عبد الرحيم علي

من ویکي‌وحدت
عبد الرحيم علي
الاسم عبد الرحيم علي‏
الاسم الکامل عبد الرحيم علي‏
تاريخ الولادة 1383 ه / 1963 م
محل الولادة مصر
تاريخ الوفاة
المهنة كاتب صحفي
الأساتید
الآثار المخاطرة في صفقة الحكومة وجماعات العنف – 1998.

أسامة بن لادن الشبح الذي صنعته أمريكا – 2001. سيناريوهات ما قبل السقوط – 2002. المقامرة الكبرى – مبادرة وقف العنف بين رهان الحكومة والجماعة الإسلامية – 2003. موسوعة الحركات الإسلامية (8 أجزاء). الإسلام وحرية الرأى والتعبير – 2005. الإخوان المسلمون – فتاوى في: الأقباط والديمقراطية والمرأة والفن – 2005. الإعلام العربي وقضايا الإرهاب – 2007. كشف البهتان – الإخوان المسلمون .. وقائع العنف وفتاوى التكفير. كتاب الطريق الي الاتحادية.

المذهب

عبد الرحيم علي محمّد إبراهيم: مدير جامعة أفريقيا العالمية سابقاً، وعضو الجمعية العمومية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.
ولد بتاريخ 17/ 11/ 1945 م بالخندق في السودان وحصل عام 1972 م على‏
بكالوريوس الآداب مرتبة الشرف الأُولى من كلّية الآداب- جامعة الخرطوم، وسنة 1977 م على الدكتوراه من جامعة أدنبرة- قسم الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية بعنوان «التركيب الأدبي للآية القرآنية».
وهو محاضر قسم الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية في جامعة أدنبرة (1977 م- 1981 م)، ونائب مدير المركز الإسلامي الأفريقي بالخرطوم (1985 م- 1989 م)، و أُستاذ مشارك ورئيس قسم الدراسات الإسلامية- الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا (1989 م- 1990 م)، ومدير جامعة أفريقيا العالمية (1991 م- 2000 م)، ومدير معهد الخرطوم الدولي للّغة العربية (2000 م إلى الآن 2010 م).
عمل أُستاذاً مشرفاً على حوالي 25 رسالة دكتوراه في جامعة الخرطوم وجامعة أُمّ درمان الإسلامية، وجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وجامعة أفريقيا العالمية، وهي تشمل مجالات البلاغة والأساليب ومناهج التفسير والفكر الإسلامي. وشارك في تقويم حوالي (50) رسالة عليا ماجستير ودكتوراه ممتحناً خارجياً لدى جامعات السودان المختلفة.
من مؤلّفاته وبحوثه: القرآن والحضارة (بالإنجليزية)، منهاج النبوّة في الإصلاح الاجتماعي، مؤتمر التعليم الإسلامي في أفريقيا عام 1992 م، وحدة المسلمين في مواجهة المادّية المعاصرة، الدراسات القرآنية في إسكتلندا، لغة البحث والرسائل.
وقد شارك في عدد من المؤتمرات والندوات الإسلامية.
وهو عضو مجلس أُمناء الشبكة الإسلامية للتعريف بالإسلام عبر الإنترنت (دولة قطر)، وعضو مجمع الفقه الإسلامي- الخرطوم، و عضو مجمع اللغة العربية- الخرطوم، ونائب رئيس المجلس القومي للدعوة والمساجد، وعضو المجلس القومي للتخطيط اللغوي، وعضو هيئة علماء السودان، وعضو مجلس أُمناء المركز العالمي لأبحاث الإيمان، وعضو مجلس أُمناء منظّمة الدعوة الإسلامية، ورئيس اللجنة الفنّية لجائزة الشهيد الزبير محمّد صالح للإبداع العلمي، وعضو جمعية حوار الأديان السودانية.
يقول ضمن كلمة له ألقاها في المستشارية الثقافية الإيرانية بالخرطوم عام 2003 م:
«إنّ ما تليت علينا من آيات لافتتاح الحفل الكريم يعتبر دستوراً للأُمّة الإسلامية لا يجوز لها أن تخالفه. وهو قول اللَّه عزّ وجلّ: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (سورة آل عمران: 103).
ثمّ إنّ هذا الدستور لن ترعه أُمّتنا حقّ رعايته، فتفرّقت واختلفت، وكان من نتائج التفرّق والاختلاف الذي نهى اللَّه تعالى عنه أنّ الأُمّة ضعفت وتشتت، وطمع بها عدوّها أيّما طمع، فالذي نشاهده اليوم من تكالب الأُمم علينا لا يحسن تشبيهه إلّابما شبّهه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حينما قال: «كما تتداعى الأكلة على قصعتها»، فكأنّ الأُمّة الإسلامية أصبحت وليمة شهية جاذبة وأصبحت الأُمم تتداعى إليها لتأكل منها، وهي غير قادرة على أن تذبّ عنها عدوان المعتدين ولا شهوة المشتهين، أموالها تنهب وأرضها توطأ، والعدوان عليها هو برنامج كلّ الدول الغابرة في هذا الزمان.
