الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحبيب المستاوي»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
<div class="wikiInfo">
<div class="wikiInfo">
[[ملف:الحبيب المستاوي.jpeg|تصغير|مركز]]
[[ملف:الحبيب المستاوي.jpeg|250px|تصغير|مركز|الحبيب المستاوي]]
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
!الاسم!! data-type="AuthorName" |الحبيب المستاوي‏
!الاسم!! data-type="AuthorName" |الحبيب المستاوي‏
سطر ٢٩: سطر ٢٩:
|}
|}
</div>
</div>
الحبيب بن محمّد المستاوي: فقيه ومصلح تونسي معروف.
'''الحبيب بن محمّد المستاوي''': فقيه ومصلح تونسي معروف.
<br>ولد ب[[الرقبة]] بولاية [[مدنين]] بالجنوب التونسي سنة 1923 م (1342 ه)، والتحق ب[[جامع الزيتونة]]، وحصل منه على الشهادة العالمية في الآداب.
<br>ولد ب[[الرقبة]] بولاية [[مدنين]] بالجنوب التونسي سنة 1923 م (1342 ه)، والتحق ب[[جامع الزيتونة]]، وحصل منه على الشهادة العالمية في الآداب.
<br>عمل في التجارة، ثمّ باشر التدريس بالفرع الزيتوني ببلدته، وتقلّب في وظائف التعليم، ومارس عدداً من النشاطات الاجتماعية والثقافية والسياسية.
<br>عمل في التجارة، ثمّ باشر التدريس بالفرع الزيتوني ببلدته، وتقلّب في وظائف التعليم، ومارس عدداً من النشاطات الاجتماعية والثقافية والسياسية.
سطر ٣٦: سطر ٣٦:
<br>أصدر [[مجلّة جوهر الإسلام|مجلّة «جوهر الإسلام»]] سنة 1968 م، وتولّى رئاسة تحريرها وإدارتها حتّى وفاته سنة 1975 م (1395 ه).
<br>أصدر [[مجلّة جوهر الإسلام|مجلّة «جوهر الإسلام»]] سنة 1968 م، وتولّى رئاسة تحريرها وإدارتها حتّى وفاته سنة 1975 م (1395 ه).
<br>له: «ديوان مع اللَّه»، و «تفسير أجزاء من الكتاب العزيز»، و «مجموعة أحاديث الإذاعة».
<br>له: «ديوان مع اللَّه»، و «تفسير أجزاء من الكتاب العزيز»، و «مجموعة أحاديث الإذاعة».
<br>يقول ابنه الشيخ [[صلاح الدين المستاوي]] واصفاً والده: «مناسبة من يجري بينه وبينهم حديث عن بعض جوانب عطاءات الشيخ الوالد الحبيب المستاوي رحمه الله العلمية والثقافية والاجتماعية والسياسية والدينية في داخل البلاد وخارجها في عمره الذي لم يتجاوز<br>الثانية والخمسين، إذ في شهر [[رمضان]] المبارك وفي فجر يوم الخميس الثاني عشر وبعد الإمساك والقيام للصلاة وفي الركعة الثانية التحقت روحه ببارئها راضية مرضية، حيث كان مبيته ليلة الجمعة في قبره الذي نسأل اللَّه أن يكون روضة من رياض الجنّة، كان ذلك يوم 12 رمضان الموافق ل 18 سبتمبر سنة 1975 م، أكثر من ثلاثين سنة مضت وكأنّ الرجل مات من سنوات قريبة، ولا يرجع هذا الحضور التلقائي الربّاني المتواصل إلّالإخلاصه فيما بذل من جهود وما قام به من أعمال (وما كان للَّه‏دام واتّصل)، فالرجل لم يقم له إلّاأربعينية محتشمة في مقرّ جمعية المحافظة على القرآن الكريم بمبادرة من بعض إخوانه وأصدقائه لم تنل حتّى جزءاً- ولو قليلًا- من التغطية الإعلامية، اللهمّ إلّاذلك العدد الخاصّ من مجلّته «جوهر الإسلام» التي أسّسها وبذل في سبيلها الغالي والنفيس من صحّته وممّا يحصل عليه من دخله الذي لهم يتجاوز راتبه الذي بارك اللَّه له فيه، فأنفق منه على أُسرته وأقربائه وأكرم به أصدقاءه وأحبابه وإخوانه من علماء [[الأُمّة الإسلامية]] الذين كانوا لا يمرّون ب[[تونس]] دون أن يأكلوا وحتّى يقيموا في بيته المتواضع بمقرين.
