انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبد الرحمان الكواكبي»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٣٠: سطر ٣٠:
</div>
</div>
'''عبد الرحمان بن أحمد بن محمّد بن مسعود الكواكبي''': من رجال الإصلاح الإسلامي.
'''عبد الرحمان بن أحمد بن محمّد بن مسعود الكواكبي''': من رجال الإصلاح الإسلامي.
<br>ولد سنة 1855 م في [[حلب]]، وتعلّم بها، وتتلمذ على أبيه وعلى [[خورشيد أفندي]] الذي علّمه [[التركية]] والفارسية، وتولّى نقابة الأشراف بحلب أيضاً، واشتغل بالإدارة والتجارة، وارتاد ميدان العمل الحقوقي والصحفي، وأنشأ جريدتي «[[جريدة الاعتدال|الاعتدال]]»، و «[[جريدة الشهباء|الشهباء]]»، فعطّلتهما الحكومة، وتولّى‏ عدّة مناصب، فحنق عليه إعداء الإصلاح وسعوا به، فسجن وخسر جميع أمواله، فرحل إلى [[مصر]]، وساح في بعض البلاد ك[[الحبشة]] و[[سلطنة هرر]]<br>و[[الصومال]] و[[الحجاز]] و[[الهند]] و[[جاوة]] و[[مسقط]]، واستقرّ في [[القاهرة]] إلى أن توفّي بها سنة 1902 م مسموماً من قبل أعوان السلطان [[عبدالحميد الثاني]] وبتدبير من [[أبي الهدى‏ الصيّادي]].
=الولادة=
ولد سنة 1855 م في [[حلب]]>
=الدراسة=
تعلّم بحلب السوریة ، وتتلمذ على أبيه وعلى [[خورشيد أفندي]] الذي علّمه [[التركية]] والفارسية.
=النشاطات=
وتولّى نقابة الأشراف بحلب أيضاً، واشتغل بالإدارة والتجارة، وارتاد ميدان العمل الحقوقي والصحفي، وأنشأ جريدتي «[[جريدة الاعتدال|الاعتدال]]»، و «[[جريدة الشهباء|الشهباء]]»، فعطّلتهما الحكومة، وتولّى‏ عدّة مناصب، فحنق عليه إعداء الإصلاح وسعوا به، فسجن وخسر جميع أمواله، فرحل إلى [[مصر]]، وساح في بعض البلاد ك[[الحبشة]] و[[سلطنة هرر]]<br>و[[الصومال]] و[[الحجاز]] و[[الهند]] و[[جاوة]] و[[مسقط]]، واستقرّ في [[القاهرة]] إلى أن توفّي بها سنة 1902 م مسموماً من قبل أعوان السلطان [[عبدالحميد الثاني]] وبتدبير من [[أبي الهدى‏ الصيّادي]].
<br>وكان في صراع دائم مع ولاة الأتراك؛ لميوله العربية، ونزعاته الإسلامية، ونهجه الصريح في مقارعة الطغيان والاستبداد.
<br>وكان في صراع دائم مع ولاة الأتراك؛ لميوله العربية، ونزعاته الإسلامية، ونهجه الصريح في مقارعة الطغيان والاستبداد.
<br>له مؤلّفان أشهر من نار على علم، هما: طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد، وأُمّ القرى‏. كما له مؤلّفات أُخرى‏ سرقت من داره بعد وفاته بساعات، منها: صحائف قريش، العظمة للَّه، الأنساب، تجارة الرقيق وأحكامه في الإسلام، وغيرها.
=تأليفاته=
<br>وتعدّ أفكار الكواكبي من الأفكار الهامّة والمؤثّرة على الصعيد الوحدوي، وكان يعتصر ألماً لما تعانيه أُمّة الإسلام من أزمات، ويخاطب المسلمين: «'''تشتكون فقد الرابطة ولكم روابط من وجوه لا تفكّرون في‏إحكامها!'''». ويكفي كتابه «'''أُمّ القرى‏'''» لبيان جهوده الوحدوية، <br>
له مؤلّفان أشهر من نار على علم، هما: طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد، وأُمّ القرى‏. كما له مؤلّفات أُخرى‏ سرقت من داره بعد وفاته بساعات، منها: صحائف قريش، العظمة للَّه، الأنساب، تجارة الرقيق وأحكامه في الإسلام، وغيرها.
