confirmed
٨٢٦
تعديل
لا ملخص تعديل |
|||
سطر ١: | سطر ١: | ||
'''موقف المدرستين من تحريف القرآن''' القرآن كما وصفه امير المؤمنين عليهالسلام : | '''موقف المدرستين من تحريف القرآن''' [[القرآن الکریم|القرآن]] كما وصفه امير المؤمنين عليهالسلام : ثمّ أنزل عليه( على الرسول صلىاللهعليهوآله وسلم ـ الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه، وسراجا لا يخبو توقّده، وبحرا لا يدرك قعره، ومنهاجا لا يضلّ نهجه، وشعاعا لا يظلم ضوؤه، وفرقانا لا يخمد برهانه، وتبيانا لا تهدم أركانه، وشفاء لا تخشى أسقامه، وعزّا لا تهزم أنصاره، وحقّا لا تخذل أعوانه <ref>الرضي، السيد محمد، نهج البلاغة، ج1، ص315.</ref>. | ||
فالقرآن الكريم هو الكلام المعجز المنزل وحياً على النبي (ص) المكتوب فى المصاحف المنقول منه بالتواتر المتعبد بتلاوته، إلاّ أنه ما زال تثار شبهة التحريف حول ثبوت النص القرآني ويتهم بعض الأطراف بالقول من تحريف القرآن الكريم نظراً لوجود بعض الكلامات هنا وهناك أوالنصوص الرواية الحاكية عن وقوع التحريف في نص القرآني، بينما نجد موقف المدرستين(أهل البيت الاطهارعليه السلام وموفق مدرسة الخلفاء) حول هذه المسئلة حاسمة ويدحض جميع الشبهات المثارة حول تحريف القرآن الكريم، فمصونية القرآن الكريم من التحريف بمعنى الزياده والنقيصة من الأمور التي صرح بها حتىٰ بعض المنصفين من علماء وأساتذة غير المسلمين.<ref>الصغير، محمد حسين، تاريخ القرآن، ص٩٤، الناشر، دار المؤرّخ العربي.</ref> فضلاً من المسلمين، | فالقرآن الكريم هو الكلام المعجز المنزل وحياً على النبي (ص) المكتوب فى المصاحف المنقول منه بالتواتر المتعبد بتلاوته، إلاّ أنه ما زال تثار شبهة التحريف حول ثبوت النص القرآني ويتهم بعض الأطراف بالقول من تحريف القرآن الكريم نظراً لوجود بعض الكلامات هنا وهناك أوالنصوص الرواية الحاكية عن وقوع التحريف في نص القرآني، بينما نجد موقف المدرستين(أهل البيت الاطهارعليه السلام وموفق مدرسة الخلفاء) حول هذه المسئلة حاسمة ويدحض جميع الشبهات المثارة حول تحريف القرآن الكريم، فمصونية القرآن الكريم من التحريف بمعنى الزياده والنقيصة من الأمور التي صرح بها حتىٰ بعض المنصفين من علماء وأساتذة غير المسلمين.<ref>الصغير، محمد حسين، تاريخ القرآن، ص٩٤، الناشر، دار المؤرّخ العربي.</ref> فضلاً من المسلمين، | ||
فنحن في هذه المقالة نحاول تبيين موقف المدرستين حول هذه المسئلة حتى يتضح للقارء الكريم موقف كلا المدرستين ويتضح من خلال ذلك سلامة النص القرآني من اي نوع من التحريف ومدى مطابقة هذا النص القرآني المثبت فى المصحف الشريف للوحي الذي نزل على الرسول الاعظم(ص). | |||
== التحريف لغة وإصطلاحاً == | == التحريف لغة وإصطلاحاً == | ||
=== التحريف لغةً === | === التحريف لغةً === | ||
سطر ٨: | سطر ٨: | ||
أمّا التحريف في الاِصطلاح فله معانٍ كثيرة نذكر البعض منها: | أمّا التحريف في الاِصطلاح فله معانٍ كثيرة نذكر البعض منها: | ||
==== التحريف المعنوي ==== | ==== التحريف المعنوي ==== | ||
ويراد به حمل اللفظ علىٰ معانٍ بعيدة عنه لم ترتبط بظاهره، مع مخالفتها للمشهور من تفسيره، وهذا النوع واقع في القرآن، وذلك عن طريق تأويله من غير علم، وهو محرّم بالإجماع | |||
