل عنه كتاب التحرير بتحقيق<ref> محي الدين، محمد عبد الحميد، التحرير، ص59</ref>.: ( وكان ابن الزبير عمد إلى من بمكة من بني هاشم فحصرهم في الشعب و جمع لهم حطباً عظيماً لو وقعت فيه شرارة من نار لم يسلم من الموت أحد ، وفي القوم [[محمد بن الحنفية]] وقال في ص62 : ( وذكر عمر بن شبة النميري عن مساور بن السائب أن ابن الزبير خطب أربعين يوما لا يصلى على النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم وقال : لا يمنعني من أن أصلي عليه ألا تشمخ رجال بآنافها ) ، وقال فيها أيضا : ( فقال ابن الزبير : إني لأكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ أربعين سنة … وحدّث النوفلي في كتابه في الأخبار عن الوليد بن هاشم المخزومي قال : خطب ابن الزبير فنال من عليّ ، فبلغ ذلك ابنه محمد بن الحنفية فجاء حتى وضع له كرسي قدامه ، فعلاه وقال : يا معشر قريش ، شاهت الوجوه ، أينتقص عليّ وأنتم حضور ؟! ) اه . ويكفي أنه جرّ أبيه لمقاتلة إمام زمانه في معركة الجمل وكان يستثيره ويحرضه بل يجبنه حتى يقدم على القتال والقصة مفصلة فراجع)     
وقد نص السيد ابن طاووس رضوان الله تعالى عليه على أن جمع عثمان للمصحف إنما كان برأي أمير المؤمنين عليه السلام ، قال في سعد السعود: ثم عاد عثمان جمع المصحف برأي مولانا علي بن أبي طالب ، وأخذ عثمان مصحف أبي وعبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة فغسلها غسلا " <ref>ابن شهر آشوب، سعد السعود، ص29.</ref>. كذلك راجع <ref>الكوراني، علي، تدوين القرآن  ، ص315</ref>.
وقد نص السيد ابن طاووس رضوان الله تعالى عليه على أن جمع عثمان للمصحف إنما كان برأي أمير المؤمنين عليه السلام ، قال في سعد السعود: ثم عاد عثمان جمع المصحف برأي مولانا علي بن أبي طالب ، وأخذ عثمان مصحف أبي وعبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة فغسلها غسلا " <ref>ابن شهر آشوب، سعد السعود، ص29.</ref>. كذلك راجع <ref>الكوراني، علي، تدوين القرآن، ص315</ref>.