<br>يقول ابنه الشيخ [[صلاح الدين المستاوي]] واصفاً والده: «مناسبة من يجري بينه وبينهم حديث عن بعض جوانب عطاءات الشيخ الوالد الحبيب المستاوي رحمه الله العلمية والثقافية والاجتماعية والسياسية والدينية في داخل البلاد وخارجها في عمره الذي لم يتجاوز<br>الثانية والخمسين، إذ في شهر [[رمضان]] المبارك وفي فجر يوم الخميس الثاني عشر وبعد الإمساك والقيام للصلاة وفي الركعة الثانية التحقت روحه ببارئها راضية مرضية، حيث كان مبيته ليلة الجمعة في قبره الذي نسأل اللَّه أن يكون روضة من رياض الجنّة، كان ذلك يوم 12 رمضان الموافق ل 18 سبتمبر سنة 1975 م، <br>
أكثر من ثلاثين سنة مضت وكأنّ الرجل مات من سنوات قريبة، ولا يرجع هذا الحضور التلقائي الربّاني المتواصل إلّالإخلاصه فيما بذل من جهود وما قام به من أعمال (وما كان للَّه‏دام واتّصل)، فالرجل لم يقم له إلّاأربعينية محتشمة في مقرّ جمعية المحافظة على القرآن الكريم بمبادرة من بعض إخوانه وأصدقائه لم تنل حتّى جزءاً- ولو قليلًا- من التغطية الإعلامية، اللهمّ إلّاذلك العدد الخاصّ من مجلّته «جوهر الإسلام» التي أسّسها وبذل في سبيلها الغالي والنفيس من صحّته وممّا يحصل عليه من دخله الذي لهم يتجاوز راتبه الذي بارك اللَّه له فيه، فأنفق منه على أُسرته وأقربائه وأكرم به أصدقاءه وأحبابه وإخوانه من علماء [[الأُمّة الإسلامية]] الذين كانوا لا يمرّون ب[[تونس]] دون أن يأكلوا وحتّى يقيموا في بيته المتواضع بمقرين.
<br>إنّ كلّ من تقول لهم: إنّ الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله توفّي في عمر الخمسين يستغربون ولا يصدّقون، فيقولون: أكلّ تلك الصولات والجولات بالقلم واللسان في أغلب مدن تونس وقراها مدرّساً ومحاضراً على منابر اللجان الثقافية في المناسبات الدينية في ذكريات المولد و[[الهجرة]] و[[الإسراء]] و[[المعراج]] و[[غزوة بدر]] و[[فتح مكّة]] و[[ليلة القدر]]، فقد كان رحمه الله لا يتأخّر عن دعوة توجّه إليه، يركب سيّارته يسوقها بنفسه أو بمساعدة من يكون بجانبه من أصدقائه وتلاميذه، وما أكثرهم، وما أشدّ عطفه عليهم، وما أصدق تعلّقهم به، فقد كان لهم أُستاذاً وأباً شفوقاً لا يبخل عليهم بما بين يديه من قليل ما يملك ولكنّه كثير يباركه اللَّه.
<br>إنّ كلّ من تقول لهم: إنّ الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله توفّي في عمر الخمسين يستغربون ولا يصدّقون، فيقولون: أكلّ تلك الصولات والجولات بالقلم واللسان في أغلب مدن تونس وقراها مدرّساً ومحاضراً على منابر اللجان الثقافية في المناسبات الدينية في ذكريات المولد و[[الهجرة]] و[[الإسراء]] و[[المعراج]] و[[غزوة بدر]] و[[فتح مكّة]] و[[ليلة القدر]]، فقد كان رحمه الله لا يتأخّر عن دعوة توجّه إليه، يركب سيّارته يسوقها بنفسه أو بمساعدة من يكون بجانبه من أصدقائه وتلاميذه، وما أكثرهم، وما أشدّ عطفه عليهم، وما أصدق تعلّقهم به، فقد كان لهم أُستاذاً وأباً شفوقاً لا يبخل عليهم بما بين يديه من قليل ما يملك ولكنّه كثير يباركه اللَّه.
<br>ولم يقتصر هذا الحضور للشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله على الداخل، بل تجاوزه إلى خارج البلاد، فقد كان عنصراً بارزاً في بعثة تعليمية أُرسلت إلى الشقيقة [[ليبيا]]، فكان المدرّس ب[[معهد أحمد باشا]] بطرابلس، وكان المعدّ للحصص الدينية في الإذاعة الليبية، يكتب الحديث الديني ويلقيه بصوته الجهوري المجلجل، ويحرّر المسرحية الهادفة، وكان‏<br>المحيي للمناسبات الدينية بغرر القصائد العصماء التي تحي الذكريات المجيدة التي يستلهم منها الدروس والعبر لاستنهاض [[الأُمّة]] كي تغيّر ما بها.
