عرض مصدر عبد السلام بن صالح بن سُليمان

<div class="wikiInfo">
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
!الاسم
|عبد السلام بن صالح بن سُليمان<ref>طبقات الحفّاظ: جلال الدين السيوطي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1403 ه.</ref>
|-
|الاسم الکامل
|عبد السلام بن صالح بن سُليمان (أبو الصَلْت)
|-
|وفاته
|سنة 236 ه
|-
|كنيته
|أبو الصَلْت، أبو عبداللَّه<ref>طبقات الحنابلة: محمد بن أبي يعلى‏، دار المعرفة، بيروت.</ref>
|-
|نسبه
|القرشي<ref>طبقات خليفة: خليفة بن خياط، دار الفكر، بيروت، 1414 ه.</ref>
|-
|لقبه
|الهَرَوي، النيشابوري، الخُراساني<ref>طبقات الشافعية الكبرى‏: عبدالوهاب بن علي السبكي، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة.</ref>
|
|}
</div>
'''عبد السلام بن صالح بن سُليمان''' عُرف بأبي الصَلْت الهَرَوي، وكانت ولادته في المدينة<ref>طبقات الفقهاء: أبو إسحاق الشيرازي، دار القلم، بيروت.</ref>، وكان من موالي [[عبدالرحمان بن سمرة القرشي]]<ref>الطبقات الكبرى‏: محمد بن سعد، دار صادر، بيروت.</ref>. ولذا لقِّب بالقرشي. كان مشغوفاً بطلب العلم والحديث، فكان يعاشر العلماء، ويسافر لأجل الحديث<ref>طبقات المفسّرين: جلال الدين السيوطي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1403 ه.</ref>. يقول هو عن نفسه: «اختلفت إلى‏ [[سفيان ابن عُيَينة]] ثلاثين سنة أسأله، وكنت آتيه وأنا صبي، وحججت خمسين حجّة»<ref>الغارات: إبراهيم بن محمد الثقفي، منشورات مطبعة بهمن، طهران.</ref>. ورحل في طلب الحديث إلى‏ البصرة والكوفة والحجاز واليمن<ref>غاية النهاية في طبقات القرّاء: محمد بن محمد بن الجزري، مكتبة المتنبي، القاهرة.</ref>.<br>
قدم مرو أيام المأمون يريد التوجّه إلى‏ الغزو، فاُدخل على‏ المأمون، فلمّا سمع كلامه جعله من الخاصّة وحبسه عنده. وكان يردّ على‏ أهل الأهواء من المرجئة والجهمية، والزنادقة والقدرية، وكلّم بشر المريسي غير مرّة بين يدي المأمون مع غيره من أهل الكلام، كلّ ذلك كان الظفر له<ref>الغدير: عبدالحسين الأميني، دار الكتاب العربي، بيروت، 1379 ه.</ref>.<br>
وكان أبوالصلت مع [[الإمام الرضاعليه السلام]] حين رحل من [[نيسابور]]، وكان ممّن ذكر حديث: « لا إله إلّا اللَّه حصني . . . » . وكان يحضر مجلسه متفقّهة نيسابور ، وأصحاب الحديث منهم، وفيهم إسحاق بن راهويه<ref>فتوح البلدان: احمد بن يحيى‏ بن جابر البلاذري، دار النشر للجامعيين، بيروت، 1377 ه.</ref>.<br>
وقد أورده [[الشيخ الطوسي]] في رجاله ضمن أصحاب الإمام الرضاعليه السلام، لكنّه عدّه من أهل السنّة في الكنى‏ من نفس الباب<ref>فجر الإسلام: أحمد أمين، مطبعة الاعتماد، ط 2، مصر.</ref>. فيما اعتبره سائر علماء الشيعة شيعياً، ومن رواة فضائل علي وأهل بيته ‏عليهم السلام<ref>الفخري في أنساب الطالبيّين: إسماعيل بن الحسين المروزي الأزورقاني، منشورات مكتبة آية اللَّه المرعشي النجفي، قم، 1409 ه.</ref>.<br>
هذا وقد ذكر التستري: أنّ نسخاً أخرى‏ من رجال الشيخ، ومن جملتها نسخة عند مؤلّف كتاب الوسيط، لم يرد فيها أنّه من أهل السنّة<ref>الفرق بين الفِرَق: عبد القاهر البغدادي، دار المعرفة، بيروت.</ref>. ويبدو -  كما استظهر الشهيد الثاني - أنّه كان مخالطاً للعامة، وراوٍ لأخبارهم، فلذلك التبس أمره على‏ الشيخ الطوسي، فذكر في كتابه أنّه من أهل السنّة... ومثله كثير من الرجال؛ كمحمدبن إسحاق صاحب السيرة، والأعمش، وخلق كثير<ref>فرق الشيعة: الحسن بن موسى النوبختي، منشورات المكتبة المرتضوية، النجف، 1355 ه.</ref>.<br>
ومن جهة أخرى‏، فإنّ أكثر علماء الرجال وأصحاب التراجم من أهل السنّة عدّوه من الشيعة، يقول [[ابن حبّان]]: «يجب أن يعتبر حديثه -  أي: الإمام الرضاعليه السلام  - إذا روى‏ عنه غير أولاده وشيعته، وأبي الصلت خاصّةً»<ref>فرهنگ معين: محمد فرهنگ، مؤسسة الأمير الكبير، طهران، 1371 ش.</ref>. وعدّه الدارقطني رافضياً خبيثاً<ref>الفصول المختارة: الشيخ المفيد، دار المفيد، بيروت، 1414 ه.</ref>. وقال [[أحمد بن سعيد الرازي]] عنه : « . . . أنّه يحبّ آل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ، وكان دينه ومذهبه»<ref>الفهرست: الشيخ محمد بن الحسن الطوسي، مؤسسة نشر الفقاهة، قم، ط 1، 1417 ه.</ref>.<br>

