الاسم عمر بن علي بن الحسين عليهما السلام [١]
كنيته أبو حفص [٢].
نسبه الحسيني، الهاشمي [٣].
لقبه الأشرف، الأصغر، المدني [٤].
طبقته السابعة [٥].

عمر بن علي بن الحسين عليهما السلام هو من أولاد الإمام علي بن الحسين السجادعليه السلام، وأُمّه أُمّ ولد، ولقّب بالأشرف والحسيني لانتسابه عن طريق الأب إلى الإمام الحسين بن علي، ومنه إلى الإمام علي بن أبي طالب و فاطمة الزهراء عليها السلام، وعُرف بالأصغر عند أرباب التراجم والرجال؛ لتمييزه عن عمر بن علي بن أبي طالب المعروف بالأكبر [٦].

ولد عمر علياً وإبراهيم وخديجة وأُمهم أُمّ ولد، وجعفراً وهو البشير وأُمّه أُمّ إسحاق بنت محمّد بن عبداللَّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب، ومحمّد بن عمر وموسى - وهو كَرْدَم - وخديجة وحبّة ومحبة وعبدة وأُمهم أُمّ موسى بنت عمر ابن علي بن أبي طالب [٧]. وأعقب عمر الأشرف من رجل واحد وهو علي الأصغر المحدّث، وهو لأُم ولد [٨].

وكان الشريف المرتضى (355 - 436 ه ) والشريف الرضي (404 ه ) من أحفاد إحدى بناته [٩].

وكان عمر أحد علماء السادة [١٠]. وذكروا أنّ أخاه الإمام الباقرعليه السلام كان يحترمه كزيد ويقول: «عمر كعينيّ التي أرى بهما» [١١]. وذكر الشيخ المفيد أ نّه كان فاضلاً جليلاً، ولي صدقات النبي صلى الله عليه وآله وصدقات أمير المؤمنين عليه السلام، وكان ورعاً سخيّاً [١٢].

وروي عنه قوله: «المفرط في حبّنا كالمفرط في بغضنا، لنا حقّ بقرابتنا من نبيّنا عليه وآله السلام، وحقّ جعله اللَّه لنا، فمن تركه ترك عظيماً، انزلونا بالمنزل الذي أنزلنا اللَّه به، ولاتقولوا فينا ماليس فينا، إن يعذّبنا اللَّه فبذنوبنا، وإن يرحمنا فبرحمته وفضله»[١٣]. وقد وردت مثل هذه الكلمات عن ائمة أهل البيت عليهم السلام، ومن جملتهم الإمام علي عليه السلام حيث قال: «هلك فيّ رجلان: محبّ غالٍ ومبغض قالٍ» [١٤].

إلّا أنّ الرواية التي نقلها ابن سعد وغيره عنه لاتتلاءم مع ما عرفناه عن أهل البيت عليهم السلام، بل ومع المسلّمات التي ذكرت عنهم في مصادر أهل السنّة. فقد روى ابن سعد عن فضيل بن مرزق قال: سألت عمر بن علي وحسين بن علي عمَّيْ جعفر، قلت: هل فيكم أهل البيت إنسان مفترضة طاعته تعرفون له ذلك، ومن لم يعرف له ذلك فمات مات ميتة جاهلية؟ فقالا: لا واللَّه ما هذا فينا، من قال هذا فينا فهو كذّاب! قال: فقلت لعمر بن علي: رحمك اللَّه إنّ هذه منزلة تزعمون أنّهاكانت لعلي أنّ النبي صلى الله عليه وآله أوصى إليه، ثمّ كانت للحسن أنّ علياً أوصى إليه، ثمّ كانت للحسين أنّ الحسن أوصى إليه، ثمّ كانت لعلي بن الحسين أنّ الحسين أوصى إليه، ثمّ كانت لمحمد بن علي أنّ علياً أوصى إليه، فقال: واللَّه لَمات أبي فما أوصى بحرفين، قاتلهم اللَّه! واللَّه إنّ هؤلاء إلّا متأكّلون بنا [١٥].

وهذه الرواية تتعارض مع ما نقله الشيخ الطوسي عن النبي صلى الله عليه وآله. فقد ورد عن أبي ذر أنّه قال: رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال: «ياعلي! أنت أخي وصفيّي، ووصيّي ووزيري وأميني، مكانك منّي في حياتي وبعد موتي كمكان هارون من موسى إلّا أ نّه لانبي معي، من مات وهو يحبّك ختم اللَّه عزّ وجلّ له بالأمن والإيمان، ومن مات وهو يبغضك لم يكن له في الإسلام نصيب» [١٦]. فالتعارض والتضادّ واضح بين الرواية المذكورة عنه وبين الروايات الأخرى المنقولة عن أهل البيت عليهم السلام في المصادر الروائية والتاريخية؛ كالكافي وإرشاد المفيد وأعلام الورى وإثبات الهداة.

