٣٨٢
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢٥: | سطر ٢٥: | ||
'''عبدالله بن حبيب بن ربيعة''' اشتهر بكنيته: أبو عبد الرحمان السُلَمي <ref>المصدر السابق، الطبقات الكبرى 6: 172.</ref>، وكانت ولادته في حياة النبي صلى الله عليه وآله <ref>سير أعلام النبلاء 4: 267.</ref> إلّا أنّه لم يره . وروي عنه أنّه قال : « والدي علّمني القرآن ، وكان من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، وقد غزا معه» <ref>المصدر السابق: 269.</ref>. وأخوه خرشة بن حبيب، وقد أورده ابن حبّان في ثقاته، وعدّه البخاري في تاريخه الكبير من رواة الإمام علي عليه السلام، ونقل عنه روايةً <ref> تاب التاريخ الكبير 3: 214، كتاب الثقات 4: 212.</ref>. | '''عبدالله بن حبيب بن ربيعة''' اشتهر بكنيته: أبو عبد الرحمان السُلَمي <ref>المصدر السابق، الطبقات الكبرى 6: 172.</ref>، وكانت ولادته في حياة النبي صلى الله عليه وآله <ref>سير أعلام النبلاء 4: 267.</ref> إلّا أنّه لم يره . وروي عنه أنّه قال : « والدي علّمني القرآن ، وكان من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، وقد غزا معه» <ref>المصدر السابق: 269.</ref>. وأخوه خرشة بن حبيب، وقد أورده ابن حبّان في ثقاته، وعدّه البخاري في تاريخه الكبير من رواة الإمام علي عليه السلام، ونقل عنه روايةً <ref> تاب التاريخ الكبير 3: 214، كتاب الثقات 4: 212.</ref>. | ||
لُقِّب بالسُلَمي لأنّه ينتسب إلى سُلَيم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ابن عيلان بن مُضرّ <ref>اللباب 2: 128 | لُقِّب بالسُلَمي لأنّه ينتسب إلى سُلَيم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ابن عيلان بن مُضرّ <ref>اللباب 2: 128.</ref>. | ||
وحكي عنه أنّه قال: «ما رأيت أحداً أقرأ لكتاب اللَّه من علي بن أبي | وقال [[أبو حُصَين عثمان بن عاصم]]: «كنّا نذهب بأبي عبد الرحمان من مجلسه، وكان أعمى » <ref>سير أعلام النبلاء 4: 270.</ref>. | ||
وحكي عنه أنّه قال: «ما رأيت أحداً أقرأ لكتاب اللَّه من [[علي بن أبي طالب]]» <ref>تاريخ مدينة دمشق 42: 401، الغدير 6: 308.</ref>، ولذلك كان من أوائل من انتهت إليه القراءة في الكوفة، قال ابن الجزري: «إليه - أي: السُلَمي - انتهت القراءة تجويداً وضبطاً... وقال ابن مجاهد: أول من أقرأ الناس بالكوفة بالقراءة المجمع عليها أبو عبد الرحمان السُلَمي» <ref>غاية النهاية في طبقات القرّاء 1: 413.</ref>. | |||
وعن علّة رغبته في القراءة فهو يروي عن عثمان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه» فقال أبو عبد الرحمان: فذاك أجلسني هذا المجلس <ref>الطبقات الكبرى 6: 172.</ref>. | وعن علّة رغبته في القراءة فهو يروي عن عثمان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه» فقال أبو عبد الرحمان: فذاك أجلسني هذا المجلس <ref>الطبقات الكبرى 6: 172.</ref>. | ||
سطر ٣٣: | سطر ٣٥: | ||
