الفرق بين المراجعتين لصفحة: «يزيد بن هارون بن زاذان»

من ویکي‌وحدت
(أنشأ الصفحة ب'<div class="wikiInfo"> {| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ | !الاسم |يزيد بن هارون بن زاذان <ref>3482) تاريخ ا...')
 
لا ملخص تعديل
 
(مراجعتان متوسطتان بواسطة نفس المستخدم غير معروضتين)
سطر ٢: سطر ٢:
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
!الاسم
!الاسم
|يزيد بن هارون بن زاذان <ref>3482) تاريخ الاسلام 14: 457، رجال صحيح مسلم 2: 365، الطبقات الكبرى‏ 7: 314، رجال صحيح البخاري 2: 810، كتاب الثقات 7: 632، سير أعلام النبلاء 9: 358.</ref>
|يزيد بن هارون بن زاذان <ref> تاريخ الاسلام 14: 457، رجال صحيح مسلم 2: 365، الطبقات الكبرى‏ 7: 314، رجال صحيح البخاري 2: 810، كتاب الثقات 7: 632، سير أعلام النبلاء 9: 358.</ref>
|-
|-
|تاريخ الولادة
|تاريخ الولادة
سطر ١١: سطر ١١:
|-
|-
|كنيته
|كنيته
|أبو خالد <ref>3483) المعارف: 515، الطبقات الكبرى‏ 7: 314، تاريخ بغداد 14: 337.</ref>.
|أبو خالد <ref> المعارف: 515، الطبقات الكبرى‏ 7: 314، تاريخ بغداد 14: 337.</ref>.
|-
|-
|نسبه
|نسبه
|السُّلَمي <ref>3484) تهذيب الكمال 32: 261، الجرح والتعديل 9: 295.</ref>.
|السُّلَمي <ref> تهذيب الكمال 32: 261، الجرح والتعديل 9: 295.</ref>.
|-
|-
|لقبه
|لقبه
|الواسطي <ref>3485) كتاب التاريخ الكبير 8: 368، تذكرة الحفّاظ 1: 317، معجم رجال الحديث 21: 129.</ref>.
|الواسطي <ref> كتاب التاريخ الكبير 8: 368، تذكرة الحفّاظ 1: 317، معجم رجال الحديث 21: 129.</ref>.
|-
|-
|طبقته
|طبقته
|التاسعة <ref>3486) تقريب التهذيب 2: 372.</ref>.
|التاسعة <ref> تقريب التهذيب 2: 372.</ref>.
|}
|}
</div>
</div>
'''يزيد بن هارون بن زاذان''' جدّه «زاذي» أو «زاذان» مولى «أُمّ عاصم» زوجة عُتبة بن فرقد من قبيلة بني سليم، ولذا قيل له: السُّلَمي، وأصله من بُخارى<ref>3487) تهذيب الكمال 32: 261، تاريخ بغداد 14: 338.</ref>، إلّا أنّه عاش في مدينة واسط <ref>3488) بُنيت هذه المدينة سنة 84 - 86 ه بأمر الحجّاج، وتبعد عن البصرة والكوفة والمدائن والأهواز أربعون فرسخاً، ولهذا سميت «واسط» (معجم البلدان 5: 347 -353).</ref> فعُرف بالواسطي.
'''يزيد بن هارون بن زاذان''' جدّه «زاذي» أو «زاذان» مولى «أُمّ عاصم» زوجة [[عُتبة بن فرقد]] من [[قبيلة بني سليم]]، ولذا قيل له: السُّلَمي، وأصله من بُخارى<ref> تهذيب الكمال 32: 261، تاريخ بغداد 14: 338.</ref>، إلّا أنّه عاش في مدينة واسط <ref> بُنيت هذه المدينة سنة 84 - 86 ه بأمر الحجّاج، وتبعد عن البصرة والكوفة والمدائن والأهواز أربعون فرسخاً، ولهذا سميت «واسط» (معجم البلدان 5: 347 -353).</ref> فعُرف بالواسطي.
وفضلاً عن منزلته العلمية فقد كان مشهوراً في زمانه بالعبادة وإحياء الليل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر <ref>3489) سير أعلام النبلاء 9: 306، 361، تاريخ الإسلام 14: 457، تقريب التهذيب 2: 372.</ref>. يقول أحمد بن سنان: «ما رأيت عالماً أحسن صلاةً من يزيد بن هارون، يقوم كأنّه أسطوانة، وكان يصلّي بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، لم يكن يفتر في صلاة الليل والنهار، هو وهُشَيْم معروفان بطول صلاة الليل والنهار» <ref>3490) تهذيب الكمال 32: 268، تاريخ بغداد 14: 340.</ref>. وكان يقول: «أنام من الليل شيئاً؟! إذن لا أنام الله عيني» <ref>3491) سير أعلام النبلاء 9: 361.</ref>. وفي أواخر حياته أُصيب بالعمى، وعندما سأله حسن بن عرفة عن سبب ذلك، قال: ذهب بهما بكاء الأسحار <ref>3492) تاريخ بغداد 14: 342.</ref>. وكان يقول أيضاً: ما أحبّ أن أحفظ القرآن حتّى لا أُخطئ فيه شيئاً؛ لئلّا يدركني ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله في الخوارج: «يقرؤون القرآن لايجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة» <ref>3493) المصدر السابق: 341.</ref>.
 
