الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السلفية في العراق»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
=السلفية في العراق=
=السلفية في العراق=
==مدخل==


لم تكن للدعوة [[الوهابية]] شعبية في [[العراق]] في العهد الملكي وحتى نهاية الثمانينات. ثم بدأت تنمو في المدن العراقية في الوسط والأماكن ذات الغالبية السنية، بعد استفحال أزمة النظام الحاكم وسياسته التخريبية في جميع المجالات وآثار حروبه الكارثية. ولا يمكن الحديث عن فكر الحركة إلا بالعودة الى طروحات أقطابها وفقهائها في بيئة نشأتها الأولى.
لم تكن للدعوة [[الوهابية]] شعبية في [[العراق]] في العهد الملكي وحتى نهاية الثمانينات. ثم بدأت تنمو في المدن العراقية في الوسط والأماكن ذات الغالبية السنية، بعد استفحال أزمة النظام الحاكم وسياسته التخريبية في جميع المجالات وآثار حروبه الكارثية. ولا يمكن الحديث عن فكر الحركة إلا بالعودة الى طروحات أقطابها وفقهائها في بيئة نشأتها الأولى.
سطر ٧: سطر ٩:
==الجذور الفكرية==
==الجذور الفكرية==


تعتمد الوهابية في طروحاتها السياسية على منهج سلفي يستمد أصوله من منهج أحمد بن حنبل 164هـ - 241هـ . وقد ذاع صيت الامام أحمد بعد تعرضه للسجن في عهد المأمون والمعتصم لرفضه فكرة خلق القرآن، وإبراز كتب أهل السنة والجماعة لدوره ومعاناته في السجن نتيجة موقفه من الحادثة المعروفة في التاريخ وفي الفقه والعقائد الاسلامية والمسماة بـ "محنة خلق القرآن"، التي جرت في عهود كل من المأمون والمعتصم والواثق، وانتهت في زمن المتوكل بعد الهجوم على المعتزلة الذين خالفوا طريقة "السلف" في فهم العقائد، واعتمدوا على منهج عقلاني في طرح تصوراتهم العقائدية.
تعتمد الوهابية في طروحاتها السياسية على منهج سلفي يستمد أصوله من منهج [[أحمد بن حنبل]] 164هـ - 241هـ . وقد ذاع صيت الامام أحمد بعد تعرضه للسجن في عهد المأمون والمعتصم لرفضه فكرة خلق القرآن، وإبراز كتب أهل السنة والجماعة لدوره ومعاناته في السجن نتيجة موقفه من الحادثة المعروفة في التاريخ وفي الفقه والعقائد الاسلامية والمسماة بـ "محنة خلق القرآن"، التي جرت في عهود كل من [[المأمون]] و[[المعتصم]] و[[الواثق]]، وانتهت في زمن [[المتوكل]] بعد الهجوم على [[المعتزلة]] الذين خالفوا طريقة "السلف" في فهم العقائد، واعتمدوا على منهج عقلاني في طرح تصوراتهم العقائدية.


وارتبطت سلفية الامام أحمد في العقائد الإسلامية بسلفيته في مجال السياسة والسير على نهج ما اتبعه أكثر الصحابة والتابعين وفي مجال القضية الخلافية الأساسية في الإسلام "قضية الخلافة والسلطة الإسلامية"، فرأى جواز إمامة من تغلب في الحرب، والأكثر من هذا يرى أن من تغلب وإن كان فاجرا تجب طاعته، حتى لا تكون الفتن، ومن حق الخليفة أن يعهد بالخلافة لمن يراه صالحا من بعده.
وارتبطت سلفية الامام أحمد في العقائد الإسلامية بسلفيته في مجال السياسة والسير على نهج ما اتبعه أكثر الصحابة والتابعين وفي مجال القضية الخلافية الأساسية في الإسلام "قضية الخلافة والسلطة الإسلامية"، فرأى جواز إمامة من تغلب في الحرب، والأكثر من هذا يرى أن من تغلب وإن كان فاجرا تجب طاعته، حتى لا تكون الفتن، ومن حق الخليفة أن يعهد بالخلافة لمن يراه صالحا من بعده.


