إبراهيم الجعفري

من ویکي‌وحدت
ابراهیم جعفری
الاسم إبراهيم الجعفري‏
الاسم الکامل الجعفري‏، إبراهيم الأشيقر
تاريخ الولادة ١٣٦٦ه/ 1947م
محل الولادة کربلاء / العراق
تاريخ الوفاة
المهنة سياسي عراقي مرموق، وداعية وحدة
الأساتید
الآثار
المذهب شيعی

إبراهيم الأشيقر الجعفري: سياسي عراقي مرموق، وداعية وحدة.
ولد في عام 1947 م في كربلاء من أبوين عراقيين. وهو أحد رؤساء الوزراء السابقين في جمهورية العراق بعد إسقاط نظام صدّام عام 2003 م. والجعفري متزوّج، وله خمسة أولاد.
درس الطبّ في جامعة الموصل في العراق، وتخرّج عام 1974 م. وكان قد انضمّ أواسط السبعينات من القرن العشرين إلى حزب الدعوة الإسلامية، وبرز دوره في حزب الدعوة الإسلامية بشكل سريع.
تعرّض الجعفري، مثله مثل أعضاء حزب الدعوة الآخرين، لضغوطات جمّة؛ لتعارض نهجه مع نهج الحزب العراقي الحاكم، ممّا أضطرّه لمغادرة العراق.
زار إيران في تمّوز من عام 1995 م، ونجم المنتخب عن الزيارة عقد عدد من اتّفاقيات التعاون في مختلف المجالات.
وقد أسّس الجعفري العديد من المؤسّسات في المجتمع العراقي، منها: مؤسّسة الشباب العراقي، ومؤسّسة الطالب العراقي، ومؤسّسة المرأة العراقية؛ لتكون رافداً لطبقات المجتمع العراقي.
أسّس بعد ذلك تيّاراً سياسياً أسماه تيّار الإصلاح الوطني، حيث ضمّ الوزراء السنّة في وزارته مع بعض الشخصيات السنّية والعلمانية في محاولة منه لتدارك الانتقادات التي وجّهت له أثناء تولّيه لمنصب رئاسة الوزراء.
وقد وقعت في عهده بعض الأحداث السياسية. وكان الذي سبقه في منصبه أياد علّاوي، والذي خلفه فيه الدكتور نوري كامل المالكي.
من أقواله التي نشرتها مجلّة «رسالة التقريب» الطهرانية: «إنّ العمل من أجل حفظ وحدة الأُمّة وصيانة كرامتها ممّا دلّت عليه الأدلّة العقلية والنقلية. ولم يعد أحد يناقش في مسألة «سرّ قوّة الأُمّة في وحدتها». كما لم يناقش أحد من أنّ أخطر أعداء الأُمّة هو مَن يستهدفها تحت شعار «فرّق تسد».
لكن المشكلة تكمن في أنّ الأُمّة لم تزل دون مستوى مسؤوليتها من الناحية العملية، وهي تعاني من أزمات على مستوى الخطاب والمنهج والمؤسّسة والرموز، ممّا يجعل البحث في كلّ ما يتعلّق بوحدة الأُمّة أمراً ضرورياً ويهمّ الجميع من دون استثناء، فهي إضافة لكونها مسؤولية شرعية أرادها اللَّه تعالى للمسلمين، فهي ضمان لسعادتهم وأمنهم وهي سرّ قوّتهم ومصدر عزّهم.
لم يعد اليوم أمر الوحدة للأُمّة الإسلامية شأناً إسلامياً، بل عاد شأناً عالمياً في وقت تضاربت فيه أطراف العالم وامتزجت الثقافات وتشابكت المصالح ولاحت فيه المخاطر المشتركة، وهو ما يجعل الأُمم الأُخرى‏ أمام مسؤولية الانفتاح على الأُمّة الإسلامية ونزع فتيل الأوضاع التي استبدّت بها ردحاً طويلًا من الزمن.
إنّ ما يمكن أن تقدّمه الأُمّة الإسلامية من إثراء على المستوى الاقتصادي والحضاري والفكري وما تساهم فيه من إرساء قواعد الاستقرار والطمأنينة، يجعلها محطّ احترام العالم كلّه. كما أنّ عامل الأخطار المشتركة التي يعانيها العالم ويحدق بالأُمّة الإسلامية كذلك يدفع هو الآخر باتّجاه عالمية الأُمّة الإسلامية. وعلينا أن نميّز هنا بين العالمية للأُمّة الإسلامية، والتي تطلّ برأسها الحضاري البنّاء والمساهم في إثراء الأُمم الأُخرى والمشاطر لهمومها بكلّ ثقة، وبين تدويل الأُمّة وجعلها رهينة حسابات دولية تبتزّ خيراتها وتعرقل حركة نموّها وتنظّر لها من وحي العقدة الفوقية.
