الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الفرق بين القرائة والتلاوة»
Shafieenia (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'<div class="wikiInfo"> {| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ | |- !عنوان مقاله!! data-type="authorName" | الفرق بين الق...') |
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
(مراجعة متوسطة واحدة بواسطة مستخدم واحد آخر غير معروضة) | |||
سطر ١: | سطر ١: | ||
بحث فی المصطلحات المتعلقة [[القرآن|بالقرآن]] | |||
بحث فی المصطلحات المتعلقة بالقرآن | |||
=الفرق بين القرائة والتلاوة= | =الفرق بين القرائة والتلاوة= | ||
==التلاوة لغة== | ==التلاوة لغة== | ||
قال في نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم: «مصدر تلا الشّيء يتلوه، وهذا المصدر مأخوذ من مادّة (ت ل و) الّتي تدلّ بحسب وضع اللّغة على معنى واحد هو الاتّباع يقال: تلوته إذا تبعته، ومنه تلاوة | '''الفرق بين القرائة والتلاوة''' قال في نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم: «مصدر تلا الشّيء يتلوه، وهذا المصدر مأخوذ من مادّة (ت ل و) الّتي تدلّ بحسب وضع اللّغة على معنى واحد هو الاتّباع يقال: تلوته إذا تبعته، ومنه تلاوة [[القرآن]]؛ لأنّ القارأ يتبع آية بعد آية، ويختلف مصدر الفعل «تلا» باختلاف الشّيء المتلوّ، يقول الرّاغب: تلا الشّيء أي تبعه متابعة ليس بينها ما ليس منها، وذلك يكون تارة بالجسم وتارة بالاقتداء في الحكم، والمصدر حينئذ هو التّلوّ والتّلو، وتارة بالقراءة وتدبّر المعنى، والمصدر في هذه الحالة هو «التّلاوة». | ||
وقال ابن منظور: تلوته أتلوه وتلوت عنه تلوّا، كلاهما: خذلته وتركته، وتلوته تلوا: تبعته. يقال: ما زلت أتلوه حتّى أتليته أي تقدّمته وصار خلفي. وأتليته: أي سبقته وتلوت القرآن: تلاوة: قرأته، وعمّ به بعضهم كلّ كلام. وقوله عزّ وجلّ: «فَالتَّالِياتِ ذِكْراً» قيل: هم الملائكة، وجائز أن يكون الملائكة وغيرهم ممّن يتلون ذكر الله. وقوله تعالى: «الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ»، معناه يتّبعونه حقّ اتّباعه ويعملون به حقّ عمله. وقوله تعالي: «وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ»، قال عطاء: على ما تحدّث وتقصّ، وقيل: ما تتكلّم به كقولك فلان يتلو كتاب الله أي يقرؤه ويتكلّم به». | وقال ابن منظور: تلوته أتلوه وتلوت عنه تلوّا، كلاهما: خذلته وتركته، وتلوته تلوا: تبعته. يقال: ما زلت أتلوه حتّى أتليته أي تقدّمته وصار خلفي. وأتليته: أي سبقته وتلوت القرآن: تلاوة: قرأته، وعمّ به بعضهم كلّ كلام. وقوله عزّ وجلّ: «فَالتَّالِياتِ ذِكْراً» قيل: هم الملائكة، وجائز أن يكون الملائكة وغيرهم ممّن يتلون ذكر الله. وقوله تعالى: «الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ»، معناه يتّبعونه حقّ اتّباعه ويعملون به حقّ عمله. وقوله تعالي: «وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ»، قال عطاء: على ما تحدّث وتقصّ، وقيل: ما تتكلّم به كقولك فلان يتلو كتاب الله أي يقرؤه ويتكلّم به». | ||