وإضافة الى ابن حنبل، تعتمد هذه الحركة على أفكار ابن تيمية "728هـ - 1328م"، الذي قال في كتابه المشهور "السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية" :ان ستين سنة من إمام جائر أصلح من ليلة واحدة بلا سلطان.
وإضافة الى ابن حنبل، تعتمد هذه الحركة على أفكار ابن تيمية "728هـ - 1328م"، الذي قال في كتابه المشهور "[[السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية]]" :ان ستين سنة من إمام جائر أصلح من ليلة واحدة بلا سلطان.


وفكرة القبول بالحاكم الظالم على أساس قبول الأمر الواقع فكرة أقدم من طروحات أحمد بن حنبل. فهذه الفكرة تنسب الى السياسي العربي عمرو بن العاص القائل: "سلطان عادل خير من سلطان ظالم، وسلطان غشوم خير من فتنة تدوم"، حسبما أورد اليعقوبي في تاريخه. وهو قول مشابه لرأي القانوني الفرنسي الكاثوليكي المحافظ فرانسوا لوجاي العام 1589م، في كتابه المسمى كرامة الملك والأمراء السادة، "إن مئة عام تحت حكم طاغية، أهون من مقاساة يوم واحد في ظل حرب أهلية".
وفكرة القبول بالحاكم الظالم على أساس قبول الأمر الواقع فكرة أقدم من طروحات أحمد بن حنبل. فهذه الفكرة تنسب الى السياسي العربي عمرو بن العاص القائل: "سلطان عادل خير من سلطان ظالم، وسلطان غشوم خير من فتنة تدوم"، حسبما أورد [[اليعقوبي]] في تاريخه. وهو قول مشابه لرأي القانوني الفرنسي الكاثوليكي المحافظ فرانسوا لوجاي العام 1589م، في كتابه المسمى كرامة الملك والأمراء السادة، "إن مئة عام تحت حكم طاغية، أهون من مقاساة يوم واحد في ظل حرب أهلية".


وانعكست هذه الفكرة على موقف الكثير من الإسلاميين من نظام صدام حسين، إذ اعتبروا بقاءه أفضل من الفتنة التي يجلبها الأميركان. وهذا ما نلمسه من موقف مجموعة علماء المسلمين السنة الذين أصدروا بيانا خارج العراق، ومن دون ضغوط من النظام العراقي آنذاك، ضد احتمالات الغزو الأميركي ودعوا الناس إلى الجهاد ضدهم، من دون أن يشيروا بأي شكل من الأشكال الى مسئولية النظام العراقي وجرائمه بحق الشعب العراقي.
وانعكست هذه الفكرة على موقف الكثير من الإسلاميين من نظام صدام حسين، إذ اعتبروا بقاءه أفضل من الفتنة التي يجلبها الأميركان. وهذا ما نلمسه من موقف مجموعة علماء المسلمين السنة الذين أصدروا بيانا خارج العراق، ومن دون ضغوط من النظام العراقي آنذاك، ضد احتمالات الغزو الأميركي ودعوا الناس إلى الجهاد ضدهم، من دون أن يشيروا بأي شكل من الأشكال الى مسئولية النظام العراقي وجرائمه بحق الشعب العراقي.


وتعتمد هذه الحركة على فكرة "الفرقة الناجية"، التي طرحها ابن تيمية، ويعبر عنها أحد السلفيين الجدد بفكرة "الطائفة المنصورة"، والتي تجد صدى لها في فتاوى عدد كبير من رجال الدين السعوديين من ذوي الاتجاه الجهادي.
وتعتمد هذه الحركة على فكرة "[[الفرقة الناجية]]"، التي طرحها [[ابن تيمية]]، ويعبر عنها أحد السلفيين الجدد بفكرة "الطائفة المنصورة"، والتي تجد صدى لها في فتاوى عدد كبير من رجال الدين السعوديين من ذوي الاتجاه الجهادي.


يعتقد ابن تيمية أن الأمة الإسلامية ليست كلها على الحق ولا هي مضمونة النجاة، وانما بعض منها وهم "أهل الحديث"، الذين كانوا يشكلون "الفرقة الناجية". ويقول: "ان الله لم يكن ليجمع هذه الأمة على ضلالة، وإنه لايزال فيها طائفة ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم".
يعتقد ابن تيمية أن الأمة الإسلامية ليست كلها على الحق ولا هي مضمونة النجاة، وانما بعض منها وهم "أهل الحديث"، الذين كانوا يشكلون "الفرقة الناجية". ويقول: "ان الله لم يكن ليجمع هذه الأمة على ضلالة، وإنه لايزال فيها طائفة ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم".