=أبو الصلت وأهل البيت عليهم السلام=
كان أبو الصلت محبّاً لأهل بيت النبي ‏صلى الله عليه وآله، راوياً لفضائلهم ومناقبهم، وكان فقيهاً وأديباً<ref>الفهرست: محمد بن إسحاق النديم، منشورات شهيد علي باشا، مصر.</ref>. ويستفاد ممّا نقله الصدوق أنّه ممّن يعتمد عليه الإمام الرضاعليه السلام، وأنّه صاحب سرّه<ref>فيض القدير: محمد عبدالرؤوف المناوي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1415ه.</ref>. وذكروا أيضاً: أنّه كان خادماً للإمام الرضاعليه السلام<ref>قاموس الرجال: محمد تقي التستري، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، 1412 ه.</ref>.<br>
يروي أبو الصلت: جئت إلى‏ باب الدار التي حُبس فيها الرضاعليه السلام بسرخس وقد قُيِّد، فاستأذنتُ عليه السجّان، فقال: لا سبيل لك إليه، قلت: ولِمَ؟ قال: لأنّه ربّما صلّى‏ في يومه وليلته ألف ركعة، وإنّما ينفتل من صلاته ساعة في صدر النهار، وقبل الزوال، وعند اصفرار الشمس، فهو في هذه الأوقات قاعد في مصلّاه ويناجي ربّه... فدخلت عليه وهو قاعد في مصلّاه متفكّراً. قال أبو الصلت: فقلت له: يابن رسول اللَّه، ما شي‏ء يحكيه عنكم الناس؟ قال: «وما هو؟» قلت: يقولون: إنّكم تدّعون أنّ الناس لكم عبيد! فقال: «اللّهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت شاهد بأنّي لم أقل ذلك قطّ، ولا سمعت أحداً من آبائي‏ عليهم السلام قاله قطّ، وأنت العالم بما لنا من المظالم عند هذه الأُمة، وإنّ هذه منها»، ثم أقبل عليّ، فقال لي: «يا عبد السلام، إذا كان الناس كلّهم عبيدنا على‏ ما حكوه عنّا فممّن نبيعهم؟» قلت: يابن رسول اللَّه، صدقت، ثم قال: «يا عبد السلام، أمنكر أنت لمّا أوجب اللَّه تعالى‏ لنا من الولاية كما ينكره غيرك؟» قلت: معاذ اللَّه، بل أنا مقرّ بولايتكم...<ref>قرب الإسناد: عبداللَّه الحميري البغدادي، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، قم، 1413 ه.</ref>.<br>

=موقف الرجاليّين منه=
لم يتعرّض ابن حجر لذكر طبقته في الرواية<ref>الكافي: الشيخ محمد بن يعقوب الكليني، دار الكتب الإسلامية، طهران، ط 3، 1367 ه.</ref>، ولمّا كان معاصراً لأحمد يمكن القول: إنّه من رواة الطبقة التاسعة أو العاشرة. وقد مدحه ووثّقه الرجاليّون من الشيعة<ref>كامل الزيارات: جعفر بن محمد بن قولويه، منشورات المطبعة المرتضوية، النجف، 1356 ه.</ref>، إلّا أنّ أهل السنّة اختلفوا فيه، فاعتبره البعض غير موثّق أو كاذباً، منهم: الدارقطني والنسائي والعقيلي وابن حبّان والجوزجاني<ref>الكامل في التاريخ: ابن الأثير، دار صادر، بيروت، 1399 ه.</ref>. فيما اعتبره البعض الآخر رجلاً صالحاً أو موثّقاً، منهم: [[أحمد بن سعيد الرازي]] وابن معين والذهبي وابن حجر وقال: «وأفرط العقيلي، فقال: كذّاب»<ref>الكامل في ضعفاء الرجال: أحمد بن عبداللَّه بن عدي الجرجاني، دار الفكر، بيروت، 1405 ه.</ref>.<br>
وقد أشار أحمد بن سعيد الرازي إلى‏ سبب تضعيفه، حيث قال: «هو ثقة، مأمون على‏ الحديث، إلّا أنّه يحبّ آل محمد!»<ref>كتاب التاريخ الصغير: محمد بن إسماعيل البخاري، دار المعرفة، بيروت، ط1، 1406 ه.</ref>.<br>

