الفرق بين المراجعتين لصفحة: «تحریف القرآن»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٩: سطر ٩:
==== التحريف المعنوي ====
==== التحريف المعنوي ====
ويراد به حمل اللفظ علىٰ معانٍ بعيدة عنه لم ترتبط بظاهره، مع مخالفتها للمشهور من تفسيره، وهذا النوع واقع في القرآن، وذلك عن طريق تأويله من غير علم، وهو محرّم بالإجماع  
ويراد به حمل اللفظ علىٰ معانٍ بعيدة عنه لم ترتبط بظاهره، مع مخالفتها للمشهور من تفسيره، وهذا النوع واقع في القرآن، وذلك عن طريق تأويله من غير علم، وهو محرّم بالإجماع  
لقوله صلى‌الله‌ عليه ‌وآله‌ : « من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار وهو من التفسير بالرأي المنهي عنه.<ref>الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان، ج١  ص٢٤.</ref> <ref> السيوطي، جلال الدين،  الإتقان للسيوطي، ج٤، ص٢١٠.</ref>  ، قال رسول الله صلى‌الله‌ عليه ‌وآله‌ : « من فسَّر القرآن برأيه وأصاب الحق فقد أخطأ وهذا المعنىٰ منحدر عن الأصل اللغوي لتحريف الكلام.<ref>الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان، ج١  ص٤.]</ref>   
لقوله صلى‌الله‌ عليه ‌وآله‌ : « من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار وهو من [[التفسير بالرأي]] المنهي عنه.<ref>الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان، ج١  ص٢٤.</ref> <ref> السيوطي، جلال الدين،  الإتقان للسيوطي، ج٤، ص٢١٠.</ref>  ، قال رسول الله صلى‌الله‌ عليه ‌وآله‌ : « من فسَّر القرآن برأيه وأصاب الحق فقد أخطأ وهذا المعنىٰ منحدر عن الأصل اللغوي لتحريف الكلام.<ref>الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان، ج١  ص٤.]</ref>   
==== التحريف اللفظي ====
==== التحريف اللفظي ====
وهو علىٰ أقسام منها   
وهو علىٰ أقسام منها   
سطر ٢٠: سطر ٢٠:
وقال ابن قدامة في لمعة الاعتقاد : ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفاً متفقاً عليه أنه كافر.  
وقال ابن قدامة في لمعة الاعتقاد : ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفاً متفقاً عليه أنه كافر.  
وقال القاضي أبو يعلى: والقرآن ما غُيِّر ولا بُدِّل ولا نُقِص منه، ولا زِيدَ فيه، خلافاً للرافضة القائلين: إن القرآن قد غير وبدل وخولف بين نظمه وترتيب). وقال: إن القرآن جمع بمحضر من الصحابة رضي الله عنهم، وأجمعوا عليه، ولم ينكر منكر، ولا رد أحد من الصحابة ذلك ولا طعن فيه، ولو كان مغيراً مبدلاً لوجب أن ينقل عن أحد من الصحابة أنه طعن فيه، لأن مثل هذا لا يجوز أن ينكتم في مستقر العادة... ولأنه لو كان مغيراً ومبدلاً لوجب على علي رضي الله عنه أن يبينه ويصلحه، ويبين للناس بياناً عاماً أنه أصلح ما كان مغيراً، فلما لم يفعل ذلك، بل كان يقرؤه ويستعمله، دل على أنه غير مبدل، ولا مغير.
وقال القاضي أبو يعلى: والقرآن ما غُيِّر ولا بُدِّل ولا نُقِص منه، ولا زِيدَ فيه، خلافاً للرافضة القائلين: إن القرآن قد غير وبدل وخولف بين نظمه وترتيب). وقال: إن القرآن جمع بمحضر من الصحابة رضي الله عنهم، وأجمعوا عليه، ولم ينكر منكر، ولا رد أحد من الصحابة ذلك ولا طعن فيه، ولو كان مغيراً مبدلاً لوجب أن ينقل عن أحد من الصحابة أنه طعن فيه، لأن مثل هذا لا يجوز أن ينكتم في مستقر العادة... ولأنه لو كان مغيراً ومبدلاً لوجب على علي رضي الله عنه أن يبينه ويصلحه، ويبين للناس بياناً عاماً أنه أصلح ما كان مغيراً، فلما لم يفعل ذلك، بل كان يقرؤه ويستعمله، دل على أنه غير مبدل، ولا مغير.
=== أدلّة نفي التحريف عند مدرسة الخلفاء ===
=== أدلّة نفي التحريف عند مدرسة الخلفاء ===
مدرسة الخلفاء بشكل عام يعتقدون سلامة القرآن من التحريف، والتبديل، والتغيير، والنقص، والزيادة بأي وجه من الوجوه، ويرون أن من ادعى وجود التحريف في القرآن فهو كافر، وذكروا أدلة أهمها:
مدرسة الخلفاء بشكل عام يعتقدون سلامة القرآن من التحريف، والتبديل، والتغيير، والنقص، والزيادة بأي وجه من الوجوه، ويرون أن من ادعى وجود التحريف في القرآن فهو كافر، وذكروا أدلة أهمها:
سطر ٣٢: سطر ٣٣:
أولاً:  بأنّ أستدلّال بالآيات لنفي وقوع التحريف فى القرآن منقوضة بالدور وهواستدلال بشي على نفسه وهو باطل فلابد ان نثبت في مرحلة المسبقة بانّ القرآن قد تم جمعه وتدوينه فى عهد [[النبي]](ص) وما تلاحقه فى زمن بعض الخلفاء ليس الاّ استنساخ من ذلك الاصل فحينئذٍ نسطيع ان نستدل بالآيات القرآنية لاثبات عدم وقوع تحريف في القرآن الكريم، اما على النظرية المشهورة عند اهل السنة التى تذهب الى انّ القرآن فى اول مرة تم جمعه على القراطيس فى عهد الخليفة الاول ابى بكر كما يصرّح به ابن عطية حيث يقول: كان القرآن فى مدة رسول الله(ص) متفرعاً فى صدور الرّجال وقد كتب الناس منه فى صحف وفى جريد وفى لحاف...... فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة .......فندبا إلى ذلك زيد بن ثابت فجمعه غير مرتب بعد تعبٍ شديد... بشرط أن يشهد شاهدان على أنه من القرآن ....... <ref>بدرالدين، احمد بن محمد، عقد القاري،ج3ص19.</ref>  كذلك يقول القرطبي: كان القرآن فى مدة النبي(ص)متفرقاً فى صدور الرجال وقد كتب الناس منه .......ثو يذكر ما ذكره ابن عطية حذوا ًبحذوٍ <ref>القرطبي، محمد بن احمد، جامع الاحكام للقرآن،ج1، ص49.</ref>      فالاستدلال بالآيات القرآنية لنفي التحريف غير سليم.