أما منهج السلفيين في أصول الفقه، فهو منهج الامام أحمد وطريقته في الأصول، أي العلم بالقواعد والأدلة الإجمالية التي يتوصل بها الى استنباط الحكم الشرعي. وهو منهج يعتمد بالدرجة الأولى على النصوص "القرآن والسنة"، فإذا وجد النص أفتي به، ثم الاعتماد بالدرجة الثانية على فتاو الصحابة. واذا ما اختلف الصحابة يجرى اختيار القول الأقرب الى الكتاب والسنة. كما يأخذ بالحديث المرسل والضعيف، وأخيرا بالقياس عند الضرورة.
أما منهج السلفيين في أصول الفقه، فهو منهج الامام أحمد وطريقته في الأصول، أي العلم بالقواعد والأدلة الإجمالية التي يتوصل بها الى استنباط الحكم الشرعي. وهو منهج يعتمد بالدرجة الأولى على النصوص "القرآن والسنة"، فإذا وجد النص أفتي به، ثم الاعتماد بالدرجة الثانية على فتاوى الصحابة. واذا ما اختلف الصحابة يجرى اختيار القول الأقرب الى الكتاب والسنة. كما يأخذ بالحديث المرسل والضعيف، وأخيرا ب[[القياس]] عند الضرورة.


لم تصطدم الدعوة السلفية بالسلطة الحاكمة في بغداد بسبب موقفها الفكري من مسألة السلطة، واستطاعت التكيف حتى من خلال العمل داخل حزب البعث الحاكم. وركزت في دعوتها ونشاطها على مجال العبادات "عدم زيارة القبور، النهي عن الاستعانة بغير الله، معاداة التيار السياسي الشيعي، ونعتهم بالرافضة والمارقين، الحجاب الاسلامي" إضافة الى معاداة التصوف والمتصوفة وشيوخ الطرائق. فعلى سبيل المثال قام جند الاسلام بهدم ضرائح الأولياء في بيارة، وهي قصبة تقع شمال حلبجة على الحدود مع ايران.
لم تصطدم الدعوة السلفية بالسلطة الحاكمة في بغداد بسبب موقفها الفكري من مسألة السلطة، واستطاعت التكيف حتى من خلال العمل داخل حزب البعث الحاكم. وركزت في دعوتها ونشاطها على مجال العبادات "عدم زيارة القبور، النهي عن الاستعانة بغير الله، معاداة التيار السياسي الشيعي، ونعتهم بالرافضة والمارقين، الحجاب الاسلامي" إضافة الى معاداة التصوف والمتصوفة وشيوخ الطرائق. فعلى سبيل المثال قام جند الاسلام بهدم ضرائح الأولياء في بيارة، وهي قصبة تقع شمال حلبجة على الحدود مع ايران.


وفي كردستان العراق اتخذت الدعوة السلفية أشكالا متطرفة: "حزب التوحيد، جند الاسلام وغيرهما"، وهذه التسميات سبق ان استخدمت من قبل القوات العسكرية للحركة الوهابية في الجزيرة العربية في حملاتها العسكرية الداخلية والخارجية.
وفي كردستان العراق اتخذت الدعوة السلفية أشكالا متطرفة: "[[حزب التوحيد]]، جند الاسلام وغيرهما"، وهذه التسميات سبق ان استخدمت من قبل القوات العسكرية للحركة الوهابية في الجزيرة العربية في حملاتها العسكرية الداخلية والخارجية.


==العلاقة السلفية- الاخوانية==
==العلاقة السلفية- الاخوانية==
سطر ٥١: سطر ٥٣:
وبعد ذكر آيات قرآنية وأحاديث للنبي، تم تأويلها بما ينسجم ووجهتهم السياسية، تذكر تلك الهيئة مجموعة من أقوال الفقهاء المتشددين وغالبيتهم من الحنابلة، لتبرير تكفير وقتل العناصر المذكورة سالفا.
وبعد ذكر آيات قرآنية وأحاديث للنبي، تم تأويلها بما ينسجم ووجهتهم السياسية، تذكر تلك الهيئة مجموعة من أقوال الفقهاء المتشددين وغالبيتهم من الحنابلة، لتبرير تكفير وقتل العناصر المذكورة سالفا.