<br>ولم يقتصر هذا الحضور للشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله على الداخل، بل تجاوزه إلى خارج البلاد، فقد كان عنصراً بارزاً في بعثة تعليمية أُرسلت إلى الشقيقة [[ليبيا]]، فكان المدرّس ب[[معهد أحمد باشا]] بطرابلس، وكان المعدّ للحصص الدينية في الإذاعة الليبية، يكتب الحديث الديني ويلقيه بصوته الجهوري المجلجل، ويحرّر المسرحية الهادفة، وكان‏<br>المحيي للمناسبات الدينية بغرر القصائد العصماء التي تحي الذكريات المجيدة التي يستلهم منها الدروس والعبر لاستنهاض [[الأُمّة]] كي تغيّر ما بها.
سطر ٥٢: سطر ٥٣:
<br>وكان يعدّ للإذاعة الوطنية حصّتين كلّ أُسبوع، إحداهما في التفسير، وأُخرى في حديث الصباح، فضلًا عن الحصص الرمضانية والمنابر الحوارية.
<br>وكان يعدّ للإذاعة الوطنية حصّتين كلّ أُسبوع، إحداهما في التفسير، وأُخرى في حديث الصباح، فضلًا عن الحصص الرمضانية والمنابر الحوارية.
<br>وكان المساهم البارز في ما كانت تعقده لجنة [[الدراسات الاشتراكية]] بالحزب‏<br>الاشتراكي الدستوري من جلسات، لا سيّما الموضوع الذي امتدّ الحوار فيه لمدّة عام كامل «[[الإسلام وتحدّيات العصر]]»، فكان الواقف بجسارة وجرأة ملفتة للانتباه في وجه من تحدّثه نفسه بالتطاول على الثوابت.
<br>وكان المساهم البارز في ما كانت تعقده لجنة [[الدراسات الاشتراكية]] بالحزب‏<br>الاشتراكي الدستوري من جلسات، لا سيّما الموضوع الذي امتدّ الحوار فيه لمدّة عام كامل «[[الإسلام وتحدّيات العصر]]»، فكان الواقف بجسارة وجرأة ملفتة للانتباه في وجه من تحدّثه نفسه بالتطاول على الثوابت.
<br>إنّها مواقف احتسبها الفقيد لوجه اللَّه وإيماناً منه بالتلازم الوثيق بين الإيمان الراسخ والحبّ الصادق للوطن (فحبّ الوطن من الإيمان)، وهو ما رسّخ لديه القناعة بأنّ الإصلاح وتحسين المردود والإخلاص للوطن وللقيادة يقتضي النصح بالكلمة الطيّبة وبالحكمة، وهو ما لم ينقطع عن القيام به إلى آخر أيّام عمره، لا يبالي بما يلحقه من أذى وابتلاء... والدليل على ذلك ما خطّه قلمه إبّان وقفة التأمّل سنة 1970 م في بيان قدّمه إلى اللجنة العليا للحزب، يقف على صحّة ما أقول، وكذلك من حضر معه [[مؤتمر الحزب الاشتراكي الدستوري]] سنة 1971 م الذي انعقد بمدينة [[المنستير]]، والذي انتخب فيه عضواً باللجنة المركزية في ترتيب متقدّم جدّاً، والذي جاء على إثر خطاب ألقاه وضع فيه النقاط على الأحرف فيما يتعلّق بالقضايا المصيرية وبالخصوص قضايا الأصالة والهوية. لقد احتسب الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله ما ناله وتعرّض له بعد ذلك عند اللَّه، فانقطع إليه وتوجّه إليه صادقاً خاشعاً مستغرقاً في سبحات ومناجاة تمتدّ إلى طلوع الفجر، ليس معه فيها إلّاربّه الذي تذوّق حلاوة مناجاته، فلم يعبأ معها بآلام أخذت تفتك بجسمه الذي لم يرأف به ولم يعطه في أيّ يوم من الأيّام حقّه في الراحة والاستجمام، فقد كان الشيخ رحمه الله على عجل من أمره، ولا أذكر أنّني في يوم من الأيّام قمت في الصباح ووجدته في المنزل، فقليلًا ما يقع ذلك، ولا أذكر ولا يذكر إخوتي وأخواتي أنّ الوالد رجع إلى المنزل ونحن أيقاظ إلّانادراً... لقد كان في كلّ حياته في عمل لا يتوقّف: عمل للدين وللناس، كلّ الناس، الأقارب والأباعد... لقد كان رجل المواقف والوقوف بجانب المصابين المبتلين يتأثّر لأحوالهم ويهب لنجدتهم، وكان المشفق العطوف حتّى على أصحاب المحن ممّن يضعفون أمام أنفسهم، يبتغي لهم الأعذار ويدعو لهم بالهداية والغفران. لم يعبأ الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله بمن تنكّروا وأساؤوا وأعرضوا بعد أن كانوا مقبلين عليه يملؤون عليه بيته‏<br>ووقته، لقد أقبل بكلّيته على ربّه وعجّل بلقائه، فلكأنّه رحمه الله أحسّ بقرب الرحيل، فعجّل إلى ربّه راضياً مرضياً قرير العين مطمئناً تمام الاطمئنان على من تركهم من خلفه من أبناء وبنات صغار خلفه فيهم ربّه أحسن خلافة، فسلام على الشيخ يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيّاً».