لقوله صلىالله عليه وآله : « من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار وهو من التفسير بالرأي المنهي عنه.<ref>الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان، ج١ ص٢٤.</ref> <ref> السيوطي، جلال الدين، الإتقان للسيوطي، ج٤، ص٢١٠.</ref> ، قال رسول الله صلىالله عليه وآله : « من فسَّر القرآن برأيه وأصاب الحق فقد أخطأ وهذا المعنىٰ منحدر عن الأصل اللغوي لتحريف الكلام.<ref>الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان، ج١ ص٤.]</ref> | لقوله صلىالله عليه وآله : « من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار وهو من التفسير بالرأي المنهي عنه.<ref>الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان، ج١ ص٢٤.</ref> <ref> السيوطي، جلال الدين، الإتقان للسيوطي، ج٤، ص٢١٠.</ref> ، قال رسول الله صلىالله عليه وآله : « من فسَّر القرآن برأيه وأصاب الحق فقد أخطأ وهذا المعنىٰ منحدر عن الأصل اللغوي لتحريف الكلام.<ref>الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان، ج١ ص٤.]</ref> | ||
==== التحريف اللفظي ==== | ==== التحريف اللفظي ==== | ||
وهو علىٰ أقسام منها | |||
١ ـ التحريف بالزيادة : بمعنىٰ أنّ بعض الكلمات او الآيات او السور التى فى هذا المصحف الشريف الذي بين أيدينا ليس من الكلام المنزل. | ١ ـ التحريف بالزيادة : بمعنىٰ أنّ بعض الكلمات او الآيات او السور التى فى هذا المصحف الشريف الذي بين أيدينا ليس من الكلام المنزل. | ||
٢ ـ التحريف بالنقص : بمعنىٰ أنّ بعض المصحف الذي بين أيدينا لا يشتمل علىٰ جميع القرآن الذي نزل من السماء، بأنْ يكون قد ضاع بعض القرآن علىٰ الناس إمّا عمداً، أو نسياناً، وقد يكون هذا البعض؛ كلمةً أو آية أو سورة، | ٢ ـ التحريف بالنقص : بمعنىٰ أنّ بعض المصحف الذي بين أيدينا لا يشتمل علىٰ جميع القرآن الذي نزل من السماء، بأنْ يكون قد ضاع بعض القرآن علىٰ الناس إمّا عمداً، أو نسياناً، وقد يكون هذا البعض؛ كلمةً أو آية أو سورة، | ||
والتحريف بهاذين المعنين هو موضوع البحث حيثُ ادّعىٰ البعض وقوعه في القرآن الكريم استناداً إلىٰ قرآئن ضعيفة التى نترك البحث عن مدى تماميتها الى مجالٍ أخر انشا الله.<ref>الخوئي، أبو القاسم، البيان في تفسير القرآن، ج1،</ref> ص٢١٥. | والتحريف بهاذين المعنين هو موضوع البحث حيثُ ادّعىٰ البعض وقوعه في القرآن الكريم استناداً إلىٰ قرآئن ضعيفة التى نترك البحث عن مدى تماميتها الى مجالٍ أخر انشا الله.<ref>الخوئي، أبو القاسم، البيان في تفسير القرآن، ج1،</ref> ص٢١٥. | ||
=== المطلب الاول: موقف مدرسة الخلفاء تجاه النص القرآني === | === المطلب الاول: موقف مدرسة الخلفاء تجاه النص القرآني === | ||
اهل السنة والجماعة يعتقدون سلامة القرآن العظيم من التحريف، والتبديل، والتغيير، والنقص، والزيادة بأي وجه من الوجوه، ويرون أن من ادعى وجود التحريف في القرآن فهو كافر. | [[اهل السنة|اهل السنة والجماعة]] يعتقدون سلامة القرآن العظيم من التحريف، والتبديل، والتغيير، والنقص، والزيادة بأي وجه من الوجوه، ويرون أن من ادعى وجود التحريف في القرآن فهو كافر. | ||
