يحيى بن سعيد بن قيس

من ویکي‌وحدت
الاسم يحيى‏ بن سعيد بن قيس [١]
تاريخ الولادة بحدود 70 هجري قمري
تاريخ الوفاة 143 هجري قمري
كنيته أبو سعيد، أبو نصر [٢].
نسبه النجّاري [٣].
لقبه الأنصاري، المدني [٤].
طبقته الخامسة [٥].

يحيى بن سعيد بن قيس ذكر الذهبي أنّ مولده قبل السبعين، في زمن ابن الزبير [٦]، وينسب إلى‏ مالك بن النجّار [٧]، ويقال: إنّ أُمّه أُمّ ولد [٨]. وكان أبوه سعيد وجدّه قيس من رواة الحديث، وقد عدّ الواقدي جدّه قيس بن عمرو في المنافقين، قال ابن حجر: «فلعلّ ذلك كان منه في أول الأمر، وقد بقي في الإسلام دهراً» [٩]. وكان لسعيد بن قيس - سوى‏ يحيى‏ - ابنان آخران، هما: سعد وعبد ربّه [١٠]، وكان سعد من الطبقة الرابعة ومات سنة 141 ه، وعبد ربّه من الطبقة الخامسة ومات سنة 139 ه [١١].

ترجمته

كان يحيى‏ فقيهاً، ومن علماء ومحدّثي المدينة المشهورين، وشغل منصب مفتي المدينة والقاضي فيها في زمان الوليد بن يزيد بن عبد الملك [١٢]، وذهب في تلك الفترة مرةً مع مالك إلى‏ الشام [١٣].

وفي عهد العباسيين، وبالتحديد في عهد المنصور أُحضر إلى‏ العراق، وعيِّن فقيهاً قاضياً لمدينة الهاشمية [١٤]، وبعد ذلك صار قاضياً في «الحيرة» [١٥]التي تبعد عن الكوفة ثلاثة أميال [١٦].

موقف الرجاليّين منه

اعتبره رجاليّو أهل السنّة؛ كأحمد والنَسائي وابن مَعين وأبي زُرْعَة وابن عُيَيْنَة وأبي حاتم الرازي وابن سعد والذهبي مأموناً وثقةً وثبتاً وحجّة [١٧]. ومن بين رجاليّي الشيعة عدّه الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام الصادق ‏عليه السلام، وأورده ابن داود في القسم الأول من كتابه ضمن المعتمدين، ووثّقه المحقّق الخوئي، فيما عدّه العلّامة الحلّي في القسم الثاني من كتابه ضمن غير المعتمدين، وضعّفه المامقاني [١٨].
قال يزيد بن هارون: «حفظت ليحيى‏ بن سعيد ثلاثة آلاف حديث، فمرضت فنسيت نصفها» [١٩]. وقال ابن المديني: «له نحو من ثلاثمائة حديث» [٢٠].

من روى‏ عنهم ومن رووا عنه [٢١]

روى‏ عن الإمام السجّاد والإمام الصادق ‏عليهما السلام. وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: محمد ابن الحنفية، أنس، السائب بن يزيد، أبو أُمامة بن سهل، سعيد بن المسيِّب، محمد بن المُنكدر، محمد بن عمرو بن علي بن أبي طالب.
وروى‏ عنه جماعة، منهم: مالك، شُعبة، الثَوري، ابن عُيَيْنَة، يحيى‏ بن سعيد القطّان، أبان بن يزيد العطّار، عبداللَّه بن المبارك، طَلْحة بن مُصرِّف، محمد بن إسحاق بن يسار. وقال الذهبي: «هو صاحب حديث الأعمال بالنيّات، وعنه اشتهر، حتّى‏ قيل: رواه عنه نحو المائتين» [٢٢].

والجدير ذكره أنّ بعض المحقّقين كآية اللَّه الخوئي أورد يحيى‏ في موضعين مستقلّين، وظنّ أنّ يحيى‏ بن سعيد شخص آخر غير يحيى‏ بن سعيد بن قيس[٢٣] ولو دقّقنا النظر في طبقته الروائية، ومشايخه في الرواية، ورواته، يتّضح لنا أنّه نفسه الشخص الثاني الذي ورد في المصادر الروائية من دون ذكر اسم جدّه.

كما أنّ من الوضوح بمكان أنّ «يحيى‏ بن سعيد بن فيض» الذي أورده العلّامة الحلّي و المحقّق الأردبيلي [٢٤] في عنوانٍ مستقلّ هو نفسه «يحيى‏ بن سعيد بن قيس» وليس شخصاً آخر. هذا وقد وردت رواياته في كتب الشيعة؛ كالخصال وتهذيب الأحكام والاستبصار، فضلاً عمّا روى‏ له أصحاب الصحاح [٢٥].