وصف أحوال الأُمّة الإسلامية قد يطول، ولكنّه بما أنّه واقع يعاش، حتّى أطفالنا أصبحوا يعلمون ما قد أصابنا، فإنّي لا أُفيض فيه، ولكن أقول: إنّ المصيبة الأكبر في كلّ المصائب والبلايا التي وقعت علينا هي من فعلنا نحن ومن تفرّقنا وضعفنا، بل إنّني أقول: إنّ الأُمّة الإسلامية عندما تفرّقت اختلفت وضعفت وأصبحت مسؤولة عن جزء كبير من طمع الطامعين؛ لأنّها لو كانت قوية لما تجرّأ الطامعون عليها، ولا كان لهم وازع عن أطماعهم وخطاياهم التي قدناهم إليها بهذه الأطماع.
الطريق إلى الوحدة الإسلامية يكمن في عدّة أُمور، أهمّها: أوّلًا: التفرّق من أهمّ أسباب الفرقة الطائفية ثمّ الفرقة الشعوبية... الاستعمار عندما أراد أن يطأ أرض الأُمّة ويغتصب خيراتها لجأ إلى إثارة نعرات شعوبية قطرية قومية في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، وهذا خلاف لما أمر به الرسول صلى الله عليه و آله، وكان خلافاً لما أمر به القرآن الكريم... القرآن الكريم حلّ قضية الأُصول والشعوب في كلمة واحدة فقال: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى‏ وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا، ثمّ أردف ذلك بقوله: إِنَ‏
أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ‏، وكان تفسير ذلك في قول النبي:
«لا فضل لعربي على أعجمي، ولا أعجمي على عربي»
، فكان ذلك تفسيراً لقوله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ‏، ولكنّ الأُمّة منذ زمن طويل دبّت فيها أنواع من العصبيات والقوميات والأحزاب القائمة على الاحتفال بالعرف والاحتفال باللون والاحتفال بالشعب والاحتفال بالقطر،
إلى أن أصبحت هذه العصبيات ديناً جديداً يفتّ في وحدة الأُمّة وفي عضدها ويفرّقها أيّما تفريق، ولا سبيل إلى وحدة إسلامية جامعة حتّى يعلم المسلمون أنّه يجب أن يكون الدين أعلى من كلّ تلك العصبيات والقوميات، وأن يكون اللَّه سبحانه وتعالى فوق ذلك جميعاً، وأن يكون ولاء المسلم لدينه ولأُمّته فوق الولاء للوطن وفوق الولاء للقطر وفوق الولاء للإقليم وفوق الولاء للقبيلة.
أمّا فيما يتعلّق بقضية الفرقة التي صارت بسبب المذهبيات فإنّ هذه المسألة إذا أردنا أن نفيض فيها وجدنا في تاريخنا عجباً! نسي الناس كثيراً من العصور الإسلامية أنّهم يجمعهم دين واحد وربّ واحد، ويجمعهم كتاب واحد وقبلة واحدة، تجمعهم عقيدة التوحيد والإيمان باللَّه عزّ وجلّ واليوم الآخر والبعث والحساب، وتجمعهم شرائع كثيرة جامعة وأُصول متّفق عليها،
ومن بعد ذلك تفرّقوا على قضايا مذهبية، كثيرمنها حقير، ما كان يجب أن يفرّق الأُمّة، حتّى أنّ بعض المذاهب كان بعضها لا يصلّي مع بعض، ولا يجب أن تحسبوا إن كان هذا فقط بين السنّة والشيعة، ولكن كان في إطار الشيعة اختلافات من هذا النوع، وكان في إطار السنّة اختلافات من هذا النوع، فرّقت الناس وتقاتلوا عليها ومزّقتهم أيّما تمزّق، كلّ هذا التراث المتباين من اختلافات فقهية أو أُصولية لا يجب أن يعلى به فوق الأُصول الجامعة، ولن نستطيع أن نجمع الناس وقد تفرّقوا على مذهب واحد أو على مذهب قانوني أو فقهي أو أُصولي واحد، فهذا من سنن الكون، فاللَّه سبحانه وتعالى يقول: وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ‏ (سورة هود: 118)، أي: أنّ الاختلاف يقع بين الناس، فهو سنّة من السنن الكونية التي تحدث في كلّ شعب وفي كلّ أُمّة مع الزمن، لكنّ الوحدة التي يجب أن نطلبها هي الوحدةالتي لا تتحقّق مع كلّ هذه الاختلافات إلّالسببين:
الأوّل: أن نعلم أنّ هذه الاختلافات مع كثرتها وتعدّدها هي اختلافات صغيرة، فنلتقي‏
ونطلب الإبقاء على الأُمور الجامعة الموحّدة؛ ليكون سبب ذلك أو هذا الاجتماع على ما ذكره بعض علمائنا [من‏] أن نجتمع فيما اجتمعنا عليه ويعذّر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه.