ومما ورد في بيان الهيئة الشرعية: "قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في النواقض العشر المجمع عليها، قال الناقض الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين والدليل قوله تعالى "ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" "المائدة: 51". وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز في "فتاويه1/274": "وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم". كما خاطبت هذه الحركة مجموعة من رجال الدين للحصول على فتاوى لتبرير العمليات الانتحارية، ومنهم حامد العلي، ناصر العمر، أبوبصير الطرطوسي، سليمان بن ناصر بن عبدالله العلوان.
ومما ورد في بيان الهيئة الشرعية: "قال الشيخ [[محمد بن عبدالوهاب]] رحمه الله في [[النواقض العشر]] المجمع عليها، قال الناقض الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين والدليل قوله تعالى "ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" "المائدة: 51". وقال الشيخ [[عبدالعزيز بن باز]] في "فتاويه1/274": "وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم". كما خاطبت هذه الحركة مجموعة من رجال الدين للحصول على فتاوى لتبرير العمليات الانتحارية، ومنهم [[حامد العلي]]، [[ناصر العمر]]، [[أبو بصير الطرطوسي]]، [[سليمان بن ناصر بن عبدالله العلوان]].


وفي جواب لحامد العلي عن الموقف من الشرطة العراقية ومجالس الإدارة، يقول: "كل من كان في صف العدو عونا وجزءا من معسكره في القتال، يكون حكمه حكمهم، ولكن على المجاهدين أن يكونوا واعين لعدم تشتيت القوة الجهادية في غير الضربات النوعية لنقاط قوة العــدو". وتقدير توجيه العمليات بحيث تحدث أكبر الأثر في المحتل وتوفير قوة الجهاد، بحيث لا تستهلك في صراع مع الذين يتمترس بهم العدو من أهل البلد، على حساب العدو الأصلي المحتل - الذي يلتف الشعب حول من يجاهده ويكون الشعب درءا له وعونا - تقدير ذلك كله متروك للمجاهدين في الموضع. وإنما المعونة على قدر صلاح النية، وهذا جواب عام يصلح لكل مكان، لا نعني به موضعا مخصوصا، والله أعلم".
وفي جواب لحامد العلي عن الموقف من الشرطة العراقية ومجالس الإدارة، يقول: "كل من كان في صف العدو عونا وجزءا من معسكره في القتال، يكون حكمه حكمهم، ولكن على المجاهدين أن يكونوا واعين لعدم تشتيت القوة الجهادية في غير الضربات النوعية لنقاط قوة العــدو". وتقدير توجيه العمليات بحيث تحدث أكبر الأثر في المحتل وتوفير قوة الجهاد، بحيث لا تستهلك في صراع مع الذين يتمترس بهم العدو من أهل البلد، على حساب العدو الأصلي المحتل - الذي يلتف الشعب حول من يجاهده ويكون الشعب درءا له وعونا - تقدير ذلك كله متروك للمجاهدين في الموضع. وإنما المعونة على قدر صلاح النية، وهذا جواب عام يصلح لكل مكان، لا نعني به موضعا مخصوصا، والله أعلم".


أما عن العمليات "الاستشهادية" فقد أفتى الشيخ علي بن خضير الخضير للحركة كاتبا لهم: "العمليات الاستشهادية من الجهاد، بل هي اليوم من أفضل الجهاد في سبيل الله، ويدل على ذلك أدلة منها: قوله تعالى: "ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد" "البقرة: 207"، وما رواه مسلم عن النبي "ص" في قصة الغلام وأصحاب الأخدود وفيها أن الغلام أمر بقتل نفسه لأجل مصلحة ظهور الدين، قال ابن تيمية في الفتاوى "28 /540": إن الغلام أمر بقتل نفسه لأجل مصلحة ظهور الدين. ثم قال ابن تيمية: "ولهذا جوز الأئمة الأربعة أن ينغمس المسلم في صف الكفار وإن غلب على ظنه أنهم يقتلونه إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين".
أما عن العمليات "الاستشهادية" فقد أفتى الشيخ [[علي بن خضير الخضير]] للحركة كاتبا لهم: "العمليات الاستشهادية من الجهاد، بل هي اليوم من أفضل الجهاد في سبيل الله، ويدل على ذلك أدلة منها: قوله تعالى: "ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد" "البقرة: 207"، وما رواه مسلم عن النبي "ص" في قصة الغلام وأصحاب الأخدود وفيها أن الغلام أمر بقتل نفسه لأجل مصلحة ظهور الدين، قال ابن تيمية في الفتاوى "28 /540": إن الغلام أمر بقتل نفسه لأجل مصلحة ظهور الدين. ثم قال ابن تيمية: "ولهذا جوز الأئمة الأربعة أن ينغمس المسلم في صف الكفار وإن غلب على ظنه أنهم يقتلونه إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين".


