الفرق بين المراجعتين لصفحة: «دعاة الإصلاح»
(أنشأ الصفحة ب'الإصلاح ( Reform ) لغة : ضدّ الإفساد ، وهو من الصلاح المقابل للفساد وللسيّئة (1). (1) راجع : الم...') |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
'''دعاة الإصلاح''': | |||
الإصلاح ( Reform ) لغة : ضدّ الإفساد ، وهو من الصلاح المقابل للفساد وللسيّئة (1). | الإصلاح ( Reform ) لغة : ضدّ الإفساد ، وهو من الصلاح المقابل للفساد وللسيّئة (1). | ||
سطر ٢٠: | سطر ٢٣: | ||
يقول الدكتور [[محمّد عمارة]] : « والناظر في تاريخ المجتمعات الإنسانية يرى سلسلة من التدافع بين دعوات الإصلاح وحركاته وبين الفساد والإفساد في تلك المجتمعات ، وعلى سبيل المثال: نجد الحركة الإصلاحية التي قادها [[جمال الدين الأفغاني]] منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر بدءاً من [[مصر ]] وشمولاً لكلّ العالم الإسلامي تمثّل إحياءً وتجديداً للفكر الإسلامي بالعودة إلى منابعه الجوهرية: [[القرآن الكريم]] ، و[[السنّة النبوية]] الصحيحة ، ومناهج السلف الصالح » . | يقول الدكتور [[محمّد عمارة]] : « والناظر في تاريخ المجتمعات الإنسانية يرى سلسلة من التدافع بين دعوات الإصلاح وحركاته وبين الفساد والإفساد في تلك المجتمعات ، وعلى سبيل المثال: نجد الحركة الإصلاحية التي قادها [[جمال الدين الأفغاني]] منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر بدءاً من [[مصر ]] وشمولاً لكلّ العالم الإسلامي تمثّل إحياءً وتجديداً للفكر الإسلامي بالعودة إلى منابعه الجوهرية: [[القرآن الكريم]] ، و[[السنّة النبوية]] الصحيحة ، ومناهج السلف الصالح » . | ||
وقد قدّم بعض هؤلاء المجدّدين مشاريع لعملهم ، يمكن تلخيصها فيما يلي : | |||
1 ـ نقد ورفض الجمود والتقليد ، سواء أكان هذا التقليد للسلف وجموداً على تراثهم ، أم تقليد الغرب والجمود على الثقافة الحداثية للتغريب . | |||
2 ـ التجديد الذي يؤدّي إلى تحرير الفكر من القيود ، وفهم الدين على طريقة سلف الأُمّة قبل ظهور الخلاف ، والرجوع في كسب معارف الدين إلى ينابيعها الأُولى ، واعتبار الدين من ضمن موازين العقل البشري ، وإصلاح أساليب اللغة العربية ، والتمييز بين ما للحكومة من حقّ الطاعة على الشعب ، وما للشعب من حقّ العدالة على الحكومة . | |||
3 ـ الإصلاح بالإسلام ، لا بالمشاريع الغريبة على البيئة الإسلامية . | |||
4 ـ [[الوسطية]] الإسلامية التي برِئت من [[الغلو]] والإغراق في المادّية أو في الروحانية . | |||
5 ـ العقلانية المؤمنة التي تجمع بين العقل والنقل . | |||
6 ـ الوعي بسنن الله الكونية التي تحكم عوالم المخلوقات ، وجعل هذه السنن علماً من العلوم المدوّنة . | |||
7 ـ الدولة في الإسلام مدنية ـ إسلامية ، لا كهنوتية ولا علمانية | |||
8 ـ [[الشورى]] ، أي : مشاركة الأُمّة في صنع القرارات . | |||
9 ـ العدالة الاجتماعية التي تحقّق التكافل الاجتماعي بين الأُمّة كلّها . | |||
10 ـ إنصاف المرأة لتشارك الرجل في القيام بفرائض وتكاليف العمل العامّ (6). | |||
(6) نقل عن د.محمّد عمارة في المعجم الوسيط للساعدي ج1 ،ص93 . | |||
وراجع لجميع ما تقدّم موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح ج1 ،ص13-26 . | |||
=المصدر= | |||
1.البيّنات . | |||
