الفرق بين المراجعتين لصفحة: «طوفان الأقصى»

أُضيف ٣٬٦٧٠ بايت ،  ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٣
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
سطر ٣٥: سطر ٣٥:


وأودّ أن أقول إنّه منذ يوم السبت 21 من ربيع الأوّل، لم يعد الکيان الصهيوني کما کان في السابق، ولا يمكن تعويض الضربة التي تلقّاها بسهولة. وقد أثبتت التجربة أنه ليس من السهل تحليل الهندسة العقلية لقائد الثورة حول هکذا أحداث. والمثال علی ذلك [[الحرب الثلاثة والثلاثين يوماً|حرب الثلاثة والثلاثين يوماً]]، عندما وعدنا بالنصر في وقت كان فيه إنتصار [[حزب الله]] على آلة الحرب التابعة للنظام أمراً لا يمكن تصوّره. الوعدة التي لم يستطع تصوّرها حتى اللواء [[قاسم السليماني]]، بصفته القائد الإيراني الحاضر في معركة حزب الله والجيش الصهيوني.
وأودّ أن أقول إنّه منذ يوم السبت 21 من ربيع الأوّل، لم يعد الکيان الصهيوني کما کان في السابق، ولا يمكن تعويض الضربة التي تلقّاها بسهولة. وقد أثبتت التجربة أنه ليس من السهل تحليل الهندسة العقلية لقائد الثورة حول هکذا أحداث. والمثال علی ذلك [[الحرب الثلاثة والثلاثين يوماً|حرب الثلاثة والثلاثين يوماً]]، عندما وعدنا بالنصر في وقت كان فيه إنتصار [[حزب الله]] على آلة الحرب التابعة للنظام أمراً لا يمكن تصوّره. الوعدة التي لم يستطع تصوّرها حتى اللواء [[قاسم السليماني]]، بصفته القائد الإيراني الحاضر في معركة حزب الله والجيش الصهيوني.
== عملية طوفان الأقصى حادثة نفسيّة أمنيّة جديدة ==
ومن أهم الأبعاد والجوانب خلال هجوم حماس الأخير على الصهاينة، هو توفير فرصة تاريخية ونفسية جديدة، لإدراك الحقائق المتعلقة بحياة الفلسطينيين. وأنزل الجيش الصهيوني على مدى عدة عقود، كوارث عظيمة على الشعب الفلسطيني، التي من السهل فهمها اليوم بعد عملية طوفان الأقصی التاريخية.
فالفلسطينيون لم يعذّبوا الصهاينة، ولم يغلّقوا أبواب الأطعمة والبضائع نحوهم. وقاتلوا وحدهم قتالاً غير متكافئ على الإطلاق من حيث الإمكانيات المالية والعسكرية، وكان سلاحهم الرئيسي في هذه المعركة التاريخية هو سلاح الإرادة والإيمان. لكن إسرائيل استخدمت كافة أنواع الأدوات والجرائم، ليس فقط ضد المسلّحين، بل أيضاً ضد الشعب الفلسطيني، وأدارت حرباً لا حدود لها أخلاقياً ولا إنسانياً. ومع ذلك، فإن الصهاينة أنفسهم لم يفهموا هذا الوضع الصعب للشعب الفلسطيني فحسب؛ بل احتلّوا أراضيهم بكل سهولة واستمروا في بناء المنازل على أراضي الآخرين. والفلسطينيون، لم يواجهوا لعدة عقود مدیدة سوی التهجير والفقر والحصار والجوع والقمع والعنف والقتل والتعذيب. علی عکس الصهاينة الذين جمّعوا الثروات خلال تلك العقود واستمرّوا بدعمهم لجرائم الجيش و[[الموساد]]. لكن الوضع الآن ليس کالسابق بالنسبة لهم.
والآن يستطيع الصهاينة أيضًا أن يفهموا ما معنی الهجوم، وما هي المأساة الكبرى التي قد تكون فقدان أفراد من العائلة. وأيضاً يمكنهم أن يفهموا أن الشعب الأعزل في ظل أصعب الظروف کیف سيعاني من المصاعب والمعاناة.
وبالطبع، كل هذا يأتي في وضع لا يستطيع فيه الصهاينة، على عكس الفلسطينيين، أن يفهموا مدى صعوبة المحنة المتمثّلة في إحتلال الوطن من قبل «الآخرين». وما أدرکه الصهاينة خلال هذه الأيام القليلة، كان شعوراً عميقاً بـ «إنعدام الأمن». هو الشعور الذي طال أمده لدى الشعب الفلسطيني المظلوم، والذي طالما شعر به بسبب إستعراض القوّة وجرائم الجيش الصهيوني.
وبالرغم من أن شعب إسرائيل أدرك في هذه الأيام، إنعدام الأمن والخوف حتى النخاع؛ لكن الکيان الصهيوني يستخدم الآن تكتيك العقوبات القديمة لترهيب وتخويف الفلسطينيين وهو تکتيك المقاطعة. تُعرف غزة منذ زمن طويل بأنـها أكبر سجن مفتوح في العالم، والإلحصار والحظر المفروض على المياه والكهرباء والغذاء ضد شعبها، ليس حدثاً غريباً وغير متوقع بالنسبة للمواطنين الفلسطينيين المضطهدين.
٢٦١

تعديل