الثاني: أنّ هذه القضية، قضية الاختلافات المذهبية والفقهية، هو أن نجعل من القضايا التي اختلفنا عليها قضايا هامشية مؤجّلة، نطرحها ولا نختلف عليها، ولكنّنا نتحاور فيها تحاوراً لا يذهب بالودّ ولا يقضي على الوحدة، ولكنّه يوحّد بقدر المستطاع،
ثمّ نبقي على ما لا نستطيع الاتّفاق عليه لا يؤثّر على وحدتنا.
في عصرنا هذا الذي ذكرت صفاته وخصائصه في أوّل كلامي لن تستطيع طائفة من الطوائف أن تعيش بمعزل عن الدنيا، ولن تستطيع الأُمّة الإسلامية أن تكون بمعزل عن الأُمم الأُخرى، ولذلك فإنّ من أهمّ ما يجب أن ندركه في فهم عصرنا وزماننا لا بدّ لنا ونحن نتحاور ونلتقي ونتفاعل ونختلف ونتّفق مع الشعوب الأُخرى والأُمم الأُخرى لا بدّ لنا من وحدة جامعة، ولا بدّ لنا من قوّة تذهب عنّا طمع الطامعين وتستردّ لنا الهيبة في هذا العالم والمكانة التي كانت في الماضي.
إنّ الشعوب الأوروبّية التي اجتمعت الآن في وحدة ثقافية واقتصادية وعسكرية وبرلمان واحد كانت بينها حروب طاحنة في الأمد القريب المعاصر، وفرّقتها أديان وصراعات بين أنواع من الكنائس كلّها معروفة في التاريخ، وفرّقتها كذلك ألسنة واختلافات ثقافية عديدة، ولا شكّ أنّكم لا تحتاجون إلى تذكير أنّ الحرب العالمية الأُولى والحرب الثانية لم تكن إلّابين الشعوب الأوروبّية، ومع ذلك فقد أدركت هذه الشعوب أنّ قوّتها في عالمنا المعاصر في وحدتها،
ولذلك جلست تدرس أسباب الوحدة الاقتصادية أوّلًا ثمّ الثقافية ثمّ السياسية ثمّ العسكرية، فهي الآن تضرب عن قوس واحدة، وتربّي أبناءها على وحدة ثقافية، بحيث يستطيع الشاب أو الطالب أو الطالبة الجامعية أن تخرج من بيتها في أيّ قطر من أقطار أوروبّا وتسافر من غير جواز بأنحاء أوروبّا وبغير تأشيرة... وكان المسلمون أولى بذلك؛ لأنّهم عاشوا به قبل قرون طويلة، كانت العملة الإسلامية
تنتقل من اليمن جنوباً وحتّى أطراف أوروبّا الشرقية، وحتّى أطراف الصين، تسافر بها القوافل التجارية، ولا يحتاج الواحد إلى تأشيرة؛ لأنّه كان يسافر لأرض قد وحّدها الإسلام،
ونحن مع ذلك لا يجب أن نتفرّق في ذكرى التاريخ، ولكن يجب أن ننظر إلى الأمام.
إنّ الوحدة الإسلامية ممكنة، وأُصولها موجودة، وجذورها لاتزال حيّة، فقط تحتاج إلى الوعي والإدراك فقط، ويجب أن نعلم إخوتنا أنّ الخطر كلّ الخطر والدواهي العظيمة تكمن في هذا الضعف الذي نواجهه وتواجهه شعوبنا اليوم... فقد شبابنا الثقة في علمائنا، وفقد أبناؤنا الثقة في قيادتنا السياسية، ولذلك فإنّ ظاهرة ما يسمّى بالإرهاب الآن ما هي إلّا فقدان هذه الثقة، أراد كثيرمن شباب العالم الإسلامي أن يأخذوا القوى بأيديهم، وأن ينتصروا لكرامتهم بأنفسهم، بأن يقتلوا أنفسهم في كلّ مكان، ولكن يجب أن نعلم وأن يعلموا أنّ هذه الشعوب وهذه الأُمم تحت قيادات تثق فيها، وأن نجعل من وحدتها قوّة تصدّ بها غزو الغزاة وهيمنة المهيمنين، وتستردّ بها كرامتها وعزّتها، وذلك إن شاء اللَّه هو السبيل، وهو ممكن بإذن اللَّه سبحانه وتعالى».