عرض مصدر بلال بن رباح

'''بلال بن رباح:''' أحد الرواة المشتركين بين [[الشيعة]] و [[أهل السنة]]، وهو مؤذّن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله. والروايات الواردة في أذان بلال بعد النبي صلى الله عليه وآله: أنّه لم يؤذّن سوى‏ ثلاث مرّات: الأُولى‏: لمّا بلغه أنّ فاطمة تشتهي أن تسمع صوت مؤذّن أبيها، فأذّن بلال، فلمّا وصل إلى‏ الشهادة الثانية شهقت شهقةً وسقطت لوجهها، وغُشي عليها، فقال الناس لبلال: امسك يا بلال. والثانية: في الشام، حيث أذّن لـ [[عمر بن الخطاب]]، فلم يُر باكٍ أكثر من ذلك اليوم. والثالثة: حينما رأى‏ بلالُ النبيَ(ص) في المنام وهو يقول له: ما هذه الجفوة يا بلال! أما آنَ لك أن تزورنا؟ فانتبه حزيناً، فركب إلى‏ المدينة، فأتى‏ قبر النبي صلى الله عليه وآله، وجعل يبكي عنده ويتمّرغ عليه، فأقبل الحسن والحسين عليهما السلام فجعل يقبّلهما ويضمّهما، فقالا له: نشتهي أن تؤذّن في السحر، فعلا سطحَ المسجد، فلّما قال: اللَّه اكبر، ارتجّت المدينة، فلّما قال: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، زادت ضجّتها، فلّما قال: أشهد أنّ محمداً رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، خرجت النساء من خدورهنّ، فما رُئي يومٌ أكثر باكياً وباكيةً من ذلك اليوم.