قال القاضي عياض في بيان موقف مدرسة الخلفاء: وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين، مما جمعه الدفتان من أول "الحمد لله رب العالمين" إلى آخر " قل أعوذ برب الناس" أنه كلام الله، ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن جميع ما فيه حق، وأن من نقص منه حرفاً قاصداً لذلك، أو بدله بحرف آخر مكانه، أو زاد فيه حرفاً مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه، وأجمع على أنه ليس من القرآن عامداً لكل هذا أنه كافر.<ref>القاضي، عياض، الشفاء في بيان حقوق المصطفي، ج2، ص 340.</ref> | قال القاضي عياض في بيان موقف مدرسة الخلفاء: وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين، مما جمعه الدفتان من أول "الحمد لله رب العالمين" إلى آخر " قل أعوذ برب الناس" أنه كلام الله، ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن جميع ما فيه حق، وأن من نقص منه حرفاً قاصداً لذلك، أو بدله بحرف آخر مكانه، أو زاد فيه حرفاً مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه، وأجمع على أنه ليس من القرآن عامداً لكل هذا أنه كافر.<ref>القاضي، عياض، الشفاء في بيان حقوق المصطفي، ج2، ص 340.</ref> | ||
وقال ابن قدامة في لمعة الاعتقاد : ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفاً متفقاً عليه أنه كافر. | وقال ابن قدامة في لمعة الاعتقاد : ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفاً متفقاً عليه أنه كافر. | ||
سطر ٢٢: | سطر ٢٢: | ||
=== أدلّة نفي التحريف عند مدرسة الخلفاء === | === أدلّة نفي التحريف عند مدرسة الخلفاء === | ||
مدرسة الخلفاء بشكل عام يعتقدون سلامة القرآن من التحريف، والتبديل، والتغيير، والنقص، والزيادة بأي وجه من الوجوه، ويرون أن من ادعى وجود التحريف في القرآن فهو كافر، وذكروا أدلة أهمها: | مدرسة الخلفاء بشكل عام يعتقدون سلامة القرآن من التحريف، والتبديل، والتغيير، والنقص، والزيادة بأي وجه من الوجوه، ويرون أن من ادعى وجود التحريف في القرآن فهو كافر، وذكروا أدلة أهمها: | ||
==== | ==== إستدلال بالآيات القرآنية ==== | ||
قوله تعالى :إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ*<ref>الحجر، 9.</ref> قال ابن جرير الطبري: قوله تعالى ذكره: ( إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ ) وهو القرآن ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) قال: وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل مَّا ليس منه، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه، وحدوده، وفرائضه. | قوله تعالى :إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ*<ref>الحجر، 9.</ref> قال ابن جرير الطبري: قوله تعالى ذكره: ( إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ ) وهو القرآن ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) قال: وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل مَّا ليس منه، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه، وحدوده، وفرائضه. | ||