<br>إنّها مواقف احتسبها الفقيد لوجه اللَّه وإيماناً منه بالتلازم الوثيق بين الإيمان الراسخ والحبّ الصادق للوطن (فحبّ الوطن من الإيمان)، وهو ما رسّخ لديه القناعة بأنّ الإصلاح وتحسين المردود والإخلاص للوطن وللقيادة يقتضي النصح بالكلمة الطيّبة وبالحكمة، <br>
وهو ما لم ينقطع عن القيام به إلى آخر أيّام عمره، لا يبالي بما يلحقه من أذى وابتلاء... والدليل على ذلك ما خطّه قلمه إبّان وقفة التأمّل سنة 1970 م في بيان قدّمه إلى اللجنة العليا للحزب، يقف على صحّة ما أقول، وكذلك من حضر معه [[مؤتمر الحزب الاشتراكي الدستوري]] سنة 1971 م الذي انعقد بمدينة [[المنستير]]، والذي انتخب فيه عضواً باللجنة المركزية في ترتيب متقدّم جدّاً، والذي جاء على إثر خطاب ألقاه وضع فيه النقاط على الأحرف فيما يتعلّق بالقضايا المصيرية وبالخصوص قضايا الأصالة والهوية. لقد احتسب الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله ما ناله وتعرّض له بعد ذلك عند اللَّه، فانقطع إليه وتوجّه إليه صادقاً خاشعاً مستغرقاً في سبحات ومناجاة تمتدّ إلى طلوع الفجر، <br>
ليس معه فيها إلّاربّه الذي تذوّق حلاوة مناجاته، فلم يعبأ معها بآلام أخذت تفتك بجسمه الذي لم يرأف به ولم يعطه في أيّ يوم من الأيّام حقّه في الراحة والاستجمام، فقد كان الشيخ رحمه الله على عجل من أمره، ولا أذكر أنّني في يوم من الأيّام قمت في الصباح ووجدته في المنزل، فقليلًا ما يقع ذلك، ولا أذكر ولا يذكر إخوتي وأخواتي أنّ الوالد رجع إلى المنزل ونحن أيقاظ إلّانادراً... لقد كان في كلّ حياته في عمل لا يتوقّف: عمل للدين وللناس، كلّ الناس، الأقارب والأباعد... لقد كان رجل المواقف والوقوف بجانب المصابين المبتلين يتأثّر لأحوالهم ويهب لنجدتهم، وكان المشفق العطوف حتّى على أصحاب المحن ممّن يضعفون أمام أنفسهم، يبتغي لهم الأعذار ويدعو لهم بالهداية والغفران. لم يعبأ الشيخ الحبيب المستاوي رحمه الله بمن تنكّروا وأساؤوا وأعرضوا بعد أن كانوا مقبلين عليه يملؤون عليه بيته‏<br>ووقته، لقد أقبل بكلّيته على ربّه وعجّل بلقائه، فلكأنّه رحمه الله أحسّ بقرب الرحيل، فعجّل إلى ربّه راضياً مرضياً قرير العين مطمئناً تمام الاطمئنان على من تركهم من خلفه من أبناء وبنات صغار خلفه فيهم ربّه أحسن خلافة، فسلام على الشيخ يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيّاً».
<br>يقول الحبيب المستاوي من رسالة بعثها في صيف عام 1970 م إلى الحزب الحرّ ما نصّه: «وبعد، فشعوراً بواجب النصح الذي جعله اللَّه أمانة في عنق المؤمنين، يجازيهم خير الجزاء إن هم قاموا به لوجهه الكريم، ويحلّ بهم مقته وغضبه إن هم أهملوه أو قاموا به لغير وجهه الكريم أو لما توسوس به النفوس الأمّارة بالسوء من منافع ومطامع. وكلّ هذا قد وضّحه القرن الكريم أعظم توضيح حين قال: وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ‏ (سورة آل عمران: 104- 105)، وأكّده وقرّره سيّد الكائنات صلى الله عليه و آله حين قال: «الدين النصيحة»، قلنا: لمن يا رسول اللَّه؟ قال: «للَّه و لرسوله و لكتابه و لأئمّة المسلمين وعامّتهم»، وقال أيضاً: «لتأمرنّ بالمعروف و لتنهون عن المنكر، أو ليحلنّ بكم عذاب محتضر».