=بلال بن رباح (... ــ 20ق)=
من الرواة المشتركين.<ref> المعارف: 176.</ref>
<br>كنيته: أبو عبداللَّه، أبو عمرو، أبو عبدالكريم، أبو عبدالرحمان.<ref> الطبقات الكبرى‏ 3: 232، تنقيح المقال 1: 182، كتاب التاريخ الكبير 2: 106، تهذيب الأسماء واللغات 1: 136، رجال الطوسي: 8، تهذيب الكمال 4: 288، تهذيب التهذيب 1: 441.</ref>
<br>نسبه: التيمي، القرشي.<ref> تهذيب الكمال 4: 288، تهذيب التهذيب 1: 441.</ref>
<br>لقبه: الحبشي، مؤذّن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله.<ref> المعارف: 176، الطبقات الكبرى‏ 3: 232، أُسد الغابة 1: 206، كتاب التاريخ الكبير 2: 106.</ref>
<br>طبقته: صحابي.<ref> تقريب التهذيب 1: 110.</ref>
<br>ذُكر أيضاً باسم بلال بن حمامة.<ref> تهذيب الكمال 4: 288.</ref> كان بلال آدمَ شديد الأدمة، نحيفاً طُوالاً، خفيف العارضين.<ref> الاستيعاب 1: 180، تهذيب الكمال 4: 290.</ref> كان له من أبويه أخ اسمه خالد، وأُخت اسمها غَفْرة أو غُضَيْرة<ref> أُسد الغابة 1: 209.</ref>، وقد تزوّج بلال من هند الخولانية.<ref> كتاب الثقات 3: 28.</ref>
<br>ذكرت أغلب كتب [[أهل السنة]] بأنّه كان مولىً لأبي‏بكر<ref> أُسد الغابة 1: 206، تقريب التهذيب 1: 110، تهذيب الكمال 4: 288، كتاب الثقات 3: 28.</ref>، إلّا أنّ [[الطوسي|الشيخ الطوسي]].<ref> رجال الطوسي: 8.</ref> وبعض علماء [[أهل السنة]] لقّبوه بمولى‏ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله. يقول الجزري: «لقي النبي صلى الله عليه وآله أبابكر، فقال: لو كان عندنا شي‏ء لاشترينا بلالاً، قال: فلقي أبوبكرُ العباسَ بن عبدالمطلب فقال: اشترِ لي بلالاً، فانطلق العباس فاشتراه».<ref> أُسد الغابة 1: 207، وانظر: قاموس الرجال 3: 393.</ref>
<br>وذكرت مصادر الفريقين بأنّه أول حبشي أسلم.<ref> الطبقات الكبرى‏ 3: 232.</ref> وكان بلال يُعذَّب حين أسلم ليرجع عن دينه، فما أعطاهم قط كلمةً ممّا يريدون، وكان إذا اشتدّوا عليه في العذاب قال: أحد أحد.<ref> المصدر السابق، وانظر: المعارف: 176.</ref> وكان أبو جهل يبطحه على‏ وجهه في الشمس، ويضع الرحاء عليه حتّى‏ تصهره الشمس<ref> أُسد الغابة 1: 206.</ref>، وكان أُميّة بن خلف يعذّبه أيضاً، ويتابع عليه العذاب، فقدّر اللَّه تعالى‏ أن بلالاً يقتله يوم بدر.<ref> تهذيب الأسماء واللغات 1: 136.</ref>
<br>قال مجاهد: «أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة» وعدّ منهم بلالاً.<ref> أُسد الغابة 1: 209.</ref>
<br>كان بلال أول مؤذّن في تاريخ الإسلام، وقد لازم الرسول صلى الله عليه وآله بعد أن نال حرّيته، وهاجر معه، حتّى‏ بشّره صلى الله عليه وآله -  كما ورد في روايةٍ  - بأنّه سيكون من أوائل من يدخل الجنّة.<ref> تهذيب الأحكام 2: 284، أُسد الغابة 1: 208.</ref> وكان بلال خازناً لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله.<ref> حلية الأولياء 1: 147، أُسد الغابة 1: 206.</ref> وقد شهد بدراً والمشاهد كلّها.<ref> أُسد الغابة 1: 206.</ref>
<br>قال ابن سعد وابن عبد البرّ: «لمّا توفّي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، أذّن بلال ورسول اللَّه صلى الله عليه وآله لم يُقبر، فكان إذا قال: أشهد أنّ محمداً رسول اللَّه، انتحب الناس في المسجد، قال: فلمّا دُفن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قال له أبوبكر: أذِّن، فقال: إن كنتَ إنّما اعتقتني لأن أكون معك فسبيل ذلك، وإن كنت اعتقتني للَّه فخلِّني ومَن اعتقتني له، فقال: ما اعتقتك إلّا للَّه، قال: فإنّي لا أُؤذّن لأحدٍ بعد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، قال: فذاك إليك. قال: فأقام حتّى‏ خرجت بُعوث الشام، فسار معهم حتّى‏ انتهى‏ إليها».<ref> الطبقات الكبرى‏ 2: 236 - 237، الاستيعاب 1: 181.</ref>
<br>ويبدو من الجمع بين هذا والروايات الواردة في أذان بلال بعد النبي صلى الله عليه وآله: أنّه لم يؤذّن سوى‏ ثلاث مرّات:
<br>الأُولى‏: لمّا بلغه أنّ فاطمة تشتهي أن تسمع صوت مؤذّن أبيها، فأذّن بلال، فلمّا وصل إلى‏ الشهادة الثانية شهقت شهقةً وسقطت لوجهها، وغُشي عليها، فقال الناس لبلال: امسك يا بلال.<ref> من لايحضره الفقيه 1: 194.</ref>
<br>والثانية: في الشام، حيث أذّن لـ [[عمر بن الخطاب]]، فلم يُر باكٍ أكثر من ذلك اليوم.<ref> المعارف: 176، أُسد الغابة 1: 208، وانظر: تهذيب الأسماء واللغات 1: 136.</ref>
<br>والثالثة: حينما رأى‏ بلال النبي صلى الله عليه وآله في المنام وهو يقول له: ماهذه الجفوة يا بلال! أما آن لك أن تزورنا؟ فانتبه حزيناً، فركب إلى‏ المدينة، فأتى‏ قبر النبي صلى الله عليه وآله، وجعل يبكي عنده ويتمّرغ عليه، فأقبل الحسن والحسين عليهما السلام فجعل يقبّلهما ويضمّهما، فقالا له: نشتهي أن تؤذّن في السحر، فعلا سطح المسجد، فلّما قال: اللَّه اكبر، ارتجّت المدينة، فلّما قال: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، زادت ضجّتها، فلّما قال: أشهد أنّ محمداً رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، خرجت النساء من خدورهنّ، فما رُئي يومٌ أكثر باكياً وباكيةً من ذلك اليوم.<ref> أُسد الغابة 1: 208، تهذيب الأسماء واللغات 1: 136، وانظر: أعيان الشيعة 3: 602.</ref> وقيل -  على‏ ما ذكر البعض  -: إنّ بلالاً أذّن لأبي‏بكر مدّة خلافته.<ref> تهذيب الكمال 4: 289، تهذيب الأسماء واللغات 1: 136.</ref>