وكان يُقرئ القرآن بالكوفة من خلافة عثمان إلى إمرة الحجّاج، قال أبو إسحاق: « أقرأَ أبو عبد الرحمان السُلَمي القرآن في المسجد أربعين سنة » <ref>تاريخ بغداد 9: 430 - 431.</ref>. وكان يقول : « إنّا لانأخذ على كتاب اللَّه أجراً» <ref>سير أعلام النبلاء 4: 269.</ref>. | وكان يُقرئ القرآن بالكوفة من خلافة عثمان إلى إمرة الحجّاج، قال أبو إسحاق: « أقرأَ أبو عبد الرحمان السُلَمي القرآن في المسجد أربعين سنة » <ref>تاريخ بغداد 9: 430 - 431.</ref>. وكان يقول : « إنّا لانأخذ على كتاب اللَّه أجراً» <ref>سير أعلام النبلاء 4: 269.</ref>. | ||
قال الذهبي: «قرأ القرآن وجوّده، ومهر فيه، وعرض على عثمان فيما بلغنا، وعلى علي | قال الذهبي: «قرأ القرآن وجوّده، ومهر فيه، وعرض على عثمان فيما بلغنا، وعلى علي و[[ابن مسعود]]، وحدّث عن عمر وعثمان وطائفة» <ref>المصدر السابق: 268.</ref>. وقال شُعبة: «لم يسمع من ابن مسعود ، ولا من عثمان » <ref>سير أعلام النبلاء 4: 269، تهذيب الكمال 14: 410، تهذيب التهذيب 5: 161.</ref>. وروي بطريقين عن عاصم عن أبي عبد الرحمان قال : «أخذت القراءة عن علي عليه السلام». وورد في رواية أُخرى : أنّه تعلّم القرآن من [[عثمان]]، وعرضه على علي عليه السلام <ref>سير أعلام النبلاء 4: 268، 269، 270، الطبقات الكبرى 6: 172.</ref>. | ||
ومع أنّه اشتهر بالقراءة، إلّا أنّه نقل عنه أيضاً بعض الفتاوى والآراء في الفقه <ref>المعارف: 528.</ref>. وعن عاصم بن بهدلة، قال: «كنّا نأتي أبا عبدالرحمان السُلَمي ونحن أُغَيلمة أيفاع، فيقول: لاتجالسوا القُصّاص غير أبي الأحوص، ولاتجالسوا شقيقاً، وليس بأبي وائل، ولا سعد ابن عُبيدة» <ref>الطبقات الكبرى 6: 173.</ref>. | ومع أنّه اشتهر بالقراءة، إلّا أنّه نقل عنه أيضاً بعض الفتاوى والآراء في الفقه <ref>المعارف: 528.</ref>. وعن عاصم بن بهدلة، قال: «كنّا نأتي أبا عبدالرحمان السُلَمي ونحن أُغَيلمة أيفاع، فيقول: لاتجالسوا القُصّاص غير أبي الأحوص، ولاتجالسوا شقيقاً، وليس بأبي وائل، ولا سعد ابن عُبيدة» <ref>الطبقات الكبرى 6: 173.</ref>. | ||
وروى عطاء بن السائب قال: قال رجل لأبي عبد الرحمان السُلَمي: أُنشدك باللَّه تخبرني، فلمّا أكّد عليه، قال: باللَّه! هل أبغضت علياً إلّا يوم قسم المال في أهل الكوفة، فلم يصبك ولا أهل بيتك منه شي ء؟ قال: أما إذا أنشدتني باللَّه، فلقد كان ذلك <ref>الغارات 2: 567، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4: 100.</ref>. | وروى [[عطاء بن السائب]] قال: قال رجل لأبي عبد الرحمان السُلَمي: أُنشدك باللَّه تخبرني، فلمّا أكّد عليه، قال: باللَّه! هل أبغضت علياً إلّا يوم قسم المال في أهل الكوفة، فلم يصبك ولا أهل بيتك منه شي ء؟ قال: أما إذا أنشدتني باللَّه، فلقد كان ذلك <ref>الغارات 2: 567، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4: 100.</ref>. | ||
=موقف الرجاليّين منه= | =موقف الرجاليّين منه= | ||
عُدّ عبداللَّه من الحفّاظ <ref>تذكرة الحفّاظ 1: 58.</ref>، | عُدّ عبداللَّه من الحفّاظ <ref>تذكرة الحفّاظ 1: 58.</ref>، وأنّه كثير الحديث <ref>الطبقات الكبرى 6: 175.</ref>. وأورده البرقي في خواصّ أصحاب الإمام علي عليه السلام من مضر، وأضاف: «وبعض الرواة يطعن فيه» <ref>رجال البرقي: 5.</ref>. فيما أورده العلّامة الحلّي وابن داود في القسم الأول من كتابيهما ضمن المعتمدين <ref> خلاصة الأقوال: 318، رجال ابن داود: 118.</ref>. ويبدو أنّ جميع النقّاد من أهل الحديث من غير الشيعة أذعنوا بوثاقته وإتقانه، بل اعتبره البعض إماماً <ref>حلية الأولياء 4: 191، تقريب التهذيب 1: 408، تذكرة الحفّاظ 1: 58، سير أعلام النبلاء 4: 267.</ref>. | ||
