عبد الحميد كشك

من ویکي‌وحدت
عبد الحميد كشك
الاسم عبد الحميد كشك‏
الاسم الکامل عبد الحميد بن عبد العزيز بن محمّد كشك
تاريخ الولادة 1352ه/1933م
محل الولادة البحیرة/مصر
تاريخ الوفاة 1417ه/1996م
المهنة عالم مسلم
الأساتید
الآثار ترك عبد الحميد كشك 108 كتب تناول فيها كافة مناهج العمل والتربية الإسلامية، وصفت كتاباته من قبل علماء معاصرين بكونها مبسطة لمفاهيم الإسلام، ومراعية لاحتياجات الناس.وكان له كتاب من عشرة مجلدات سماه "في رحاب التفسير" ألفه بعد منعه من الخطابة وقام فيه بتفسير القرآن الكريم كاملاً، وهو تفسير يعرض للجوانب الدعوية في القرآن الكريم.
المذهب

عبد الحميد بن عبد العزيز بن محمّد كشك: من مشاهير الدعاة المصريّين.
يقول عنه الدكتور حلمي القاعود: «قصّة الشيخ وكفاحه نموذج رائع ينبغي تقديمه للأجيال الجديدة التي سمعت عنه ولم تستمع إليه.

الولادة

فقد ولد عام 1933 م في مدينة شبراخيت بحيرة، لأُسرة متواضعة، وكان واحداً من ستّة إخوة (ترتيبه الثالث بينهم)، فقد والده وهو صبي بعد أن فقد بصره تماماً في حوالي الثالثة عشرة من عمره، ومع اليتم والفقر والعاهة واصل الطريق متخطّياً العقبات مؤمناً بقضاء اللَّه وقدره، وظهرت علائم تفوّقه مبكّراً منذ المرحلة الابتدائية في الأزهر (الإعدادية الآن)، فألقى دروساً وخطباً حازت إعجاب الناس به وتقديرهم له،
وفي المرحلة الجامعية كان يخطب في مساجد الجمعية الشرعية، وبعد تخرّجه شهد له كبار الدعاة من أمثال الشيخ عبد اللطيف مشتهري والشهيد الشيخ محمّد حسين الذهبي وزير الأوقاف الأسبق.
لقد عوّضه اللَّه عن فقد البصر وذهاب والده نعمة البصيرة وحبّ الناس، ومنحه ذاكرة
واعية لاقطة وحسّاً مرهفاً، ويدلّ على ذلك هذا القدر الهائل من المحفوظات الإسلامية والأدبية، وخاصّة الشعر القديم والحديث الذي يتخلّل استشهاداته وأدلّته على ما يقول أو يعرض من قضايا ومواقف وآراء... ثمّ إنّه إلى جانب ذلك أُوتي حظّاً عظيماً من ملكة التعبير وحسن الصياغة وجمال البيان،
قرّب إليه رجل الشارع البسيط ورجل الثقافة العميق، ففهموا عنه وتأثّروا به. ومن المفارقات أنّ مثقفي المقاهي في القاهرة- وهم خليط من الشيوعيّين والعلمانيّين وغيرهم- شدّتهم ظاهرة الشيخ كشك في الستّينيات والسبعينيات،
وكانوا في أوّل الأمر يسخرون منه ومن خطبه، ولكنّهم بعدئذٍ رأوا فيه نموذجاً فريداً للمقاومة الرائعة التي لا تخشى إرهاباً، ولا تخاف سجناً، ولا تعمل لحساب أحد غير اللَّه.