وقد سافر إلى بغداد وحدّث بها، ثم عاد إلى واسط فمات بها <ref>3494) المصدر نفسه: 337.</ref>. وكانت له منزلة علمية واجتماعية كبيرة، حتّى إنّ المأمون قال: لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرت أنّ القرآن مخلوق، فقال بعض جلسائه: يا أمير المؤمنين! ومن يزيد هذا حتّى  يكون يُتَّقى؟! فقال: ويحك! إنّي لا أتّقيه لأنّ له سلطاناً أو سلطنة، ولكن أخاف إن أظهرته فيرد عليَّ، فيختلف الناس، وتكون فتنة، وأنا أكره الفتنة! وكان يزيد يحلف بالله الذي لا إله إلّا هو أنّ من قال: القرآن مخلوق، فهو كافر <ref>3495) تاريخ بغداد 14: 342، سير أعلام النبلاء 9: 362.</ref>.
=ترجمته=
وفضلاً عن منزلته العلمية فقد كان مشهوراً في زمانه بالعبادة وإحياء الليل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر <ref> سير أعلام النبلاء 9: 306، 361، تاريخ الإسلام 14: 457، تقريب التهذيب 2: 372.</ref>. يقول [[أحمد بن سنان]]: «ما رأيت عالماً أحسن صلاةً من يزيد بن هارون، يقوم كأنّه أسطوانة، وكان يصلّي بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، لم يكن يفتر في صلاة الليل والنهار، هو وهُشَيْم معروفان بطول صلاة الليل والنهار» <ref> تهذيب الكمال 32: 268، تاريخ بغداد 14: 340.</ref>. وكان يقول: «أنام من الليل شيئاً؟! إذن لا أنام الله عيني» <ref> سير أعلام النبلاء 9: 361.</ref>. وفي أواخر حياته أُصيب بالعمى، وعندما سأله [[حسن بن عرفة]] عن سبب ذلك، قال: ذهب بهما بكاء الأسحار <ref> تاريخ بغداد 14: 342.</ref>. وكان يقول أيضاً: ما أحبّ أن أحفظ القرآن حتّى لا أُخطئ فيه شيئاً؛ لئلّا يدركني ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله في الخوارج: «يقرؤون القرآن لايجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة» <ref> المصدر السابق: 341.</ref>.
وقد سافر إلى بغداد وحدّث بها، ثم عاد إلى واسط فمات بها <ref> المصدر نفسه: 337.</ref>. وكانت له منزلة علمية واجتماعية كبيرة، حتّى إنّ المأمون قال: لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرت أنّ القرآن مخلوق، فقال بعض جلسائه: يا أمير المؤمنين! ومن يزيد هذا حتّى  يكون يُتَّقى؟! فقال: ويحك! إنّي لا أتّقيه لأنّ له سلطاناً أو سلطنة، ولكن أخاف إن أظهرته فيرد عليَّ، فيختلف الناس، وتكون فتنة، وأنا أكره الفتنة! وكان يزيد يحلف بالله الذي لا إله إلّا هو أنّ من قال: القرآن مخلوق، فهو كافر <ref> تاريخ بغداد 14: 342، سير أعلام النبلاء 9: 362.</ref>.


