الدِّين سنَّة من السُّنن الطبيعية

من ویکي‌وحدت
عنوان مقاله الدِّين سنَّة من السُّنن الطبيعية
زبان مقاله عربي
اطلاعات نشر ایران
نویسنده احمد شفیعی نیا

الدِّين سنَّة من السُّنن الطبيعية خلافا لما يظعمه الكثير من الماديين والملاحدة إنَّ الدِّين سنَّة من السُّنن الطبيعية، على وزان سائر السنن المادية التي يحسها الإنسان ويشعر بالإحتياج اليها.

الدِّين سنَّة من السُّنن الطبيعية

حاجة الإنسان إلى عقيدة دينيه تنبثق من حاجته الى معرقة نفسه ومعرفة الوجود فالإنسان منذ نشأ تطرأ عليه اسئلة: من أين، وإلى أين، ولماذا جئت وجاء هذا الكون العريض؟ والدِّين هو الذى يعرِّف الإنسان الى أين تسير الحياة بعد الموت، والدِّين هو الذى يعرِّف الإنسان لماذا خلق ولماذا فضّل وأنَّه لم يخلق عبثا. وهذه الحاجة الفطرية البشرية حاجة الوجدان والشُّعور؛
لأنَّ الإنسان مركَّب من عقل ووجدان وروح يظل قلق نفسه وجوعان روحه شاعرا بالفراغ، حتَّى تجد عقيدة تطمئن به، فيسكن بعد إضطرابٍ، ويأمن بعد خوفٍ، ويحسَّ أنَّه وجد نفسه، ولذلك جعل القرآن الحاجة إلى الدِّين حاجة فطرة بشرية، واعتبرها سنَّة لا تقبل التَّبديل، تدخل في تكوين الإنسان النفسي، ويشير لذلك النَّص القرآني: >فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ذَلِكَ الدِّين الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ<. وبما أنَّه من السُّنن التي تنشدُّ تغيير حال النَّاس من الضلالة للهدى، ونقلهم من الظَّلام للنُّور، فقد إتَّخذ له طريقين إثنين، طريق التَّشريعات الرَّبانية التي تهدي النَّاس للتي هي أقوم؛ وهذه لا دخل للإنسان فيها؛ إذ لايستطيع تغييرها، وطريق الإيمان الفطري الذي لايستطيع الإنسان تغيير سنته الثابتة التي فطر عليها، لذلك ولأخذ العبرة من هذه السنن الثابتة نجد أنَّ الإنسان قد يستطيع مخالفتها لبعض الوقت بغض الطَّرْف عنها، أو بالإلحاد تارة؛ لكنْ هذه المخالفة عمرُها قصيرٌ؛ ولا تنتج شيئاً،
بل تشكّل وبالاً عليه بعقوبات دنيوية وأخروية من الله، ومن نفس السُّنن لمخالفاته الفطرية لها؛ كما جرت مع الأقوام السَّالفة: >أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ<. وعليه مسألة الإلتزام بها أوفق لصلاح أحواله في الدنيا والآخرة.