أولاً:  بأنّ أستدلّال بالآيات لنفي وقوع التحريف فى القرآن منقوضة بالدور وهواستدلال بشي على نفسه وهو باطل فلابد ان نثبت في مرحلة المسبقة بانّ القرآن قد تم جمعه وتدوينه فى عهد [[النبي]](ص) وما تلاحقه فى زمن بعض الخلفاء ليس الاّ استنساخ من ذلك الاصل فحينئذٍ نسطيع ان نستدل بالآيات القرآنية لاثبات عدم وقوع تحريف في القرآن الكريم، اما على النظرية المشهورة عند اهل السنة التى تذهب الى انّ القرآن فى اول مرة تم جمعه على القراطيس فى عهد الخليفة الاول ابى بكر كما يصرّح به ابن عطية حيث يقول: كان القرآن فى مدة رسول الله(ص) متفرعاً فى صدور الرّجال وقد كتب الناس منه فى صحف وفى جريد وفى لحاف...... فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة .......فندبا إلى ذلك زيد بن ثابت فجمعه غير مرتب بعد تعبٍ شديد... بشرط أن يشهد شاهدان على أنه من القرآن ....... <ref>بدرالدين، احمد بن محمد، عقد القاري،ج3ص19.</ref>  كذلك يقول القرطبي: كان القرآن فى مدة النبي(ص)متفرقاً فى صدور الرجال وقد كتب الناس منه .......ثو يذكر ما ذكره ابن عطية حذوا ًبحذوٍ <ref>القرطبي، محمد بن احمد، جامع الاحكام للقرآن،ج1، ص49.</ref>      فالاستدلال بالآيات القرآنية لنفي التحريف غير سليم.
ثانياً: على هذه النظرية يبقى احتمال وقوع التحريف فى القرآن نقيصتاً( فان من المحتمل عدم إمكان إقامة شاهدين على بعض ماسمع من النبي(ص) فلا يبقي وثوق بعدم النقيصة)وزيادتاً ايضاً (لأنّ حد الإعجاز فى بلاغة القرآن وإن كان يمنع عن الإتيان بمثل سورة من سوره ولكنه لا يمنع من الزيادة عليه بكلمة أو بكلمتين، بل ولا بآية كاملة ولا سيما إذا كانت قصيرة ولو لا هذا الإحتمال لم تكن حاجة إلى شهادة شاهدين،كما فى روايات الجمع( التي يعتمد عليها هذه النظرية) فإن الآية يأتى بها الرجل تثبت نفسها أنها من القرآن أو من غيره وإذن فلا مناص للقائل بالتحريف من القول بالزياده .<ref>الخوئي، السيد ابو القاسم، البيان فى تفسير القرآن’ ص 255.</ref> نعم على نظرية بعض المحققين - اللذين ذهبوا الرأي ذهبوا الى أن القرآن قد تمّ جمعه فى عهد النبي(ص) وكان ترتيبه على ما هو موجود فى المصاحف الآن_ يتم بهذا النحو من الإستدل.<ref> فدا حسين، حليمي، مقالة معنون، آراء علماء التفسير وعلوم القرآن فى تىدوين القرآن وجمعه</ref>
ثانياً: على هذه النظرية يبقى احتمال وقوع التحريف فى القرآن نقيصتاً( فان من المحتمل عدم إمكان إقامة شاهدين على بعض ماسمع من النبي(ص) فلا يبقي وثوق بعدم النقيصة)وزيادتاً ايضاً (لأنّ حد الإعجاز فى بلاغة القرآن وإن كان يمنع عن الإتيان بمثل سورة من سوره ولكنه لا يمنع من الزيادة عليه بكلمة أو بكلمتين، بل ولا بآية كاملة ولا سيما إذا كانت قصيرة ولو لا هذا الإحتمال لم تكن حاجة إلى شهادة شاهدين،كما فى روايات الجمع( التي يعتمد عليها هذه النظرية) فإن الآية يأتى بها الرجل تثبت نفسها أنها من القرآن أو من غيره وإذن فلا مناص للقائل بالتحريف من القول بالزياده .<ref>الخوئي، السيد ابو القاسم، البيان فى تفسير القرآن’ ص 255.</ref> نعم على نظرية بعض المحققين - اللذين ذهبوا الرأي ذهبوا الى أن القرآن قد تمّ جمعه فى عهد النبي(ص) وكان ترتيبه على ما هو موجود فى المصاحف الآن_ يتم بهذا النحو من الإستدل.<ref> فدا حسين، حليمي، مقالة معنون، آراء علماء التفسير وعلوم القرآن فى تىدوين القرآن وجمعه</ref>
=== المطلب الثاني: موقف مدرسة اهل البيت(ع) تجاه تحريف القرآن ===
=== المطلب الثاني: موقف مدرسة اهل البيت(ع) تجاه تحريف القرآن ===
موقف مدرسة أهل البيت ع من تحريف القرآن الكريم وعدمه هو موقف ائمتهم المعصومين وعلمائهم الخبراء بالمذهب الذين يميّزون ما هو جزء منه وما هو خارج عنه، فاما العلماء فهناك إجماع على عدم وقوع التحريف المتنائع فيه والمبحوث عنه، حيث يقول: [[الشيخ الصدوق]] ( ت 381 ) في نفي القول بالتحريف: ( إعتقادنا أنّ القرآن الذي أنزله اللّه علي نبيّه محمد ( ع ) هو ما بين الدفّتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة .<ref>المفيد، محمد بن محمد،  الاعتقادات للشيخ المفيد ص 84</ref><ref>الصدوق، ابن باويه، اعتقادات الصدوق، ص93.</ref>     