=موقف الرجاليّين منه=
=موقف الرجاليّين منه=
وثّقه وأثنى عليه رجاليّو أهل السنّة، واعتبروه إماماً وثقةً، وثبتاً وصدوقاً، وكثير الحديث، وأشاروا إلى قوّة حافظته، حيث قال: «أحفظ (24000) حديث بإسناده ولا فخر، واحفظ للشاميّين (20000) حديث لا أُسأَل عنها» <ref>3496) تهذيب الكمال 32: 266، 267، 268، سير أعلام النبلاء 9: 359، الجرح والتعديل 9: 295، تذكرة الحفّاظ 1: 318.</ref>. وأمّا رجاليو الشيعة فلم يشيروا إلى جرحه أو تعديله <ref>3497) معجم رجال الحديث 21: 129، مستدركات علم رجال الحديث 8: 266، قاموس الرجال 11: 116، تنقيح المقال 3: 328.</ref>.
وثّقه وأثنى عليه رجاليّو أهل السنّة، واعتبروه إماماً وثقةً، وثبتاً وصدوقاً، وكثير الحديث، وأشاروا إلى قوّة حافظته، حيث قال: «أحفظ (24000) حديث بإسناده ولا فخر، واحفظ للشاميّين (20000) حديث لا أُسأَل عنها» <ref> تهذيب الكمال 32: 266، 267، 268، سير أعلام النبلاء 9: 359، الجرح والتعديل 9: 295، تذكرة الحفّاظ 1: 318.</ref>. وأمّا رجاليو الشيعة فلم يشيروا إلى جرحه أو تعديله <ref> معجم رجال الحديث 21: 129، مستدركات علم رجال الحديث 8: 266، قاموس الرجال 11: 116، تنقيح المقال 3: 328.</ref>.
ولمّا ذهب بصره كان إذا سُئل عن حديثٍ لايعرفه، فيأمر جاريةً له فتحفظه من كتابه، ولعلّ هذا ما دعا ابن مَعين إلى أن يقول: «يزيد بن هارون ليس من أصحاب الحديث؛ لأنّه كان لايميّز، ولايبالي عمّن روى » <ref>3498) تاريخ بغداد 14: 338، 339، تذكرة الحفّاظ 1: 319.</ref>.
ولمّا ذهب بصره كان إذا سُئل عن حديثٍ لايعرفه، فيأمر جاريةً له فتحفظه من كتابه، ولعلّ هذا ما دعا ابن مَعين إلى أن يقول: «يزيد بن هارون ليس من أصحاب الحديث؛ لأنّه كان لايميّز، ولايبالي عمّن روى » <ref> تاريخ بغداد 14: 338، 339، تذكرة الحفّاظ 1: 319.</ref>.


=من روى عنهم ومن رووا عنه <ref>3499) الكافي 5: 261، تهذيب الكمال 32: 262 - 265.</ref>=
=من روى عنهم ومن رووا عنه <ref> الكافي 5: 261، تهذيب الكمال 32: 262 - 265.</ref>=
روى عن الإمام الصادق عليه السلام.
روى عن الإمام الصادق عليه السلام.
وروى أيضاً عن جماعةٍ، منهم: أبان بن أبي عياش، أبان بن يزيد العطَّار، إبراهيم بن سعد الزُهري، إسماعيل بن يحيى بن طَلْحة، الحجّاج بن أرطأة، أَصْبَغ بن زيد الورّاق، مالك، محمد بن إسحاق بن يسار.
وروى أيضاً عن جماعةٍ، منهم: [[أبان بن أبي عياش]]، [[أبان بن يزيد العطَّار]]، [[إبراهيم بن سعد الزُهري]]، [[إسماعيل بن يحيى بن طَلْحة]]، [[الحجّاج بن أرطأة]]، [[أَصْبَغ بن زيد الورّاق]]، مالك، [[محمد بن إسحاق بن يسار]].
وروى عنه جماعة، منهم: إبراهيم بن يعقوب الجُوزجاني، أحمدبن إبراهيم الدَوْرَقي، أحمد، الحسن بن علي بن راشد الواسطي، الحسن بن علي الخلّال، الحسين بن منصور النيشابوري، سُفيان بن وكيع بن الجرّاح. ووردت رواياته في المصادر الستّة لأهل السنّة وشواهد التنزيل <ref>3500) تهذيب التهذيب 11: 321، تهذيب الكمال 32: 270، شواهد التنزيل ح 6 و9 و10 و652 و653.</ref>، وفي بعض المصادر الشيعية <ref>3501) الكافي 5: 261، كتاب الخصال: 254، 312، 471، أمالي المفيد: 78.</ref>.
وروى عنه جماعة، منهم: [[إبراهيم بن يعقوب الجُوزجاني]]، [[أحمدبن إبراهيم الدَوْرَقي]]، أحمد، [[الحسن بن علي بن راشد الواسطي]]، [[الحسن بن علي الخلّال]]، [[الحسين بن منصور النيشابوري]]، [[سُفيان بن وكيع بن الجرّاح]]. ووردت رواياته في المصادر الستّة لأهل السنّة وشواهد التنزيل <ref> تهذيب التهذيب 11: 321، تهذيب الكمال 32: 270، شواهد التنزيل ح 6 و9 و10 و652 و653.</ref>، وفي بعض المصادر الشيعية <ref> الكافي 5: 261، كتاب الخصال: 254، 312، 471، أمالي المفيد: 78.</ref>.