إنّ الحضور العالمي للأُمّة الإسلامية يتجلّى في صورة التعاطي الفكري والاقتصادي والفنّي والسياسي لما يعزّز موقعها المرموق ويجعلها في الصدارة وأخذ زمام المبادرة في دعم الأُمم الأُخرى والاستفادة من تجاربها في عالم يراد له أن يكون عالم آمن وقوي ومزدهر بعيداً عن التوتّر والحروب.
وقال: «إنّما نتناول الحديث عن موضوع كالوحدة؛ لأنّ الأُمّة لم تزل تعاني من التفرقة والتمزّق في الكثير من مجالاتها، ولأنّ الترابط بين تماسكها الداخلي وأدائها الخارجي في سياقات التعامل مع الأُمم الأُخرى عضوي، ومن خلال مصدر مقدّس كالقرآن الكريم؛ لأنّه يحظى بتسليم كلّ المسلمين ومن مختلف خلفياتهم المذهبية. وحيث إنّ موضوع الوحدة
يستهدف الفرقاء المسلمين أنفسهم، فكان من الطبيعي أن ننطلق من كتاب اللَّه الكريم عليهم ليتفتّحوا عليه جميعاً، فقد ينغلق البعض من أبناء المذاهب تجاه الآخرين من المذاهب الأُخرى إذا ما تمّ الانطلاق من الأحاديث والروايات التي لا يسلّم المخاطب باعتبارها ولو إلى حدٍّ ما، بينما سلّم المسلمون جميعاً لحاكمية القرآن الكريم على الحديث مهما كانت صحّة سنده ووضوح دلالته».
وفي سياق حديثه عن أهمّ عناصر الوحدة الإسلامية في القرآن الكريم يقول: «هناك عناصر متعدّدة ومتنوّعة: 1- المعرفية. وَ إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ‏ (سورة المؤمنون: 52)....». وهكذا يتسلسل في كلامه حتّى‏ يصل إلى العنصر العاشر، وهو قوله: «10- الرمزية الوحدوية».
مثلما يكون للوحدة خطابها، يكون للوحدة رمزها وخطيبها. ومثلما لا تكون ثورة ولا دولة ولا وحدة من دون خطاب، كذلك الحال لا ثورة ولا دولة ولا وحدة بدون خطيب.
والأُمّة وإن تتأثّر كثيراً بالخطاب، لكنّها لا تستغني عن الخطيب (الرموز) الذي يجسّد وحدتها ويتّسع لمجمل مكوّناتها.
إنّ دعوة الوحدة تحتاج إلى خطاب الوحدة وتحتاج إلى رموز وحدوية .... الرموز الوحدوية من كلا الخلفيتين المذهبية الشيعية والسنّية. فلا يكفي أن يكون الرمز الشيعي مقبولًا شيعياً فقط أو الرمز السنّي يكون مقبولًا سنّياً فقط، بل علينا أن نطرح رموزاً شيعية مقبولة لدى أبناء السنّة ورموز سنّية مقبولة لدى الشيعة كذلك.
إنّ التعاطي السنّي- الشيعي على مستوى الرموز المقبولة لدى الوسطين من شأنه أن يحدث آثاراً بالغة على طريق الوحدة».
ثمّ يبيّن الدكتور الجعفري أهمّ التحدّيات التي تواجه الأُمّة الإسلامية في مسيرتها الوحدوية بقوله:
«أوّلًا: النعرة الطائفية.
وهنا ينبغي أن نميّز بين الانتماء المذهبي والنعرة الطائفية، فالانتماء المذهبي: تعبير مشروع عن ارتباط المسلم بمذهب فقهي معيّن يعتقد هو ببراءة ذمّته حين يعمل بموجبه، فيما تكون النعرة الطائفية: حالة من العصبية تنطلق من تعصّب مقيت يولّد كراهية لأبناء الطوائف الأُخرى. وفي الوقت الذي يعزّز الانتماء المذهبي روح الأُخوّة الإسلامية بين كافّة أبناء المذاهب الإسلامية نجد النعرة الطائفية تكون على عكس ذلك؛ إذ تطرح نمطية الاحتراب وثقافة التشاتم بين أبناء الأُمّة الإسلامية، حتّى أنّها قد تصل- أي: النعرة الطائفية- إلى أسوأ مدياتها في استباحة دماء المسلمين من أبناء الطوائف الأُخرى. وقد تفرز هذه رموزاً طائفية وخطاباً طائفياً وفقهاً طائفياً يعطي للنعرة الطائفية مبرّراً شرعياً ويعبّئ أبناء الطائفة بالاتّجاه المضادّ.
وهنا لا بدّ أن نشير إلى حقيقة الحوار المفتوح بين أبناء المذاهب الذي ينطلق من ذات المثقّف المذهبي الذي يستهدف الوصول إلى الحقيقة.