تأليف: عبد القادر مصطفى المغربي(ت 1956 م)\نشر :المطبعة السلفية ومكتبتها-القاهرة\1344ه . | |||
2.رجال الفكر والدعوة في الإسلام . | |||
تأليف: أبي الحسن الندوي (ت 1420ه)\نشر : دار ابن كثير-دمشق وبيروت\الطبعة الثانية-1425ه . | |||
3.القاموس المحيط . | |||
تأليف : محمّد بن يعقوب الفيروزآبادي (ت817ه)\نشر : دار الجيل-بيروت . | |||
4.المصباح المنير . | |||
تأليف : أحمد بن محمّد الفيومي (ت 770ه)\نشر : دار الفكر-بيروت . | |||
5.المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب . | |||
تأليف : محمّد جاسم الساعدي\نشر : المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية-طهران\ الطبعة الأولى-1431ه . | |||
6.موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح . | |||
تأليف : محمّد جاسم الساعدي\نشر : المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية-طهران\ الطبعة الأولى-1431ه . | |||
7.موسوعة الحضارة الإسلامية . | |||
تأليف : مجموعة من الباحثين\نشر : المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية-القاهرة\1426ه . | |||
[[تصنيف:الإصلاح]] | |||
[[تصنيف:التجديد]] | |||
[[تصنيف:الإسلام]] |
مراجعة ٠٦:٢٩، ٣١ أغسطس ٢٠٢١
دعاة الإصلاح:
الإصلاح ( Reform ) لغة : ضدّ الإفساد ، وهو من الصلاح المقابل للفساد وللسيّئة (1).
(1) راجع : المصباح المنير ص345 ،القاموس المحيط ج1 ،ص243 .
وفي القرآن الكريم : ( خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً ) ( سورة التوبة : 102 ) ، ( وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ) ( سورة الأعراف : 56 ) .
فالإصلاح هو : التغيير إلى الأفضل ، والحركات الإصلاحية هي : الدعوات التي تحرّك قطاعات من البشر لإصلاح ما فسد في الميادين الاجتماعية المختلفة ، انتقالاً بالحياة إلى درجة أرقى في سلّم التطوّر الإنساني .
والإصلاح : تعديل أو تطوير غير جذري في العلاقات الاجتماعية دون المساس بأُسسها .
والإصلاح الإسلامي : إحدى الوجوه المرادة في تقويم الاعوجاج وإقامة الأود الحاصل في الكيان الإسلامي نتيجة الظروف المحيطة به والتحدّيات التي تواجهه . ولا يخفى أنّ ذلك يحتاج إلى سعي حثيث وبذل للجهود ، فضريبة الإصلاح هي الاضطهاد ، على حدّ تعبير الأُستاذ عبد الوهاب حمّودة المصري .
ولا يفرّق بين الإصلاح وبين مصطلح الثورة في مستوى التغيير وشموله ، وإنّما من حيث الأُسلوب في التغيير وزمن التغيير ، فكلاهما إسلامي ، يعني التغيير الشامل والعميق ، لكنّ الثورة تسلك سبل العنف غالباً والسرعة في التغيير ، في حين تتمّ التغييرات الإصلاحية بالتدريج ، وكثيراً ما تعطي الثورة الأولوية لتغيير الواقع ، في حين تبدأ مناهج الإصلاح عادةً بتغيير الإنسان وإعادة صياغة نفسه وفق الدعوة الإصلاحية ، وبعد ذلك ينهض هذا الإنسان بتغيير الواقع وإقامة النموذج الإصلاحي الجديد .
ولذلك وصفت رسالات الرسل ( عليهم الصلاة والسلام ) بأنّها دعوات إصلاح ، فيقول رسول الله شعيب (عليه السلام) : ( إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ ) ( سورة هود : 88 ) .
ومن هنا يتبيّن أنّ المصلح هو : المزيل للفساد والعداوة ، والآتي بما هو صالح ونافع ، والمسالم والمصافي ، والمستقيم المؤدّي لواجباته .
