وجوب حب أهل البيت ع في ضوء آية المودة في ضوء تفاسير أهل السنة
وجوب حب أهل البيت (عليهم السلام) في آية المودة من وجهة نظر تفاسير أهل السنة جر الحديث في الآية / 23 من سورة الشورى عن محبة أهل البيت (عليهم السلام) بشكل مطلق، ولكن في بعض الروايات التنزيلية اعتبرت أربعة من أهل البيت ع من مصاديق هذه الآية المباركة وبينما تسعة من الأئمة المعصومين إعتبرها من مصاديقها التأويلية لها. فهذه الآية شاملة لأربعة عشر من المعصومين عليهم السلام، وهذه المودة تشكل أرضية لهداية البشر، فمودة أربعة عشر معصومين ع فريضة على جميع المؤمنين، وهي منتهى المحبة والطاعة، ويترتب عليها الآثار المادية والمعنوية والدنيوية والاخروية كثيرة، وهذه المحبة نافعة ونفعها يرجع إلى المؤمنين أنفسهم، وتسوقهم نحو الرب وتحفظهم من كل نوع من الضلال. وفي آية المودة فرضت محبة أهل البيت (عليهم السلام)على الأمة اجراً للرسالة، كالصلاة والصيام وغيرها من العبادات، وعبّرعنها بحكم وجوبي وأمر قرآني. وعلى هذا فلابد من معرفة هذا الأمر المهم والقيام ببيانها للناس، ومن ثم معرفة من هم القربى؟ وما هي طرق لاكتساب هذه المودة؟ حتى يتم القيام بأداء حق مودتهم. وفي هذا المقال بالإضافة إلى البحث حول المواضيع السابقة حاول الإجابة على بعض الشبهات من قبيل هل المودة هي نفس المحبة أم يوجد هناك فرق بين الاثنين؟ ووفقًا لسياق الآتيين 22 و 23 من سورة الشورى ، فإن مودة أهل البيت ع نوع من البشارة الإلهية للمومنين، وهذه المودة تدخل الإنسان فى الجنة المعدة لهم عند الله، و لهم فيها كل ما يشتهون ويجعلهم مستحقين لرضوان الله تعالى، وهذا لطف كبير اعطاه الله للمؤمن. الآية تخاطب المؤمنين اللذين يقومون بالعمل الصالح ، وقد أمر الله نبيه محمد ( ص) أن يسأل من الامة مودة أهل البيت ع أجراً للرسالة من الامة، وهي كلفت بأداء حق المودة. ووفقًا للروايات الصحيحة والعديدة نقلها الفريقين، أنه تعالى أوجب حب علي وفاطمة وحسن وحسين (عليهم السلام) باعتباره أجراً للرسالة ، وهذا امر أنه تعالى أمر نبيه به وليس أن النبي ص طلب من الله تعالى هذه المودة أجراً لرسالته، بل هو أمر الهي أمربه نبيه بأن يعمل به. لذلك، يجب أن تكون مودة اهل البيت ع وزينا للرسالة، وإلا فإن شيء خفيف لا يمكن أن تقع اجراً للرسالة، ومن ناحية أخرى، يجب أن يكون هولاء اقرباء النبي معصوماً عن الخطاء وطاهراً من الدنس، وإلا يستلزم لغوية كلام الله تعالى وذلك أن وجوب محبة العصاة مرفوض من قبل الله وبعيد منه حتى في صورة إرتكابهم بالمعاصي يجب مودتهم ومحبتهم على الامة وهو خلاف الحكمة الإلهية ومخالف لتعاليم الدينية لا سيما هي مخالفة لطائفة اخرى من الآيات وروايات متعددة التي مفادها أنه تعالى ما فرض على احد مودة العصاة والطغاة. إذاً لا ينبغي أن يخطئ اهل البيت عليهم السلام وأن يكون معصوماً لتقع مودتهم اجراً للرسالة. وقائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي يرى ايضاً بداعمية المودة لولاية وطاعة اهل البيت عليهم السلام.
مقدمة
وقد جعل الله في هذه الآية مودة أهل البيت (عليهم السلام) أجرا للرسالة وعدلا لها وأنّ لهذه المودة لها وزن وقيمة كبيرة عند الله، ولهذا جعلها مكافأة للرسالة.«وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ فِى رَوْضاتِ الجَنّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذ لِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ ذلِكَ الَّذي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ الَّذينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فيها حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ* (سورة الشورى/ 32-23 ) واللافت في هذه الآية أن المودة هي علاقة وارتباط عاطفي بين طرفين وهي نوع من الرغبة ويظهر دور المودة في مصير الإنسان. إذا قدم الطرفان بمودة لبعضهما البعض، ففي هذه الحالة يشتركان في المنافع والأضرار، أما إذا كانت المودة من طرف واحد، فلا يجب أن يشترك الطرفان في المنافع والأضرار، بل في بعض الأحيان المودة من طرف واحد تتسبب الخسائر لطرف الآخر لا يمكن تعويضها، وفي المجتمع يفقد كل يوم مئات الأشخاص حياتهم مدعين شيئاً كهذا المودة من طرف واحد لأن الطرف الآخر لا يقبل مودة هذا الطرف فتنتهي هذه المودة على حساب الطرف الآخر. وفي هذا النوع من المودة لا يوجد اي ضمان أو حصانة في البين، وإذا تجاوزت هذا النوع من المودة الحدود الإلهية، فإنها تكون في بعض الأحيان إثما كبيرا ويتعرض للسجن.[١].
مفهوم المودة
إنّ الله تعالى يطلب مودة أهل البيت من الأمة وهذا يكشف مدى أهمية هذه المودة؟ وندرك قيمتها من اهتمام الهي الخاص بها. ومن أجل تبليغ رسالة مودة أهل البيت، كلف الله تعالى نبيه محمد مصطفى صلى الله عليه وآله بإيصال هذه الرسالة إلى الناس، حيث أنه تقع هذه المودة اجراّ لكل الجهود المضنية التي بذلها النبي محمد ص وما سوى ذلك فلا يؤهل ليقع أجراً للرسالة و هكذا لن يُدفع أجر الرسالة إلا بآداء حق هذه المودة! ومن هنا يبرز سؤال وهو هل المودة هي نفس المحبة؟ أم هناك فرق بين المحبة والمودة؟ نعم هناك فرق بينهما وذلك قد يكون المحبة تتشكل من طرفين وأحيانا تكون من طرف واحد، وفي الحب ليس من الضروري أن يقبله الطرف الآخر، وأما المودة فهي طرفينية، فالمودة توجد العلاقة بين الطرفين وتربطهما بحيث يستحيل إنفصامها، والمودة تجلب الطاعة مع المحبة ، ولا يكفي ادعاء المحبة فحسب، بل إظهار المحبة بالعمل أيضا، ففي المودة تكون الطاعة مصحوبة بالمحبة، كما عبر القرآن الكريم عن المودة بين الزوج والزوجة بدلا من المحبة المودة هي نهاية المحبة ويصاحبها الطاعة والعمل، وقد طلب الله تعالى من الأمة مودة أهل البيت عليهم السلام وطاعتهم معاً في آن واحد، وهذه المودة مختصة بالحجج الإلهية، وهي واجبة على الأمة و على الأجيال القادمة.