موقف مدرسة أهل البيت ع من تحريف القرآن الكريم وعدمه هو موقف ائمتهم المعصومين وعلمائهم الخبراء بالمذهب الذين يميّزون ما هو جزء منه وما هو خارج عنه، فاما العلماء فهناك إجماع على عدم وقوع التحريف المتنائع فيه والمبحوث عنه، حيث يقول: [[الشيخ الصدوق]] ( ت 381 ) في نفي القول بالتحريف: ( إعتقادنا أنّ القرآن الذي أنزله اللّه علي نبيّه محمد ( ع ) هو ما بين الدفّتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة .<ref>المفيد، محمد بن محمد،  الاعتقادات للشيخ المفيد ص 84</ref><ref>الصدوق، ابن باويه، اعتقادات الصدوق، ص93.</ref>     


وكذلك يقول الشيخ المفيد:  ( ت 413 ) : وقد قال جماعة من أهل [[الإمامة]] : أنّه لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة، ولكن حذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين ( ع ) من تأويله، وتفسير معانيه علي حقيقة تنزيله، وذلك كان ثابتاً منزلاً وإن لم يكن من جملة كلام اللّه تعالي الذي هو القرآن المعجز، وعندي أنّ هذا ا لقول أشبه من مقال من ادّعي نقصان كلم من نفس القرآن علي الحقيقة دون التأويل، واليه أميل، واللّه أسأل توفيفه للصواب.<ref>علم الهدى، السيد مرتضى، أوائل المقالات، ص 54 - 56 .</ref> وكذلك يقول: الشريف المرتضي ( ت 436 ) : إنّ القرآن كان علي عهد رسول اللّه ( ص ) مجموعاً مؤلّفاً علي ما هو عليه الآن . . . من خالف في ذلك من الإماميّة والحشويّة لا يعتدّ بخلافهم، فإنّ الخلاف في ذلك مضاف إلي قوم من أصحاب الحديث، نقلوا أخبارا ضعيفة ظنّوا بصحّتها، لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع علي صحّته  وكذلك يقول الشيخ الطوسي: ( ت 460 ) : وأمّا الكلام في زيادته ونقصانه، فممّا لا يليق به أيضاً، لأنّ الزيادة فيه مجمع علي بطلانها، والنقصان منه، فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه، وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا. <ref>الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، ج1، ص3 .</ref>. وكذلك قال [[العلّامة الحلي]]: ( ت 627 ) : الحق أنّه لا تبديل ولا تأخير ولا تقديم فيه، وأنّه لم يزد ولم ينقص ونعوذ باللّه من أمّة تعتقد مثل ذلك، فإنّه يوجب التطرّق إلي معجزة الرسول ( ص ) المنقولة بالتواتر.<ref>الحلي، ابن المطهر، أجوبة المسائل المهناوية، ص121.</ref> فهذا هو موقف أساطين العلماء من مدرسة أهل البيت عليهم السلام.
وكذلك يقول [[الشيخ المفيد]]:  ( ت 413 ) : وقد قال جماعة من أهل [[الإمامة]] : أنّه لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة، ولكن حذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين ( ع ) من تأويله، وتفسير معانيه علي حقيقة تنزيله، وذلك كان ثابتاً منزلاً وإن لم يكن من جملة كلام اللّه تعالي الذي هو القرآن المعجز، وعندي أنّ هذا ا لقول أشبه من مقال من ادّعي نقصان كلم من نفس القرآن علي الحقيقة دون التأويل، واليه أميل، واللّه أسأل توفيفه للصواب.<ref>علم الهدى، السيد مرتضى، أوائل المقالات، ص 54 - 56 .</ref> وكذلك يقول: [[الشريف المرتضي]] ( ت 436 ) : إنّ القرآن كان علي عهد رسول اللّه ( ص ) مجموعاً مؤلّفاً علي ما هو عليه الآن . . . من خالف في ذلك من الإماميّة والحشويّة لا يعتدّ بخلافهم، فإنّ الخلاف في ذلك مضاف إلي قوم من أصحاب الحديث، نقلوا أخبارا ضعيفة ظنّوا بصحّتها، لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع علي صحّته  وكذلك يقول [[الشيخ الطوسي]]: ( ت 460 ) : وأمّا الكلام في زيادته ونقصانه، فممّا لا يليق به أيضاً، لأنّ الزيادة فيه مجمع علي بطلانها، والنقصان منه، فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه، وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا. <ref>الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، ج1، ص3 .</ref>. وكذلك قال [[العلّامة الحلي]]: ( ت 627 ) : الحق أنّه لا تبديل ولا تأخير ولا تقديم فيه، وأنّه لم يزد ولم ينقص ونعوذ باللّه من أمّة تعتقد مثل ذلك، فإنّه يوجب التطرّق إلي معجزة الرسول ( ص ) المنقولة بالتواتر.<ref>الحلي، ابن المطهر، أجوبة المسائل المهناوية، ص121.</ref> فهذا هو موقف أساطين العلماء من مدرسة أهل البيت عليهم السلام.