=آرائه الوحدوية=
وتعدّ أفكار الكواكبي من الأفكار الهامّة والمؤثّرة على الصعيد الوحدوي، وكان يعتصر ألماً لما تعانيه أُمّة الإسلام من أزمات، ويخاطب المسلمين: «'''تشتكون فقد الرابطة ولكم روابط من وجوه لا تفكّرون في‏إحكامها!'''». ويكفي كتابه «'''أُمّ القرى‏'''» لبيان جهوده الوحدوية، <br>
وكان من المتأثّرين بأفكار [[السيّد جمال الدين]] الوحدوية، وله ميول إصلاحية واضحة ونزعة عارمة في ترميم البيت الإسلامي، من خلال دعوته إلى [[الوحدة الإسلامية]]، وتجاهله التمذهب، ورغبته في إيجاد الحدّ الممكن من الاتّحاد والتقريب بين أبناء [[الأُمّة الإسلامية]].
وكان من المتأثّرين بأفكار [[السيّد جمال الدين]] الوحدوية، وله ميول إصلاحية واضحة ونزعة عارمة في ترميم البيت الإسلامي، من خلال دعوته إلى [[الوحدة الإسلامية]]، وتجاهله التمذهب، ورغبته في إيجاد الحدّ الممكن من الاتّحاد والتقريب بين أبناء [[الأُمّة الإسلامية]].
<br>كانت القضية الكبرى التي شغلت الكواكبي هي استقصاء أسباب تخلّف المسلمين، وبلورة دليل العمل لنهضتهم، وفي هذا الإطار جاءت الأفكار والقضايا التي عرض لها، والتي أودعها كتابيه الفريدين: «أُمّ القرى» و «طبائع الاستبداد».
<br>كانت القضية الكبرى التي شغلت الكواكبي هي استقصاء أسباب تخلّف المسلمين، وبلورة دليل العمل لنهضتهم، وفي هذا الإطار جاءت الأفكار والقضايا التي عرض لها، والتي أودعها كتابيه الفريدين: «أُمّ القرى» و «طبائع الاستبداد».
سطر ٤٣: سطر ٥٠:
<br>ومن كلماته الجامعة في الحرّية والاستبداد: «إنّ الهرب من الموت موت، وطلب الموت حياة.... وإنّ الخوف من التعب تعب، والإقدام على التعب راحة!.... والحرّية هي شجرة الخلد، وسقياها قطرات من الدم المسفوح.... والأسارة (العبودية) هي [[شجرة الزقّوم]]، وسقياها أنهر من دم المخاليق المخانيق.... والاستبداد لو كان رجلًا وأراد أن ينتسب لقال: أنا الشرّ، وأبي الظلم، وأُمّي الإساءة، <br>
<br>ومن كلماته الجامعة في الحرّية والاستبداد: «إنّ الهرب من الموت موت، وطلب الموت حياة.... وإنّ الخوف من التعب تعب، والإقدام على التعب راحة!.... والحرّية هي شجرة الخلد، وسقياها قطرات من الدم المسفوح.... والأسارة (العبودية) هي [[شجرة الزقّوم]]، وسقياها أنهر من دم المخاليق المخانيق.... والاستبداد لو كان رجلًا وأراد أن ينتسب لقال: أنا الشرّ، وأبي الظلم، وأُمّي الإساءة، <br>
وأخي الغدر، وأُختي المسكنة، وعمّتي الضرّ، وخالي الذلّ، وابني الفقر، وبنتي البطالة، وعشيرتي الجهالة، ووطني الخراب، أمّا ديني وشرفي وحياتي فالمال، المال، المال!»، فالحرّية أُمّ الفضائل جميعاً، والاستبداد رأس الرذائل بإطلاق.
