confirmed
١٬٦٣٠
تعديل
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
Abolhoseini (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢٢: | سطر ٢٢: | ||
<br>وقيل: إنها نزلت في قوم من المنافقين، قال الحسن: اثني عشر رجلا اجتمعوا على أمر مكيدة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم دخلوا عليه لذلك الغرض، فأتاه جبريل عليه السلام فأخبره به، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إن قوما دخلوا يريدون أمرا لا ينالونه، فليقوموا وليستغفروا الله حتى استغفر لهم فلم يقوموا، فقال: ألا تقومون ؟ فلم يفعلوا، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: قم يا فلان، قم يا فلان، حتى عد اثني عشر رجلا، فقاموا وقالوا: كنا عزمنا على ما قلت، ونحن نتوب إلى الله من ظلمنا أنفسنا، فاستغفر لنا. فقال: الآن أخرجوا عني، أنا كنت في أول أمركم أطيب نفسا بالشفاعة، وكان الله أسرع إلى الإجابة.<ref>مجمع البيان 3 : 105 ، تفسير الرازي 5 : 167 - 168 .</ref> | <br>وقيل: إنها نزلت في قوم من المنافقين، قال الحسن: اثني عشر رجلا اجتمعوا على أمر مكيدة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم دخلوا عليه لذلك الغرض، فأتاه جبريل عليه السلام فأخبره به، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إن قوما دخلوا يريدون أمرا لا ينالونه، فليقوموا وليستغفروا الله حتى استغفر لهم فلم يقوموا، فقال: ألا تقومون ؟ فلم يفعلوا، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: قم يا فلان، قم يا فلان، حتى عد اثني عشر رجلا، فقاموا وقالوا: كنا عزمنا على ما قلت، ونحن نتوب إلى الله من ظلمنا أنفسنا، فاستغفر لنا. فقال: الآن أخرجوا عني، أنا كنت في أول أمركم أطيب نفسا بالشفاعة، وكان الله أسرع إلى الإجابة.<ref>مجمع البيان 3 : 105 ، تفسير الرازي 5 : 167 - 168 .</ref> | ||
<br>فهذا ما كان في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يأتيه المذنب، فيستغفر، ويطلب منه الاستغفار و [[الشفاعة]] له، ولما ورد فيها من تكريم خاص وإجلال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجد المسلمون [[الاستحباب|استحباب العمل]] بها بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم، فيأتي قبره الشريف، ويستغفر عنده ويسأل صاحبه الشفاعة، ذلك لان إجلال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتكريمه واجب بعد موته كوجوبه في حياته، والعمل بهذه الآية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كالعمل بالآية القائلة: ( لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول ) <ref>سورة الحجرات : 49 / 2 .</ref> حيث مضت سيرة المسلمين على وجوب العمل بها عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والأثر في ذلك كثير، بحيث كتبت هذه الآية على الجدار المقابل لقبر الرسول اليوم. | <br>فهذا ما كان في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يأتيه المذنب، فيستغفر، ويطلب منه الاستغفار و [[الشفاعة]] له، ولما ورد فيها من تكريم خاص وإجلال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجد المسلمون [[الاستحباب|استحباب العمل]] بها بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم، فيأتي قبره الشريف، ويستغفر عنده ويسأل صاحبه الشفاعة، ذلك لان إجلال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتكريمه واجب بعد موته كوجوبه في حياته، والعمل بهذه الآية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كالعمل بالآية القائلة: ( لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول ) <ref>سورة الحجرات : 49 / 2 .</ref> حيث مضت سيرة المسلمين على وجوب العمل بها عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والأثر في ذلك كثير، بحيث كتبت هذه الآية على الجدار المقابل لقبر الرسول اليوم. | ||
<br>ومثل ذلك ورد في الأثر الكثير في العمل بالآية موضع الاستدلال عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في عهد [[الصحابي|الصحابة]] وبعده، سنورد أمثلة منها في المباحث اللاحقة، ونكتفي هنا بذكر استدلال [[مالك بن أنس]] بالآية في رده على أبي جعفر المنصور، وهما عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد سأله أبو جعفر المنصور: أستقبل [[القبلة]] وأدعوا، أم استقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال مالك: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله تعالى يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله تعالى، قال الله تعالى: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما). <ref>شفاء السقام / السبكي : 69 - 70 .</ref> | <br>ومثل ذلك ورد في الأثر الكثير في العمل بالآية موضع الاستدلال عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في عهد [[الصحابي|الصحابة]] وبعده، سنورد أمثلة منها في المباحث اللاحقة، ونكتفي هنا بذكر استدلال [[مالك بن أنس بن مالك]] بالآية في رده على أبي جعفر المنصور، وهما عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد سأله أبو جعفر المنصور: أستقبل [[القبلة]] وأدعوا، أم استقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال مالك: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله تعالى يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله تعالى، قال الله تعالى: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما). <ref>شفاء السقام / السبكي : 69 - 70 .</ref> | ||
<br>وفي مقدمة كلام مالك وأبي جعفر كان مالك قد استنكر على أبي جعفر رفعه صوته عند قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائلا: يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد، فإن الله تعالى أدب قوما فقال: ( لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ) ومدح قوما فقال: ( إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله ) الآية... وذم قوما فقال: ( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات ) الآية... وإن حرمته ميتا كحرمته حيا. | <br>وفي مقدمة كلام مالك وأبي جعفر كان مالك قد استنكر على أبي جعفر رفعه صوته عند قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائلا: يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد، فإن الله تعالى أدب قوما فقال: ( لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ) ومدح قوما فقال: ( إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله ) الآية... وذم قوما فقال: ( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات ) الآية... وإن حرمته ميتا كحرمته حيا. | ||
<br>وعلى هذا قال السبكي: دلت الآية على الحث على المجيء إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والاستغفار عنده واستغفاره لهم، وذلك وإن كان ورد في حال الحياة، فهي رتبة له لا تنقطع بموته، تعظيما له. | <br>وعلى هذا قال السبكي: دلت الآية على الحث على المجيء إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والاستغفار عنده واستغفاره لهم، وذلك وإن كان ورد في حال الحياة، فهي رتبة له لا تنقطع بموته، تعظيما له. |