يحيى بن سعيد بن فروخ

من ویکي‌وحدت
الاسم يحيى‏ بن سعيد بن فروُّخ [١]
تاريخ الولادة 120 هجري قمري
تاريخ الوفاة 198 هجري قمري
كنيته أبو سعيد [٢] و [٣].
نسبه التميمي [٤].
لقبه القطّان، البصري، الأحول [٥].
طبقته التاسعة [٦].

يحيى بن سعيد بن فروخ هو مولى‏ بني تميم من أهل البصرة [٧]، وذكروا أنّ القطّان نسبة إلى‏ بيع القطن حيث اشتهر بها [٨]. وقال ابن حبّان: «كان من سادات أهل زمانه حفظاً وورعاً، وعقلاً وفهماً، وفضلاً وعلماً وديناً [٩]، وهو الذي مهّد لأهل العراق رسم الحديث، وأمعن في البحث عن الثقات وترك الضعفاء» [١٠].

ترجمته

وروي: أنّه كان يختم القرآن كلّ يومٍ وليلةٍ [١١]، وقد بالغ ابن مَعين قليلاً فقال: أقام يحيى‏ بن سعيد عشرين سنة يختم القرآن في كلّ ليلة، ولم يفته الزوال في المسجد أربعين سنة [١٢]. كما وروي: أنّه لم يكن يمزح، ولايضحك إلّا تبسّماً [١٣]. وقال بُنْدار: «اختلفتُ إلى‏ يحيى‏ بن سعيد عشرين سنة، فما أظنّ أنّه عصى اللَّه تعالى‏ قطّ» [١٤].

وذكروا: أنّ نفقة يحيى‏ القطّان كانت من غلّته، إن دخل من غلّته حنطة أكل حنطةً، وإن دخل شعير أكل شعيراً، وإن دخل تمر أكل تمراً [١٥].

واعتبره ابن قُتَيْبة وابن رستة في عداد الشيعة [١٦]، إلّا أنّ هناك ما يدلّ على‏ أنّه كان من أهل السنّة، مثل: سكوت رجاليّي أهل السنّة عن مذهبه، وكان يفتي بقول أبي حنيفة، ويقول بقدم القرآن [١٧]. مع تصريح النجاشي بأ نّه من أهل السنّة [١٨].

كان يحيى‏ من التلامذة البارزين لشُعبة وسُفيان. وروي عنه أنّه قال: «اختلفت إلى‏ شُعبة عشرين سنة» [١٩]. وعن إسحاق بن إبراهيم بن أبي حبيب الشهيد: «كنت أرى‏ يحيى‏ القطّان يصلّي العصر، ثم يستند فيقف بين يديه علي بن المديني وأحمد وابن مَعين والشاذكوني وعمر بن علي، يسألونه عن الحديث وهم قيام؛ هيبةً له» [٢٠]. كما وكان يختلف محمد بن يسار إلى‏ يحيى‏ عشرين سنة، وقال: «لو عاش يحيى‏ بعد تلك المدّة لكنت أسمع منه شيئاً كثيراً» [٢١].

وأخصّ أصحاب يحيى‏ بن سعيد هو علي بن المديني، وكان يحيى‏ بن سعيد رأساً في معرفة العلل، فأخذ ذلك عنه ابن المديني، وأخذ عن ابن المديني أبوعبداللَّه البخاري، قال عُتبة: «وأخذ عن البخاري الترمذي علله الكبرى‏» [٢٢].

وأمّا نهجه في نقد الرجال فقال الذهبي: «كان يحيى‏ بن سعيد متعنّتاً في نقد الرجال، فإذا رأيته قد وثّق شيخاً فاعتمد عليه، أمّا إذا ليّن أحداً فتأنّ في أمره حتّى‏ ترى‏ قول غيره فيه» [٢٣]. وقال الذهبي أيضاً: «قال علي بن المديني عن يحيى‏ بن سعيد، قال: أملى‏ عليَّ جعفر بن محمد الحديث الطويل - يعني في الحجّ - ثم قال: وفي نفسي منه شي‏ء، مجالد أحبّ إليَّ منه! قلت: هذه من زلقات يحيى‏ القطّان، بل أجمع ائمة هذا الشأن على‏ أنّ جعفراً أوثق من مجالد، ولم يلتفتوا إلى‏ قول يحيى‏. وقال إسحاق بن حكيم: قال القطّان: جعفر ما كان كذوباً» [٢٤].

موقف الرجاليّين منه

كان يحيى‏ مشهوراً بين الحفّاظ والرجاليّين في عصره، واتّفق جميع أرباب الرجال من أهل السنّة على‏ توثيقه [٢٥]، أمّا الشيعة فقد صرّح النجاشي ومن تبعه من المتأخّرين على‏ وثاقته. وعليه فيمكن القول: إنّ جميع الرجاليّين من الفريقين - سوى‏ الشيخ الطوسي - لهم رأي واحد فيه.