==التلاوة إصطلاحاً== | ==التلاوة إصطلاحاً== | ||
سطر ٢٧: | سطر ١١: | ||
قال محمود عبد الرحمان: «القراءة و التلاوة بمعنى واحد، تقول: فلان يتلو كتاب اللّه: أى يقرأه و يتكلم به. قال الليث: تلا يتلو تلاوة، يعنى: قرأ، و الغالب في التلاوة أنها تكون للقرآن، و جعله بعضهم أعم من تلاوة القرآن و غيره». | قال محمود عبد الرحمان: «القراءة و التلاوة بمعنى واحد، تقول: فلان يتلو كتاب اللّه: أى يقرأه و يتكلم به. قال الليث: تلا يتلو تلاوة، يعنى: قرأ، و الغالب في التلاوة أنها تكون للقرآن، و جعله بعضهم أعم من تلاوة القرآن و غيره». | ||
قال إسماعيل حقي: «الفرق بين التلاوة والقراءة ان التلاوة قراءة القرآن متتابعة كالدراسة والأوراد المتلفظة والقراءة أعم لانها جمع الحروف باللفظ لا اتباعها». | قال إسماعيل حقي: «الفرق بين التلاوة والقراءة ان التلاوة قراءة القرآن متتابعة كالدراسة والأوراد المتلفظة والقراءة أعم لانها جمع الحروف باللفظ لا اتباعها». | ||
قال في نضرة النعيم: «القراءة أعمّ من التّلاوة فكلّ تلاوة قراءة وليس كلّ قراءة تلاوة، لايقال تلوت رقعتك وإنّما يقال في القرآن في شيء إذا قرأته وجب عليك اتّباعه، كذا قال الرّاغب، ويفهم منه أنّ التّلاوة خاصّة بالقرآن الكريم مع الاتّباع وليست القراءة كذلك، وفرّق التّهانويّ بين القراءة والتّلاوة والأداء فقال: والفرق بينها وبين الأداء والقراءة: أنّ الأداء الأخذ عن المشايخ، والقراءة تطلق عليهما معا أي الأداء والتّلاوة إذ هي أعمّ منهما». ، | قال في نضرة النعيم: «القراءة أعمّ من التّلاوة فكلّ تلاوة قراءة وليس كلّ قراءة تلاوة، لايقال تلوت رقعتك وإنّما يقال في القرآن في شيء إذا قرأته وجب عليك اتّباعه، كذا قال الرّاغب، ويفهم منه أنّ التّلاوة خاصّة بالقرآن الكريم مع الاتّباع وليست القراءة كذلك، <br> | ||
قال أبو هلال العسكري في الفرق بين التلاوة والقراءة: أن التلاوة لا تكون إلا لكلمتين فصاعدا، والقراءة تكون للكلمة الواحدة يقال قرأ فلان إسمه ولا يقال تلا اسمه وذلك أن أصل التلاوة إتباع الشئ الشئ يقال تلاه إذا تبعه فتكون التلاوة في الكلمات يتبع بعضها بعضا ولا تكون في الكلمة الواحدة إذ لا يصح فيه التلو. الفرق بين التلاوة والقراءة : قال الراغب: التلاوة تختص باتباع كتب الله المنزلة تارة بالقراءة وتارة بالارتسام، لما فيها من أمر ونهي وترغيب وترهيب، أو ما يتوهم فيه ذلك، وهي أخص من القراءة، فكل تلاوة قراءة، وليس كل قراءة تلاوة، فقوله تعالى: «وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا» فهذا بالقراءة. وقوله تعالى: «يتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ» المراد به الاتباع له بالعلم والعمل، وإنما استعمل التلاوة في قوله تعالى: «وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ» لما كان يزعم الشياطين أن ما يتلونه من كتب الله. انتهى. وقيل: إن معنى تتلو: تكذب. قال أبو مسلم: تلا عليه إذا كذب. فاليهود لما ادعوا أن سليمان إنما وجد تلك المملكة بسبب ذلك العلم كان ذلك الادعاء كالافتراء على ملك سليمان. قال الطبرسي: الفرق بين القراءة والتلاوة أن أصل القراءة جمع الحروف». | وفرّق التّهانويّ بين القراءة والتّلاوة والأداء فقال: والفرق بينها وبين الأداء والقراءة: أنّ الأداء الأخذ عن المشايخ، والقراءة تطلق عليهما معا أي الأداء والتّلاوة إذ هي أعمّ منهما». ، | ||
