مراتب البيان

من ویکي‌وحدت

مراتب البيان: البيان بمعنی الدليل الواضح والمبيّن مقابل المجمل والمبهم. ولايخفی أنّ للبيان مراتب متعددةً بحسب الدلالة والظهور في المعنی، واختلف الأصوليون في ترتيب البيان أيّها متقدم و أيّها متأخر. فههنا نقدم للقارئ الکريم مراتب البيان من وجهة نظر الفقهاء والأصوليين.

مراتب البيان

تطرّق بعض الأصوليين إلى موضوع الترتيب الذي ينبغي أن يكون عليه البيان، من حيث تقدُّم وأولوية بعضه على الآخر، فوردت عنهم ترتيبات مختلفة. رتّب الشافعي البيان بالنحو التالي:

المرتبة الاُولى

النصّ الذي لايختصّ الخواص بإدراك فحواه، وفيه تأكيد يدفع الخيال، كقوله تعالى: «وَسَبْعَة إذَا رَجعْتُم تِلْكَ عَشرَةٌ كَامِلَة»[١].

المرتبة الثانية

النصّ الذي لايدركه إلاَّ بعض الناس، كقوله تعالى: «إذَا قُمْتُم إلى الصَّلاَةِ فاغْسِلوا وُجُوهَكُمْ وأيْدِيَكُمْ إلى المَرَافِقِ وامْسَحُوا بِرؤوسِكُمْ وَأرْجُلَكُمْ إلَى الكَعْبَيْنِ وَإنْ كُنْتُمْ جُنُبا فَاطَّهَّرُوا»[٢]. من حيث إنَّه لابدَّ من معرفة (إلى) و (الواو) في الآية.

المرتبة الثالثة

ما أجمله القرآن وأُحيل تفصيله إلى الرسول(ص)، من قبيل قوله تعالى: «وأقِيمُوا الصَّلاَةَ»[٣]، وقوله تعالى: «وَآتُوا حقَّه يَوْمَ حَصادِهِ»[٤].

المرتبة الرابعة

ما يتلقّى أصله وتفصيله من الرسول.

المرتبة الخامسة

ما لا مستند له سوى القياس[٥]. وترتيب آخر: المرتبة الاُولى: نصوص الكتاب والسنّة.
المرتبة الثانية: ظواهر الكتاب والسنّة.
المرتبة الثالثة: المضمرات، كقوله تعالى: «فعِدَّة مِنْ أيَّامٍ أُخَر»[٦].
المرتبة الرابعة: الألفاظ المشتركة، مثل: القرء.
المرتبة الخامسة: القياس المستنبط من موقع الإجماع[٧].
وترتيب آخر:
المرتبة الاُولى: أقوال صاحب الشرع(ص) في الكتاب والسنّة.
المرتبة الثانية: أفعال صاحب الشرع(ص) كصلاته ووضوئه.
المرتبة الثالثة: إشارات صاحب الشرع(ص) كقوله: «الشهر هكذا هكذا» وسكوته وتقريره.
المرتبة الرابعة: المفهوم وينقسم إلى مفهوم مخالفة وموافقة، كمفهوم تحريم الشتم من آية التأفُّف.
المرتبة الخامسة: الأقيسة[٨].
وترتيب آخر:
المرتبة الاُولى: النصّ.
المرتبة الثانية: الظاهر المحتمل التأويل.
المرتبة الثالثة: اللفظ المتردّد بين احتمالين، مثل: قرء[٩].
وترتيب آخر:
المرتبة الاُولى: لفظ الشارع(ص):.
المرتبة الثانية: فحوى فعل الشارع الواقع بيانا كصلاته مع قوله: «صلّوا كما رأيتموني أصلي».
المرتبة الثالثة: إشارة الرسول(ص).
المرتبة الرابعة: الكتابة.
المرتبة الخامسة: المفهوم وينقسم إلى مفهوم مخالفة وموافقة.
المرتبة السادسة: القياس[١٠].
وابن العربي بعد ما يذكر أنّ مراتب البيان كمراتب الأدلّة؛ باعتبار تعريفه البيان بالدليل، يذكر كتاب اللّه‏ كأعلى المراتب، ثُمّ يرى تنوّع الأدلّة حسب ما تنشأ عنه، ومرتبتها حسب قربها من الكتاب، كقول الرسول وإجماع الصحابة وهكذا، كما أنّه يقسّم مراتب البيان في كتاب اللّه‏ إلى نصٍّ وظاهر، ويقدّم النصّ على الظاهر[١١].

المصادر

  1. . البقرة: 196.
  2. . المائدة: 6.
  3. . البقرة: 43.
  4. . الأنعام: 141.
  5. . الرسالة: 26 ـ 34، وأنظر: البرهان في أصول الفقه 1: 40، المنخول: 65 ـ 66، البحر المحيط 3: 480، إرشاد الفحول 2: 34 ـ 38
  6. . البقرة: 184.
  7. . المنخول: 66.
  8. . المصدر السابق: 66 ـ 67.
  9. . البرهان في أصول الفقه 1: 40.
  10. . المصدر السابق 1: 41.
  11. . المحصول ابن العربي 1: 49.