الفرق بين المراجعتين لصفحة: «وحدة البعد الاجتماعي»

من ویکي‌وحدت
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
(مراجعتان متوسطتان بواسطة نفس المستخدم غير معروضتين)
سطر ١: سطر ١:
'''وحدة البعد الإنساني''': إنّ من الأركان والأُسس الكفيلة بتحقيق [[الوحدة]]- والتي تبتني عليها أواصر [[الأُخوّة]]- هي وحدة البعد الإنساني، مضافاً إلى وحدة: العقيدة، والعمل والاتّباع، والقيادة، والهدف المشترك، والخصال الحميدة المشتركة، والوحدة الثقافية، وغيرها. وسنتناول في هذه المقالة وحدة البعد الإنساني.
'''وحدة البعد الاجتماعي''': إنّ من الأركان والأُسس الكفيلة بتحقيق [[الوحدة]]- والتي تبتني عليها أواصر [[الأخوّة]]- هي وحدة البعد الاجتماعي، مضافاً إلى وحدة: العقيدة، والعمل والاتّباع، والقيادة، والهدف المشترك، والخصال الحميدة المشتركة، والوحدة الثقافية، وغيرها. وسنتناول في هذه المقالة وحدة البعد الاجتماعي.


إذا كانت الأُمّة الإسلامية ترتبط فيما بينها بروابط العقيدة والإنسانية فإنّ محصّلة هذين البعدين هي الأُخوّة التي هي أقوى من أُخوّة النسب . ومن هنا كان قول القرآن الكريم : ( '''إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ'''  ) ( سورة الحجرات : 10 ) . وعندما أراد النبي (صلى الله عليه وآله) أن يؤسّس قواعد المجتمع الإسلامي في [[المدينة]] بعد الهجرة آخى بين أصحابه من المهاجرين والأنصار ، فتآلفت قلوبهم بفضل الله ، وقد امتنّ الله على المؤمنين بهذا التآلف ، فقال : ( '''فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً''' ) ( سورة آل عمران : 103 ) . وهذه الأُخوّة لها حقّها ، فهي تتضمّن بعداً عاطفياً يتمثّل في المشاركة الوجدانية ، فكلّ فرد من أفراد الأُمّة الإسلامية يشعر بآلام وآمال أُمّته ; لأنّه جزء منها يحسّ بإحساسها ويسعد لسعادتها ويتألّم لألمها . ومن هنا كان قول النبي (صلى الله عليه وآله) : « مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى » .
إذا كانت [[الأمّة الإسلامية]] ترتبط فيما بينها بروابط العقيدة والإنسانية فإنّ محصّلة هذين البعدين هي الأُخوّة التي هي أقوى من أُخوّة النسب. ومن هنا كان قول [[القرآن الكريم]]: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (سورة الحجرات: 10 ). وعندما أراد النبي (صلّى الله عليه وآله) أن يؤسّس قواعد المجتمع الإسلامي في [[المدينة]] بعد الهجرة آخى بين أصحابه من المهاجرين والأنصار، فتآلفت قلوبهم بفضل الله، وقد امتنّ الله على المؤمنين بهذا التآلف، فقال: (فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) (سورة آل عمران: 103). وهذه الأُخوّة لها حقّها، فهي تتضمّن بعداً عاطفياً يتمثّل في المشاركة الوجدانية، فكلّ فرد من أفراد [[الأمّة الإسلامية]] يشعر بآلام وآمال أُمّته؛ لأنّه جزء منها يحسّ بإحساسها ويسعد لسعادتها ويتألّم لألمها. ومن هنا كان قول النبي (صلّى الله عليه وآله): «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى».


ولكن مجرّد المشاركة الوجدانية ـ وذلك مع أهمّيتها ـ لا تكفي ، ولا بدّ أن يترجم هذا الشعور الداخلي إلى عمل فعّال يكون من شأنه النهوض بالأُمّة وبأفرادها . ومن هنا كان مبدأ التكافل في الإسلام بمثابة ترجمة عملية لذلك الشعور الباطني لدى المسلم . وقد جعل الإسلام هذا المبدأ عبادة مفروضة يتعبّد بها المسلم ويتقرّب بها إلى ربّه ، وهي فريضة الزكاة .
ولكن مجرّد المشاركة الوجدانية ـ وذلك مع أهمّيتها ـ لا تكفي، ولا بدّ أن يترجم هذا الشعور الداخلي إلى عمل فعّال يكون من شأنه النهوض بالأُمّة وبأفرادها. ومن هنا كان مبدأ [[التكافل]] في الإسلام بمثابة ترجمة عملية لذلك الشعور الباطني لدى المسلم. وقد جعل الإسلام هذا المبدأ عبادة مفروضة يتعبّد بها المسلم ويتقرّب بها إلى ربّه، وهي فريضة الزكاة.