أهل البيت (عليهم السلام) هم مصداق القربى
ومن المهم جدًا في هذه الآية المبارکة أن نفهم مصداق القربى، وفي أحاديث السنة والشيعة، فبعض تلك الأحاديث تعتبر مصداق منحصر في علي وفاطمة والحسنين (عليهم السلام)، بينما بعض الأخرى منها اعتبرت الأئمة الآخرين ايضاً مصداقاً لها، وفي هذا الصدد نقل بعض المفسرين من أهل السنة الرواية المعروفة لابن عباس حيث يقول:«لما نزلت هذه الاية قُل لاَّ أَسْـَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ آلْمَوَدَّةَ فِى آلْقُرْبَى... قالوا: يا رسول للّه(صلی الله علیه وسلم) من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم؟ قال: على و فاطمه و ولداها»[٢][٣] وعلى اساس بعض الأحاديث أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كرر هذه الجملة ثلاث مرات: علي، وفاطمة، وولداهما [٤]. بعد إستشهاد امير المؤمنين خطب الامام حسن المجتبى للناس وقد رواها الامام زين العابدين حيث قال: الحسن بن علي عيله السلام خطب الناس فقال في خطبته: أنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم، فقال: " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا " واقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت. [٥] وفي هذه الرواية وسّع مفهوم القربى ليشمل أهل البيت عليهم السلام. الإمام زين العابدين (عليه السلام) في دمشق احتج لنفسه من آية القربي وطبقها على نفسه:«فعن أبي الديلم قال: لما جيء بعلي بن الحسين (رضي الله عنهما) أسيرا، فأقيم على درج دمشق، قام رجل من أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم و استأصلكم، و قطع قربى الفتنة، فقال له علي بن الحسين (رضي الله عنهما): أ قرأت القرآن؟ قال: نعم، قال:أ قرأت آل حم؟ قال: قرأت القرآن و لم أقرأ آل حم، قال: ما قرأت «قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى» قال: و إنكم لأنتم هم؟ قال نعم»![٦].
وفي هذه الرواية انطبق مفهوم القرابى على المجموعة الثانية، غير أصحاب الكساءأيضاً، فهي في كل زمان تنطبق على فرد يتمتع بالعصمة والطهارة من أهل البيت (عليهم السلام) لإنقاذ الناس من الجهل والضلال، وفي العصر الحاضر تنطبق على إمام الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وكذلك قال عبد الله بن عجلان سئلت الإمام أبي جعفر (الباقر) حول الآية: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى»، فقال:«هُمُ الْأَئِمَّةُ الَّذِينَ لَا يَأْكُلُونَ الصَّدَقَةَ وَ لَا تَحِلُّ لَهُمْ»[٧]. وفي هذه الرواية ايضاً اطلق القربى وأراد منها جميع أئمة المعصومين (علیهم السلام). وفي رواية وردت عن الامام أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: «قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى» قَالَ: هُمُ الْأَئِمَّةُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ» [٨] و المقصود من الأئمة في هذين الحديثين هم الأئمة المعصومون (عليهم السلام)، وهاتان الروايتان بصراحة تثبتان تعميم القربي إلى سائر الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، والجمع بين هذه الأحاديث والأحاديث التي كانت تدلّ على حصر القربى فى أربعة أشخاص هم (علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)) يكون بهذه الصورة أنه في زمن نزول الآية الكريمة كان هؤلاء الأربعة العظام مصداقاً للآية الكريمة، ولكن بعد ذلك تم تطبيقها على سائر أئمة آخرين أيضاً.
وما يسمى بتنزيل الآية الكريمة فهي خاصة لهؤلاء الأربعة، وتأويلها لسائر الأئمة المعصومين (عليهم السلام). ورواة الحديث بالإضافة عن النبي الاكرم ص من أهل بيته ع مثل الامام علي ع [٩]،والامام حسن[١٠] و[١١]، والامام زينالعابدين عليهمالسلام [١٢] و من الصحابة و التابعيين أمثال ابن عباس،[١٣]،وجابر بن عبد الله الانصاري [١٤]، وعبداللّه بن مسعود (الحواشی،شواهدالتنزیل،ج2،ص131)، وسعيد بن جبير[١٥]، وسدى[١٦]، عمر و بن الشعيب[١٧] وغيرهم من الصحابة نقل عنهم، والحديث المعروف لابن عباس التي نقلها الامام الحسكانى (متوفاى 471 ق) بأربعة طرق، ونقل في كتاب شواهد التنزيل في ذيل آيه المودة ايضاً.ونفهم من حديث ابن عباس بان اجر الرسالة هو مودة أهل البيت لابدّ من أدائها، وهذه المودة من حقوق المعنوي لأهل البيت ع على الأمة اذا ادّاها احدٌ فقط ادّا واجباً وان تركها احدٌ فقط ترك واجباً. وروى ابن جرير الطبري (المتوفى 310هـ) في ذيل آية المودة رواية عن محمد بن عمارة الأسدي وعن محمد بن الخلف قالا: حدثنا عبيد الله حديثا قال: اخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال: سئلت عمر ابن شعيب عن قوله تعالى: :«قُلْ لاأَسْأَلـُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ المَوَدَّةَ فِى القُرْبى» فاجابني وقال: هم الأقارب النبي صلى الله عليه وآله» [١٨]، وعلى هذا المعنى فإن مودة علي وفاطمة والحسن والحسين وغيرهم من الأئمة المعصومين (عليهم السلام) واجبة على جميع المؤمنين، لأن النبي صلى الله عليه وآله طلبها مكافأة على دعوته و أجراً لرسالته بأمر الله تعالى، طبعاً بموجب الآية:«قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ»[١٩] و الآیه « قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبيلاً» [٢٠] منفعة هذه الأجرة تتعلق بالأمة، وغاية هذه الاجرة هي الحصانة من الانحراف الفكري والعملي، و توصل سالك الطريق إلى المنزل والموطن وتؤمّن الناس من الإنحراف والضلال. أخذ البيعة من الصحابة لأهل البيت (عليهم السلام)
ومن المهم جدًا والملفت للنظر أن الصحابة في عهد النبي الكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) كانوا يبايعون على يده بيعة مودة أهل البيت ع و الرسول ص كان يأخذ منهم (صلى الله عليه وآله) البيعة لأهل بيته، وكانوا يسئلون من الله العنة والغضب على من حنث البيعة والنبي ص كان يؤمن ! كما روى عالم الدين أهل السنة أبو نعيم (ت 430هـ) في ترجمته لجعفر بن محمد الصادق عن جابر بن عبد الله الأنصاري حيث جاءَ أعرابيٌّ إلَى النَّبِيِّ صلي الله عليه و آله فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، اِعرِض عَلَيَّ الإِسلامَ فَقالَ : تَشهَدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللّه ُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ ورَسولُهُ . قالَ : تَسأَلُني عَلَيهِ أجرًا ؟ قالَ : لا ، إلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربى . قالَ : قُربايَ أو قُرباكَ ؟ قالَ : قُربايَ ، قالَ : هاتِ اُبايِعكَ ، فَعَلى مَن لا يُحِبُّكَ ولا يُحِبُّ قُرباكَ لَعنَةُ اللّه ِ ، قالَ صلي الله عليه و آله : آمينَ [٢١].