وأخي الغدر، وأُختي المسكنة، وعمّتي الضرّ، وخالي الذلّ، وابني الفقر، وبنتي البطالة، وعشيرتي الجهالة، ووطني الخراب، أمّا ديني وشرفي وحياتي فالمال، المال، المال!»، فالحرّية أُمّ الفضائل جميعاً، والاستبداد رأس الرذائل بإطلاق.
<br>وفي تشخيص الكواكبي لأسباب تخلّف المسلمين- والذي سمّاه «الفتور» الذي يحول بين [[الأُمّة]] وبين الحركة والنهضة- رصد- وخاصّة في كتابه «أُمّ القرى»- كلّ الأمراض التي أصابت [[الحضارة الإسلامية]]، الخطير منها والصغير، وسلّط الضوء على الأسباب الأساسية للتخلّف، مثل:<br>1- عقيدة الجبر والزهد المفضية إلى لون من التصوّف المعطّل لطاقات الناس، فالطرق الصوفية - وليس [[التصوّف]] المهذّب للنفس والمزكّي لها- قد اجتذبت جماهير غفيرة، أدارت ظهرها لأسباب التقدّم وسننه وقوانينه، وأخلدت إلى التواكل واستنامت للبدع والخرافات.
==تشخيصه لأسباب تخلف المسلمين==
وفي تشخيص الكواكبي لأسباب تخلّف المسلمين- والذي سمّاه «الفتور» الذي يحول بين [[الأُمّة]] وبين الحركة والنهضة- رصد- وخاصّة في كتابه «أُمّ القرى»- كلّ الأمراض التي أصابت [[الحضارة الإسلامية]]، الخطير منها والصغير، وسلّط الضوء على الأسباب الأساسية للتخلّف، مثل:<br>1- عقيدة الجبر والزهد المفضية إلى لون من التصوّف المعطّل لطاقات الناس، فالطرق الصوفية - وليس [[التصوّف]] المهذّب للنفس والمزكّي لها- قد اجتذبت جماهير غفيرة، أدارت ظهرها لأسباب التقدّم وسننه وقوانينه، وأخلدت إلى التواكل واستنامت للبدع والخرافات.
<br>2- انعدام التنظيمات والجمعيات التي تؤلّف بين طاقات الناس، وتضمن للأفكار بالشورى حصافة أكبر وحصانة تفوق الآراء المفردة، كما تضمن للمشاريع الكبرى الدوام الذي يتجاوز عمر الأفراد وهممهم. وبعبارة الكواكبي: «فإنّ الجمعيات القانونية المنتظمة يتسنّى لها الثبات على مشروعها عمراً طويلًا، يفي بما لا يفي به عمر الواحد الفرد، وتأتي بأعمالها كلّها بعزائم صادقة لا يفسدها التردّد، <br>
<br>2- انعدام التنظيمات والجمعيات التي تؤلّف بين طاقات الناس، وتضمن للأفكار بالشورى حصافة أكبر وحصانة تفوق الآراء المفردة، كما تضمن للمشاريع الكبرى الدوام الذي يتجاوز عمر الأفراد وهممهم. وبعبارة الكواكبي: «فإنّ الجمعيات القانونية المنتظمة يتسنّى لها الثبات على مشروعها عمراً طويلًا، يفي بما لا يفي به عمر الواحد الفرد، وتأتي بأعمالها كلّها بعزائم صادقة لا يفسدها التردّد، <br>
وهذا هو سرّ ما ورد في الأثر من أنّ يد اللَّه مع الجماعة!».
وهذا هو سرّ ما ورد في الأثر من أنّ يد اللَّه مع الجماعة!».
سطر ٥٣: سطر ٦١:
<br>وحاول تأليف الجمعيات التي تعمل في سبيل تطبيق المشروع الإصلاحي الذي بشّر به؛ لأنّه لم يكن من أنصار الثورات العفوية والتمرّدات غير المدروسة، وإنّما أكّد على «أنّه يجب قبل مقاومة الاستبداد تهيئة ما يستبدل به الاستبداد».