ويضيف الخضير مخاطبا مستفتيه: "هذا على وجه الاختصار نظرا إلى طلبكم، وتجدون برفقته فتوى شيخنا العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي في جواز العمليات الاستشهادية وأنها مشروعة ومن الجهاد في سبيل الله، فقد أجاد وأفاد وأطال في ذكر الأدلة، ورد على أدلة المخالفين، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأبلغ سلامنا للإخوان عندكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
ويضيف الخضير مخاطبا مستفتيه: "هذا على وجه الاختصار نظرا إلى طلبكم، وتجدون برفقته فتوى شيخنا العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي في جواز العمليات الاستشهادية وأنها مشروعة ومن الجهاد في سبيل الله، فقد أجاد وأفاد وأطال في ذكر الأدلة، ورد على أدلة المخالفين، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأبلغ سلامنا للإخوان عندكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
سطر ٩٨: سطر ١٠٠:
تزامنت الدعوة السلفية في العراق مع نظيرتها في المملكة العربية السعودية؛ فالارتباط التاريخي بين السلفية السعودية والعراقية وثيق جدًّا، كما أن مؤسس التيار السلفي محمد بن عبدالوهاب، سبق وأن تلقى علومه الدينية في مدارس «البصرة» الدينية جنوب العراق، وهو الأمر الذي سمح بانتشار الدعوة السلفية في بلاد الرافدين.
تزامنت الدعوة السلفية في العراق مع نظيرتها في المملكة العربية السعودية؛ فالارتباط التاريخي بين السلفية السعودية والعراقية وثيق جدًّا، كما أن مؤسس التيار السلفي محمد بن عبدالوهاب، سبق وأن تلقى علومه الدينية في مدارس «البصرة» الدينية جنوب العراق، وهو الأمر الذي سمح بانتشار الدعوة السلفية في بلاد الرافدين.


ويُعدُّ الداعية العراقي «نعمان الألوسي» (1836 - 1899) أشهر من تأثروا بتعاليم محمد بن عبدالوهاب، وعمل على تأسيس تيار سلفي جديد في العراق أشبه بما يُسمى الآن بـ«السلفية العلمية»، ومن أبرز تلاميذ تلك المدرسة إياد عبداللطيف القيسي، ومرشد الحيالي (المولود في بغداد عام 1963)، وأبوالمنار العلمي، وعبدالحق التركماني.
ويُعدُّ الداعية العراقي «[[نعمان الألوسي]]» (1836 - 1899) أشهر من تأثروا بتعاليم محمد بن عبدالوهاب، وعمل على تأسيس تيار سلفي جديد في العراق أشبه بما يُسمى الآن بـ«[[السلفية العلمية]]»، ومن أبرز تلاميذ تلك المدرسة: [[إياد عبداللطيف القيسي]]، ومرشد الحيالي (المولود في بغداد عام 1963)، وأبوالمنار العلمي، وعبدالحق التركماني.


وانطلق التيار السلفي العراقي خلال مرحلته الأولى تحت مسمى «الدعوة السلفية»، إلا أنها لم تحظَ بكِيان تنظيمي ينظم صفوفها وقواعدها؛ حيث انتشرت في شكل حلقات ومجموعات متفرقة يجمعهم رابط تطبيق الفكر السلفي، وخلال تلك المرحلة انطلقت أفكار ومبادئ السلفية نحو دعوة المسلمين بالالتزام بتعاليم الدين الإسلامي وفقًا لمنهج السلف الصالح ورفض التصوف، والأهم من ذلك رفض الانخراط في العمل الحزبي والسياسي والدخول في معترك الحياة السياسية العراقية.
وانطلق التيار السلفي العراقي خلال مرحلته الأولى تحت مسمى «الدعوة السلفية»، إلا أنها لم تحظَ بكِيان تنظيمي ينظم صفوفها وقواعدها؛ حيث انتشرت في شكل حلقات ومجموعات متفرقة يجمعهم رابط تطبيق الفكر السلفي، وخلال تلك المرحلة انطلقت أفكار ومبادئ السلفية نحو دعوة المسلمين بالالتزام بتعاليم الدين الإسلامي وفقًا لمنهج السلف الصالح ورفض التصوف، والأهم من ذلك رفض الانخراط في العمل الحزبي والسياسي والدخول في معترك الحياة السياسية العراقية.
سطر ١٠٦: سطر ١٠٨:
بدأت تلك المرحلة في سبعينيات القرن العشرين، في ظل التوترات السياسية في الداخل العراقي، التي أسفرت في النهاية عن سيطرة حزب البعث -بقيادة صدام حسين- على المشهد السياسي العراقي.
بدأت تلك المرحلة في سبعينيات القرن العشرين، في ظل التوترات السياسية في الداخل العراقي، التي أسفرت في النهاية عن سيطرة حزب البعث -بقيادة صدام حسين- على المشهد السياسي العراقي.