وعلاوة على هذا فإنّ الرواية المذكورة تتعارض مع عشرات الروايات المنقولة من طريق أهل السنّة؛ كحديث الثقلين والمنزلة والغدير والسفينة وغيرها. والأهمّ من كلّ هذا أنّ هذه الرواية - على فرض صحّتها - فهي إنّما تعكس رأي عمر بن علي بن الحسين عليه السلام، وهي ليست حجّة على غيره.

وعلى كلّ حال، فقد كان أخوه الإمام أبو جعفر محمّد بن علي عليه السلام يكرمه ويرفع من منزلته [١٧]، وكان يعتبره كعينيه كما مرّ [١٨].

موقف الرجاليّين منه

يبدو أنّ منزلته في الرواية عند الشيعة وأهل السنّة ليست معروفة بشكل واضح. فقد أورده ابن حبّان في كتاب «الثقات» وقال في نفس الوقت: «يخطئ» [١٩]. وقال فيه ابن حجر: «صدوق فاضل» [٢٠]. وانفرد ابن داود من الرجاليين الشيعة فذكره في القسم الأول من كتابه ضمن الرواة المعتبرين [٢١].

هذا وعدّه الشيخ الطوسي في أصحاب السجاد والباقر والصادق عليهم السلام [٢٢].

مَن روى عنهم ومَن رووا عنه

روى عن الائمة: السجاد والباقر والصادق عليهم السلام. وروى عن سعيد بن مرجانة.[٢٣]

وروى عنه جماعة، منهم: ابناه: علي ومحمّد، وابن أخيه: حسين بن زيد بن علي، فطر بن خليفة، فضيل بن مرزوق، محمّد بن إسحاق. وقد وردت رواياته في المصادر الروائية لأهل السنّة؛ كالأدب المفرد للبخاري وصحيح مسلم ومراسيل أبي داود وسنن الترمذي والنسائي، وبعض الكتب الروائية للشيعة؛ كالكافي وإرشاد المفيد [٢٤].

من رواياته

روى الكليني بسنده عن عمر بن علي، عن أبيه السجادعليه السلام: أنّ النبي صلى الله عليه وآله قال: «من ردّ عن قوم من المسلمين عادية (ماء) أو ناراً وجبت له الجنّة» [٢٥].

وفاته

توفّي عمر في النصف الأول من القرن الثاني الهجري، في عصر إمامة الصادق عليه السلام (114 - 148 ه ) وكان عمره 65 سنة، وعلى قول 70 سنة [٢٦].


المراجع

  1. الطبقات الكبرى‏ 5: 324، جامع الرواة 1: 636، الجرح والتعديل 6: 124.
  2. معجم رجال الحديث 14: 53.
  3. كتاب التاريخ الكبير 6: 179.
  4. تهذيب الكمال 21: 466، عمدة الطالب: 305، رجال ابن داود: 145.
  5. تقريب التهذيب 2: 61.
  6. راجع ترجمة عمر بن علي بن أبي طالب المتقدمة في هذا الكتاب. وانظر: عمدة الطالب: 305، المعارف: 215.
  7. الطبقات الكبرى‏ 5: 324.
  8. عمدة الطالب: 305.
  9. المصدر السابق.
  10. لباب الأنساب 1: 380، تنقيح المقال 2: 346.
  11. تنقيح المقال 2: 346.
  12. إرشاد المفيد 2: 170، وانظر: جامع الرواة 1: 636.
  13. إرشاد المفيد 2: 171، لباب الأنساب 1: 380.
  14. نهج البلاغة: 489، 558.
  15. الطبقات الكبرى‏ 5: 324 - 325، تهذيب الكمال 21: 467.
  16. أمالي الطوسي: 544.
  17. تهذيب التهذيب 426، تهذيب الكمال 21: 468.
  18. تنقيح المقال 2: 346.
  19. كتاب الثقات 7: 180.
  20. تقريب التهذيب 2: 61.
  21. رجال ابن داود: 145.
  22. رجال الطوسي: 127، 251، رجال ابن داود: 145، وانظر: مستدركات علم رجال الحديث 6: 104.
  23. أنظر: رجال صحيح مسلم 2: 38، تهذيب الكمال 21: 466، إرشاد المفيد 2: 170.
  24. تهذيب الكمال 21: 468، تهذيب التهذيب 7: 426، إرشاد المفيد 2: 170، 171، مستدركات علم رجال الحديث 6: 103.
  25. الكافي 2: 131 حديث 8.
  26. تاريخ الإسلام 7: 432، رجال الطوسي: 251.