وقد آن الأوان ليخرج المسلمون من دائرة المشاركة الوجدانية السلبية إلى المشاركة الإيجابية المؤثّرة ، وذلك بوضع الخطط المفصّلة لإقامة بنيان التكافل بين أبناء الأُمّة الإسلامية . وقد آن الأوان للأُمم الإسلامية أن تنصهر في بوتقة الوحدة الحقيقية للأُمّة الإسلامية بتحقيق مبدأ التكافل والخروج من سجن الفرديات المنعزلة والقوميات المنفصلة إلى محيط الجماعة الكبرى التي أرادها الله أن تكون خير أُمّة أُخرجت للناس ، تأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر ، وتؤمن بالله ، وتقيم التعاون فيما بينها على البرّ والتقوى ، لا على الإثم والعدوان.
وقد آن الأوان ليخرج المسلمون من دائرة المشاركة الوجدانية السلبية إلى المشاركة الإيجابية المؤثّرة، وذلك بوضع الخطط المفصّلة لإقامة بنيان التكافل بين أبناء الأُمّة الإسلامية. وقد آن الأوان للأُمم الإسلامية أن تنصهر في بوتقة الوحدة الحقيقية للأُمّة الإسلامية بتحقيق مبدأ التكافل والخروج من سجن الفرديات المنعزلة والقوميات المنفصلة إلى محيط الجماعة الكبرى التي أرادها الله أن تكون خير أُمّة أُخرجت للناس، تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله، وتقيم التعاون فيما بينها على البرّ والتقوى، لا على الإثم والعدوان.


=المصدر=
=المصدر=


موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح 1: 77.
موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح 1: 78.
 
موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح\تأليف: محمّد جاسم الساعدي\نشر: المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية-طهران\الطبعة الأولى-2010 م.


[[تصنيف: مفاهيم وحدوية]]
[[تصنيف: مفاهيم وحدوية]]
[[تصنيف: الوحدة الإسلامية]]
[[تصنيف: الوحدة الإسلامية]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٦:٥٩، ١٠ أغسطس ٢٠٢١

وحدة البعد الاجتماعي: إنّ من الأركان والأُسس الكفيلة بتحقيق الوحدة- والتي تبتني عليها أواصر الأخوّة- هي وحدة البعد الاجتماعي، مضافاً إلى وحدة: العقيدة، والعمل والاتّباع، والقيادة، والهدف المشترك، والخصال الحميدة المشتركة، والوحدة الثقافية، وغيرها. وسنتناول في هذه المقالة وحدة البعد الاجتماعي.

إذا كانت الأمّة الإسلامية ترتبط فيما بينها بروابط العقيدة والإنسانية فإنّ محصّلة هذين البعدين هي الأُخوّة التي هي أقوى من أُخوّة النسب. ومن هنا كان قول القرآن الكريم: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (سورة الحجرات: 10 ). وعندما أراد النبي (صلّى الله عليه وآله) أن يؤسّس قواعد المجتمع الإسلامي في المدينة بعد الهجرة آخى بين أصحابه من المهاجرين والأنصار، فتآلفت قلوبهم بفضل الله، وقد امتنّ الله على المؤمنين بهذا التآلف، فقال: (فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) (سورة آل عمران: 103). وهذه الأُخوّة لها حقّها، فهي تتضمّن بعداً عاطفياً يتمثّل في المشاركة الوجدانية، فكلّ فرد من أفراد الأمّة الإسلامية يشعر بآلام وآمال أُمّته؛ لأنّه جزء منها يحسّ بإحساسها ويسعد لسعادتها ويتألّم لألمها. ومن هنا كان قول النبي (صلّى الله عليه وآله): «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى».

ولكن مجرّد المشاركة الوجدانية ـ وذلك مع أهمّيتها ـ لا تكفي، ولا بدّ أن يترجم هذا الشعور الداخلي إلى عمل فعّال يكون من شأنه النهوض بالأُمّة وبأفرادها. ومن هنا كان مبدأ التكافل في الإسلام بمثابة ترجمة عملية لذلك الشعور الباطني لدى المسلم. وقد جعل الإسلام هذا المبدأ عبادة مفروضة يتعبّد بها المسلم ويتقرّب بها إلى ربّه، وهي فريضة الزكاة.

وقد آن الأوان ليخرج المسلمون من دائرة المشاركة الوجدانية السلبية إلى المشاركة الإيجابية المؤثّرة، وذلك بوضع الخطط المفصّلة لإقامة بنيان التكافل بين أبناء الأُمّة الإسلامية. وقد آن الأوان للأُمم الإسلامية أن تنصهر في بوتقة الوحدة الحقيقية للأُمّة الإسلامية بتحقيق مبدأ التكافل والخروج من سجن الفرديات المنعزلة والقوميات المنفصلة إلى محيط الجماعة الكبرى التي أرادها الله أن تكون خير أُمّة أُخرجت للناس، تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله، وتقيم التعاون فيما بينها على البرّ والتقوى، لا على الإثم والعدوان.

المصدر

موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح 1: 78.

موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح\تأليف: محمّد جاسم الساعدي\نشر: المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية-طهران\الطبعة الأولى-2010 م.