قال أبو هلال العسكري في الفرق بين التلاوة والقراءة: أن التلاوة لا تكون إلا لكلمتين فصاعدا، والقراءة تكون للكلمة الواحدة يقال قرأ فلان إسمه ولا يقال تلا اسمه وذلك أن أصل التلاوة إتباع الشئ الشئ يقال تلاه إذا تبعه فتكون التلاوة في الكلمات يتبع بعضها بعضا ولا تكون في الكلمة الواحدة إذ لا يصح فيه التلو. الفرق بين التلاوة والقراءة : قال الراغب: التلاوة تختص باتباع كتب الله المنزلة تارة بالقراءة وتارة بالارتسام، لما فيها من أمر ونهي وترغيب وترهيب، <br> | |||
أو ما يتوهم فيه ذلك، وهي أخص من القراءة، فكل تلاوة قراءة، وليس كل قراءة تلاوة، فقوله تعالى: «وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا» فهذا بالقراءة. وقوله تعالى: «يتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ» المراد به الاتباع له بالعلم والعمل، وإنما استعمل التلاوة في قوله تعالى: «وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ» لما كان يزعم الشياطين أن ما يتلونه من كتب الله. انتهى. وقيل: إن معنى تتلو: تكذب. <br> | |||
قال أبو مسلم: تلا عليه إذا كذب. فاليهود لما ادعوا أن سليمان إنما وجد تلك المملكة بسبب ذلك العلم كان ذلك الادعاء كالافتراء على ملك سليمان. قال الطبرسي: الفرق بين القراءة والتلاوة أن أصل القراءة جمع الحروف». | |||
[[تصنيف:المفاهیم القرآن]] |
المراجعة الحالية بتاريخ ١٠:٤٤، ٤ أغسطس ٢٠٢١
بحث فی المصطلحات المتعلقة بالقرآن
الفرق بين القرائة والتلاوة
التلاوة لغة
الفرق بين القرائة والتلاوة قال في نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم: «مصدر تلا الشّيء يتلوه، وهذا المصدر مأخوذ من مادّة (ت ل و) الّتي تدلّ بحسب وضع اللّغة على معنى واحد هو الاتّباع يقال: تلوته إذا تبعته، ومنه تلاوة القرآن؛ لأنّ القارأ يتبع آية بعد آية، ويختلف مصدر الفعل «تلا» باختلاف الشّيء المتلوّ، يقول الرّاغب: تلا الشّيء أي تبعه متابعة ليس بينها ما ليس منها، وذلك يكون تارة بالجسم وتارة بالاقتداء في الحكم، والمصدر حينئذ هو التّلوّ والتّلو، وتارة بالقراءة وتدبّر المعنى، والمصدر في هذه الحالة هو «التّلاوة». وقال ابن منظور: تلوته أتلوه وتلوت عنه تلوّا، كلاهما: خذلته وتركته، وتلوته تلوا: تبعته. يقال: ما زلت أتلوه حتّى أتليته أي تقدّمته وصار خلفي. وأتليته: أي سبقته وتلوت القرآن: تلاوة: قرأته، وعمّ به بعضهم كلّ كلام. وقوله عزّ وجلّ: «فَالتَّالِياتِ ذِكْراً» قيل: هم الملائكة، وجائز أن يكون الملائكة وغيرهم ممّن يتلون ذكر الله. وقوله تعالى: «الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ»، معناه يتّبعونه حقّ اتّباعه ويعملون به حقّ عمله. وقوله تعالي: «وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ»، قال عطاء: على ما تحدّث وتقصّ، وقيل: ما تتكلّم به كقولك فلان يتلو كتاب الله أي يقرؤه ويتكلّم به».