=موقف الرجاليّين منه=
اتّفق علماء [[الشيعة]] و [[أهل السنة]] على‏ المنزلة السامية لهذا [[الصحابي]]<ref> راجع المصادر السابقة.</ref>، وقد نقلوا عنه الروايات، فذكر المزني: أنّ «رواياته وردت في الكتب الستّة لأهل السنّة»<ref> تهذيب الكمال 4: 291، وانظر: سير أعلام النبلاء 1: 347، مسند أحمد 6: 12، تقريب التهذيب 1:  110.</ref>، ونقل الشيخ الصدوق روايةً مفصّلة على‏ لسان بلال عن النبي صلى الله عليه وآله في فضل الأذان.<ref> من لايحضره الفقيه 1: 189.</ref>

=بلال وأهل البيت عليهم السلام=
كان لبلال علاقة خاصّة بـ [[أهل البيت]] عليهم السلام، ويبدو ذلك من بعض الروايات:
<br>روى‏ الشيخ الصدوق عن أحدهما (الإمام الباقر أو الصادق) قوله: «إنّ بلالاً كان عبداً صالحاً».<ref> من لايحضره الفقيه 1: 184، خلاصة الأقوال: 83، رجال الكشّي 1: 192.</ref>
<br>وروى‏ [[الخطيب البغدادي]] وآخرون عن بلال قال: خرج علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ذات يوم ضاحكاً مستبشراً، فقام إليه عبدالرحمان بن عوف، فقال: ماأضحكك يا رسول اللَّه؟ قال: «بشارة أتتني من عند ربّي، إنّ اللَّه لمّا أراد أن يزوّج علياً فاطمة أمر ملكاً أن يهزّ شجرة طوبى‏، فهزّها فنثرت رقاقاً -  يعني صكاكاً  - وأنشأ اللَّه ملائكةً التقطوها، فإذا كانت القيامة ثارت الملائكة في الخلق، فلايرون محبّاً لنا  [[أهل البيت]] محضاً إلّا دفعوا إليه منها كتاباً: براءة له من النار من أخي وابن عمي وابنتي، فكاك رقاب رجال ونساء من أُمتي من النار».<ref> تاريخ بغداد 4: 210، وانظر: أُسد الغابة 1: 206.</ref>

=من روى‏ عنهم ومن رووا عنه=
روى‏ بلال عن النبي صلى الله عليه وآله.<ref> تهذيب التهذيب 1: 441، تهذيب الكمال 4: 288 - 289، تهذيب الأسماء واللغات 1: 136.</ref>
<br>وروى‏ عنه جمع، منهم: أبوبكر، [[عمر بن الخطاب]]، أُسامة بن زيد بن حارثة، سعيد ابن المسيّب، البراء بن عازب، الأسود بن يزيد، عبداللَّه بن عمر، شهر بن حوشب، عبدالرحمان بن أبي ليلى‏.

=من رواياته=
روى‏ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أنّه قال: « عليكم بقيام الليل، فإنّه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى اللَّه، وتكفير  للسيّئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد».<ref> السنن الكبرى‏ 2: 502.</ref>
<br>وروى‏ أيضاً عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال له غداة جمع: «يا بلال، أسكِتِ الناس» ثم قال: «إنّ اللَّه تطوّل عليكم في جمعكم هذا، فوهب سيّئكم لمحسنكم، وأعطى‏ محسنكم ماسأل، ادفعوا باسم اللَّه».<ref> سنن ابن ماجة 2: 1006.</ref>

=وفاته=
اختلفوا في تاريخ وفاة بلال ما بين سنتي 18 إلى‏ 21 ه، إلّا أنّ المشهور أنّه توفّي في دمشق سنة 20 ه  بمرض الطاعون، وكان له من العمر ستّون أو سبعون سنة، ودُفن في مقبرة الباب الصغير، ولايزال المسلمون يقصدون هذه المقبرة.<ref> الطبقات الكبرى‏ 3: 238، المعارف 1: 176، كتاب الثقات 3: 28، معجم رجال الحديث 4: 270، رجال الطوسي: 8، تاريخ خليفة: 106.</ref>

=المصادر=
{{الهوامش|2}}

[[تصنيف: الرواة المشتركون]]

[[تصنيف: تراجم الرجال]]