الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مشروع البروجردي للتقريب»
(مشروع_البروجردي_للتقريب ایجاد شد) |
(لا فرق)
|
مراجعة ٠٦:١٧، ١٣ نوفمبر ٢٠٢٠
حلّ سياسي لغرض تحقيق الوحدة الإسلامية. لكن إذا كان المقصود من هذا المشروع إقامة حكم فدرالي واحد مثل اتّحاد الجمهوريات السوفيتية السابق أو الولايات المتّحدة الأمريكية، فهو يكون شبيهاً للغاية بمشروع الحكومة الإسلامية الموحّدة؛ لأنّه يستلزم إقامة حكومة مركزية موحّدة تخضع لها جمهوريات حكم ذاتي محلّية، ويبدو أنّه لا يختلف في هذه الحالة عن مشروع الحكومة الإسلامية الموحّدة سوى بالاسم وبعض الصلاحيات المحلّية.
أمّا إذا كان المقصود أن يقيم كلّ بلد إسلامي جمهورية مستقلّة مع حفظ خصوصيته القومية ولُغته وعَلَمه الوطني وعملته النقدية الوطنية، ولكن تكون بين هذه الجمهوريات الإسلامية المستقلّة علاقات تضامن وتعاون فيما بينها في مجال السياسة الخارجية والاقتصادية والصناعية والعسكرية، فهو في هذه الحالة مشروع آخر تنبغي دراسته وتدوين ضوابط هذا التعاون، وهو مشروع عملي يمكن تحقيقه بلا شكّ، فهو ليس خيالياً وأُمنية محضة مثلما هو حال المشروع سالف الذكر.
ولكن ينبغي وضع خطط عملية لتنظيم التعاون المطلوب في مجالات السياسة الخارجية والاقتصادية والحفاظ على الثقافة المشتركة والحضارة الإسلامية والقوميات واللغات والمذاهب الإسلامية.
ويبدو أنّ هذا هو الهدف الأساس لمؤسّسي منظّمة المؤتمر الإسلامي، ولكنّه لم يتحقّق عملياً سوى في حالات خاصّة ونادرة.
وعلى أيّ حال فهذا المشروع جدير بالدراسة، ومن اللازم تشكيل لجان من مندوبي البلدان الإسلامية يتمتّعون بخبرات جيدّة في الشؤون السياسية والاقتصادية والدينية؛ لكي تتولّى مهمّة وضع البيان التأسيسي الكامل والنهائي.
وبالطبع فإنّ جوهر هذا المشروع يعارض هوية العديد من الحكومات التي تدّعي الإسلام وتعهّداتها للمنظّمات الدولية والدول الكبرى، وهذا بالتحديد هو سرّ الإخفاق
لمنظّمة المؤتمر الإسلامي.
إنّ الكثير من حكّام هذه البلدان وقسماً من شعوبها يعارضون لدوافع مختلفة قومية ومذهبية هذا المشروع، ويقولون: إنّ آباءنا سعوا لتأسيس دولة مستقلّة لنا ذات نظام خاصّ ومذهب معيّن وقومية خاصّة، وعلينا أن نقتفي آثارهم ونتّبع طريقهم.
إذا أرادت حركات الصحوة الإسلامية في البلدان الإسلامية الحصول على ثمار مفيدة للإسلام والمسلمين، فعليها أن تقيم فيما بينها حالةً من التعاون والتنسيق والالتفاف حول الأُصول المشتركة التي تتّفق عليها جميعاً، وفي غير هذه الحالة ستقع في تناحر داخلي فيما بينها، حتّى إذا انتصرت؛ وذلك بسبب التناقضات الموجودة داخلها، هذا فيما لو غضضنا النظر عن مؤامرات الاستكبار والصهاينة الذين يسعون لاستغلال هذه الاختلافات المذهبية والاجتهادية بأشبع صورة ممكنة.