ماهر حتحوت

من ویکي‌وحدت
ماهر حتحوت
الاسم ماهر حتحوت‏
الاسم الکامل ماهر حتحوت‏
تاريخ الولادة 1936م/1354ق
محل الولادة قاهره(مصر)
تاريخ الوفاة 2015م/1436ق
المهنة طبیب، مبلغ اسلامی
الأساتید
الآثار له مؤلّفات عديدة خصّها للتعريف بالدين الإسلامي، وحقوق الإنسان، ومفهوم الديمقراطية برؤية إسلامية موفّقة ومستنيرة.
المذهب سنی

ماهر حتحوت: طبيب وداعية إسلامي شهير، أحد أعضاء الجمعية العمومية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.
يقول في ترجمة حياته: «وُلدت في مدينة القاهرة وإن كانت العائلة من أُصول ريفية من بلدة شبين الكوم. كان والدي رحمه الله مدرّساً للّغة الإنجليزية، ولكنّه كان من المغرمين باللغة العربية، وكان شاعراً مجيداً، وقد أثرى حياتي بما سمعت منه من شعر ومن أدب ومن توجيه لغوي على وجه العموم. وأُمّي (رحمها اللَّه) كانت امرأة من الريف، ولكنّها كانت سابقة لعصرها،
وكانت من أوائل نساء مصر اللائي خرجن في مظاهرات ضدّ الاحتلال الإنجليزي في ثورة عام 1919 م، حيث كان خروج المرأة في الريف خصوصاً ليس مألوفاً.
إنّنا نشأنا في حي المنيرة، وهو حي طريف يتوسّط بين حي جاردن سيتي الأرستقراطي وحي السيّدة زينب الشعبي، فكان بالفعل من أحياء الوسط، وكان هذا الحيّ‏
زاخراً بالمدارس والكلّيات والمعاهد من دار العلوم إلى كلّية التجارة إلى كلّية الطبّ إلى المدارس الثانوية الابتدائية إلى المعهد الفرنسي إلى آخره، فهو بطبيعته حيّ مائجٌ بالأفكار وبأنماط الحياة المختلفة.
تحدّد مساري العلمي بعد حيرة شديدة؛ لأنّني بطبيعة هذه النشأة كانت اهتماماتي أدبية، وتصوّرت أنّني سأتّجه إلى كلّيات الآداب، وأردت أن أتّجه لكلّية الآداب قسم اللغة العربية بالذات،
ولكن أقنعتني أُمّي أنّ الآداب تبع رأيها في ذلك الوقت، وكانت امرأة حكيمة رغم أنّها لم تكن واسعة الدرجات العلمية أو أيّ شي‏ء، قالت لي: إنّ الأدب تستطيع أن تحصّله على أيّ الأحوال، ولكن المهنة هذا شي‏ء آخر، ونصحتني دائماً أن أتّجه اتّجاهاً علمياً، ولكنّني رفضت ذلك، وكنت أتصوّر دائماً أنّ الكاتب هو الذي سيغيّر الأُمّة، ليس الطبيب وليس.... ولا حتّى المحامي، وكنت أعتقد أنّ القضية المصرية خاسرة؛ لأنّها قضية يترافع فيها محامون؛ لأنّ كلّ الوزراء والقادة في ذلك الوقت كانوا من خرّيجي كلّية الحقوق، فقلت: إنّني سأتّجه للآداب على أيّة حال، ولكن حدث حادث مهمّ، قرأت كتاباً اسمه «آثرت الحرّية»، كان الكتاب مكتوب بواسطة رجل روسي خرج على الشيوعية، وكتب هذا الكتاب لينتقد النظام الشيوعي، وكان كتاباً ضخماً، عكفت على قراءته، وأذكر أنّني قرأته في ثلاثة أيّام، بصرف النظر عن الأفكار التي كانت فيه، ولكنّه فتح ذهني لأهمّية التصنيع والهندسة، بعقلية اليافع في هذا الوقت، قلت: خلاص انتهى الموضوع،
إذن سأصير مهندساً، وفاجأت والدتي بأنّني سأدخل شعبة رياضة كان في أيّامنا شعبة آداب، علوم، رياضة؛ لأنّني أُريد أن أدخل كلّية الهندسة، فطبعاً هذه كانت كارثة؛ لأنّني لم أرسب في حياتي في مادّة إلّاالرسم، ولم أكن ضعيفاً في مادّة إلّاالرياضيات، فنصحتني أُمّي نصيحة جيّدة، قالت لي: اذهب وعش أيّاماً مع ابن خالتك، وكان في السنة النهائية في كلّية الهندسة، وانظر ماذا يفعل،
وسترى بنفسك إن كان هذا ما يصلح لك، طبعاً كان يحضّر ما يسمّونه المشروع، ويرسم، ويعرق، ويغضب، ويعيد لأنّه اختلف في مليمتر، و... فطبعاً تبيّنت أنّني يعني من الراسبين لا محالة، فرجعت البيت وقلت: لا، إنّني أُريد أن أتّجه‏
اتّجاهاً علمياً، وسأدخل كلّية الطبّ.