التلاوة إصطلاحاً
في نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم: ويراد بترتيل القرآن: تلاوته تلاوة تبيّن حروفها ويتأنّى في أدائها ليكون أدنى إلى فهم المعاني. والتّلاوة عند القرّاء: قراءة القرآن الكريم متتابعا كالأوراد والأسباع.
من روية الإمامية
قال الشيخ الطوسي: «الفرق بين التلاوة والقراءة، أن أصل القراءة جمع الحروف، وأصل التلاوة، اتباع الحروف وكل قراءة تلاوة، وكل تلاوة قراءة وحد الرماني: التلاوة: ما به صوت يتبع فيه بعض الحروف بعضا المعنى».
من روية اهل السنة
قال محمود عبد الرحمان: «القراءة و التلاوة بمعنى واحد، تقول: فلان يتلو كتاب اللّه: أى يقرأه و يتكلم به. قال الليث: تلا يتلو تلاوة، يعنى: قرأ، و الغالب في التلاوة أنها تكون للقرآن، و جعله بعضهم أعم من تلاوة القرآن و غيره».
قال إسماعيل حقي: «الفرق بين التلاوة والقراءة ان التلاوة قراءة القرآن متتابعة كالدراسة والأوراد المتلفظة والقراءة أعم لانها جمع الحروف باللفظ لا اتباعها».
قال في نضرة النعيم: «القراءة أعمّ من التّلاوة فكلّ تلاوة قراءة وليس كلّ قراءة تلاوة، لايقال تلوت رقعتك وإنّما يقال في القرآن في شيء إذا قرأته وجب عليك اتّباعه، كذا قال الرّاغب، ويفهم منه أنّ التّلاوة خاصّة بالقرآن الكريم مع الاتّباع وليست القراءة كذلك،
وفرّق التّهانويّ بين القراءة والتّلاوة والأداء فقال: والفرق بينها وبين الأداء والقراءة: أنّ الأداء الأخذ عن المشايخ، والقراءة تطلق عليهما معا أي الأداء والتّلاوة إذ هي أعمّ منهما». ،
قال أبو هلال العسكري في الفرق بين التلاوة والقراءة: أن التلاوة لا تكون إلا لكلمتين فصاعدا، والقراءة تكون للكلمة الواحدة يقال قرأ فلان إسمه ولا يقال تلا اسمه وذلك أن أصل التلاوة إتباع الشئ الشئ يقال تلاه إذا تبعه فتكون التلاوة في الكلمات يتبع بعضها بعضا ولا تكون في الكلمة الواحدة إذ لا يصح فيه التلو. الفرق بين التلاوة والقراءة : قال الراغب: التلاوة تختص باتباع كتب الله المنزلة تارة بالقراءة وتارة بالارتسام، لما فيها من أمر ونهي وترغيب وترهيب،
أو ما يتوهم فيه ذلك، وهي أخص من القراءة، فكل تلاوة قراءة، وليس كل قراءة تلاوة، فقوله تعالى: «وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا» فهذا بالقراءة. وقوله تعالى: «يتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ» المراد به الاتباع له بالعلم والعمل، وإنما استعمل التلاوة في قوله تعالى: «وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ» لما كان يزعم الشياطين أن ما يتلونه من كتب الله. انتهى. وقيل: إن معنى تتلو: تكذب.
قال أبو مسلم: تلا عليه إذا كذب. فاليهود لما ادعوا أن سليمان إنما وجد تلك المملكة بسبب ذلك العلم كان ذلك الادعاء كالافتراء على ملك سليمان. قال الطبرسي: الفرق بين القراءة والتلاوة أن أصل القراءة جمع الحروف».