هذا فضلاً عن أنّه أحد رواة روايات تفسير القمّي، ويرى‏ المحقّق الخوئي أنّ التوثيق العام للقمّي بشأن هؤلاء الرواة معتبر ومقبول [٢٦]. وقد وردت رواياته في المصادر المعتبرة لأهل السنّة والشيعة [٢٧].

من روى‏ عنهم ومن رووا عنه [٢٨]

روى‏ عن الإمام جعفر الصادق‏ عليه السلام. وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: شُعبة، الثوري، أبو حيان التيمي، يحيى‏ بن سعيد الأنصاري، حماد بن سلمة، حميد الطويل، سفيان بن عيينة، ابن جريج، عطاء بن السائب، عكرِمة بن عمّار اليمامي، مالك بن أنس، هشام بن عروة، فطر بن خَليفة. وروى‏ عنه جماعة، منهم: أحمد، أحمد بن سنان القطّان، إسحاق بن راهويه، سفيان بن وكيع بن الجراح، علي بن المديني، سليمان بن داود المنقري، محمد بن بشّار، ابنه: محمد، حفيده: أحمد بن محمد، نصر بن علي الجَهْضَمي، يحيى‏ بن مَعين.

من رواياته

روى‏ المحدّث القمي والشيخ الصدوق بإسنادهما إلى‏ يحيى‏ بن سعيد القطّان قال: سمعت أبا عبداللَّه الصادق‏ عليه السلام في تفسير قوله تعالى‏:«مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَيَبْغِيَانِ» قال: علي وفاطمة بحران عميقان لايبغي أحدهما على‏ صاحبه «يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ» قال: الحسن والحسين ‏عليهما السلام [٢٩]. وروى‏ أبونعيم عنه: أنّ النبي‏ صلى الله عليه وآله قال: «لولا أن أشقّ على‏ أُمّتي لأمرتهم بالسواك»[٣٠].

وفاته

نقل علي بن عبداللَّه: أنّ يحيى‏ لمّا سمع آياتٍ من سورة الدخان تغيّر، ولمّا بلغ القارئ:«إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ» صعق يحيى‏ وغشي عليه، وارتفع صدره من الأرض، فتقوّس، ورفع صدره، وكان باب قريباً منه فانقلب فأصاب الباب، فغار صدره وسال الدم... فما زالت به تلك القرحة حتّى‏ مات [٣١]. وكانت وفاته في 12 صفر سنة 198 ه، ودفن في البصرة زمان خلافة المأمون، وصلّى‏ عليه إسماعيل بن جعفر ابن سليمان العباسي [٣٢].