وقد روي رواية تشبه هذه الرواية عن عبد الله بن مسعود ايضاً [٢٢]. ويتضح من هاتين الروايتين أن بعض الناس في عهد الرسالة (صلى الله عليه وسلم) كانوا يظنون أنّ النبي الاكرم (صلى الله عليه وسلم) طلب من الأمة أجراً على تبليغ رسالته، فعلى أساس هذا الظن قاموا واستبصروا عن رسول الله صلى الله عليه وآله : مودة من سألتموها ؟ والنبي ص في مقام الإجابة لهولاء يعرفهم بانها هي مودة قُربايَ ، والناس كانوا بايعونه على مثل هذه المودة ، وكانوا يلعنوا من نكث تلك البيعة، فهذه المودة هي عهد وميثاق إلهي يتطلب من الناس الولاء والإخلاص له، ومن نقض العهد سيعاقبه الله ويلعنه، وهذا يستدعي يقظة الأمة أمام هذه المودة.
الحياة المرتبطة بأهل البيت (عليهم السلام) والثواب الإلهي
وقد نقل كثير من المفسرين والمحدثين من أهل السنة فضائل كثيرة لأهل البيت (عليهم السلام). وقد يُطرح هذا السؤال، لعديد من الناس، لماذا هذا التأكيد الشديد على متودة هذه العائلة؟ وما هي علاقة هذه المودة بدين الناس وإيمانهم؟ لا شك أنّ فلسفة المودة وآثارها هي أعظم فضيلة في تاريخ البشرية، أي أن الاستشهاد في سبيل الله والحصول على الحياة الأبدية هو نتيجة هذه المودة. وقد جاء في الرواية أنه بعد نزول آية المودة بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بآثار لهذه المودة الكثيرة الكثيرة ومنها فضل الشهادة. وينقل المفسر المعروف من أهل السنة الزمخشري (528هـ) حديثا عن النبي صلى الله عليه وآله فيكتب: «مَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ شَهِيداً أَلاَ وَ مَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ مَغْفُوراً أَلاَ وَ مَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ تَائِباً أَلاَ وَ مَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ مُؤْمِناً مُسْتَكْمِلَ اَلْإِيمَانِ أَلاَ وَ مَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ بَشَّرَهُ مَلَكُ اَلْمَوْتِ بِالْجَنَّةِ ثُمَّ مُنْكَرٌ وَ نَكِيرٌ أَلاَ وَ مَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ فُتِحَ لَهُ فِي قَبْرِهِ بَابَانِ إِلَى اَلْجَنَّةِ أَلاَ وَ مَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ جَعَلَ اَللَّهُ قَبْرَهُ مَزَارَ مَلاَئِكَةِ اَلرَّحْمَةِ أَلاَ وَ مَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ عَلَى اَلسُّنَّةِ وَ اَلْجَمَاعَةِ أَلاَ وَ مَنْ مَاتَ عَلَى بُغْضِ آلِ مُحَمَّدٍ جَاءَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اَللَّهِ أَلاَ وَ مَنْ مَاتَ عَلَى بُغْضِ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ كَافِراً أَلاَ وَ مَنْ مَاتَ عَلَى بُغْضِ آلِ مُحَمَّدٍ لَمْ يَشَمَّ رَائِحَةَ اَلْجَنَّةِ »[٢٣].
ونظراً الى أنّ مثل هذه الروايات يمكن استنتاج منها بأنه كان من واجب الأمة في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وبعد وفاته أن تكون على اتصال دائم بأقرباء الرسول الله صلى الله عليه وآله وأن يظهر محبتهم، وأن يطيعهم، وأن ينصرهم على أعداء الله واعداء دينه، وأن يسلموا قيادتهم وإمامتهم، وهذا أمر الله، و مفتاح النجاة من النار الجهنم ومفتاح دخول الجنة والنيل برضوان الله، وهذه المودة لأهل البيت (عليهم السلام) هي رمز نجاح الأمة والجسر يربط بين الأمة وأهل البيت (عليهم السلام).
آثار المودة والمحبة لأهل البيت (عليهم السلام)
ويتم التعبير عن شدة المحبة ومنتهى المحبة بالمودة، وفي القرآن الكريم استخدمت كلمة المودة لبيان العلاقة بين الزوجين، ومن الواضح أن المحبة الموجودة بين الزوجين ليست هي محبة لسانية فقط، بل تعبير ظهورروح واحد في قالبين، وسيادة الطاعة والتضحية، والعطوفة بين الزوجي، وهذه المودة هي التي تحافظ على وتر المحبة بينهما حتى نهاية حياتهما، حيث يقول الله: «وَ مِنْ آیاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْواجاً لِتَسْکُنُوا إِلَیْها وَ جَعَلَ بَیْنَکُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فِی ذالِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ»[٢٤] وفي رواية ذكر بعض آثار مودة ومحبة أهل البيت (عليهم السلام) منها:
يموت شَهِيداً
من أعظم خصائص محبة أهل البيت (عليهم السلام) ومودتهم الحصول على الحياة الأبدية كالشهادة، والشهادة تعني الحياة الأبدية عند الله تعالى، وهذا الأجر العظيم قد اعتبر لمحبي أهل البيت، حيث قيل:« مَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ شَهِيداً» والنقطة المهمة يجب الإتفات إليها في مثل هذه الروايات فهي تتحدث عن نفس الشهادة لا عن ثوابها وهذه هي بشرى سارة جداً لمحبوبي أهل البيت عليهم السلام.