وخلال تلك المرحلة ظهرت السلفية الحركية العراقية الداعية إلى تكفير الحاكم، الذي لم يطبق الشريعة الإسلامية، وتأسيس الجمعيات والجماعات لتنظيم القواعد الشعبية ونشر الدعوة، ومن أبرز رموز ذلك التيار إبراهيم المشهداني، وسعدون القاضي، الضابط البعثي السابق والقيادي السلفي الحالي، وأحد أبرز قيادات تنظيم «أنصار السُّنَّة في العراق»، ومن أبرز رموز تلك المدرسة محمود المشهداني، الذي أصبح فيما بعد رئيسًا لمجلس النواب العراقي عام 2005، وأيضًا الداعية سامي رشيد الجنابي.
وخلال تلك المرحلة ظهرت السلفية الحركية العراقية الداعية إلى تكفير الحاكم، الذي لم يطبق الشريعة الإسلامية، وتأسيس الجمعيات والجماعات لتنظيم القواعد الشعبية ونشر الدعوة.
ومن أبرز رموز ذلك التيار :إبراهيم المشهداني، وسعدون القاضي، الضابط البعثي السابق والقيادي السلفي الحالي، وأحد أبرز قيادات تنظيم «أنصار السُّنَّة في العراق»، ومن أبرز رموز تلك المدرسة محمود المشهداني، الذي أصبح فيما بعد رئيسًا لمجلس النواب العراقي عام 2005، وأيضًا الداعية [[سامي رشيد الجنابي]].


وشهد العام 1978، أولى محاولات إنشاء جماعة سلفية عراقية تحت اسم «جماعة الموحدين»، وسرعان ما ألقت السلطات العراقية القبض على عناصر هذه الجماعة، والزج بهم في السجون؛ ليتم وأد أول تنظيم سلفي عراقي.
وشهد العام 1978، أولى محاولات إنشاء جماعة سلفية عراقية تحت اسم «[[جماعة الموحدين]]»، وسرعان ما ألقت السلطات العراقية القبض على عناصر هذه الجماعة، والزج بهم في السجون؛ ليتم وأد أول تنظيم سلفي عراقي.


===المرحلة الثالثة: «الحملة الإيمانية»===
===المرحلة الثالثة: «الحملة الإيمانية»===
سطر ١٢٨: سطر ١٣١:
بدأت إرهاصات تلك المرحلة قبيل الغزو الأمريكي للعراق، وتَعاظم دورها وتأثيراتها في مرحلة ما بعد احتلال بلاد الرافدين؛ حيث نشط العديد من الجماعات السلفية المقاتلة لمواجهة الاحتلال الأمريكي في البداية، ثم الانخراط في الاقتتال الطائفي الذي شهدته البلاد عام 2006.
بدأت إرهاصات تلك المرحلة قبيل الغزو الأمريكي للعراق، وتَعاظم دورها وتأثيراتها في مرحلة ما بعد احتلال بلاد الرافدين؛ حيث نشط العديد من الجماعات السلفية المقاتلة لمواجهة الاحتلال الأمريكي في البداية، ثم الانخراط في الاقتتال الطائفي الذي شهدته البلاد عام 2006.