ودخلت كلّية الطبّ بجامعة القاهرة، وانقعطت عن الدراسة لأسباب قهرية لفترة، ثمّ عدت واستأنفت بعد ذلك، وفي هذه الأثناء التقيت زوجتي كطالبة في الكلّية، وتعارفنا ثمّ تآلفنا، ثمّ تحاببنا، ثمّ تواعدنا على الزواج، وتزوّجنا وأنجبنا، وصرنا جدّاً وجدّةً والحمد للَّه، كانت زوجتي طالبة متفوّقة جدّاً بالنسبة لي، لم أكن متفوّقاً في كلّية الطبّ إلّافي المرحلة الأخيرة،
في المرحلة الأُولى استهلكني النشاط العامّ وصرفني عن الدراسة المكثّفة، ولكنّه لم يصرفني أبداً عن القراءة، أثّرت فيّ شخصيّة أُستاذ معيّن هو الدكتور أنور المفتي (عليه رحمة اللَّه). وأنا أعتقد أنّ أنور المفتي من أعظم الشخصيات التي أنجبتهم مصر في العصر الحديث، وشاهدت فيه إمكانية أن يكون الإنسان عالماً في العلم البحت، متقناً للمهنة، واسع الأُفق في العلوم الأُخرى، فكان أنور المفتي أُستاذ أمراض باطنية، وكان أحسن واحد في مصر يفهم في الطبّ... الطبّ النفسي
وفي علم النفس، وكان على خلق رفيع، لم أر إنساناً يعامل المرضى بهذا الاحترام والتبجيل، وهؤلاء مرضى فقراء، مرضى مستشفى القصر العيني، العلاج المجّاني، فكنت أرى فيه شيئاً عظيماً، وكان كريماً، فإذا استُدعي لقريب أحد الطلبة في البيت لأنّه مريض لا يأخذ أجراً من جميع طلّاب كلّية الطبّ، رغم أنّه كان أشهر باطني في مصر، وكان الطبيب الخاصّ لعبد الناصر، وتوفّي رحمه الله بعد تخرّجي، ولكنّني تتلمذت عليه، وتتلمذت في الدراسات العليا عليه كذلك، وأخذت تدريبي في قسمه،
وأعتقد أنّ أنور المفتي أحدث في نفسي شيئاً كبيراً... لم يكن أنور المفتي رجل سياسة، ولم يكن يتحدّث في السياسة، ولم يكن متديّناً بالمعنى المفهوم للتديّن، ولكنّه كان مثالًا لما يمكن أن ينتجه الإيمان في الإنسان الصالح. وبعد التضييق عليه في بلده سافر إلى الولايات المتّحدة الأمريكية- وذلك بعد أن تخرّج من الكلّية عام 1960 م وعمل بمستشفيات القاهرة مدّة عشرة أعوام- وعمل في تخصّص أمراض القلب، وافتتح عيادة في كاليفورنيا، ثمّ عمل أُستاذاً مساعداً بجامعة لوناليندا».
في العام 1988 م ساهم الدكتور ماهر حتحوت في تأسيس جمعية الحوار الإسلامي‏
الكاثوليكي، وأسندت إليه العمل كمستشار أوّل للمؤتمر الإسلامي للشؤون العامّة، وهو عضو في المؤتمر السلمي للسياسات الخارجية، وهو الناطق الرسمي باسم المركز الإسلامي في جنوب كاليفورنيا.
ولقد انحصرت كلّ اهتماماته بالمحافل التي يمكن من خلالها تقديم صورة مشرقة للدين الإسلامي عبر محاضرات وندوات ولقاءات خاصّة وعامّة، ولقد سافر إلى العديد من دول العالم للمشاركة في الندوات حول الأديان ممثّلًا عن الجالية العربية المسلمة في جنوب كاليفورنيا.
وللدكتور حتحوت مؤلّفات عديدة خصّها للتعريف بالدين الإسلامي، وحقوق الإنسان، ومفهوم الديمقراطية برؤية إسلامية موفّقة ومستنيرة.