يموتَ مَغْفُوراً
غفران الإلهي هومنزلة عليا بحيث لا يكون اي ذنب على عنقه معه، وفي الروايات عبرت بمحبي أهل البيت بهذا التعبير:« أَلاَ وَ مَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ مَغْفُوراً » وهذا التعبير يبرز عظمة هذه المودة والمحبة، فهذه المحبة تزكي الناس وتطهرهم حتى لا يكون هناك تلوث آخر بالإثم، والمغفرة تعني إزالة الذنوب وطهارة الإنسان، وهذا الأجر عظيم جداً، يُعطى للإنسان بفضل نعمة محبة أهل البيت (عليهم السلام)
يموت تائباً
النهاية السعيدة، يقال لمن تاب من الذنوب وفارق الدنيا، فمن فارق الدنيا ولم يوفق بالتوبة فليست له نهاية سعيدة والله تعالى يعطى لمن يحب أهل البيت هذه الهديّة بحيث يعود بالتوبة الى الله تعالى وبإنابته :« أَلاَ وَ مَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ تَائِباً»، أي أن هذا الإنسان قد تحققت له الطهارة الباطنية، فهو يصبح مثل الإنسان التائب اللذي كأنه لم يرتكب ذنباً، بل ذهب إلى رحمة الله طاهراً من الذنوب، وهذه الحالة تصبح نصيباً لمن مات على حب أهل البيت (عليهم السلام).
يموت مُؤْمِناً مُسْتَكْمِلَ اَلْإِيمَانِ
في هذا العالم يقوم الإنسان بأعمال كثيرة، لكن هذه الأعمال لا تنفع للإنسان إذا لم تكن مصحوبة بالإيمان. وبهذا يتشكل العمل الصالح، ويصبح هذا الموضوع ذا أهمية كثيرة لأنه يتعلق بحياة الإنسان الآخرة، والموت بالإيمان الكامل من لدنيا هو الذي يحدد سعادة الإنسان بالآخرة« أَلاَ وَ مَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ مُؤْمِناً مُسْتَكْمِلَ اَلْإِيمَانِ » والتمتع بمحبة أهل البيت يحدد مصير الإنسان، ويؤدي إلى موته على حالة الإيمان وبالإيمان الكامل، ولا يمكن أن يتصور للإنسان سعادة أعلى من هذا.
يبشره ملك الموت بالجنة
عند الموت يواجه الإنسان صعوبات الموت، والشيطان يضله، وفي مثل هذا العالم وفي مثل هذا الموقف، لا يضل محبو أهل البيت فحسب، بل يواجه أيضًا بشائر متوالية لملك الموت ونكير ومنكر، وحالة الخوف يتبدل إلى حالة من السعادة والسرور: :« أَلاَ وَ مَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ بَشَّرَهُ مَلَكُ اَلْمَوْتِ بِالْجَنَّةِ ثُمَّ مُنْكَرٌ وَ نَكِيرٌ » وفي هذه الرواية قد بشر المؤمن أنه بسبب مودة أهل البيت (عليهم السلام) فإن ملك الموت نفسه يبشره بالجنة عندما يقبض روحه، وأن هناك له أجر عظيم ينتظره، والنكير والمنكر يجيان مصحوباً بعذاب القبر للكافر يبشران لمحبي أهل البيت (عليهم السلام) بنعم الجنة، وبهذه الصوة يصبح له طريقان مخيفان وخطيران جداً، أي عالم الموت ودخول القبر، وسوال النكير والمنكرأمراً سهلاً بالنسبة له.
يزفه الى الجنة كما تزف العروس
الإنسان يحب الزينة دائماً، وبطبيعته يميل نحو الزينة، وهذا هو بمقتضى طبعه، وفي هذه الحياة الدنيا يتهياً أفضل نوع الزينة للعروس، وبعناية خاصة يتم أخذها إلى بيت زوجها ، وفي هذا الحديث يشبه المؤمن بالعروس، فبعد الموت، وبسبب محبة أهل البيت ع ، لن يظل وحيداً، بل تأتي الملائكة للترحيبه وتأخذه كالعروس مزينة، وبعناية خاصة، من القبر إلى الجنة، وكعروس مزينة تأخذها إلى بيت السعادة وبيت زوجها: :«الا و من مات على حب آل محمد يزف الى الجنة كما تزف العروس الى بيت زوجها» وهذا كناية بالحصول على كل السعادة والنجاة ، فما أعظم الأجر الذي كتبه الله لمثل هذا الإنسان، وينبغي أن يسعى الإنسان لينال رضا أهل البيت ع في الدنيا ولا يخسر هذا البيت السعادة ، ليكون منعمين لسعادة الدارين.
يفتِحَ لَهُ فِي قَبْرِهِ بَابَانِ إِلَى اَلْجَنَّةِ
القبر مأوى متفاوت للناس، فكل منهم سيواجه القبر حسب أعماله في الدنيا، فهو لبعض الناس جحيم ونار، ولبعض الآخر يكون روضة من رياض الجنة، وفي هذه الرواية بشر لمحب أهل البيت (عليهم السلام) بأن يجعل الله قبره روضة من رياض الجنة، ويفتح من قبره بابان من أبواب الجنة إلى الجنة، فيتمتع بنعم الجنة ويتنعّمها: « َلاَ وَ مَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ فُتِحَ لَهُ فِي قَبْرِهِ بَابَانِ إِلَى اَلْجَنَّةِ » في هول القبر وظلمته ووحشته أعدت للمؤمن نعمة عظيمة، وسيكون له مصير مختلف عن غيره.
يجعَلَ اَللَّهُ قَبْرَهُ مَزَارَ مَلاَئِكَةِ اَلرَّحْمَةِ
ولا يمكن أن يتصور سعادة أعلى للمؤمن أن تطوف ملائكة رحمة الله بقبره ويجعلون قبره مركزاً لعبادتهم: :« أَلاَ وَ مَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ جَعَلَ اَللَّهُ قَبْرَهُ مَزَارَ مَلاَئِكَةِ اَلرَّحْمَةِ » ومن هذه الرواية يتبين مدى قيمة المؤمن ومصداقيته عند الله حيث يكرمه بهذه الطريقة، وإذاً لا بد من بذل الجهود في الدنيا لضمان مثل هذه الحياة والقيم وأن نوحّد طريقنا مع أهل البيت وأن نفصل طريقنا عن أعداء الدين حتى لا نواجه فضيحة يوم الغد.