=== أدلّة نفي التحريف عند مدرسة أهل البيت ع ===
=== أدلّة نفي التحريف عند مدرسة أهل البيت ع ===
سطر ٤٦: سطر ٤٨:
مع أنّ ذلك أقلّ أهمية وخطورة من أمر تحريف القرآن بكثير ؟! إذن فإمضاؤه عليه‌السلام للقرآن الموجود في عصره دليلٌ قاطعٌ علىٰ عدم وقوع التحريف فيه.
مع أنّ ذلك أقلّ أهمية وخطورة من أمر تحريف القرآن بكثير ؟! إذن فإمضاؤه عليه‌السلام للقرآن الموجود في عصره دليلٌ قاطعٌ علىٰ عدم وقوع التحريف فيه.


==== 2: الأمر بعرض الحديث على الكتاب ====
==== الأمر بعرض الحديث على الكتاب ====
من الوقع التاريخي أنّ الائمة كانوا يامرون أتباعهم دائماً بعرض الحديث علىٰ الكتاب، ليُعرَف بذلك الصحيح منه فيُؤخذ به، والسقيم فيُتْرَك ويُعْرَض عنه، وهي كثيرة، منها : حديث الإمام الصادق (ع)، قال:« خطب النبي صلى‌الله‌ عليه ‌وآله‌ بمنىٰ فقال : أيُّها الناس، ما جاءكم عنّي يوافق كتاب الله فأنا قُلتُه، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقُله <ref>.الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ج١  ص69.</ref> وعنه أيضاً بسندٍ صحيح، قال عليه‌السلام : « إذا ورد عليكم حديثان مختلفان، فأعرضوهما علىٰ كتاب الله، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فردّوه.<ref>الحر العاملي، محمد بن الحسن، الوسائل، ج٢٧ ، ص١١٨ / ٦٢ ، ٣٣٣].</ref>   
من الوقع التاريخي أنّ الائمة كانوا يامرون أتباعهم دائماً بعرض الحديث علىٰ الكتاب، ليُعرَف بذلك الصحيح منه فيُؤخذ به، والسقيم فيُتْرَك ويُعْرَض عنه، وهي كثيرة، منها : حديث [[الإمام الصادق]] (ع)، قال:« خطب النبي صلى‌الله‌ عليه ‌وآله‌ بمنىٰ فقال : أيُّها الناس، ما جاءكم عنّي يوافق كتاب الله فأنا قُلتُه، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقُله <ref>.الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ج١  ص69.</ref> وعنه أيضاً بسندٍ صحيح، قال عليه‌السلام : « إذا ورد عليكم حديثان مختلفان، فأعرضوهما علىٰ كتاب الله، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فردّوه.<ref>الحر العاملي، محمد بن الحسن، الوسائل، ج٢٧ ، ص١١٨ / ٦٢ ، ٣٣٣].</ref>   


وهذه القاعدة تتنافىٰ تماماً مع احتمال التحريف في كتاب الله، لأنّ المعروض عليه يجب أن يكون مقطوعاً به، لأنّه المقياس الفارق بين الحقّ والباطل، فلا موضع للشكّ في نفس المقياس، ولولا أنّ سور القرآن وآياته مصونة من التحريف ومحفوظة من النقصان والزياده منذ عصر الرسالة الأوّل وإلىٰ الأبد، لما كانت هذه القاعدة، ولا أمكن الركون إليها والوثوق بها.
وهذه القاعدة تتنافىٰ تماماً مع احتمال التحريف في كتاب الله، لأنّ المعروض عليه يجب أن يكون مقطوعاً به، لأنّه المقياس الفارق بين الحقّ والباطل، فلا موضع للشكّ في نفس المقياس، ولولا أنّ سور القرآن وآياته مصونة من التحريف ومحفوظة من النقصان والزياده منذ عصر الرسالة الأوّل وإلىٰ الأبد، لما كانت هذه القاعدة، ولا أمكن الركون إليها والوثوق بها.
==== 3: اهتمام أهل البيت عليهم ‌السلام بالقرآن الكريم ====
==== اهتمام أهل البيت عليهم ‌السلام بالقرآن الكريم ====
فإنّ اهتمام أهل البيت عليهم‌السلام البالغ في القرآن الكريم وحثُّ أصحابهم علىٰ تلاوة القرآن الكريم وختمه، وبيانهم عليهم‌السلام لمنزلة قارئ القرآن تارة، وفضائل القرآن تارة أُخرىٰ، كُلّ ذلك يدلُّ علىٰ نفي التحريف، لعدم توجّه مثل هذه العناية إلىٰ كتاب محرّف.
فإنّ اهتمام أهل البيت عليهم‌السلام البالغ في القرآن الكريم وحثُّ أصحابهم علىٰ تلاوة القرآن الكريم وختمه، وبيانهم عليهم‌السلام لمنزلة قارئ القرآن تارة، وفضائل القرآن تارة أُخرىٰ، كُلّ ذلك يدلُّ علىٰ نفي التحريف، لعدم توجّه مثل هذه العناية إلىٰ كتاب محرّف.
==== 4: ترخيص أهل البيت (ع) بقراءة السور في الصلاة ====  
==== ترخيص أهل البيت (ع) بقراءة السور في الصلاة ====  
انه قد أمر الائمة اهل البيت(ع) بقراءة سورة تامة بعد الفاتحة فى الركعتين الاوليين من الفريضة وحكموا بجواز تقسيم سورة تامة أو أكثر فى صلاة الآيات على تفصيل مذكورفى موضعه.وهذا الترخيص منهم (ع) دليل واضح على عدم تحريف القرآن، وإلا لكان مستلزما لتفويت الصلاة الواجبة على المكلف بدون سبب موجب وهو قبيح .
انه قد أمر الائمة اهل البيت(ع) بقراءة سورة تامة بعد الفاتحة فى الركعتين الاوليين من الفريضة وحكموا بجواز تقسيم سورة تامة أو أكثر فى صلاة الآيات على تفصيل مذكورفى موضعه.وهذا الترخيص منهم (ع) دليل واضح على عدم تحريف القرآن، وإلا لكان مستلزما لتفويت الصلاة الواجبة على المكلف بدون سبب موجب وهو قبيح .