وفي عام 2001، وداخل إقليم كردستان أُسست أولى الجماعات السلفية باسم «أنصار الإسلام»، بزعامة «فاتح كريكار» (نجم الدين فرج أحمد)، وتُعدُّ الجماعة الوليدة منشقة في الأساس عن حزب «الحركة الإسلامية الكردستاني» المحسوب على تيار الإخوان المسلمين، وعرفت هذه الجماعة في الأوساط السلفية بـ«طالبان الكردية».
وفي عام 2001، وداخل إقليم كردستان أُسست أولى الجماعات السلفية باسم «[[أنصار الإسلام]]»، بزعامة «[[فاتح كريكار]]» (نجم الدين فرج أحمد)، وتُعدُّ الجماعة الوليدة منشقة في الأساس عن حزب «الحركة الإسلامية الكردستاني» المحسوب على تيار الإخوان المسلمين، وعرفت هذه الجماعة في الأوساط السلفية بـ«طالبان الكردية».


وفي مرحلة ما بعد الاحتلال تحولت السلفية العراقية من الإطار الدعوي والحركي إلى الإطار الجهادي والقتالي، تحت دعوى محاربة ومقاومة المحتل، فظهر العديد من الجماعات، مثل «جند الإسلام» و«حزب التوحيد»، و«مجاهدي الجماعة السلفية المجاهدة في العراق»، والهيئة العليا للإرشاد والتوعية الدينية، وكتائب السلفية الجهادية.
وفي مرحلة ما بعد الاحتلال تحولت السلفية العراقية من الإطار الدعوي والحركي إلى الإطار الجهادي والقتالي، تحت دعوى محاربة ومقاومة المحتل، فظهر العديد من الجماعات، مثل «جند الإسلام» و«حزب التوحيد»، و«مجاهدي الجماعة السلفية المجاهدة في العراق»، والهيئة العليا للإرشاد والتوعية الدينية، وكتائب السلفية الجهادية.


وما لبث تنظيم القاعدة أن دخل على خط التيار السلفي العراقي، فظهر في البداية تحت مسمى «جماعة التوحيد والجهاد» التي أسسها أبومصعب الزرقاوي، عام 2003، التي تحولت في مرحلة لاحقة إلى تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين».  
وما لبث تنظيم القاعدة أن دخل على خط التيار السلفي العراقي، فظهر في البداية تحت مسمى «جماعة التوحيد والجهاد» التي أسسها [[أبو مصعب الزرقاوي]]، عام 2003، التي تحولت في مرحلة لاحقة إلى تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين».  


وانحصرت أفكار معظم الجماعات السلفية المقاتلة التي برزت بعد الغزو الأمريكي للعراق، في معاداة الولايات المتحدة والقوى الغربية، وتكفير المبادئ العلمانية والاشتراكية والشيعية، وهو ما دعاها إلى الانخراط في الحرب الطائفية العراقية عام 2006.
وانحصرت أفكار معظم الجماعات السلفية المقاتلة التي برزت بعد الغزو الأمريكي للعراق، في معاداة الولايات المتحدة والقوى الغربية، وتكفير المبادئ العلمانية والاشتراكية والشيعية، وهو ما دعاها إلى الانخراط في الحرب الطائفية العراقية عام 2006.
سطر ١٥٥: سطر ١٥٨:
4.التنافس (الإسلاموي - الإسلاموي):
4.التنافس (الإسلاموي - الإسلاموي):


تشهد الساحة العراقية صراعًا إسلامويًّا بين التيار السلفي وجماعة الإخوان؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى إضعاف الأول؛ فمثلًا الحزب الإسلامي العراقي المحسوب على الإخوان ليس على توافق مع مفتي العراق، المحسوب على التيار السلفي العراقي «مهدي الصميدعي»؛ حيث يدعي الحزب الإسلامي أن «الصميدعي» مدعي منصب مفتي العراق.
تشهد الساحة العراقية صراعًا إسلامويًّا بين التيار السلفي وجماعة الإخوان؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى إضعاف الأول؛ فمثلًا الحزب الإسلامي العراقي المحسوب على الإخوان ليس على توافق مع مفتي العراق، المحسوب على التيار السلفي العراقي «[[مهدي الصميدعي]]»؛ حيث يدعي الحزب الإسلامي أن «الصميدعي» مدعي منصب مفتي العراق.


ويُعدُّ «الصميدعي» من أبرز القيادات السلفية والسُّنية التي تحاول أن تلعب دورًا سياسيًّا بارزًا في الساحة العراقية.
ويُعدُّ «الصميدعي» من أبرز القيادات السلفية والسُّنية التي تحاول أن تلعب دورًا سياسيًّا بارزًا في الساحة العراقية.
٢٬٧٩٦

تعديل