المراجع

  1. تهذيب الكمال 31: 329، تذكرة الحفّاظ 1: 298، كتاب التاريخ الكبير 8: 276، رجال صحيح مسلم 2: 338.
  2. الأنساب 4: 519، جامع الرواة 2: 329، المراجعات: 179.
  3. ذكرت جميع المصادر الرجالية لأهل السنّة، وكذلك في رجال الطوسي أنّ يحيى‏ بن سعيد بن فرّوخ القطّان البصري كنيته المعروفة هي «أبو سعيد»، إلّا النجاشي في رجاله 443: رقم 1196 حيث ذكر أنّ كنيته هي «أبو زكريا» وقال: «عامّي ثقة، روى‏ عن أبي عبد اللَّه ‏عليه السلام نسخة»، وذكر بأنّ محمد بن بشّار روى‏ هذه النسخة. والحال أنّ «أبو زكريا» هي كنية شخص مجهول وضعيف اسمه يحيى‏ بن سعيد العطّار الدمشقي والحمصي، والذي ليس بأيدينا من رواته ومشايخه في الرواية أيّ أثر. فكيف يمكن لمحمد ابن بشّار البصري (167 - 252 ه ) الذي لم يغادر البصرة، وكان يختلف إلى‏ يحيى‏ بن سعيد القطّان عشرين عاماً، وهو من رواته المعروفين في الجوامع الروائية الشيعة والسنّة، كيف يمكن له أن يروي عن يحيى‏ بن سعيد الشامي المجهول وكذلك كيف يمكن أن يكون راوياً لنسخة الإمام جعفر بن محمد الصادق‏ عليه السلام الذي كان يسكن المدينة؟ ووقع المحقّق الخوئي أيضاً تحت عنوان «يحيى‏ بن سعيد» بمثل هذا الخلط، فلم يفرّق بين يحيى‏ بن سعيد بن قيس الأنصاري التابعي الذي له رواية عن الإمام الصادق‏ عليه السلام وسعيد بن المسيّب في المصادر الروائية للشيعة وأهل السنّة والمتوفّى‏ سنة 143 ه ، وبين يحيى‏ بن سعيد القطّان البصري الذي ولد بعد ثلاثين سنة من وفاة سعيد بن المسيّب! هذا فضلاً عن أنّ سليمان بن داود الشاذكوني المنقري البصري، المتوفّى‏ سنة 236 ه في البصرة، كيف يمكن له أن يروي عن يحيى‏ بن سعيد بن قيس من أهل المدينة والمتوفّى‏ سنة 143 ه ، وقد صرّح ابن حجر بأ نّه كان في مجلس يحيى‏ بن سعيد القطّان البصري؟!وعلى‏ أيّة حال، فإنّ خلط النجاشي أدّى‏ إلى‏ أنّ العلّامة الحلّي والجزائري والقهبائي اعتبروا هذا الاسم المذكور في رجال النجاشي والطوسي لشخصيتين مختلفتين، ظنّوه شخصيةً واحدةً، واعتبروه من الرواة الثقات. ومن ناحية أخرى‏ فإنّ الكاظمي والحائري والمامقاني وآية اللَّه الخوئي اعتبروه متعدّداً، إلّا أنّ الكاظمي قال: المشترك بين ثقة وغيره، ويعرف أنّه القطّان العامي الثقة برواية محمد بن بشّار عنه، وحيث لا تمييز فالوقف أولى‏. هذا، وقد فطن المحقّق التستري إلى‏ هذا الخلط الحاصل عند النجاشي ومرّ عليه إجمالاً.أنظر: رجال النجاشي: رقم (1196)، رجال الطوسي: 333، تهذيب الكمال 24: 511 و31: 329، 343، ميزان الاعتدال 4: 379 - 380، خلاصة الأقوال: 417، تهذيب التهذيب 11: 190، مختصر تاريخ دمشق 27: 266، حاوي الأقوال 3: 233، هداية المحدّثين: 265، جامع الرواة 2: 329، مجمع الرجال 6: 258، تنقيح المقال 3: 316 - 317، لسان الميزان 3: 85، 86، قاموس الرجال 9: 412، معجم رجال الحديث 21: 58، 59.
  4. تهذيب التهذيب 11: 190، ميزان الاعتدال 4: 379.
  5. تاريخ بغداد 14: 135، سير أعلام النبلاء 9: 175.
  6. تقريب التهذيب 2: 348.
  7. تاريخ بغداد 14: 135.
  8. الأنساب 4: 519.
  9. الثقات 7: 611، تهذيب التهذيب 11: 193.
  10. الأنساب 4: 519، الجرح والتعديل 1: 235 (المقدّمة)، تهذيب التهذيب 11: 193.
  11. تهذيب التهذيب 11: 193، الأنساب 4: 519.
  12. الأنساب 4: 519.
  13. الجرح والتعديل 1: 250.
  14. تهذيب التهذيب 11: 192.
  15. تاريخ الإسلام 13: 468.
  16. المعارف: 624، الأعلاق النفيسة: 197.
  17. أنظر: المعارف: 624، حلية الأولياء 8: 381، قاموس الرجال 11: 56، الأعلاق النفيسة: 197، الاستيعاب 3: 1117، الجواهر المضيئة 3: 587، أعيان الشيعة 10: 295، المراجعات: 179.
  18. رجال النجاشي: رقم (1196).
  19. الجرح والتعديل 1: 247، 249، تاريخ أسماء الثقات: 472.
  20. الجرح والتعديل 1: 249 (المقدّمة)، تهذيب التهذيب 11: 190، 192، كتاب الثقات 7: 611، لسان الميزان 3: 86.
  21. تهذيب الكمال 24: 514.
  22. تاريخ الإسلام 13: 470، 471.
  23. سير أعلام النبلاء 9: 183.
  24. المصدر السابق 6: 256.
  25. تاريخ أسماء الثقات : 472 ، تهذيب الأسماء واللغات 2 : 154 ، تهذيب الكمال 31 : 340 ، ميزان الاعتدال 4 : 380 .
  26. رجال الطوسي: 333، رجال النجاشي: 443 رقم (1196)، خلاصة الأقوال: 417، معجم رجال الحديث 21: 59، جامع الرواة 2: 329، مجمع الرجال 6: 258.
  27. صحيح مسلم 1: 50 ح‏15، تفسير القمي 2: 344، تهذيب التهذيب 11: 190.
  28. تهذيب الكمال 31: 330.
  29. تفسير القمّي 2: 344، كتاب الخصال: 65.
  30. حلية الأولياء 8: 386.
  31. حلية الأولياء 8: 382.
  32. كتاب الثقات 7: 611، الطبقات الكبرى‏ 7: 293، تاريخ خليفة: 384، التاريخ الصغير 2: 258.