يموت عَلَى اَلسُّنَّةِ وَاَلْجَمَاعَةِ
عندما يموت كثير من المسلمين لا يموتون على سنة النبي صلى الله عليه وآله، بل يموتون على دين اليهود والنصارى، وهذا بالإضافة إلى سوء الخاتمة يتحتم لهم مصيرا مظلما ايضاً: أَلاَ وَ مَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ عَلَى اَلسُّنَّةِ وَاَلْجَمَاعَةِ » إن حب أهل البيت لا يخرج الإنسان عن الصراط المستقيم ولا يبعده من سيرة النبي الاعظم وسنته، بل ينتهي إلى الخير والصلاح مع أولياء الله.
يحشر راجياً من رحمة الله
كل شيء في الدنيا مرتبط إلى حد ما برحمة الله، من الرزق إلى استمرار الحياة، فهو مرتبط برحمة الله، والمؤمن يتمنى رحمة الله دائماً في الدنيا والآخرة، وأما الكافر فهو خائب من رحمة الله ويحشر يوم القيامة آيساً ومكتوباً بين عينيه "آيس من رحمة الله:« أَلاَ وَ مَنْ مَاتَ عَلَى بُغْضِ آلِ مُحَمَّدٍ جَاءَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اَللَّهِ » فمن كان في قلبه ضغينة لآل محمد مات كافرا ، ويحشر يوم القيامة آئساً، فالموت على بغض آل محمد وعداوتهم يفسد الحياة الآخرة.
النجاة من موت الكفر
إن العيش وفق التعاليم الدينية ينقذ الإنسان من الهلاك الأبدي في العالمين، وهذه أعظم هدية من الله للإنسان، ومحبة أهل البيت (عليهم السلام) لها فن إنقاذ حياة الإنسان من الهلاك وهداية الإنسان إلى الطريق الصحيح: :« أَلاَ وَ مَنْ مَاتَ عَلَى بُغْضِ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ كَافِراً » يعني إذا خرج حب أهل البيت (عليهم السلام) من قلب الإنسان، فلن يكون لحياة الإنسان أي قيمة، ومثل هذه الحياة لن تتمتع سوى ألم الحريق. لان الكفر يعني تدمير جميع الممتلكات ورؤوس أموال الحياة، وكراهية أهل البيت (عليهم السلام) تحدد مصير البشرية الأكثر ظلمة، وهو الموت في حالة الكفر والخروج في حالة الكفر يوم القيامة ايضاً.
النجاة من النار
عبارة: « أَلاَ وَ مَنْ مَاتَ عَلَى بُغْضِ آلِ مُحَمَّدٍ لَمْ يَشَمَّ رَائِحَةَ اَلْجَنَّةِ » تدل على عدم رؤية لون الجنة، أي أن مثل هذا الإنسان( الذي يموت على بعض آل محمد) يحرم عليه دخول الجنة، ويحرم من بركاتها. وأن بغض آل محمد عائق كبير في طريق الوصول الى الجنة، فمن أراد الجنة فلابد أن تكون له هذه الفضيلة في عمله، ومن لم تكن له هذه الفضيلة فإن أمنيته في دخول الجنة لن تتحقق، بل هولا يشم رائحة الجنة من بعيد، وهذه الرواية بكاملها رواه الثعلبي بإسناده عن جرير بن عبد الله البجلي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) [٢٥] وقد أضاف الفخر الرازي (ت 604هـ) هذا الحديث أيضاً في تفسيره فقال: «روى صاحب الكشاف: أنه لما نزلت هذه الآية قيل يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ فقال علي و فاطمة و ابناهما،فثبت أن هؤلاء الأربعة أقارب النبي صلى اللّه عليه و سلّم و إذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم و يدل عليه وجوه:
الأول
قوله تعالى: إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى و وجه الاستدلال به ما سبق.
الثاني:
لا شك أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم كان يحب فاطمة عليها السلام قال صلى اللّه عليه و سلّم: «فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها»و ثبت بالنقل المتواتر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أنه كان يحب عليا و الحسن و الحسين و إذا ثبت ذلك وجب على كل الأمة مثله لقوله وَ اتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [٢٦] و لقوله تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ [٢٧] و لقوله قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [٢٨] و لقوله سبحانه لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [٢٩]؛
الثالث
أن الدعاء للآل منصب عظيم و لذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة و هو قوله اللّهم صل على محمد و على آل محمد و ارحم محمدا و آل محمد، و هذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل، فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب، و قال الشافعي رضي اللّه عنه: يا راكِباً قِف بِالمُحَصَّبِ مِن مِنىً وَاِهتِف بِقاعِدِ خَيفِها وَالناهِضِ سَحَراً إِذا فاضَ الحَجيجُ إِلى مِنىً فَيضاً كَمُلتَطِمِ الفُراتِ الفائِضِ إِن كانَ رَفضاً حُبُّ آلِ مُحَمَّدٍ فَليَشهَدِ الثَقَلانِ أَنّي رافِضي»[٣٠].
عدم الحرمان من شفاعة الرسول الكريم (ص)
وأضاف مفسر الشهير أهل السنة القرطبي (ت 671هـ) جملة أخرى من الحديث وهي «و من مات على بغض آل بيتي، فلا نصيب له في شفاعتي»؛ من مات على عداوة أهل بيتي فلا نصيب له من شفاعتي [٣١].
لا خلاص إلا بمودة أهل البيت ع
وفي مصادر الفرقين رواية من طرق الشيعة والسنة جاء فيها أنه بدون محبة أهل البيت (عليهم السلام) لا يمكن أن يكون شخص ليتم إنقاذه حيث يقول النبي ص: :«لَو أنَّ عَبدًا عَبَدَ اللّه َ بَينَ الصَّفا وَالمَروَةِ ألفَ عامٍ ثُمَّ ألفَ عامٍ ، ثُمَّ ألفَ عامٍ ، ثُمَّ لَم يُدرِك مَحَبَّتَنا لَأَكَبَّهُ اللّه ُ عَلى مِنخَرَيهِ فِي النّارِ ، ثُمَّ تَلا:« قُل لا أسأَلُكُم عَلَيهِ أجرًا إلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربى»[٣٢]. و ابن العساكر نقل هذه الرواية عن أبي أمامة الباهلي ، وفي هذا الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَو أنَّ عَبدًا عَبَدَ اللّه َ بَينَ الصَّفا وَالمَروَةِ ألفَ عامٍ ، ثُمَّ ألفَ عامٍ ، ثُمَّ ألفَ عامٍ ، ثُمَّ لَم يُدرِك مَحَبَّتَنا لَأَكَبَّهُ اللّه ُعَلى مِنخَرَيهِ فِي النّارِ ، ثُمَّ تَلا : «قُل لا أسأَلُكُم عَلَيهِ أجرًا إلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربى [٣٣] [٣٤].ومن سياق آية المود يمكن استخراج بعض آثار مودة أهل البيت (عليهم السلام) ومنها:
التوفيق بالإيمان
ومن أهم آثار مودة أهل البيت (عليهم السلام) التوفيق بالإيمان واستمراره، ونستفيد هذه النقطة من سياق:«وَالَّذِينَ آمَنُوا» والإيمان مع المودة يحي حياة جديدة، ويسعد الإنسان.