==== 5: تصريحهم بانّ ما بأيدي الناس هو القرآن النازل من عند الله====
==== تصريحهم بانّ ما بأيدي الناس هو القرآن النازل من عند الله====
صريح جملة من الأحاديث الواردة عن أئمّة أهل البيت، أنهم عليهم السلام كانوا يعتقدون أنّ هذا القرآن الموجود هو النازل من عند الله سبحانه على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهذه الأحاديث كثيرة ننقل هنا بعضها:  
صريح جملة من الأحاديث الواردة عن أئمّة أهل البيت، أنهم عليهم السلام كانوا يعتقدون أنّ هذا القرآن الموجود هو النازل من عند الله سبحانه على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهذه الأحاديث كثيرة ننقل هنا بعضها:  


===== 1: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام =====  
=====قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام =====  
...كتاب ربّكم فيكم، مبيّناً حلاله وحرامه، وفرائضه وفضائله، وناسخه ومنسوخه، ورخصه وعزائمه، وخاصّه وعامّه، وعبره وأمثاله، ومرسله ومحدوده، ومحكمه ومتشابهه، مفسّراً مجمله، ومبيّناً غوامضه، بين مأخوذ ميثاق في علمه، وموسّع على العباد في جهله، وبين مثبت في الكتاب فرضه، ومعلوم في السنّة نسخه، وواجب في السنّة أخذه، ومرخّص في الكتاب تركه، وبين واجب بوقته، وزائل في مستقبله، ومباين بين محارمه، من كبير أوعد عليه نيرانه، أو صغير أرصد له غفرانه، وبين مقبوله في أدناه، موسّع في أقصاه. <ref>الرضي، السيد محمد، نهج البلاغة، 1، ص 44 .</ref>   
كتاب ربّكم فيكم، مبيّناً حلاله وحرامه، وفرائضه وفضائله، وناسخه ومنسوخه، ورخصه وعزائمه، وخاصّه وعامّه، وعبره وأمثاله، ومرسله ومحدوده، ومحكمه ومتشابهه، مفسّراً مجمله، ومبيّناً غوامضه، بين مأخوذ ميثاق في علمه، وموسّع على العباد في جهله، وبين مثبت في الكتاب فرضه، ومعلوم في السنّة نسخه، وواجب في السنّة أخذه، ومرخّص في الكتاب تركه، وبين واجب بوقته، وزائل في مستقبله، ومباين بين محارمه، من كبير أوعد عليه نيرانه، أو صغير أرصد له غفرانه، وبين مقبوله في أدناه، موسّع في أقصاه. <ref>الرضي، السيد محمد، نهج البلاغة، 1، ص 44 .</ref>   
===== 2: قال الإمام الصادق عليه السلام =====  
===== قال الإمام الصادق عليه السلام =====  
عن علي بن سالم عن أبيه قال : « سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام فقلت له يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن ؟ فقال : هو كلام الله، وقول الله، وكتاب الله، ووحي الله وتنزيله، وهو الكتاب العزيز الذي  لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد[<ref>الصدوق، ابن بابويه، الأمالي، ص 51.‏</ref>
عن علي بن سالم عن أبيه قال : « سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام فقلت له يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن ؟ فقال : هو كلام الله، وقول الله، وكتاب الله، ووحي الله وتنزيله، وهو الكتاب العزيز الذي  لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد[<ref>الصدوق، ابن بابويه، الأمالي، ص 51.‏</ref>


===== 2: قال الإمام الرضا عليه السلام =====
===== قال الإمام الرضا عليه السلام =====
عن الريان بن الصلت قال: قلت للرضا عليه السّلام يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن ؟ فقال : كلام الله، لا تتجاوزوه، ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا .<ref>الصدوق، ابن بابويه، عيون أخبار الرضا ، ج2 ، ص57</ref> .   
عن الريان بن الصلت قال: قلت للرضا عليه السّلام يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن ؟ فقال : كلام الله، لا تتجاوزوه، ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا .<ref>الصدوق، ابن بابويه، عيون أخبار الرضا ، ج2 ، ص57</ref> .   
=== الدليل الثاني: نفي التحريف بتدوين القرآن في عهد النبوّي ===
=== الدليل الثاني: نفي التحريف بتدوين القرآن في عهد النبوّي ===
سطر ٦٨: سطر ٧٠:
==== الوجه الاول: طبيعة الأشياء تقتضى ذلك ====  
==== الوجه الاول: طبيعة الأشياء تقتضى ذلك ====  
طبيعة الأشياء تدل بشكل واضح على أنّ القرأن قد تم تدوينه فى زمن النبي(ص) ونقصد بطبيعة الأشياء هى مجموعة من الظروف والخصائص الموضوعية المسلمة واليقينية التى عاشها النبي(ص)والمسلمون، والقرآن مّما يجعلنا نقتنع بضرورة قيام النبي(ص) بجمع القرآن فى عهده. وهذه الظروف والخصائص هى عبارة عن:
طبيعة الأشياء تدل بشكل واضح على أنّ القرأن قد تم تدوينه فى زمن النبي(ص) ونقصد بطبيعة الأشياء هى مجموعة من الظروف والخصائص الموضوعية المسلمة واليقينية التى عاشها النبي(ص)والمسلمون، والقرآن مّما يجعلنا نقتنع بضرورة قيام النبي(ص) بجمع القرآن فى عهده. وهذه الظروف والخصائص هى عبارة عن:
===== 1: الأهمة الذاتية التى يتمتع بها القرآن. =====
===== الأهمة الذاتية التى يتمتع بها القرآن. =====
فالقرآن هو الدستور الأساسي للامة الإسلامية وهو يشكل حجر الاساس الذي يقوم عليه كيان الامة العقيدي والتشريعي والثقافى فى المجتمع كما انه يعتبر أتقن المصادر التاريخية لديها وأورع النصوص الادبية بل المسلمون لا يملكون شيئاً فى مختلف المجالات سوى القرأن الكريم.