من رواياته

روى‏ يحيى‏ عن محمد ابن الحنفية، عن علي بن أبي طالب‏ عليه السلام، عن رسول اللَّه ‏صلى الله عليه وآله أ نّه قال: «إذا عملت أُمّتي خمسة عشر خصلة حلّ بها البلاء، قيل: يا رسول اللَّه، وما هي؟ قال: إذا كانت المغانم دولاً، والأمانة مغنماً، والزكاة مغرماً، وأطاع الرجل زوجته وعقّ أُمّه، وبرّ صديقه وجفا أباه، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرمه القوم مخافة شرّه، وارتفعت الأصوات في المساجد، ولبسوا الحرير، واتّخذوا القيّنات، وضربوا بالمعازف، ولعن آخر هذه الأُمة أوّلها، فليرتقب عند ذلك الريح الحمراء أو الخسف أو المسخ» [٢٦].

وفاته

توفّي يحيى‏ سنة 143 ه، في مدينة الهاشمية في زمان خلافة المنصور [٢٧].

المراجع

  1. 3363) رجال صحيح مسلم 2: 341، الجرح والتعديل 9: 147، تهذيب التهذيب 11: 194، تاريخ بغداد 14: 101، رجال الطوسي: 333، تاريخ الإسلام 9: 331، كتاب الثقات 5: 521.
  2. 3364) كتاب التاريخ الكبير 8: 276، تذكرة الحفّاظ 1: 137، مستدركات علم رجال الحديث 8: 209.
  3. 3365) تهذيب الكمال 31: 346.
  4. 3366) سير أعلام النبلاء 5: 468، معجم رجال الحديث 21: 58، قاموس الرجال 11: 56.
  5. 3367) تقريب الرجال 2: 348.
  6. 3368) سير أعلام النبلاء 5: 468.
  7. 3369) تاريخ بغداد 14: 101، تنقيح المقال 3: 317.
  8. 3370) تهذيب الكمال 31: 351
  9. 3371) جمهرة أنساب العرب: 349، الإصابة 5: 261.
  10. 3372) تاريخ بغداد 14: 106.
  11. 3373) تقريب التهذيب 1: 287، 470، المعارف: 480.
  12. 3374) الجرح والتعديل 9: 148، تاريخ بغداد 14: 102، الكامل في التاريخ 5: 274.
  13. 3375) مختصر تاريخ دمشق 27: 265.
  14. 3376) المعارف: 480، تاريخ بغداد 14: 102، الجرح والتعديل 9: 148.
  15. 3377) سير أعلام النبلاء 5: 476.
  16. 3378) معجم البلدان 2: 328.
  17. 3379) الجرح والتعديل 9: 148، 149، تهذيب الكمال 31: 351، 356.
  18. 3380) رجال الطوسي: 333، رجال ابن داود: 203، خلاصة الأقوال: 416، تنقيح المقال 3: 317، معجم رجال الحديث 21: 58.
  19. 3381) تذكرة الحفّاظ 1: 139.
  20. 3382) المصدر السابق: 137.
  21. 3383) تهذيب الكمال 31: 347 - 351، كتاب الخصال 2: 500.
  22. 3384) سير أعلام النبلاء 469، 476، وانظر الحديث في صحيح البخاري 1: 2.
  23. 3385) أنظر: معجم رجال الحديث 21: 56، 58.
  24. 3386) خلاصة الأقوال: 416، جامع الرواة 2: 329.
  25. 3387) كتاب الخصال 2: 500، تهذيب الأحكام 9: 314، الاستبصار 4: 163، صحيح البخاري 1: 2، تهذيب التهذيب 11: 194.
  26. 3388) كتاب الخصال 2: 500، بحار الأنوار 6: 310، 311.
  27. 3389) شذرات الذهب 1: 212، تهذيب الكمال 31: 358. والهاشمية: مدينة بناها السفّاح بالكوفة، وذلك أ نّه لمّا ولي الخلافة نزل بقصر ابن هبيرة واستتم بناءه، وجعله مدينةً وسمّاها الهاشمية، فكان الناس ينسبونها إلى‏ ابن هبيرة على‏ العادة، فقال: ما أرى‏ ذكر ابن هبيرة يسقط عنها! فرفضها وبنى‏ حيالها مدينةً سمّاها الهاشمية ونزلها. (معجم البلدان 5: 389).