التوفيق بالأعمال الصالحة
ومن الآثار المهمة الأخرى لمودة أهل البيت (عليهم السلام) هو التوفيق بالأعمال الصالحة. صاحب العمل الصالح لا يفشل، ومودة أهل البيت تدفع المؤمن نحو العمل الصالح دائمًا. وفي هذا السياق، ذكرالعمل الصالح مرتين مع الإيمان «وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ».والعمل الصالح يوجب إستحقاق الإنسان بالأجر الإلهي العظيم وليس هناك نفع يرجع إليه أنفع من هذا، فقد ذكرالقرآن الكريم عشرات الفوائد والآثار تترتب على العمل الصالح.
عيش في حدائق الجنة
وبحسب سياق سورة الشوري 22 فإن جنات الجنة تعتبر من أعمال المحبة والمودة عند أهل البيت (عليهم السلام)، وهذه الجنات تمنح للإنسان بالإيمان والعمل الصالح. مع محبة ومودة أهل البيت (عليهم السلام) وبركاتهم، فلا حد ولا حدود، "والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم في جنات الجنة".
جاهزية كلما يطلبه
في هذا العالم يتمنى الإنسان أشياء كثيرة، لكن لا يمكن له الوصول إليها، ويمكن تحقيق بعض الأمنيات بالجهد، أما في الجنة، فبالإيمان والعمل الصالح مقترناً بمودة أهل البيت (عليهم السلام) تحقق كل شيء، وكلما يشاء المؤمن يجده جاهزاً وحاضراً لديه ، وكل شيء فيها يبقى منتظراً بامر المؤمن، والمؤمن يتوسع قوته: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ فِى رَوْضاتِ الجَنّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ» وفي ذلك المكان لا يوجد اي قيد أو حدود لرغبة الإنسان، وكل شيء يأتي بأمره وطلبه، ويتحقق للانسان المؤمن الحكومة الواقعية.
فضل كبير
إن من أثمن أثر الإنسان اللذي عرفه القرآن الكريم بأنه فضل كبير، وهذا الفضل الكبير يحصل عليه بالإيمان والعمل الصالح وبمودة أهل البيت (عليهم السلام) «ذ لِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ». ما هو فضل كبير؟ وهذا الأثر لا يمكن تعريفه بالكلمات، بل يمكن رؤيته ولمسه وشهوده ولا يدخل في قالب التعابير بالكلمات. 20: التوفيق في الحصول على الخيرات إقتراف بالحسنة أي كسب التوفيق بالاعمال الصالحة، وهو من الآثار البارزة لمحبة أهل البيت (عليهم السلام)، وهذا التوفيق يهيئ الإنسان عملياً للقاء الله. وهكذا تبقى محبة الله حية في قلب الإنسان وتزداد يومًا بعد يوم، وتصير أفعاله أنقى: «وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً» وينال الخير والحسة من مودة القربى.
حفظ العمل والزيادة في رأس المال
يضيف الله حسنات إلى حسنات المؤمن، وهذا رأس المال المعنوي العظيم يحمي الإنسان من كل أنواع المصائب والعذاب يوم القيامة، ويتم الحفاظ على مبدأ رأس المال ويزيد ربحه، وبهذه الطريقة يزداد رأس مال الإنسان المؤمن، «وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً» الأصل يعني مع حفظ راس المال تزايد مستمرفي الربح وهذه الزيادة من الله نفسه، وهذا مهم جداً لأنه يتم بدون احتيال.
عفو الله ومغفرته
ومن أهم آثار مودة القربى عفو الله ومغفرته، ويمكن أن يسمى هذا الغفران أنه أحد آثار أفعال الله تعالى: :«إِنَّ اللهَ غَفُورٌ» فالمؤمن الذي يتمتع بمودة القربى، إذا صدر منه ذنباً أوإذا ارتكب بذنبٍ غفر الله ذنوبه وتولى أمره، لأن الله عز وجل غفور.
الشكرالإلهي
إن الله يولي عناية خاصة لمن أدى أجر الرسالة، فإذا كان في قلبه مودة القربى، لا يغفر ذنوبه فقط، بل يشكر الله في مثل هذا العمل ويقبل جهوده ويمنعه من عدم الرد: « إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ» وهذه الجملة تنقل فضل الله المطلق على العبد وتبشر العبد بأنه في رعاية الله دائمًا وأن الله يفضله دائمًا.
وجود تأثير أكبر للقوة العاطفية
وفي ذيل الآية يقول الله: «وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِـيها حُسْناً إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ»(شوری،23)؛ ومن يقترف حسنة نزيد له، وهذه هي المنفعة التي أشارت إليها الآية: «قُلْ ما سَأَلـْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ»(سباء،47)» أي مودة أهل البيت يعود نفعها على الأمة بل بربح أعلى، وذلك حسب روايات رواها كبارعمادة الدين كالامام الحسن المجتبى عليه السلام [٣٥] وابن عباس [٣٦]، [٣٧]، والسدي [٣٨] و[٣٩] حيث قالوا: أن المراد من( اقتراف الحسنة) هو مودة آل محمد، ولهذا السبب، يغفر الله لهم ذنوبهم، ويشكر لهم حسناتهم (المواردي، النكت والعيون، ج5، ص202)، وهذا الحسنة لها قيمة كبيرة، ومن كان له هذه الحسنة في يوم واحد أفضل من عبادة سنة، كما روى بعض علماء السنة رواية معجبة عن النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) حيث قال: «حبّ آل محمّد يوماً خير من عبادة سنة[٤٠] [٤١].
تحقيق في أهم شبهة لابن تيمية حول آية المودة
كان ابن تيمية شديد التعصب لأهل البيت (عليهم السلام) وفضائلهم ويرفضها بشدة ويعتبرها كذبا وموضوعياً ، وله ثمانية اعتراضات على آية المودة، وقد أجبت عليها بالتفصيل في كتابي ( حقوق أهل البيت في تفاسير أهل السنة)، وهنا في هذا البحث سأتناول أهم اعتراضاته وهي كما يلي:
موضوعية الحديث!