=من روى‏ عنهم ومن رووا عنه=
روى‏ عن الإمام علي بن موسى‏ الرضاعليه السلام<ref>كتاب التاريخ الكبير: إسماعيل بن إبراهيم الجعفي البخاري، المكتبة الإسلامية، ديار بكر.</ref>.<br>
وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: [[إسماعيل بن عيّاش]]، [[جَرير بن عبد الحميد]]، [[جعفر ابن سُليمان]]، [[ابن عُيَينة]]، [[شَريك بن عبداللَّه النَخعي]]، [[حمّاد بن زيد]]، [[أبو معاوية الضرير]]، [[مالك بن أنس]]، [[مُعتمر بن سُليمان]].<br>
وروى‏ عنه جماعة، منهم: [[إبراهيم بن إسحاق السرّاج]]، [[أحمد بن سيّار المَرْوزي]]، [[الحسن بن عيسى‏ بن حُمران البسطامي]]، [[عبداللَّه بن أحمد]]، ابنه: [[محمد بن السلام]]، [[محمد ابن إسماعيل الأحمسي]]. وقد وردت رواياته في مصادر أهل السنّة والشيعة.<br>

=من رواياته=
روى‏ أبو الصلت عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن رسول اللَّه‏ صلى الله عليه وآله قال: «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب»<ref>كتاب التوحيد: الشيخ الصدوق، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، 1387 ه.</ref>. وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرّجاه»<ref>كتاب الثقات: محمد بن حبّان البستي، مؤسسة الكتب الثقافية، طبع مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن، الهند، 1393 ه.</ref>.<br>
ويذكر أنّ البعض قد اعتبر هذا الحديث من مجعولات أبي الصلت، وعدّه مردوداً! يقول ابن حبّان في كتاب المجروحين: «هذا شي‏ء لا أصل له»<ref>كتاب الجمل (مصنّفات الشيخ المفيد): محمد بن النعمان العكبري البغدادي، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، قم، 1413 ه.</ref>. وهذا منه عجيب؛ لأنّ هذا الحديث لايختصّ بنقله أبو الصلت، بل نُقل بطرق مختلفة في المصادر الروائية<ref>كتاب الخصال: الشيخ الصدوق، مؤسسة النشر الإسلامي، قم.</ref>. يقول [[عباس بن محمد الدوري]]: سمعت ابن معين يوثّق أبا الصلت عبدالسلام بن صالح، فقلت -  أو قيل له  - : إنّه حدّث عن أبي معاوية عن الأعمش: «أنا مدينة العلم وعلي بابها»؟ فقال: ما تريدون من هذا المسكين؟! أليس قد حدّث به [[محمد بن جعفر القيدي]] عن أبي معاوية؟<ref>كتاب سليم بن قيس: سليم بن قيس الهلالي، مؤسسة البعثة، قم، 1407 ه.</ref><br>
وروى‏ أبو الصَلْت عن الرضاعليه السلام أ نّه قال: «رحم اللَّه عبداً أحيى‏ أمرنا» فقلت له: وكيف يُحيي أمركم؟ قال‏عليه السلام: «يتعلّم علومنا ويعلّمها الناس، فإنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا»<ref>كتاب الضعفاء: أبو نعيم الأصبهاني، دار الثقافة، المغرب، 1405 ه.</ref>.<br>

=وفاته=
وبعد وفاة الإمام الرضاعليه السلام حُبس أبو الصلت بأمر المأمون، وأخذ يدعواللَّه في الخلاص من السجن، وأُطلق سراحه بكرامةٍ من [[الإمام الجوادعليه السلام]] <ref>كتاب الضعفاء الكبير: محمد بن عمرو العقيلي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1404 ه.</ref>. وتوفّي سنة 236 ه،  في عهد [[المتوكّل العباسي]] <ref>كتاب الضعفاء والمتروكين: أحمد بن علي بن شعيب النسائي، دار المعرفة، بيروت، 1406 ه ، ومؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، 1407 ه.</ref>.<br>

=المراجع=

[[تصنيف:الرواة المشتركون]]