كما أنّنا نعتبر أنّ المؤسّسات ذات الطابع التعريفي لكلّ مذهب من المذاهب هي الأُخرى أمراً مشروعاً مادامت تتحرّك في أروقة فكرها ودون أن تمسّ فكر الآخرين بسوء.
أمّا المؤسّسات ذات الطابع الكيدي التي تكرّس كلّ جهودها من أجل النيل من فكر الآخرين فهي ولا شكّ تدخل في نطاق النعرة الطائفية.
ثانياً: التسييس الطائفي.
ونقصد به: النظرة إلى الأفكار والمفاهيم إلى كلّ مذهب من المذاهب من منظور سياسي وليس من منظور معرفي محدّد، وتسييس الحالة الطائفية يحول دون التعرّف الإيجابي بين أبناء المذاهب، وهو ما لا ينسجم مع المفاهيم القرآنية التي أرادت لكلّ المختلفين من أبناء الشعوب والقبائل أنّهم يتعارفون على بعضهم البعض ومن موقع التعارف يجري بينهم الحوار والتعامل: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى‏ وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ‏.
ثالثاً: العقدة الماضوية.
إنّ قراءة التأريخ قراءة متأنّية تعبر بجيلنا الحاضر إلى الأجيال الماضية لاستلهام التجارب والاستفادة من العبر أمر مطلوب إلى حدّ كبير، غير أنّ تحويل التأريخ إلى عقدة ماضوية تؤثّر على حاضرنا تأثيراً سلبياً وتجعله حاجزاً يحول دون التعامل بين أبناء الأُمّة الإسلامية فهو أمر مختلف.
من هنا كان علينا أن نقرأ التأريخ قراءة مستقبلية، بمعنى: أنّنا نستفيد من نجاحاتنا في التاريخ ونجاحات الآخرين لدفع عجلة التعاون في مجال الوحدة نحو الأمام. كما أنّنا نستفيد من أخطائنا التاريخية لتلافي تكرارها وعدم تحوّلها إلى عقبات في الطريق.
هناك الكثير من المواقف المشرقة التي أقدم عليها أهل البيت عليهم السلام تدفع باتّجاه الوحدة وتجعل من أصحابهم منفتحين على أبناء المذاهب الأُخرى. فعلى سبيل المثال ما نصح به الإمام الصادق عليه السلام لأبان بن تغلب- وهو يتحدّث في مسجد النبي صلى الله عليه و آله-: «انظر ما علمت أنّه من قولهم فأخبرهم بذلك»، وهو ما يعني بأنّ الإمام يأمر أصحابه بالانفتاح على التعرّف على المذاهب الأُخرى‏، كما أنّه يحثّه على احترام ما يعتقدون به ليجيبهم وفق ما يعتقدون.
رابعاً: الانكفاء الذاتي.
ما تتميّز به بعض الفرق الإسلامية في التاريخ من انكفاء ذاتي أضفى عليها نمطية باطنية في الأداء، وجعلها تعيش حصاراً داخلياً ربّما يولّد في لا شعورها وشعورها كراهية عارمة تجاه الآخرين.
كما أنّها أصبحت- والحالة هذه- تعاني من عقدة الاضطهاد بسبب عزلتها عنهم.
والانكفاء الذاتي هذا تتسبّب فيه عدّة عوامل، منها: ما ينطلق من الظرف الاجتماعي الضاغط على مجموعة ما أو طائفة معيّنة، ومنها: ما ينطلق من ذات المجموعة أو أبناء الطائفة. ومن أجل التخلّص من هذه الظاهرة السلبية لا بدّ أن تتوفّر أجواء الصحّة الاجتماعية الكافية التي تحترم كلّ معتقدات ومتبنّيات أبناء الطوائف الأُخرى. كما لا بدّ لذات الطائفة أن تتمتّع بالثقة الكافية والتخلّص من الشعور بعقدة الاضطهاد وتطوير خطابها للتعامل مع الوسط الاجتماعي التي تتحرّك فيه.
خامساً: عقدة الإقصاء والتسيّد الطائفي.
حاول بعض السلاطين أن يقصي أبناء المذاهب الأُخرى ممّن لا ينتمون إلى مذهبه، وقد أدّت هذه النعرة إلى وقوع ضحايا كثيرة وألحقت الظلم بأبناء المذاهب الأُخرى، كما حاولت الدولة الفاطمية في تعاملها مع بعض أبناء المذاهب السنّية، فيما وجّهت الدولة الأيّوبية بالمقابل ضغوطاً وممارسات قاسية على الفاطميّين لنفس الدوافع والأسباب ولتحقيق نفس النتائج.
إنّ مثل هذه السياسات والممارسات وإنّ تحقّق نتائج شخصية لواضعيها، ولكنّها لا شكّ مضرّة في مصلحة الأُمّة، وإنّها لا محالة زائلة في حسابات الأُمّة وعلى مدى عمرها الذي يتجاوز عمر واضعيها».