الفرق بين المراجعتين لصفحة: «خير الدين التونسي»

 
سطر ٥٧: سطر ٥٧:


== التصدّي للجمود ==
== التصدّي للجمود ==
وكان طموح خير الدين التونسي أن ينهض فقهاء الإسلام بالاجتهاد والتجديد؛ حتّى تستطيع الشريعة الإسلامية أن تقدّم الحلول للمشكلات الجديدة، فلا يضطرّ المصلحون إلى الأخذ عن أوروبّا غير التنظيمات. كان يريد «المحتوى الإسلامي» لهذه الأوعية الأوربّية، ولذلك كان له جهاد على هذه الجبهة كبير... لقد ساءه أن يكون على الأُمّة جهلاء بأمراضها وبأدوية هذه الأمراض، وأن يضيّق الكثيرون منهم نطاق السياسة الشرعية، فلا يرونها شرعية إلّاإذا كانت لها نصوص في الكتاب و[[السنّة]]، فكتب ليذكّرهم بمناهج العلماء السابقين الذين وسّعوا هذا النطاق لتصبح‏<br>السياسة الشرعية هي كلّ ما لا يخالف الكتاب والسنّة، وليس فقط ما له نصّ في الكتاب و[[السنّة]].
وكان طموح خير الدين التونسي أن ينهض فقهاء الإسلام بالاجتهاد والتجديد؛ حتّى تستطيع الشريعة الإسلامية أن تقدّم الحلول للمشكلات الجديدة، فلا يضطرّ المصلحون إلى الأخذ عن أوروبّا غير التنظيمات. كان يريد «المحتوى الإسلامي» لهذه الأوعية الأوربّية، ولذلك كان له جهاد على هذه الجبهة كبير... لقد ساءه أن يكون على الأُمّة جهلاء بأمراضها وبأدوية هذه الأمراض، وأن يضيّق الكثيرون منهم نطاق السياسة الشرعية، فلا يرونها شرعية إلّاإذا كانت لها نصوص في الكتاب و[[السنّة]]، فكتب ليذكّرهم بمناهج العلماء السابقين الذين وسّعوا هذا النطاق لتصبح‏<br>السياسة الشرعية هي كلّ ما لا يخالف الكتاب والسنّة، وليس فقط ما له نصّ في الكتاب و[[السنّة]].
<br>لقد كانت عينه في النهضة الأوربّية على الأوعية والأدوات، وفي مقدّمتها التنظيمات السياسية، وعينه على التراث الإسلامي ليستجيب بالاجتهاد والتجديد إلى احتياجات العصر ومتطلّبات مشكلاته، فيقدّم المضامين والحلول التي تتّخذ من التنظيمات أدوات للحركة والنهضة والإحياء. وفي ذلك يقول: «إنّ [[الأُمّة الإسلامية]] تقتدر أن تكتسب بما بقي لها من تمدّنها الأصلي وبعاداتها التي لم تزل مأثورة عن أسلافها، ما يستقيم به حالها، ويتّسع به في التمدّن مجالها، ويكون سيرها في ذلك المجال أسرع من غيرها كائناً من كان، إذا أُزكيت حرّيتها الكامنة بتنظيمات مضبوطة تسهّل لها التدخّل في أُمور السياسة».
<br>لقد كانت عينه في النهضة الأوربّية على الأوعية والأدوات، وفي مقدّمتها التنظيمات السياسية، وعينه على التراث الإسلامي ليستجيب بالاجتهاد والتجديد إلى احتياجات العصر ومتطلّبات مشكلاته، فيقدّم المضامين والحلول التي تتّخذ من التنظيمات أدوات للحركة والنهضة والإحياء. وفي ذلك يقول: «إنّ [[الأُمّة الإسلامية]] تقتدر أن تكتسب بما بقي لها من تمدّنها الأصلي وبعاداتها التي لم تزل مأثورة عن أسلافها، ما يستقيم به حالها، ويتّسع به في التمدّن مجالها، ويكون سيرها في ذلك المجال أسرع من غيرها كائناً من كان، إذا أُزكيت حرّيتها الكامنة بتنظيمات مضبوطة تسهّل لها التدخّل في أُمور السياسة».
<br>فالعناصر الأصلية في التمدّن الأصلي والحرّية الكامنة التي أقرّتها وقرّرتها الشريعة الإسلامية مع التنظيمات التي لا بدّ من أخذها عن أوروبّا كفيلة بجعل هذه الأُمّة تخطو على درب النهضة بأسرع ممّا صنع ويصنع الآخرون.
<br>فالعناصر الأصلية في التمدّن الأصلي والحرّية الكامنة التي أقرّتها وقرّرتها الشريعة الإسلامية مع التنظيمات التي لا بدّ من أخذها عن أوروبّا كفيلة بجعل هذه الأُمّة تخطو على درب النهضة بأسرع ممّا صنع ويصنع الآخرون.
٤٬٩٤١

تعديل