<br>وحاول تأليف الجمعيات التي تعمل في سبيل تطبيق المشروع الإصلاحي الذي بشّر به؛ لأنّه لم يكن من أنصار الثورات العفوية والتمرّدات غير المدروسة، وإنّما أكّد على «أنّه يجب قبل مقاومة الاستبداد تهيئة ما يستبدل به الاستبداد».


== المراجع ==
= المراجع =
(انظر ترجمته في: تاريخ آداب اللغة العربية (ضمن المؤلّفات الكاملة لجرجي زيدان) 15: 412- 413، مشاهير الشرق (ضمن المؤلّفات الكاملة لجرجي زيدان) 1: 322- 324، إيضاح المكنون 2: 77، معجم المطبوعات العربية والمعرّبة 2: 1574- 1576، إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 7: 473- 487، المعاصرون: 279- 284، روّاد النهضة الحديثة (ضمن المؤلّفات الكاملة لمارون عبّود) 2: 257- 263، زعماء الإصلاح: 188- 209، الأعلام الشرقية 3: 908، الأعلام للزركلي 3: 298، معجم المؤلّفين 5: 115- 116، الإعلام بتصحيح كتاب الأعلام: 71- 72، موسوعة السياسة 3: 829- 830، موسوعة المورد 6: 41، موسوعة أعلام العرب 1: 301- 302، موسوعة أعلام الفكر الإسلامي: 663- 667، شخصيات لها تاريخ لعبد الرحمان المصطاوي: 226، معجم الأُدباء للجبوري 3: 264، معجم الشعراء للجبوري 3: 124- 125، كفاح علماء الإسلام: 203- 207، الموسوعة العربية العالمية 20: 149، الجامع في تاريخ الأدب العربي الحديث: 84- 89، موسوعة مشاهير وعظماء: 94، تاريخ الحضارات العامّ 6: 580، رعاة الإصلاح: 162- 204، شخصيات لها تاريخ لمحمّد عمارة: 180- 187، موسوعة الأعلام 3: 459، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 1: 360- 361).
(انظر ترجمته في: تاريخ آداب اللغة العربية (ضمن المؤلّفات الكاملة لجرجي زيدان) 15: 412- 413، مشاهير الشرق (ضمن المؤلّفات الكاملة لجرجي زيدان) 1: 322- 324، إيضاح المكنون 2: 77، معجم المطبوعات العربية والمعرّبة 2: 1574- 1576، إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 7: 473- 487، المعاصرون: 279- 284، روّاد النهضة الحديثة (ضمن المؤلّفات الكاملة لمارون عبّود) 2: 257- 263، زعماء الإصلاح: 188- 209، الأعلام الشرقية 3: 908، الأعلام للزركلي 3: 298، معجم المؤلّفين 5: 115- 116، الإعلام بتصحيح كتاب الأعلام: 71- 72، موسوعة السياسة 3: 829- 830، موسوعة المورد 6: 41، موسوعة أعلام العرب 1: 301- 302، موسوعة أعلام الفكر الإسلامي: 663- 667، شخصيات لها تاريخ لعبد الرحمان المصطاوي: 226، معجم الأُدباء للجبوري 3: 264، معجم الشعراء للجبوري 3: 124- 125، كفاح علماء الإسلام: 203- 207، الموسوعة العربية العالمية 20: 149، الجامع في تاريخ الأدب العربي الحديث: 84- 89، موسوعة مشاهير وعظماء: 94، تاريخ الحضارات العامّ 6: 580، رعاة الإصلاح: 162- 204، شخصيات لها تاريخ لمحمّد عمارة: 180- 187، موسوعة الأعلام 3: 459، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 1: 360- 361).
<br>
<br>
[[تصنيف:روّاد التقريب]]
[[تصنيف:روّاد التقريب]]
[[تصنيف:علماء سوريا]]
[[تصنيف:علماء سوريا]]
٤٬٩٤١

تعديل