== خاتمةالبحث ==
== خاتمةالبحث ==
نقول فى الختام بأن القرآن الكريم هو الكلام المعجز المنزل وحياً على النبي (ص) المكتوب فى المصاحف المنقول منه بالتواتر المتعبد بتلاوته،الاّ انه فقد وقع الخلاف بين المسلمين فى بعض المسائل المتعلقة بالقرآن الكريم منها فى تحديد زمن تدوين القرآن وجمعه بشكل مصحف، والحين انّ الله تعالى يقول (إنا علينا جمعه وقرآنه.فإذا قرآناه فاتبع قرآنه .ثم إنا علينا بيانه).... وكذلك قوله(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) .وقد كلف محمد بن عبد الله النبى الرسول بحملها وتدوينها وتبليغها .وقد ادى الآمانة كاملة.وما حدث بعد ذلك هو إستنساخ او كتابة نسخ من القرآن المدون المحفوظ .للناس وللمدائن التى فتحوها او غزوها سواء فى عهد ابوبكر او عمر او عثمان او ما تلاهم من عهود بعد ذلك.
نقول فى الختام بأن [[القرآن الكريم]] هو الكلام المعجز المنزل وحياً على النبي (ص) المكتوب فى المصاحف المنقول منه بالتواتر المتعبد بتلاوته،الاّ انه فقد وقع الخلاف بين المسلمين فى بعض المسائل المتعلقة بالقرآن الكريم منها فى تحديد زمن تدوين القرآن وجمعه بشكل مصحف، والحين انّ الله تعالى يقول (إنا علينا جمعه وقرآنه.فإذا قرآناه فاتبع قرآنه .ثم إنا علينا بيانه).... وكذلك قوله(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) .وقد كلف محمد بن عبد الله النبى الرسول بحملها وتدوينها وتبليغها .وقد ادى الآمانة كاملة.وما حدث بعد ذلك هو إستنساخ او كتابة نسخ من القرآن المدون المحفوظ .للناس وللمدائن التى فتحوها او غزوها سواء فى عهد ابوبكر او عمر او عثمان او ما تلاهم من عهود بعد ذلك.
فالحق أنه ما كان ينتهي صلى الله عليه وآله وسلم من تلقي الوحي إلا ويأمر الكتبة ليدونوا ما سيمليه عليهم ، ثم يأمرهم ليعيدوا عليه صلى الله عليه وآله وسلم فما زاغ أقامه وما نقص أكمله ، وهكذا كلما نزل قرآن من السماء ازداد حجم المصاحف عند الصحابة التي كانت تضاف لها الآيات المكتوبة في الرقاع وترتب في المصاحف بحسب ما يأمرهم صلى الله عليه وآله وسلم به ، واستمر العمل على هذا المنوال إلى أواخر أيام حياته صلى الله عليه وآله وسلم ، وحينما انقطع وحي السماء كان المصحف قد كمل تلقائيا للعمل الدؤوب والمتواصل في جمع آياته النازلة ورتيبها بعد نقلها من الرقاع إلى المصحف ، وقد كان بعضهم يفتخر بختمه القرآن وجمعه في مصحفه بإملاء من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فالحق أنه ما كان ينتهي صلى الله عليه وآله وسلم من تلقي [[الوحي]] إلا ويأمر الكتبة ليدونوا ما سيمليه عليهم ، ثم يأمرهم ليعيدوا عليه صلى الله عليه وآله وسلم فما زاغ أقامه وما نقص أكمله ، وهكذا كلما نزل قرآن من السماء ازداد حجم المصاحف عند الصحابة التي كانت تضاف لها الآيات المكتوبة في الرقاع وترتب في المصاحف بحسب ما يأمرهم صلى الله عليه وآله وسلم به ، واستمر العمل على هذا المنوال إلى أواخر أيام حياته صلى الله عليه وآله وسلم ، وحينما انقطع وحي السماء كان المصحف قد كمل تلقائيا للعمل الدؤوب والمتواصل في جمع آياته النازلة ورتيبها بعد نقلها من الرقاع إلى المصحف ، وقد كان بعضهم يفتخر بختمه القرآن وجمعه في مصحفه بإملاء من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وهنا ملاحظة مهمة جدا يجب التنبيه عليها وهى أنه عندما نقول إن جمع القرآن كان فى زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا نقصد به أن تدوين القرآن بتمامه وكماله فرغ منه فى بداية حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقبل أن يتم نزول كل القرآن من السماء ‍! وإنما نقصد أن القرآن رتبت آياته النازلة ونسقت سوره النازلة الواحدة تلو الأخرى كلا على حدة ، فعرف أول السورة من آخرها على وجه منسق منظم وإن لم يتم نزول القرآن بعد ، فيسمى هذا التنسيق والترتيب جمع للقرآن ومصحف مجموع.
وهنا ملاحظة مهمة جدا يجب التنبيه عليها وهى أنه عندما نقول إن جمع [[القرآن]] كان فى زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا نقصد به أن تدوين القرآن بتمامه وكماله فرغ منه فى بداية حياة [[النبي]] صلى الله عليه وآله وسلم وقبل أن يتم نزول كل القرآن من السماء ‍! وإنما نقصد أن القرآن رتبت آياته النازلة ونسقت سوره النازلة الواحدة تلو الأخرى كلا على حدة ، فعرف أول السورة من آخرها على وجه منسق منظم وإن لم يتم نزول القرآن بعد ، فيسمى هذا التنسيق والترتيب جمع للقرآن ومصحف مجموع.


==الهامش==
==الهامش==
سطر ١٤٢: سطر ١٤٢:
* علوم القرآن عند المفسيرن،،مركزالثقافة،م ط1 1374 ش. طبع طهران
* علوم القرآن عند المفسيرن،،مركزالثقافة،م ط1 1374 ش. طبع طهران
* الرستاقي، حسين، منهج الطالبين وبلاغ الراغبين   
* الرستاقي، حسين، منهج الطالبين وبلاغ الراغبين   
* الصعير، محمد حسين، تأريخ القرآن ، للدكتور الصغير ط دار المؤرخ العربي.
* الصغير، محمد حسين، تأريخ القرآن ، للدكتور الصغير ط دار المؤرخ العربي.
* السيد هاشم البحراني، البرهان فى تفسير القرآن ،مطبع موسسة اسماعليان ط3.  
* السيد هاشم البحراني، البرهان فى تفسير القرآن ،مطبع موسسة اسماعليان ط3.  
* الحكيم، السيد باقر ،علوم القرآن ، ط الرابع مجمع الفكر الإسلامي ،1419ه ق.
* الحكيم، السيد باقر ،علوم القرآن ، ط الرابع مجمع الفكر الإسلامي ،1419ه ق.
confirmed
٤٥٩

تعديل