حسين الكوراني
الشيخ حسين الكوراني، عالم دين لبناني، وأحد القيادات الدينيّة والاجتماعيّة للحركة المقاومة حزب الله منذ ثمانينات القرن الماضي وعضو المجمع العالمي لأهل البيت (ع)، سافر إلى العراق في ريعانة شبابه لمتابعة دراسته الدينية في النجف الأشرف، تأثر بأفكار الشهيد السيد محمد باقر الصدر وبطروحات حزب الدعوة الإسلامية.
انتقل إلى إيران بعد انتصار الثورة عام 1979 وتأثر بشخصية الإمام الخميني، عمل في الإذاعة العربية في الأهواز بداية، ثم في القسم العربي من الإذاعة في طهران. عاد إلى لبنان وانخرط في العمل القيادي ضمن حزب الله، حتى انتُخِب عضوا في مجلس شورى القرار (الهيئة القيادية العليا)، عمل مدرّسًا لمادة الأصول والسيرة واللغة الفارسية في حوزة الإمام المنتظر (عج) في بعلبك. أسس المركز الإسلامي حيث كان من وظيفة هذا المركز تنظيم المحاضرات، وإصدار الأبحاث والدراسات والكتب، كما يصدر عن هذا المركز مجلة شهرية باسم "شعائر" - شارك في العديد من المؤتمرات والندوات المحلية والدولية. - له عدة مؤلفات، منها: في محراب فاطمة – كرامات المعصومين عليهم السلام – رؤية المهدي المنتظر (عج) بحث عقائدي – تاريخي- آداب عصر الغيبة.توفي في 12 سبتمبر 2019م[٧] بمدينة قم عن عمر ناهض 64 عاما، بسبب مرض السرطان، ودفن في حرم السيدة المعصومة(ع).
الولادة والتكوين
ولد الشيخ الكوراني في بلدة ياطر في أقصى جنوب لبنان، في العام 1955، والده هو محمد قاسم كوراني الذي كانت له علاقة خاصة مع السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي، أما أخوه فهو الشيخ علي الكوراني
دراسته
تعلم الكوراني القراءة والكتابة والقرآن في كتاتيب قريته ثم دخل المدرسة الرسمية في ياطر ثم سافر إلى النجف الأشرف بالعراق عام 1963م، بدأ بالدراسة الحوزوية في النجف مبكراً، حيث كان عمره لا يتجاوزالثالثة عشر، وقد تأثّر بأفكار حزب الدعوة الإسلامية هناك وبالسيد محمد باقر الصدر. وفي أواخر الستينيات عام 1969 ترك النجف واتّجه لإيران حيث تأثّر بأفكار السيد الخميني وثورته الإسلامية. وبقي هناك إلى سنة 1975 حيث استقر لمدة سنة ونصف تقريباً في بلدة الشرقية - قضاء النبطية، ثم عاد لمواصلة دراسته في إيران حيث بقي هناك إلى ى بدايات اندلاع الثورة الإسلامية في إيران، حيث أبعدته سلطات الشاه فرجع إلى لبنان، وبعد انتصار الثورة الإسلامية عاد إلى إيران وشارك في التبليغ في الأهواز، كما أشرف على الإذاعة العربية في الأهواز، وعندما افتتحت الإذاعة العربية في طهران انتقل إلى طهران وعمل في القسم العربي من الإذاعة الإيرانية.[١].
نشاطاته الدينية والإجتماعية
بعد انتصار الثورة الإسلامية عاد إلى الجمهورية الإسلامية، وأقام في الأهواز ليواجه الجماعات المناهضة للثورة التي كانت تحرّض أبناء محافظة خوزستان، وتهدف إلى مقاصد انفصالية، وإثارة الفتن، كما التحق بإذاعة أهواز، وتولى لفترة إدارة القسم العربي منها، وبعد تأسيس إذاعة طهران العربية سافر إلى إليها، وبدأ نشاطه الإعلامي في الإذاعة والتلفزيون. وخلال إقامته في طهران تولى مسؤولية العلاقات العامة لحزب الدعوة الإسلامية، كما شارك في الإعداد لتاسيس حزب الله وبقي في إيران إلى عام 1986 حيث عاد إلى لبنان وركز على التبليغ والأعمال الدعوية. تجدر الإشارة إلى أن الشهيد ياسر كوراني هو ابن أخيه الشيخ علي كوراني.عمل في حقل الإرشاد والتبليغ مع الجيل الثاني من قيادات حزب الدعوة في لبنان أمثال السيد عباس الموسوي والشيخ نعيم قاسم والشيخ راغب حرب.وأسس المركز الإسلامي الذي ينظم المحاضرات ويصدر الأبحاث والدراسات والكتب كما ويصدر مجلة شهرية باسم (شعائر) [٢].