فالقرآن هو الدستور الأساسي للامة الإسلامية وهو يشكل حجر الاساس الذي يقوم عليه كيان الامة العقيدي والتشريعي والثقافى فى المجتمع كما انه يعتبر أتقن المصادر التاريخية لديها وأورع النصوص الادبية بل المسلمون لا يملكون شيئاً فى مختلف المجالات سوى القرأن الكريم.


===== 2: شعورهم بالأهمية =====
===== شعورهم بالأهمية =====
لقد عكف المسلمون منذ البد على حفظ القرآن واستظهاره انطلاقاً من نطرتهم الى القرآن وشعورهم بالاهمية التى يحتلها فى حياتهم الإجتماعية ونتيجة ذلك هو ادت الى تكون جماعة كبيرة عرفت بحفظها القرآن ولكن مهما كانالحفظ فهو ليست وسيلة كافية تجعل القرآن بمأمن من التحريف والتزوير نتيجة الخطأء والإشتباه ونحن نرى فعلاً وقوع الإختلاف بين بعض المسلمين نتيجة الخظاء والإشتباه.
لقد عكف المسلمون منذ البد على حفظ القرآن واستظهاره انطلاقاً من نطرتهم الى القرآن وشعورهم بالاهمية التى يحتلها فى حياتهم الإجتماعية ونتيجة ذلك هو ادت الى تكون جماعة كبيرة عرفت بحفظها القرآن ولكن مهما كانالحفظ فهو ليست وسيلة كافية تجعل القرآن بمأمن من التحريف والتزوير نتيجة الخطأء والإشتباه ونحن نرى فعلاً وقوع الإختلاف بين بعض المسلمين نتيجة الخظاء والإشتباه.
===== 3: أنّ النبي(ًص)كان يدرك الإخطار التى يهدد هذه الأمة =====
===== أنّ النبي(ًص)كان يدرك الإخطار التى يهدد هذه الأمة =====
النبى(ص)كان يعيش مع الامة فى آمالها وآلامها ومنطلقاتها وحاجاتها وكذلك كان يدرك بالظرف المحيطة بتكونها والإخطار التى تهددها وكان يعرف بتاريخ الرسالات الإلهية ونهايتها على يد المزورين والحرّفين وتجار الدين والقرأن يصرح بذلك .
النبى(ص)كان يعيش مع الامة فى آمالها وآلامها ومنطلقاتها وحاجاتها وكذلك كان يدرك بالظرف المحيطة بتكونها والإخطار التى تهددها وكان يعرف بتاريخ الرسالات الإلهية ونهايتها على يد المزورين والحرّفين وتجار الدين والقرأن يصرح بذلك .
===== 4: توّفر إمكانات الازمة للتدوين والتأليف =====
===== توّفر إمكانات الازمة للتدوين والتأليف =====
فهذه العناصر- هي عبارة عن اهميةالقرآن الكريم والخطرفى تعرضه للتحريف بدون التدوين وإدراك النبي (ص)لهذا الاخطر ووجود امكانات التدوين- تفيدنا اليقين بان القرآن الكريم قد تم تدوينه وترتيبه فى عهد النبي (ص)نفسه.[<ref>السيد باقر الحكيم، علوم القرآن ص105 ط الرابع مجمع الفكر الإسلامي ،1419ه ق.</ref>
فهذه العناصر- هي عبارة عن اهمية [[القرآن الكريم]] والخطرفى تعرضه للتحريف بدون التدوين وإدراك النبي (ص)لهذا الاخطر ووجود امكانات التدوين- تفيدنا اليقين بان القرآن الكريم قد تم تدوينه وترتيبه فى عهد النبي (ص)نفسه.<ref>السيد باقر الحكيم، علوم القرآن ص105 ط الرابع مجمع الفكر الإسلامي ،1419ه ق.</ref>
==== الوجه الثاني: وجود التدوين فى عصر الجاهلية ====
==== الوجه الثاني: وجود التدوين فى عصر الجاهلية ====
أنّ العرب فى الجاهلية كانوا يهتمون اهتماماً كبيراً فى تقيّد المأثور الديني فهى حديث سويدبن الصامت انه قال لرسول الله(ص) لعل الذي معك مثل الذي معي فقال وما الذي معك؟ قال مجلة لقمان،فقال رسول الله إعرضها عليّ فعرض عليه،فقال له أن هذا الكلام حسن والذي معي أفضل من هذا قرآن أنزله الله تعالى هو هدي ونور. <ref>ابن هشام، احمد بن محمد، السيرة النبوية، ج 2 ، ص48.</ref>   
أنّ العرب فى الجاهلية كانوا يهتمون اهتماماً كبيراً فى تقيّد المأثور الديني فهى حديث سويدبن الصامت انه قال لرسول الله(ص) لعل الذي معك مثل الذي معي فقال وما الذي معك؟ قال مجلة لقمان،فقال رسول الله إعرضها عليّ فعرض عليه،فقال له أن هذا الكلام حسن والذي معي أفضل من هذا قرآن أنزله الله تعالى هو هدي ونور. <ref>ابن هشام، احمد بن محمد، السيرة النبوية، ج 2 ، ص48.</ref>   
سطر ٨٢: سطر ٨٤:
==== الوجه الثالث: الآثارو روايات كثيرة تأيّد هذه النظرية ====
==== الوجه الثالث: الآثارو روايات كثيرة تأيّد هذه النظرية ====