وكذا قوله تعالى: { ... وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيز* لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ* <ref>فصلت، 42.</ref> | وكذا قوله تعالى: { ... وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيز* لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ* <ref>فصلت، 42.</ref> | ||
والمعنى: عَزِيزٌ أي: منيع من كل من أراده بتحريف أو سوء، ولهذا قال: { لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ } أي: لا يقربه شيطان من شياطين الإنس والجن، لا بسرقة، ولا بإدخال ما ليس منه به، ولا بزيادة ولا نقص، فهو محفوظ في تنزيله، محفوظة ألفاظه ومعانيه.<ref>الطبري، ابو جعفر، ج5، ص 481 في ذيل تفسير آية 41 فصلت.</ref> | والمعنى: عَزِيزٌ أي: منيع من كل من أراده بتحريف أو سوء، ولهذا قال: { لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ } أي: لا يقربه شيطان من شياطين الإنس والجن، لا بسرقة، ولا بإدخال ما ليس منه به، ولا بزيادة ولا نقص، فهو محفوظ في تنزيله، محفوظة ألفاظه ومعانيه.<ref>الطبري، ابو جعفر، ج5، ص 481 في ذيل تفسير آية 41 فصلت.</ref> | ||
=== | === الاستدلال بتواتر القرآن === | ||
والقرآن الكريم نُقل إلينا بالتواتر ترويه الأجيال جيلا عن جيل، من عهد الصحابة على اختلاف بلدانهم وأقطارهم، يحفظه الصغير والكبير، والرجال والنساء، وتتفق مصاحفهم عليه مع اختلاف الأزمان والبلدان. ومثل هذا تقطع العقول بحفظه، ويحصل العلم الضروري به. | والقرآن الكريم نُقل إلينا بالتواتر ترويه الأجيال جيلا عن جيل، من عهد الصحابة على اختلاف بلدانهم وأقطارهم، يحفظه الصغير والكبير، والرجال والنساء، وتتفق مصاحفهم عليه مع اختلاف الأزمان والبلدان. ومثل هذا تقطع العقول بحفظه، ويحصل العلم الضروري به. | ||
=== | === مناقشة الأدلة المذكورة === | ||
أولاً: بأنّ أستدلّال بالآيات لنفي وقوع التحريف فى القرآن منقوضة بالدور وهواستدلال بشي على نفسه وهو باطل فلابد ان نثبت في مرحلة المسبقة بانّ القرآن قد تم جمعه وتدوينه فى عهد النبي(ص) وما تلاحقه فى زمن بعض الخلفاء ليس الاّ استنساخ من ذلك الاصل فحينئذٍ نسطيع ان نستدل بالآيات القرآنية لاثبات عدم وقوع تحريف في القرآن الكريم، اما على النظرية المشهورة عند اهل السنة التى تذهب الى انّ القرآن فى اول مرة تم جمعه على القراطيس فى عهد الخليفة الاول ابى بكر كما يصرّح به ابن عطية حيث يقول: كان القرآن فى مدة رسول الله(ص) متفرعاً فى صدور الرّجال وقد كتب الناس منه فى صحف وفى جريد وفى لحاف...... فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة .......فندبا إلى ذلك زيد بن ثابت فجمعه غير مرتب بعد تعبٍ شديد... بشرط أن يشهد شاهدان على أنه من القرآن ....... <ref>بدرالدين، احمد بن محمد، عقد القاري،ج3ص19.</ref> كذلك يقول القرطبي: كان القرآن فى مدة النبي(ص)متفرقاً فى صدور الرجال وقد كتب الناس منه .......ثو يذكر ما ذكره ابن عطية حذوا ًبحذوٍ <ref>القرطبي، محمد بن احمد، جامع الاحكام للقرآن،ج1، ص49.