وهذا هو ديدن المصلحين في الأُمّة الإسلامية ، إلاّ أنّه قلّ أن تجد مصلحاً أو مرشداً إلاّ لقيته قد ضاق من الاضطهاد ألواناً ، وأصاب من العنت والشقاء ضروباً ، وليست هذه السنّة ـ أي : سنّة الاضطهاد والشقاء ـ وقفاً على رسل الله وأنبيائه ، بل هي مطّردة في جميع المجاهدين لإصلاح البشرية، الذين يحاربون المفسدين للنظم الاجتماعية الصحيحة ، ويكافحون شرور الطغيان ، ويعملون على هدم صروح البغي والتفرقة والعدوان في أيّ عصر كانوا وإلى أيّ أُمّة انتسبوا .
يقول الدكتور محمّد عمارة : « والناظر في تاريخ المجتمعات الإنسانية يرى سلسلة من التدافع بين دعوات الإصلاح وحركاته وبين الفساد والإفساد في تلك المجتمعات ، وعلى سبيل المثال: نجد الحركة الإصلاحية التي قادها جمال الدين الأفغاني منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر بدءاً من مصر وشمولاً لكلّ العالم الإسلامي تمثّل إحياءً وتجديداً للفكر الإسلامي بالعودة إلى منابعه الجوهرية: القرآن الكريم ، والسنّة النبوية الصحيحة ، ومناهج السلف الصالح » .
وقد قدّم بعض هؤلاء المجدّدين مشاريع لعملهم ، يمكن تلخيصها فيما يلي :
1 ـ نقد ورفض الجمود والتقليد ، سواء أكان هذا التقليد للسلف وجموداً على تراثهم ، أم تقليد الغرب والجمود على الثقافة الحداثية للتغريب .
2 ـ التجديد الذي يؤدّي إلى تحرير الفكر من القيود ، وفهم الدين على طريقة سلف الأُمّة قبل ظهور الخلاف ، والرجوع في كسب معارف الدين إلى ينابيعها الأُولى ، واعتبار الدين من ضمن موازين العقل البشري ، وإصلاح أساليب اللغة العربية ، والتمييز بين ما للحكومة من حقّ الطاعة على الشعب ، وما للشعب من حقّ العدالة على الحكومة .
3 ـ الإصلاح بالإسلام ، لا بالمشاريع الغريبة على البيئة الإسلامية .
4 ـ الوسطية الإسلامية التي برِئت من الغلو والإغراق في المادّية أو في الروحانية .
5 ـ العقلانية المؤمنة التي تجمع بين العقل والنقل .
6 ـ الوعي بسنن الله الكونية التي تحكم عوالم المخلوقات ، وجعل هذه السنن علماً من العلوم المدوّنة .
7 ـ الدولة في الإسلام مدنية ـ إسلامية ، لا كهنوتية ولا علمانية
8 ـ الشورى ، أي : مشاركة الأُمّة في صنع القرارات .
9 ـ العدالة الاجتماعية التي تحقّق التكافل الاجتماعي بين الأُمّة كلّها .
10 ـ إنصاف المرأة لتشارك الرجل في القيام بفرائض وتكاليف العمل العامّ (6).
(6) نقل عن د.محمّد عمارة في المعجم الوسيط للساعدي ج1 ،ص93 .
وراجع لجميع ما تقدّم موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح ج1 ،ص13-26 .
المصدر
1.البيّنات .
تأليف: عبد القادر مصطفى المغربي(ت 1956 م)\نشر :المطبعة السلفية ومكتبتها-القاهرة\1344ه .
2.رجال الفكر والدعوة في الإسلام .
تأليف: أبي الحسن الندوي (ت 1420ه)\نشر : دار ابن كثير-دمشق وبيروت\الطبعة الثانية-1425ه .
3.القاموس المحيط .
تأليف : محمّد بن يعقوب الفيروزآبادي (ت817ه)\نشر : دار الجيل-بيروت .
4.المصباح المنير .
تأليف : أحمد بن محمّد الفيومي (ت 770ه)\نشر : دار الفكر-بيروت .
5.المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب .
تأليف : محمّد جاسم الساعدي\نشر : المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية-طهران\ الطبعة الأولى-1431ه .
6.موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح .
تأليف : محمّد جاسم الساعدي\نشر : المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية-طهران\ الطبعة الأولى-1431ه .
7.موسوعة الحضارة الإسلامية .
تأليف : مجموعة من الباحثين\نشر : المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية-القاهرة\1426ه .