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ لِعَلِيٍّ:يَا عَلِيُّ الْقُرْآنُ خَلْفَ فِرَاشِي‏ فِي الصُّحُفِ- وَ الْحَرِيرِ وَ الْقَرَاطِيسِ فَخُذُوهُ وَ اجْمَعُوهُ- وَ لَا تُضَيِّعُوهُ كَمَا ضَيَّعَتِ الْيَهُودُ التَّوْرَاةَ فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ ع فَجَمَعَهُ فِي ثَوْبٍ أَصْفَرَ- ثُمَّ خَتَمَ عَلَيْهِ فِي بَيْتِهِ وَ قَالَ: لَا أَرْتَدِي حَتَّى أَجْمَعَهُ- فَإِنَّهُ كَانَ الرَّجُلُ لَيَأْتِيهِ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ بِغَيْرِ رِدَاءٍ حَتَّى جَمَعَهُ، قَالَ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: لَوْ أَنَّ النَّاسَ قَرَءُوا الْقُرْآنَ كَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مَا اخْتَلَفَ اثْنَان.<ref>قمى، على بن ابراهيم، تفسير القمي، 2جلد، ص 145 دار الكتاب - قم، چاپ: سوم، 1404ق.</ref>  
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ لِعَلِيٍّ:يَا عَلِيُّ الْقُرْآنُ خَلْفَ فِرَاشِي‏ فِي الصُّحُفِ- وَ الْحَرِيرِ وَ الْقَرَاطِيسِ فَخُذُوهُ وَ اجْمَعُوهُ- وَ لَا تُضَيِّعُوهُ كَمَا ضَيَّعَتِ الْيَهُودُ التَّوْرَاةَ فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ ع فَجَمَعَهُ فِي ثَوْبٍ أَصْفَرَ- ثُمَّ خَتَمَ عَلَيْهِ فِي بَيْتِهِ وَ قَالَ: لَا أَرْتَدِي حَتَّى أَجْمَعَهُ- فَإِنَّهُ كَانَ الرَّجُلُ لَيَأْتِيهِ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ بِغَيْرِ رِدَاءٍ حَتَّى جَمَعَهُ، قَالَ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: لَوْ أَنَّ النَّاسَ قَرَءُوا الْقُرْآنَ كَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مَا اخْتَلَفَ اثْنَان.<ref>قمى، على بن ابراهيم، تفسير القمي، 2جلد، ص 145 دار الكتاب - قم، چاپ: سوم، 1404ق.</ref>  
هذه الرواية وامثالها تدل بالوضوح بانّ القرآن قد جمع بيد امير المؤمنين (ع) فى عهد النبي (ص) لا بعد وفاته(ص)  
هذه الرواية وامثالها تدل بالوضوح بانّ القرآن قد جمع بيد امير المؤمنين (ع) فى عهد النبي (ص) لا بعد وفاته(ص).
 
==== الوجه الرابع:الدليل العقلى ====
==== الوجه الرابع:الدليل العقلى ====
لا شك انّ جمع القرآن بشكل المدون كان من أهم الواجبات لأنّ فيه حفظ اصلها من الضياع وحفظ ترتيبها ونظمها من الختلاف مع انه كان من اعظم معجزات النبي (ص) واتمّ الدلاإل على صدق النبوة واساس الشريعة واخذ الأحكام الألهية مع ملازمة امير المومنين (ع) وباقى خيار الصحابة لخدمته ليلاً ونهاراً فالمتأمل المنصف يقطع بوقوع الجمع متدرجاً بتدرج النزول بامر النبي(ص) وخط امير المومنين(ص) على اقل التقدير[النهاوندي، محمد، نفحات الرحمن،  ج1، ص8.] وهناك كثير من المحقيقن ذكروا ادلة كثيرة لا نذكرها خوفاً من الإطالة فليراجع <ref>الخوئي، ابوالقاسم، البيان فى تفسير القرآن</ref> اذاً مع وجود هذه الادلة نقطع بانّ القرآن قد تم جمعه على عهد النبي الاكرم(ص)وهذا يُسقِط جميع مزاعم القائلين بالتحريف والتغيير، وما تذرّعوا به من أنّ كيفية جمع القرآن ومراحل ذلك الجمع، تستلزم في العادة وقوع هذا التحريف والتغيير فيه. وعليه فالتحريف في زمان النبي صلى‌الله‌عليه ‌وآله‌ وسلم فهو غير معقول بعد أن كان يشرف بنفسه علىٰ كتابته وحفظه وتعليمه،وجمعه ويُعْرَض عليه مرات عديدة.
لا شك انّ جمع القرآن بشكل المدون كان من أهم الواجبات لأنّ فيه حفظ اصلها من الضياع وحفظ ترتيبها ونظمها من الختلاف مع انه كان من اعظم معجزات النبي (ص) واتمّ الدلاإل على صدق النبوة واساس الشريعة واخذ الأحكام الألهية مع ملازمة امير المومنين (ع) وباقى خيار الصحابة لخدمته ليلاً ونهاراً فالمتأمل المنصف يقطع بوقوع الجمع متدرجاً بتدرج النزول بامر النبي(ص) وخط امير المومنين(ص) على اقل التقدير<ref>النهاوندي، محمد، نفحات الرحمن،  ج1، ص8.</ref> وهناك كثير من المحقيقن ذكروا ادلة كثيرة لا نذكرها خوفاً من الإطالة فليراجع <ref>الخوئي، ابوالقاسم، البيان فى تفسير القرآن</ref> اذاً مع وجود هذه الادلة نقطع بانّ القرآن قد تم جمعه على عهد النبي الاكرم(ص)وهذا يُسقِط جميع مزاعم القائلين بالتحريف والتغيير، وما تذرّعوا به من أنّ كيفية جمع القرآن ومراحل ذلك الجمع، تستلزم في العادة وقوع هذا التحريف والتغيير فيه. وعليه فالتحريف في زمان النبي صلى‌الله‌عليه ‌وآله‌ وسلم فهو غير معقول بعد أن كان يشرف بنفسه علىٰ كتابته وحفظه وتعليمه،وجمعه ويُعْرَض عليه مرات عديدة.