أنكر ابن تيمية بشدّة حديث المشهور لابن عباس حيث قال: أن المقصود من القربى في (مودة القربى) هو علي وفاطمة وولدي هما، يقول ابن تيمية: إن هذا الحديث موضوع وإتفق على كذبه عند جميع المحدثين، ولا يجد له أثر في كتب الحديث [٤٢]
تقيم شبهة إبن تيمية
بخلاف ما ادعاه ابن تيمية فإن هذا الحديث صحيح السند وموثوق به عند كبار علماء السنة، كما اتفق على صحته علماء الشيعة، وقد أدرج هذا الحديث العديد من المفسرين والمحدثين من أهل السنة قبل ولادة ابن تيمية بمئات السنين في كتبهم التفسيرية والحديثية والتاريخية وقبلوا بصحته، منهم: الامام احمد بن حنبل (متوفاى 241 ق)، في كتابه [٤٣] و ابن ابى الحاتم (متوفاى 360 ق) في كتابه[٤٤] والمحدث الكبير الطبرانى (متوفاى 360 ق) في [٤٥] والإمام الواحدى (متوفاى 468 ق) في كتابه [٤٦] والامام الثعلبي (متوفاى 427 ق) في كتابه [٤٧] والامام الحسكانى (متوفاى 471 ق) وقد نقله هذا الحديث بثمان طرق[٤٨] وابن المغازلى (متوفاى 483 ق) في كتابه [٤٩]؛ والزمخشرى (متوفاى 538 ق)في تفسيره [٥٠] وابنعطيه الاندلسى (متوفاى 546 ق) في كتابه [٥١] وابن الجوزى (متوفاى 597 ق) في كتابه [٥٢] و الامام فخر الرازى (متوفاى 604) في [٥٣] و الامام القرطبى (متوفاى671 ق) في [٥٤] والامام النسفى (متوفاى 710 ق) في [٥٥] و نظامالدين النيشابورى (متوفاى 728 ق) في کتابه [٥٦] وقد صرّح بعض علماء أهل السنة بصحة هذا الحديث، منهم: الشافعي في [٥٧] والامام الهيثمى في [٥٨] وبعض الآخرين حددوا المقصود من القربى بأنهم هم أهل البيت (عليهم السلام) وقد نقل هذا الحديث من كبار الصحابة كالامام امير المؤمنين على ع (آلوسی، المصدر السابق)، و عن الامام الحسن(الحاکم النیشابوری،نفس المصدر السابق)، وعن الامام زينالعابدين عليه السلام (ابن جریرالطبری)، وعن ابن عباس (ابن ابی الحاتم، نفس المصدر السابق)، وعن جابر بن عبداللّه الانصارى (ابونعیم الاصبهانی، نفس المصدر السابق )، وعن عبداللّه بن المسعود(حواشی لشواهدالتنزیل)، وعن سعيد بن الجبير(السیوطی، المصدر السابق)، وعن عمر بن الشعيب (ابن جریر الطبری، المصدر السابق) وعن السدير(الحسکانی، مصدر سابق) ولا بدّ من ان نلتفت الى هذه النقطة بأن كثير من شبهات علماء أهل السنة حول آية المودة منشئها شبهات إبن تيمية وتسربت منها ومن ثم راجت في الكتب وهذا الجواب كفاية لجميع تلك الشبهات.
ملخص البحث
هناك نوعان من التطبيق في آية المودة، ففي التطبيق الأول، حسب روايات السنية والشيعية، أربعة من أصحاب الكساء هم الإمام علي، والسيدة فاطمة، والإمام الحسن والإمام الحسين (عليهم السلام) كانوا مصاديق آية المودة والآية تمّ تطبيقها على لأربعة أشخاص فقط، بينما وفي التطبيق الثاني شملت من الإمام السجاد إلى الإمام المهدي (عليه السلام) أي أن الآية تضم تسعة أئمة المعصومين ع، ففي التطبيق الأول يتدخل فيه تنزيل الآية وتفسيرها، وأمّا في التطبيق الثاني يتدخل فيه تأويل الآية وتطبيقها على المصاديق فهي شامل لمصاديق التطبيقية ايضاً. وبالجملة فقد أصبحت مودة الأربعة عشر معصومين (عليهم السلام) واجبة على الأمة أجراً للرسالة ومودتهم واجبة على جميع الناس كالصلاة والصيام إلى يوم القيامة، وأدائها فريضة على الجميع بأمر إلهي ومن هذا الامر الالهي تستمد عصمتهم وطهارتهم وقيادتهم، وهذه المودة ترتبط مباشرة بهداية الأمة، ومن دونها لا يتيسر للإنسان طريق النجاة والسعادة. وقد أثار بعض علماء أهل السنة، ومنهم ابن تيمية، بعض الشكوك حول روايات شأن نزول الآية المباركة ، لكن هذه الشكوك ليس لها أساس علمي، وأغلبها نابعة من جهل المستشكلين وتعصباتهم المذهبية، ومن ثم تسرّبت تلك الشبهات إلى كتب أخرى أيضا.
الهوامش
- ↑ هذه مقالة للادكتور الشيخ محمد يعقوب بشوي تم تعريبها بواسطة الدكتور الشيخ فدا حسين حليمي
- ↑ السیوطی،الدر المنثور،ج7، ص348؛
- ↑ ابن کثیر الدمشقی، تفسير القرآن العظيم،ج10، ص3276.
- ↑ الحسکانی، شواهدالتنزیل، ص132
- ↑ النیشابوری،المستدرک،ج3،ص172
- ↑ الطبری، جامع البيان فى تفسيرالقرآن،ج25،ص16
- ↑ الحویزی،تفسير نور الثقلين،ج4،ص571
- ↑ الحویزی،تفسير نور الثقلين،ج4،ص573
- ↑ الآلوسي، روح المعاني، ج13، ص29
- ↑ النیشابوری،المستدرک،ج3،ص172
- ↑ السخاوی، استجلاف ارتقاءالغرف،ج1،ص331
- ↑ البقاعی،نظم الدرر،ج6،ص624
- ↑ ابن ابی حاتم، تفسیرالقرآن العظیم، ج3، ص172
- ↑ ابی نعیم الاصبهانی،ج3،ص2019
- ↑ (العمادی،تفسیرابی سعود،ج6،ص16)
- ↑ الحسکانی، شواهدالتنزیل،ج2،ص131
- ↑ الطبری، جامع البیان،ج13،ص25
- ↑ الطبري، جامع البيان، ج13، ص25
- ↑ سباء: 47
- ↑ فرقان: 57
- ↑ حلية الاولياء، ج3، ص 201 و كفاية الطالب، ص90
- ↑ الحواشي ،شواهد التنزيل ج 2 ص 131
- ↑ الزمخشری،الکشاف،ج3،ج403
- ↑ الروم: 21.