<br>يقول الحبيب المستاوي من رسالة بعثها في صيف عام 1970 م إلى الحزب الحرّ ما نصّه: «وبعد، فشعوراً بواجب النصح الذي جعله اللَّه أمانة في عنق المؤمنين، يجازيهم خير الجزاء إن هم قاموا به لوجهه الكريم، ويحلّ بهم مقته وغضبه إن هم أهملوه أو قاموا به لغير وجهه الكريم أو لما توسوس به النفوس الأمّارة بالسوء من منافع ومطامع. وكلّ هذا قد وضّحه القرن الكريم أعظم توضيح حين قال: وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ‏ (سورة آل عمران: 104- 105)، وأكّده وقرّره سيّد الكائنات صلى الله عليه و آله حين قال: «الدين النصيحة»، قلنا: لمن يا رسول اللَّه؟ قال: «للَّه و لرسوله و لكتابه و لأئمّة المسلمين وعامّتهم»، وقال أيضاً: «لتأمرنّ بالمعروف و لتنهون عن المنكر، أو ليحلنّ بكم عذاب محتضر».
<br>إنّ الاستجابة لهذه الهتافات السماوية النبوية تحتّم على المخلصين لها أن يقدّموا النصح لمن طلبه ولمن لم يطلبه على حدّ سواء، إنّما المهمّ أن يطبع بالطابع الإسلامي الصميم، ذلك الطابع الذي وضّحه القرآن الكريم أجمل توضيح حين قال: ادْعُ إِلى‏ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‏ (سورة النحل: 125). ولا ننسى أنّ تونس قد تمسّك دستورها في فصله الأوّل بعروبتنا وإسلامنا، وعلى هذا الأساس نلفت نظركم إلى ما يلي ممّا نحسّ بأنّ التناقض قد بلغ فيه منتهاه:<br>1- الإشعاع الروحي.
<br>إنّ الاستجابة لهذه الهتافات السماوية النبوية تحتّم على المخلصين لها أن يقدّموا النصح لمن طلبه ولمن لم يطلبه على حدّ سواء، إنّما المهمّ أن يطبع بالطابع الإسلامي الصميم، ذلك الطابع الذي وضّحه القرآن الكريم أجمل توضيح حين قال: ادْعُ إِلى‏ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‏ (سورة النحل: 125). ولا ننسى أنّ تونس قد تمسّك دستورها في فصله الأوّل بعروبتنا وإسلامنا، وعلى هذا الأساس نلفت نظركم إلى ما يلي ممّا نحسّ بأنّ التناقض قد بلغ فيه منتهاه:<br>1- الإشعاع الروحي.
<br>إنّ شعبنا التونسي الذي هو شعب معروف بأصالته العربية الإسلامية قد وهبه اللَّه من الخصائص ما جعله جديراً بأن يحتلّ مقام القيادة والريادة منذ فجر الإسلام الأوّل؛ إذ قد<br>استطاع هذا الشعب أن يجعل من بلده مصدر إشعاع لا في الشمال الأفريقي وحسب بل في مجاهل أفريقيا وقلب أوروبّا، ولقد كانت القوّة الروحية هي المطية التي عبر بواسطتها أجدادنا الفيافي والبحار، وحقّقوا لدينهم ولأُمّتهم أعظم انتصار... إنّ الرقعة الأرضية الضيّقة والنسبة العددية لهذا الشعب لم تستطيعا أن ترجعا المدّ التونسي عن غاياته البعيدة، وليس ذلك للفصاحة والذكاء والجاذبية والطيبة التي ميّزنا اللَّه بها فقط، بل مردّه الأوّل والحقيقي إلى جامع عقبة وجامع الزيتونة، فمن هذين المكانين الأقدسين تخرّج الدعاة والفاتحون، وجاؤوا من كلّ صوب وحدب؛ ليغترفوا من معين تونس، وليجعلوها عن اختيار واقتناع وطنهم الثاني إن لم تكن الأوّل... لقد رأينا بأعيننا أنّ تونس الصغيرة استطاعت أن تكون عديلة لمصر الشاسعة الكبيرة، وأن تنازعها عن جدارة زعامة المسلمين، وكثيراً ما تفتكها منها لا بشي‏ء إلّابجامع الزيتونة الذي طاول [[الجامع الأزهر]] فطاله، وغالبه فغلبه، ورأينا- وما بالعهد من قدم- أنّ أصدقاء كثيرين تنكّروا لصداقتهم معنا، بل واشتركوا مع من تآمر علينا! ولم نر واحداً من الذين رضعوا ثدي الزيتونة من غير أبناء تونس كفر بنعمتنا أو تنكّر لأُبوّتنا. فهل آن لنا أن نراجع أنفسنا- ونحن أهل المراجعة- «والرجوع إلى الحقّ فضيلة»؟! هل آن لنا أن نعيد تلك القلعة الشامخة البناء إلى سالف عهدها متطوّرة متعصّرة تحتضن فئات من أبنائنا الذين نحن في حاجة إلى خدماتهم المجدية، وفئات من الوافدين علينا ليصبحوا أبناء لنا اليوم وأشقّاء أوفياء لنا غداً؟!<br>2- إصلاح التعليم.