ومن بين رواته في القراءة: عاصم بن أبي | ومن بين رواته في القراءة: [[عاصم بن أبي النجود]]، [[عطاء بن السائب]]، [[يحيى بن وثّاب]]، [[أبو إسحاق السبيعي]]، [[عامر الشعبي]]، [[إسماعيل بن أبي خالد]] <ref> غاية النهاية في طبقات القرّاء 1: 413، تاريخ الإسلام 5: 558.</ref>. | ||
ونقل عطاء بن السائب: أنّ أبا عبد الرحمان السُلَمي قال: «أخذنا القرآن عن قومٍ أخبرونا أ نّهم كانوا إذا تعلّموا عشر آيات لم يجاوزوهنّ إلى العشر الآخر حتّى يعملوا ما فيهنّ، فكنّا نتعلّم القرآن والعمل به، وسيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء، لايجاوز تراقيهم»<ref> سير أعلام النبلاء 4: 269 - 270.</ref>. وقال إسماعيل بن أبي خالد: «كان أبو عبدالرحمان السُلَمي يعلّمنا القرآن: خمس آيات، خمس آيات» <ref>المصدر السابق.</ref>. | ونقل عطاء بن السائب: أنّ أبا عبد الرحمان السُلَمي قال: «أخذنا القرآن عن قومٍ أخبرونا أ نّهم كانوا إذا تعلّموا عشر آيات لم يجاوزوهنّ إلى العشر الآخر حتّى يعملوا ما فيهنّ، فكنّا نتعلّم القرآن والعمل به، وسيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء، لايجاوز تراقيهم»<ref> سير أعلام النبلاء 4: 269 - 270.</ref>. وقال إسماعيل بن أبي خالد: «كان أبو عبدالرحمان السُلَمي يعلّمنا القرآن: خمس آيات، خمس آيات» <ref>المصدر السابق.</ref>. | ||
سطر ٥٠: | سطر ٥٢: | ||
=من روى عنهم ومن رووا عنه<ref>تهذيب الكمال 14: 408 - 409.</ref>= | =من روى عنهم ومن رووا عنه<ref>تهذيب الكمال 14: 408 - 409.</ref>= | ||
روى عن الإمام علي عليه السلام. | روى عن الإمام علي عليه السلام. | ||
وروى أيضاً عن جماعة ، منهم : عثمان بن عفّان ، عمر بن الخطاب ، عبد اللَّه بن | وروى أيضاً عن جماعة ، منهم : [[عثمان بن عفّان]] ، [[عمر بن الخطاب]] ، [[عبد اللَّه بن مسعود]]، [[أبو موسى الأشعري]]، [[أبو هريرة]]، [[حُذيفة بن اليمان]]. | ||
وروى عنه جماعة، منهم: إبراهيم | وروى عنه جماعة، منهم: [[إبراهيم النخعي]]، [[علقمة بن مرثد]]، [[سعد بن عبيدة]]، [[أبو إسحاق السبيعي]]، [[سعيد بن جُبير]]، [[عبد الملك بن أعين]]، [[عاصم بن بهدلة]]. وقد وردت رواياته في الصحاح الستّة لأهل السنّة، وفي بعض المصادر الشيعية <ref>المصدر السابق، بحار الأنوار 17: 404 و58: 313.</ref>. | ||
=من رواياته= | =من رواياته= | ||
سطر ٥٧: | سطر ٥٩: | ||
=وفاته= | =وفاته= | ||
توفّي عبداللَّه زمان ولاية بشر بن | توفّي عبداللَّه زمان ولاية [[بشر بن مروان]]، وكانت ولايته على الكوفة سنة 74 ه ، وروي: أنّه مات سنة 105 ه <ref>تهذيب الكمال 14: 410، تاريخ بغداد 9: 432، الكامل في التاريخ 5: 126.</ref>. | ||
=المراجع = | =المراجع = | ||
[[تصنيف:الرواة المشتركون]] | [[تصنيف:الرواة المشتركون]] |
تعديل