- ↑ الثعلبي، كشف البيان، ج8، ص 314
- ↑ الأعراف: 158
- ↑ النور: 63
- ↑ آل عمران: 31
- ↑ الأحزاب: 21
- ↑ فخر الرازى، تفسير الكبير، ج 27، ص 167
- ↑ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج16، ص2)
- ↑ ابن العساکر،تاریخ دمشق، ج1،ص132و182
- ↑ تاريخ دمشق «ترجمة الإمام عليّ عليه السلام»، ج1، ص132 - 182
- ↑ المناقب لابن شهرآشوب، ج3، ص198
- ↑ النيشابوري، المستدرك، ج3، ص172،
- ↑ السيوطي، الدر المنثور، ج7، ص348
- ↑ ومحمد اطفيش، تيسير التفسير، ج11، ص482
- ↑ الحسكاني، شواهد التنزيل، ج 2 ص 149
- ↑ ابن المغازلي، المناقب ص 316
- ↑ الهيثمي، الصواعق المحرقه، ص 17
- ↑ ابن صباغ المالكى، الفصول المهمه، ص27
- ↑ ابن تيمية، منهاج السنة، ج 4، ص 28
- ↑ فضائل الصحابه، ج 2، ص 669
- ↑ تفسير القرآن العظيم، ج 10، ص 3276
- ↑ المعجم الكبير، ج 3، ص 47، ح 2641
- ↑ الوسيط فى تفسير القرآن المجيد، ج 4، ص 52
- ↑ الكشف و البيان، ج 8، ص 310
- ↑ شواهد التنزيل، ج 2، ص 310
- ↑ المناقب، ص 309
- ↑ الكشاف، ج 3، ص 402؛
- ↑ المحرر الوجيز، ج 5، ص 34
- ↑ زاد المسير، ج 7، ص 117
- ↑ التفسير الكبير، ج 27، ص 167
- ↑ تفسیر الجامع لاحكام القرآن، ج 16، ص 22
- ↑ تفسير النسفى، ج 3، ص253
- ↑ تفسیر غرائب القرآن، ج 6، ص 74
- ↑ مطالب السؤول، ص 8
- ↑ مجمع الزوائد، ج 7، ص 103.
المصادر
- ابن ابی الحاتم، عبدالرحمن الرازی، تفسیر القرآن العظیم سندا عن رسول اللّه و الصحابة والتابعین، بیروت، المکتبة المصریة، 1999م؛
- ابن تیمیه الحرّانی الدمشقی، منهاج السنة النبویّة فی نقض کلام الشیعة والقدریة، قاهره، مکتبة ابن تیمیه، 1998؛
- ابن صباغ المالكى، الفصول المهمه، موسسه الاعلمى لمطبوعات، بيروت،1998م؛
- ابن عطیّه الاندلسی، المحرّر الوجیز، بیروت، داراحیاء التراث العربی، 1996م؛
- احمد بن حنبل، فضايل الصحابه، موسسة الرساله، بيروت، 1983م؛
- الاصبهانى، ابی نعیم، حلیة الاولیاء و طبعات الاصفیاء، دارالکتاب العربی، بیروت، 1987م؛
- الاطفيش، محمد بن يوسف، تيسير التفسر للقرآن الكريم، ] بى نا[، ] بى جا[،1918م؛
- الآلوسی، سید محمود، روح المعانی فی تفسیر القرآن ا لعظیم و السبع المثانی، تهران، جهان؛
- البشوی، محمد یعقوب، حقوق اهل بیت در تفاسیر اهل سنت،قم، انتشارات بین المللی المصطفی،1387ش،
- البقاعى، ابى الحسن ابراهيم، نظم الدرر فى تناسب الايات والسور، دارالكتاب العلميه، بيروت، 1995م؛
- ابن کثیر الدمشقی، تفسیر القرآن العظیم، بیروت، دارالمعرفة، 1987م؛
- الثعلبی، احمد ، تفسیر الکشف والبیان، بیروت، داراحیاء التراث العربی، 2002م؛
- حاکم النیشابوری، المستدرک علی الصحیحین، بیروت، دارالمعرفة؛
- الحويزى، عبدعلى بن جمعه، تفسير نور الثقلين، قم، اسماعيليان: 4، 1415 ق؛
- الرازی ،فخرالدین ، التفسیر الکبیر، بیروت، دارالفکر، 1985؛
- الزمخشری،احمد، الکشاف عن حقائق غوامض التنزیل، بیروت، دارالمعرفة؛
- السخاوى، شمس الدين محمد، استجلاف ارتقاء الغرف بحب اقرباء الرسول، دارالشائر الاسلاميه، بيروت، 2000م؛
- السیوطی ، جلال الدین ، الدر المنثور فی التفسیر المأثور، بیروت، دارالفکر، 1993م؛
- الشافعى، محمد، مطالب السؤول فى مناقب آل رسول، موسسةالبلاغ، بيروت، 1999م؛
- الطبرانى، سليمان،المعجم الكبير، داراحياء التراث العربى، ] بى تا[، ] بى جا[.
- الطبری، محمد بن جریر، جامع البیان عن تأویل آی القرآن، دارالفکر، 1988؛
- الطنطاوی، التفسیر الوسیط للقرآن الکریم، قاهره، دارالمعارف؛
- عبدالرحمن بن الجوزی، زاد المسیر، بیروت، دارالکتب العلمیه، 2000م؛
- العمادى، محمد،تفسیر ابی السعود(ارشاد العقل السليم الى مزايا الكتاب الكريم)، دارالكتب العلميه، بيروت، 1999م؛
- القرطبی، محمّد بن احمد ، الجامع لاحکام القرآن، بیروت، داراحیاء التراث العربی؛
- الماوردی،علی، النکت و العیون (تفسیر الماوردی)، مصر، البنیة المصریة العامّة للکتاب، 1979م؛
- النسفی، عبدالله، تفسیر النسفی (مدارک التنزیل و حقائق التأویل)، بیروت، دارالکتب العلمیه، 1995 م؛
- النیشابوری، نظام الدین ، غرائب القرآن و رغائب الفرقان، بیروت، دارالکتب العلمیه، 1996م؛
- الهيثمى، احمد بن حجر شافعی، الصواعق المحرقه فی الردّ علی اهل البدع والزندقة، قاهرة، مکتبة القاهرة، 1965م؛
- الهیثمی، نورالدین، مجمع الزوائد و منبع الفوائد، دارالکتاب العربیة، بیروت، 1998 م.