<br>إنّ شعبنا التونسي الذي هو شعب معروف بأصالته العربية الإسلامية قد وهبه اللَّه من الخصائص ما جعله جديراً بأن يحتلّ مقام القيادة والريادة منذ فجر الإسلام الأوّل؛ إذ قد<br>استطاع هذا الشعب أن يجعل من بلده مصدر إشعاع لا في الشمال الأفريقي وحسب بل في مجاهل أفريقيا وقلب أوروبّا، ولقد كانت القوّة الروحية هي المطية التي عبر بواسطتها أجدادنا الفيافي والبحار، <br>
<br>إنّ تجربتنا النضالية الطويلة المظفّرة أبانت لنا بكلّ وضوح أنّه لن يستبسل ويثبت في أيّة معركة إلّامن كان صادق الإيمان بقيمه ومثله ودينه وتاريخه، فهو الذي يعتزّ بالماضي ويجعله ركيزة المستقبل، ويأبى عليه إيمانه بربّه أن يتوغّل في الشرّ إذا ما انزلق فيه عن غير قصد وروية... لا تمكن أبداً المقارنة بين مؤمن وجاحد، وبين بارّ وعاق، وبين مخلص ومتنكّر، والتجربة الناطقة ماثلة أمام أعيننا توضّح بما لا غموض فيه أنّ من كفر بربّه سهل‏<br>عليه أن يمزّق روابطه العائلية والقومية، وسهل عليه أن يتاجر بكلّ شي‏ء؛ لأنّه لا يؤمن إلّا بالمادّة، فأينما رآها جرى خلفها لاهثاً... وإزاء هذه الحقائق المرّة الحلوة يكون لزاماً علينا أن نعيد النظر بكلّ تمحيص ودقّة وصراحة وشجاعة في برنامج تعليمنا من ألفها إلى يائها؛ لأنّنا رأيناها- والحقّ يقال- لا تستطيع أن تخرّج لنا رجالًا نطمئن على مصير أُمّتنا إذا ما أُلقي بين أيديهم، ومن لم يتشبّع بتاريخ أُمّته ولم يقدّس مثلها ولم يتعمّق في لغتها لا يمكن أن يكون معتزّاً بها ولا مخلصاً إليها... إنّنا لسنا من أنصار الانغلاق أو الانعزال، بل نحن من المؤمنين بالتفتّح الذي لا يصل إلى حدّ الذوبان والانسلاخ، لقد أخذ عنّا الغرب العلم والحضارة، إلا أنّهم كرّسوا جهودهم لترجمتها وطبعها بطابعهم حتّى أصبحت مع الأيّام وكأنّها نتاج عبقريتهم وتراث أجدادهم، فلماذا لا نفعل مثلما فعلوا، فنبعد عن أجيالنا الصاعدة الذبذبة والحيرة والتنطّع؟!<br>إنّ الشباب الذي نريد أن نجعل منه مسلماً صميماً وعربياً صادقاً وتونسياً مخلصاً، لا يمكن أن يتعلّم بالمدرسة لغة أكثر من تعلّمه للغته، وتاريخاً أكثر من تعلّمه لتاريخه، وفلسفة أكثر من تعلّمه لفلسفته... إنّه لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون جميع شبابنا المتعلّمين من نوع المهندسين والأطبّاء والذرّيين والفيزيائيّين، بل لا بدّ أن يكون من بينهم الأُدباء والمختصّون في الكتاب والسنّة وحفظة القرآن أيضاً المختصّون في علومه، ممّا يحقّق حاجة المجتمع التونسي المسلم. فأين المدارس القرآنية (الكتاتيب) المنظّمة التي ستحقّق هذا الغرض؟ وأين البرامج التعليمية أيضاً؟ ومتى سنهتمّ بهذا المشكل الخطير؟<br>3- وسائل الإعلام.