=== الدليل الثالث: الإستدلال بالآيات القرآنية ===
=== الدليل الثالث: الإستدلال بالآيات القرآنية ===
استدل بعدة من الآيات الذكر الحكيم منها:
استدل بعدة من الآيات الذكر الحكيم منها:
==== ا: تكفّل الله تعالىٰ بحفظ القرآن الكريم ====
==== تكفّل الله تعالىٰ بحفظ القرآن الكريم ====
لم يتّفق لأمرٍ تاريخي من بداهة البقاء مثلما اتّفق للقرآن الكريم، فهو الكتاب السماوي الوحيد الذي تعهّدت المشيئة الإلٰهية ببقائه مصوناً من تلاعب أهل الاهواء ومن التحريف وإلىٰ الأبد حيثُ قال تعالىٰ :  إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكرَ وإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ*<ref>الحجر : ٩</ref>  فالمراد بالذكر ـ كما يقول المفسّرون في هذه الآية : القرآن الكريم، وصيانة القرآن من التحريف من أبرز مصاديق الحفظ المُصرّح به في هذه الآية، ولولا أن تكفّل الله تعالىٰ بحفظ القرآن الكريم وصيانته عن الزيادة والنقصان لدُسّ فيه ما ليس منه، كما دُسّ في الكتب المتقدّمة المنزلة من عند الله، فلم يبقَ فيها سوىٰ مادخل عليها من ركيك الكلام وباطل القول، ولكن الكتاب الكريم قد نفىٰ كلّ غريب، وسلم من الشوائب والدخل، فلم يبق إلّا كلام الربّ سليماً صافياً محفوظا
لم يتّفق لأمرٍ تاريخي من بداهة البقاء مثلما اتّفق للقرآن الكريم، فهو الكتاب السماوي الوحيد الذي تعهّدت المشيئة الإلٰهية ببقائه مصوناً من تلاعب أهل الاهواء ومن التحريف وإلىٰ الأبد حيثُ قال تعالىٰ :  إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكرَ وإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ<ref>الحجر : ٩</ref>  فالمراد بالذكر ـ كما يقول المفسّرون في هذه الآية : القرآن الكريم، وصيانة القرآن من التحريف من أبرز مصاديق الحفظ المُصرّح به في هذه الآية، ولولا أن تكفّل الله تعالىٰ بحفظ القرآن الكريم وصيانته عن الزيادة والنقصان لدُسّ فيه ما ليس منه، كما دُسّ في الكتب المتقدّمة المنزلة من عند الله، فلم يبقَ فيها سوىٰ مادخل عليها من ركيك الكلام وباطل القول، ولكن الكتاب الكريم قد نفىٰ كلّ غريب، وسلم من الشوائب والدخل، فلم يبق إلّا كلام الربّ سليماً صافياً محفوظا
==== ب: نفي الباطل بجميع أقسامه ====
==== نفي الباطل بجميع أقسامه ====
القرآن ينفي الباطل بجميع أقسامه عن نفسه بصريح آياته منها: وَإنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ * لا يأتِيهِ البَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ .<ref>فصلت ٤١ : ٤١ ـ ٤٢</ref>  والتحريف من أظهر مصاديق الباطل المذكور في الآية، وعليه فالقرآن مصونٌ عن التحريف وعن أن تناله يد التغيير منذ نزوله وإلى يوم القيامة، لأنّه تنزيلٌ من لدن حكيم حميد، ويشهد لدخول التحريف في الباطل   
القرآن ينفي الباطل بجميع أقسامه عن نفسه بصريح آياته منها: وَإنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ * لا يأتِيهِ البَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ .<ref>فصلت ٤١ : ٤١ ـ ٤٢</ref>  والتحريف من أظهر مصاديق الباطل المذكور في الآية، وعليه فالقرآن مصونٌ عن التحريف وعن أن تناله يد التغيير منذ نزوله وإلى يوم القيامة، لأنّه تنزيلٌ من لدن حكيم حميد، ويشهد لدخول التحريف في الباطل   
الذي نفته الآية عن الكتاب، أنّ الآية وصفت الكتاب بالعِزّة، وعزّة الشيء تقتضي المحافظة عليه من التغيير والضياع والتلاعب، ومن التصرف فيه بما يشينه ويحطّ من كرامته وإلىٰ الأبد.
الذي نفته الآية عن الكتاب، أنّ الآية وصفت الكتاب بالعِزّة، وعزّة الشيء تقتضي المحافظة عليه من التغيير والضياع والتلاعب، ومن التصرف فيه بما يشينه ويحطّ من كرامته وإلىٰ الأبد.
سطر ١١٣: سطر ١١٦:
* ملا حويش، عبد القادر، بيان المعاني، دار احياءالتراث العربي بيروت.
* ملا حويش، عبد القادر، بيان المعاني، دار احياءالتراث العربي بيروت.
* الطباطبائي، محمد حسين، تفسير الميزان، موسسة اسماعليان ط3 قم .
* الطباطبائي، محمد حسين، تفسير الميزان، موسسة اسماعليان ط3 قم .
* آمدي، سيف الدين، الإحكام في أصول الأحكام ط دار الكتب العلمية   
* آمدي، سيف الدين، الإحكام في أصول الأحكام ط دار الكتب العلمية   
* جمع من المئلفين، علوم القرآن عند المفسيرن، مركزاالثقافة والمعارف، ط1 1374 ش
* جمع من المئلفين، علوم القرآن عند المفسيرن، مركزاالثقافة والمعارف، ط1 1374 ش
* ابن هشام، ابو محمد، سيرة النبوية، دار الكتاب العلمية، بيروت.
* ابن هشام، ابو محمد، سيرة النبوية، دار الكتاب العلمية، بيروت.
* الصغير، محمد حسين، تأريخ القرآن، ط دار المؤرخ العربي، بيروت .
* الصغير، محمد حسين، تأريخ القرآن، ط دار المؤرخ العربي، بيروت .
confirmed
٤٥٩

تعديل