</ref> فالاستدلال بالآيات القرآنية لنفي التحريف غير سليم. | أولاً: بأنّ أستدلّال بالآيات لنفي وقوع التحريف فى القرآن منقوضة بالدور وهواستدلال بشي على نفسه وهو باطل فلابد ان نثبت في مرحلة المسبقة بانّ القرآن قد تم جمعه وتدوينه فى عهد النبي(ص) وما تلاحقه فى زمن بعض الخلفاء ليس الاّ استنساخ من ذلك الاصل فحينئذٍ نسطيع ان نستدل بالآيات القرآنية لاثبات عدم وقوع تحريف في القرآن الكريم، اما على النظرية المشهورة عند اهل السنة التى تذهب الى انّ القرآن فى اول مرة تم جمعه على القراطيس فى عهد الخليفة الاول ابى بكر كما يصرّح به ابن عطية حيث يقول: كان القرآن فى مدة رسول الله(ص) متفرعاً فى صدور الرّجال وقد كتب الناس منه فى صحف وفى جريد وفى لحاف...... فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة .......فندبا إلى ذلك زيد بن ثابت فجمعه غير مرتب بعد تعبٍ شديد... بشرط أن يشهد شاهدان على أنه من القرآن ....... <ref>بدرالدين، احمد بن محمد، عقد القاري،ج3ص19.</ref> كذلك يقول القرطبي: كان القرآن فى مدة النبي(ص)متفرقاً فى صدور الرجال وقد كتب الناس منه .......ثو يذكر ما ذكره ابن عطية حذوا ًبحذوٍ <ref>القرطبي، محمد بن احمد، جامع الاحكام للقرآن،ج1، ص49.</ref> فالاستدلال بالآيات القرآنية لنفي التحريف غير سليم. | ||
ثانياً: على هذه النظرية يبقى احتمال وقوع التحريف فى القرآن نقيصتاً( فان من المحتمل عدم إمكان إقامة شاهدين على بعض ماسمع من النبي(ص) فلا يبقي وثوق بعدم النقيصة)وزيادتاً ايضاً (لأنّ حد الإعجاز فى بلاغة القرآن وإن كان يمنع عن الإتيان بمثل سورة من سوره ولكنه لا يمنع من الزيادة عليه بكلمة أو بكلمتين، بل ولا بآية كاملة ولا سيما إذا كانت قصيرة ولو لا هذا الإحتمال لم تكن حاجة إلى شهادة شاهدين،كما فى روايات الجمع( التي يعتمد عليها هذه النظرية) فإن الآية يأتى بها الرجل تثبت نفسها أنها من القرآن أو من غيره وإذن فلا مناص للقائل بالتحريف من القول بالزياده .<ref>الخوئي، السيد ابو القاسم، البيان فى تفسير القرآن’ ص 255.</ref> نعم على نظرية بعض المحققين - اللذين ذهبوا الرأي ذهبوا الى أن القرآن قد تمّ جمعه فى عهد النبي(ص) وكان ترتيبه على ما هو موجود فى المصاحف الآن_ يتم بهذا النحو من الإستدل.<ref> فدا حسين، حليمي، مقالة معنون، آراء علماء التفسير وعلوم القرآن فى تىدوين القرآن وجمعه</ref> | ثانياً: على هذه النظرية يبقى احتمال وقوع التحريف فى القرآن نقيصتاً( فان من المحتمل عدم إمكان إقامة شاهدين على بعض ماسمع من النبي(ص) فلا يبقي وثوق بعدم النقيصة)وزيادتاً ايضاً (لأنّ حد الإعجاز فى بلاغة القرآن وإن كان يمنع عن الإتيان بمثل سورة من سوره ولكنه لا يمنع من الزيادة عليه بكلمة أو بكلمتين، بل ولا بآية كاملة ولا سيما إذا كانت قصيرة ولو لا هذا الإحتمال لم تكن حاجة إلى شهادة شاهدين،كما فى روايات الجمع( التي يعتمد عليها هذه النظرية) فإن الآية يأتى بها الرجل تثبت نفسها أنها من القرآن أو من غيره وإذن فلا مناص للقائل بالتحريف من القول بالزياده .<ref>الخوئي، السيد ابو القاسم، البيان فى تفسير القرآن’ ص 255.</ref> نعم على نظرية بعض المحققين - اللذين ذهبوا الرأي ذهبوا الى أن القرآن قد تمّ جمعه فى عهد النبي(ص) وكان ترتيبه على ما هو موجود فى المصاحف الآن_ يتم بهذا النحو من الإستدل.<ref> فدا حسين، حليمي، مقالة معنون، آراء علماء التفسير وعلوم القرآن فى تىدوين القرآن وجمعه</ref> |