وحقّقوا لدينهم ولأُمّتهم أعظم انتصار... إنّ الرقعة الأرضية الضيّقة والنسبة العددية لهذا الشعب لم تستطيعا أن ترجعا المدّ التونسي عن غاياته البعيدة، وليس ذلك للفصاحة والذكاء والجاذبية والطيبة التي ميّزنا اللَّه بها فقط، بل مردّه الأوّل والحقيقي إلى جامع عقبة وجامع الزيتونة، فمن هذين المكانين الأقدسين تخرّج الدعاة والفاتحون، وجاؤوا من كلّ صوب وحدب؛ ليغترفوا من معين تونس، وليجعلوها عن اختيار واقتناع وطنهم الثاني إن لم تكن الأوّل... لقد رأينا بأعيننا أنّ تونس الصغيرة استطاعت أن تكون عديلة لمصر الشاسعة الكبيرة، وأن تنازعها عن جدارة زعامة المسلمين، وكثيراً ما تفتكها منها لا بشي‏ء إلّابجامع الزيتونة الذي طاول [[الجامع الأزهر]] فطاله، وغالبه فغلبه، <br>
ورأينا- وما بالعهد من قدم- أنّ أصدقاء كثيرين تنكّروا لصداقتهم معنا، بل واشتركوا مع من تآمر علينا! ولم نر واحداً من الذين رضعوا ثدي الزيتونة من غير أبناء تونس كفر بنعمتنا أو تنكّر لأُبوّتنا. فهل آن لنا أن نراجع أنفسنا- ونحن أهل المراجعة- «والرجوع إلى الحقّ فضيلة»؟! هل آن لنا أن نعيد تلك القلعة الشامخة البناء إلى سالف عهدها متطوّرة متعصّرة تحتضن فئات من أبنائنا الذين نحن في حاجة إلى خدماتهم المجدية، وفئات من الوافدين علينا ليصبحوا أبناء لنا اليوم وأشقّاء أوفياء لنا غداً؟!<br>2- إصلاح التعليم.
<br>إنّ تجربتنا النضالية الطويلة المظفّرة أبانت لنا بكلّ وضوح أنّه لن يستبسل ويثبت في أيّة معركة إلّامن كان صادق الإيمان بقيمه ومثله ودينه وتاريخه، فهو الذي يعتزّ بالماضي ويجعله ركيزة المستقبل، ويأبى عليه إيمانه بربّه أن يتوغّل في الشرّ إذا ما انزلق فيه عن غير قصد وروية... لا تمكن أبداً المقارنة بين مؤمن وجاحد، وبين بارّ وعاق، وبين مخلص ومتنكّر، والتجربة الناطقة ماثلة أمام أعيننا توضّح بما لا غموض فيه أنّ من كفر بربّه سهل‏<br>عليه أن يمزّق روابطه العائلية والقومية، وسهل عليه أن يتاجر بكلّ شي‏ء؛ لأنّه لا يؤمن إلّا بالمادّة، فأينما رآها جرى خلفها لاهثاً... وإزاء هذه الحقائق المرّة الحلوة يكون لزاماً علينا أن نعيد النظر بكلّ تمحيص ودقّة وصراحة وشجاعة في برنامج تعليمنا من ألفها إلى يائها؛ لأنّنا رأيناها- والحقّ يقال- لا تستطيع أن تخرّج لنا رجالًا نطمئن على مصير أُمّتنا إذا ما أُلقي بين أيديهم، ومن لم يتشبّع بتاريخ أُمّته ولم يقدّس مثلها ولم يتعمّق في لغتها لا يمكن أن يكون معتزّاً بها ولا مخلصاً إليها... إنّنا لسنا من أنصار الانغلاق أو الانعزال، بل نحن من المؤمنين بالتفتّح الذي لا يصل إلى حدّ الذوبان والانسلاخ، لقد أخذ عنّا الغرب العلم والحضارة، <br>
إلا أنّهم كرّسوا جهودهم لترجمتها وطبعها بطابعهم حتّى أصبحت مع الأيّام وكأنّها نتاج عبقريتهم وتراث أجدادهم، فلماذا لا نفعل مثلما فعلوا، فنبعد عن أجيالنا الصاعدة الذبذبة والحيرة والتنطّع؟!<br>إنّ الشباب الذي نريد أن نجعل منه مسلماً صميماً وعربياً صادقاً وتونسياً مخلصاً، لا يمكن أن يتعلّم بالمدرسة لغة أكثر من تعلّمه للغته، وتاريخاً أكثر من تعلّمه لتاريخه، وفلسفة أكثر من تعلّمه لفلسفته... إنّه لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون جميع شبابنا المتعلّمين من نوع المهندسين والأطبّاء والذرّيين والفيزيائيّين، بل لا بدّ أن يكون من بينهم الأُدباء والمختصّون في الكتاب و[[السنّة]] وحفظة القرآن أيضاً المختصّون في علومه، ممّا يحقّق حاجة المجتمع التونسي المسلم. فأين المدارس القرآنية (الكتاتيب) المنظّمة التي ستحقّق هذا الغرض؟ وأين البرامج التعليمية أيضاً؟ ومتى سنهتمّ بهذا المشكل الخطير؟<br>3- وسائل الإعلام.