تأليفاته
ترك الكوراني كتبا ومقالات في المجالات الدينية، وترجم بعض الكتب الفارسية إلى العربية، ومنها: آداب عصر الغيبة في محراب فاطمة عليها السلام مقاطعة البضائع الأمريكية في محراب كربلاء شـرح كفـايـة الأصـول رؤية المهدي المنتظر ومن الكتب التي ترجمها، يمكن الإشارة إلى: الجهاد الأكبر للإمام الخميني الوصية الخالدة القلب السليم يشرف على إصدار مجلة "شعائر".[٣].
وفاته
توفي الشيخ الكوراني في 12 سبتمبر 2019م بمدينة قم عن عمر ناهض 64 عاما، بسبب مرض السرطان، ودفن في حرم السيدة المعصومة(ع)[٤].
حزب الله ينعى بوفاته
بسم الله الرحمن الرحيم الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”. بعد عمر زاخرٍ بالعطاء والجهاد والتضحيات، انتقل الى رحمة الله تعالى سماحة العلامة المجاهد الشيخ حسين كوراني الذي كان منذ الأيام الأولى لانطلاقة حزب الله مشاركاً ومؤسساً وعضواً في الشورى القيادية و متصدياً للعديد من المسؤوليات المركزية في مجال دعم المقاومة الاسلامية وفي المجال الثقافي والتربوي والتبليغي. اننا في حزب الله اذ نفتقد أخا كبيرا وعزيزا ومقاوما من الراسخين والثابتين في خط الجهاد والمقاومة فإننا نتقدم من عائلته الشريفة فرداً فرداً ومن جميع المؤمنين بأحر التعازي واصدق مشاعر المواساة، ونسأل الله تعالى ان يمن عليه بالرحمة والرضوان وان يحشره مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآله الأطهار والشهداء الأبرار.[٥].
الصالحي يعزي السيد نصر الله برحيله
وجاء في برقية علي اكبر صالحي الى السيد حسن نصر الله: أقدم لكم والى جميع أعضاء وأصدقاء حركة المقاومة والى أسرة حزب الله الشامخة، احر التعازي برحيل العالم المجاهد والفقيه المناضل المرحوم الشيخ حسين الكوراني. وأضاف صالحي في برقيته، ان ذلك العالم الفاضل، كان من ثمرات وبركات الأفكار السامية لمحيي الدين في عصره الامام الخميني، وكان مثالا لأنصار النهضة الاسلامية العالمية في العصر الحاضر، وقد أدى واجبه الديني والانساني بأفضل نحو ممكن من خلال التأسي بسيرة الائمة الاطهار عليهم السلام ومن خلال التمسك بمبادئ الامام الخميني العظيم بكل إخلاص وإيمان، فاصبح خالدا الى الأبد في أذهان المناضلين والمجاهدين في سبيل الله. وتمنى رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية للعالم الراحل، علو الدرجات، ودوام السلامة والمزيد من التوفيق للأخ الفاضل وجميع انصار ومؤيدي نهضة المقاومة الاسلامية. [٦].
قال أمين العام للحزب في ذكراه
قال السيد نصر الله في حديث له في ذكرى اسبوع العلامة الراحل الشيخ حسين كوراني إن "الشيخ حسين كوراني كان من المؤسسين في مسيرة حزب الله"، واضاف "سماحة الشيخ كوراني كان ابن الولاية"، وتابع "أتوجّه إلى عائلته الكريمة وإلى كل الاخوة والمحبين ورفاق الدرب بأحر التعازي بفقد الأخ الكبير والعزيز". وأشار السيد نصر الله الى ان "الشيخ كوراني كان متعلقا بفكر وخط ونهج الإمام الخميني"، وتابع "كان الشيخ كوراني أستاذي في الحوزة العلمية في بعلبك ولم يكن يتوانى عن تقديم أي شيء للإسلام والامة وللقضايا التي نقاتل من أجلها"، وأكد ان "مواقفه في القضايا العامة واضحة ولم يتردد في شيء وفي أيامه الأخيرة قال لي إنه يجب ان نعمل على مقاطعة البضائع الأميركية".[٧].