النشاطات الثقافية

في مسجد الملك- عين الحياة- أو مسجد الشيخ كشك كما صار يسمّى- وإلى الآن- قامت مؤسّسة تربوية وثقافية واقتصادية واجتماعية، ويعدّ الشيخ رحمه الله من أوائل من فكّروا في دروس التقوية المجّانية داخل المساجد، فكان يدرّس للطلبة بنفسه علوم النحو والصرف والبلاغة والأدب، وأصدقاؤه يتولّون تدريس المواد الأُخرى مثل الإنجليزية والفرنسية والجغرافيا والتاريخ والرياضيات،
وكان مسجد الشيخ كشك ملاذاً للمأزومين وذوي الحاجات وأصحاب المشكلات والباحثين عن عمل، وكان هؤلاء جميعاً يجدون بفضل اللَّه حلّاً لمعاناتهم؛ لأنّ الرجل كان مخلصاً، ويعمل لوجه اللَّه، لا يريد من أحد جزاءً ولا شكوراً.... لقد كان مسجده بحقّ فرعاً من فروع المدرسة المحمّدية بكلّ خصائصها الإنسانية الرائعة، وساعة كان يصعد المنبر يعلن: هنا مدرسة محمّد صلى الله عليه و آله، وكان العمل والقول متطابقين في المسجد الذي تحوّل بحقّ إلى مؤسّسة تحلّ مشكلات الجمهور دون أن تكلّف خزينة الدولة قرشاً واحداً.
ولكن هل رضيت السلطة بذلك؟ هل شكرت للرجل تعليمه للشباب وتربيتهم وحلّ معضلات حياتهم؟ كلّا... بل كافأته على ذلك باستدعاءات كثيرة للتحقيق معه حولما يقوله على المنبر وفي دروسه، وأدخلته السجن أكثر من مرّة، وعذّبته، وضيّقت عليه، وهو صاحب البصيرة الذي يحتاج إلى من يعينه لا من يعنّيه، وسلّطت عليه موظّفي الأوقاف بدءاً من الوزير حتّى الخفير ترهيباً له وترغيباً؛ كي يكفّ عن مهاجمة الانحراف، والدفاع عن‏
دين اللَّه، وأطلقت عليه الأقلام المأجورة؛ كي تنال منه وتنتقصه وتنسب إليه ما ليس فيه،
ولكنّه كان مؤمناً أنّ الدعوة لها تبعات ودونها عقبات وعليها ضرائب يجب أن يدفعها الداعية في رضا وصبر، وكان يتمثّل دائماً بقول الشاعر:
ولربّ نازلة يضيق بها الفتى‏
ذرعاً وعند اللَّه منها المخرج‏
ضاقت فلمّا استحكمت حلقاتها
فُرجت وكنت أظنّها لا تفرج‏


في مقابل ما تفعله السلطة، كان الشعب يعبّر عن حبّه العارم للرجل، حتّى بعد أن مات السادات وخرج من السجن ليحرم من مسجده وجمهوره، كان الناس يتداولون شرائط خطبه ودروسه في البيوت والسيّارات والمقاهي والنوادي والمجلّات العامّة... سمعته في بنجلاديش وإستانبول فضلًا عن دول الخليج!
والفتنة الطائفية أبعد ما تكون عن خطبه، فقد تأثّر كثيرون من النصارى الذين يحيطون بالمسجد بما يقوله في خطبه، فأعلنوا إسلامهم اقتناعاً وإيماناً ويقيناً.
وكانت الفترة التي لزم فيها بيته وحيل بينه وبين منبره فرصة ليخاطب الناس من خلال الكلمة المطبوعة، فأنجز على مدى يقرب من عشرين عاماً قرابة الخمسين كتاباً،
تبني النفوس وتهذّب الأفئدة على هدى من كتاب اللَّه وسنّة رسوله صلى الله عليه و آله، ومن هذه الكتب: طريق النجاة، البطولة في ظلّ العقيدة، رياض الجنّة، بناء النفوس، صور من عظمة الإسلام، أصحاب النفوس المطمئنة، اليوم الحقّ، إرشاد العباد، أضواء من الشريعة الغرّاء، شفاء القلوب، حديث من القلب، الإسلام وأُصول التربية، ورثة الفردوس، مصارع الظالمين، الصلح مع اللَّه، غذاء الروح، في رحاب السكينة، منطق الحقّ المبين.

تأليفاته

وقد سجّل الشيخ رحمه الله مذكّراته في كتاب يبلغ نحو ثلاث مائة صفحة بعنوان «قصّة أيّامي»، وتضمّن مسيرته الإنسانية والعلمية والاجتماعية منذ مولده حتّى عام 1986 م، أي: قبل وفاته بعشر سنوات تقريباً (توفّي سنة 1996 م)... لقد ملأ الدنيا وشغل الناس، ولكنّه لم يسع إلى ذلك بقدر ما كان يحلم بإصلاح المجتمع على منهج اللَّه».

المراجع

(انظر ترجمته في: إتمام الأعلام: 223، شخصيات لها تاريخ لعبد الرحمان المصطاوي: 224، وجوه عربية وإسلامية: 52- 56).