<br>إنّ [[وسائل الإعلام]] والثقافة تلعب الدور الأساسي الرئيس في توجيه الشعوب، فتكيّف أذواقها وتقوّم انحرافاتها، فهل إنّ وسائل الإعلام والثقافة لدينا بما فيها من صحافة وتلفزة وإذاعة وتمثيل وسينما ونشريات محلّية أو مستوردة، هل إنّ هذه الوسائل تخدم الغايات الأخلاقية والوطنية والدينية؟ أم هي سائرة في غير هذا الاتّجاه؟ وهل نسمح لأنفسنا أن نتركها تهدم ما نبني، وتعمل على نقيض ما نريد؟!<br>4- الهياكل الدينية.
<br>إنّ [[وسائل الإعلام]] والثقافة تلعب الدور الأساسي الرئيس في توجيه الشعوب، فتكيّف أذواقها وتقوّم انحرافاتها، فهل إنّ وسائل الإعلام والثقافة لدينا بما فيها من صحافة وتلفزة وإذاعة وتمثيل وسينما ونشريات محلّية أو مستوردة، هل إنّ هذه الوسائل تخدم الغايات الأخلاقية والوطنية والدينية؟ أم هي سائرة في غير هذا الاتّجاه؟ وهل نسمح لأنفسنا أن نتركها تهدم ما نبني، وتعمل على نقيض ما نريد؟!<br>4- الهياكل الدينية.
<br>إنّ العصر الذي نعيش فيه هو عصر الدعاية والإشهار، وإنّ الحق الواضح إذا لم يقع التعريف به والدعوة إليه بإلحاح يهمل وينسى تماماً، ومن أجل هذا دعا اللَّه نبيّه صلى الله عليه و آله إلى التذكير فقال: وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى‏ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ‏ (سورة الذاريات: 55)، وقال: فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ (سورة ق: 45). ونحن إذا ما أردنا أن نقارن هنا بين ما يقوم به دعاة الدين والأخلاق والفضيلة نرى أنّ سوق الأوّلين أنفق وإمكاناتهم أعظم، وإزاء هذا التكالب من أنصار الضلال والإلحاد نرى أنّه يتعيّن علينا أن نقيم أجهزة عتيدة [[الدعوة الإسلامية|للدعوة الإسلامية]]، ونعطيها من الفعّالية والعون ما يجعلها تنطلق في هذه المجالات انطلاقة تعطي للدولة وللحزب ما تعطيه المنظّمات القومية التي ثبتت نجاعتها واستمرّت رسالتها. لقد رأينا جلّ [[الدول الإسلامية]] بل جميع الدول الإسلامية تجعل ضمن الهيئات المحترمة مجلساً إسلامياً أعلى أو مجلساً للعلماء، وبجانب ذلك جماعات للدعوة الإسلامية تجد من حكومتها الدعم المادّي والأدبي، ويندرج ضمنها رجال مؤمنون يخلصون النصح ويصدقون فيه، ويمارسونه كعبادة وهواية، يتأثّرون ويؤثّرون، فكم نحن في حاجة أكيدة إلى جمع شتات هؤلاء المؤمنين المخلصين الصادقين الذين يفهمون الإسلام على حقيقته، وإعطائهم الفرص الكافية للعمل؟<br>5- التشريع.
<br>إنّ العصر الذي نعيش فيه هو عصر الدعاية والإشهار، وإنّ الحق الواضح إذا لم يقع التعريف به والدعوة إليه بإلحاح يهمل وينسى تماماً، ومن أجل هذا دعا اللَّه نبيّه صلى الله عليه و آله إلى التذكير فقال: وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى‏ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ‏ (سورة الذاريات: 55)، وقال: فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ (سورة ق: 45). ونحن إذا ما أردنا أن نقارن هنا بين ما يقوم به دعاة الدين والأخلاق والفضيلة نرى أنّ سوق الأوّلين أنفق وإمكاناتهم أعظم، وإزاء هذا التكالب من أنصار الضلال والإلحاد نرى أنّه يتعيّن علينا أن نقيم أجهزة عتيدة [[الدعوة الإسلامية|للدعوة الإسلامية]]، ونعطيها من الفعّالية والعون ما يجعلها تنطلق في هذه المجالات انطلاقة تعطي للدولة وللحزب ما تعطيه المنظّمات القومية التي ثبتت نجاعتها واستمرّت رسالتها. لقد رأينا جلّ [[الدول الإسلامية]] بل جميع الدول الإسلامية تجعل ضمن الهيئات المحترمة مجلساً إسلامياً أعلى أو مجلساً للعلماء، وبجانب ذلك جماعات للدعوة الإسلامية تجد من حكومتها الدعم المادّي والأدبي، ويندرج ضمنها رجال مؤمنون يخلصون النصح ويصدقون فيه، ويمارسونه كعبادة وهواية، يتأثّرون ويؤثّرون، فكم نحن في حاجة أكيدة إلى جمع شتات هؤلاء المؤمنين المخلصين الصادقين الذين يفهمون الإسلام على حقيقته، وإعطائهم الفرص الكافية للعمل؟<br>5- التشريع.
Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٦

تعديل