جماعة التقريب

من ویکي‌وحدت

جماعة التقريب أُنشئت هذه الجماعة في القاهرة سنة 1948م، واستمرّت حتّىٰ عام 1970 م، وقد انفتح بها باب للمسلمين عظيم من الأصل في توحيد صفّهم على اختلاف مذاهبهم في جميع أرجاء المعمورة، فقام المخلصون من هذه الأُمّة بتأليف هذه الجماعة مبتغين من ذلك تأليف قلوب المسلمين،
وتوحيد أُمّتهم، وجمعهم على كلمة سواء، ونبذ التعصّب البغيض الذي يفرّق شمل الأُمّة ؛ لكي يعود المسلمون - وذلك كما كانوا - أُمّة واحدة، رائدها إعلاء كلمة اللّٰه، وغايتها إعزاز دين اللّٰه ونشر شريعته.
وقد جمعت هذه الجماعة صفوة من أهل العلم والدين عند الفريقين، منهم : السيّد حسين البروجردي، والشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء النجفي، والشيخ محمّد تقي القمّي، والشيخ محمّد مصطفىٰ المراغي، والشيخ مصطفىٰ عبدالرزّاق، والشيخ عبدالمجيد سليم، والشيخ محمود شلتوت.
وقد انتسب الأُلوف من مختلف البلدان الإسلامية إلى هذه الجماعة.
وكان من آثار هذه الجماعة قرار الأزهر بدراسة المذهب الشيعي الإمامي والزيدي في كلّية الشريعة، وإدخال دراسة الفقه السنّي في كلّية المعقول والمنقول في جامعة طهران.
وكانت لهذه الجماعة مجلّة ربع سنوية، هي مجلّة «رسالة الإسلام».
والمنهج الذي سارت عليه جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية يتمثّل فيما يلي :
1 - إنّ جماعة التقريب لا تريد المساس بالفقه الإسلامي ولا إدماج بعضها في بعض، بل هي ترى في هذا الاختلاف الفقهي مفخرة للمسلمين ؛ لأنّه دليل على خصوبة في التفكير، وسعة في الأُفق، واستيفاء وحسن تقدير للمصالح التي أنزل اللّٰه شريعته لكفالتها وصونها.
2 - لا تمدّ الجماعة يدها إلّاإلى أقرب المذاهب الإسلامية التي تعتقد العقائد الصحيحة للإسلام والتي يجب الإيمان بها.
3 - الآراء والأفكار التي لا صلة لها بالعقائد الصحيحة لا تؤدّي ولا تدفع إلى التقاطع والتناحر، وإنّما يعذّر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه.
4 - العمل على تبصير المسلمين بدينهم، وقطع أسباب الخلاف والتفريق بينهم.
5 - بيان ما هو عقيدة يجب الإيمان بها وما هو معارف لا يضرّ الخلاف فيها، وإنّ من بين هذه المعارف ما يظنّ أنّه من العقائد، وهو ليس منها عند التحقيق.