=من رواياته=
=من رواياته=
روى يزيد بن هارون عن الإمام الصادق عليه السلام: «الزارعون كنوز الأنام، يزرعون طيباً أخرجه الله عزّ وجلّ، وهم يوم القيامة أحسن الناس مقاماً، وأقربهم منزلةً، يُدعون المباركين» <ref>3502) الكافي 5: 261.</ref>. هذا وروى أيضاً حديث الثقلين بثلاث وسائط <ref>3503) سير أعلام النبلاء 9: 365.</ref>.
روى يزيد بن هارون عن الإمام الصادق عليه السلام: «الزارعون كنوز الأنام، يزرعون طيباً أخرجه الله عزّ وجلّ، وهم يوم القيامة أحسن الناس مقاماً، وأقربهم منزلةً، يُدعون المباركين» <ref> الكافي 5: 261.</ref>. هذا وروى أيضاً حديث الثقلين بثلاث وسائط <ref> سير أعلام النبلاء 9: 365.</ref>.


=وفاته=
=وفاته=
توفّي يزيد سنة 206 ه، بمدينة واسط، في خلافة المأمون العباسي عن 88 سنة <ref>3504) الطبقات الكبرى‏ 7 : 315 ، تاريخ خليفة : 388 ، كتاب الثقات 7 : 632 ، تهذيب الكمال 32 : 269 ،  شذرات الذهب 2 : 16 ، العبر في خبر من غبر 1 : 275 . وفي الكامل في التاريخ 6 : 362 : مات سنة 205 ه .</ref>.
توفّي يزيد سنة 206 ه، بمدينة واسط، في خلافة [[المأمون العباسي]] عن 88 سنة <ref> الطبقات الكبرى‏ 7: 315، تاريخ خليفة: 388، كتاب الثقات 7: 632، تهذيب الكمال 32: 269، شذرات الذهب 2: 16، العبر في خبر من غبر 1: 275. وفي الكامل في التاريخ 6: 362: مات سنة 205 ه.</ref>.
 


=المراجع=
=المراجع=


[[تصنيف:الرواة المشتركون]]
[[تصنيف:الرواة المشتركون]]

المراجعة الحالية بتاريخ ١٢:١٨، ٢٠ أبريل ٢٠٢١

الاسم يزيد بن هارون بن زاذان [١]
تاريخ الولادة 118 هجري قمري
تاريخ الوفاة 206 هجري قمري
كنيته أبو خالد [٢].
نسبه السُّلَمي [٣].
لقبه الواسطي [٤].
طبقته التاسعة [٥].

يزيد بن هارون بن زاذان جدّه «زاذي» أو «زاذان» مولى «أُمّ عاصم» زوجة عُتبة بن فرقد من قبيلة بني سليم، ولذا قيل له: السُّلَمي، وأصله من بُخارى[٦]، إلّا أنّه عاش في مدينة واسط [٧] فعُرف بالواسطي.

ترجمته

وفضلاً عن منزلته العلمية فقد كان مشهوراً في زمانه بالعبادة وإحياء الليل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر [٨]. يقول أحمد بن سنان: «ما رأيت عالماً أحسن صلاةً من يزيد بن هارون، يقوم كأنّه أسطوانة، وكان يصلّي بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، لم يكن يفتر في صلاة الليل والنهار، هو وهُشَيْم معروفان بطول صلاة الليل والنهار» [٩]. وكان يقول: «أنام من الليل شيئاً؟! إذن لا أنام الله عيني» [١٠]. وفي أواخر حياته أُصيب بالعمى، وعندما سأله حسن بن عرفة عن سبب ذلك، قال: ذهب بهما بكاء الأسحار [١١]. وكان يقول أيضاً: ما أحبّ أن أحفظ القرآن حتّى لا أُخطئ فيه شيئاً؛ لئلّا يدركني ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله في الخوارج: «يقرؤون القرآن لايجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة» [١٢]. وقد سافر إلى بغداد وحدّث بها، ثم عاد إلى واسط فمات بها [١٣]. وكانت له منزلة علمية واجتماعية كبيرة، حتّى إنّ المأمون قال: لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرت أنّ القرآن مخلوق، فقال بعض جلسائه: يا أمير المؤمنين! ومن يزيد هذا حتّى يكون يُتَّقى؟! فقال: ويحك! إنّي لا أتّقيه لأنّ له سلطاناً أو سلطنة، ولكن أخاف إن أظهرته فيرد عليَّ، فيختلف الناس، وتكون فتنة، وأنا أكره الفتنة! وكان يزيد يحلف بالله الذي لا إله إلّا هو أنّ من قال: القرآن مخلوق، فهو كافر [١٤].

موقف الرجاليّين منه

وثّقه وأثنى عليه رجاليّو أهل السنّة، واعتبروه إماماً وثقةً، وثبتاً وصدوقاً، وكثير الحديث، وأشاروا إلى قوّة حافظته، حيث قال: «أحفظ (24000) حديث بإسناده ولا فخر، واحفظ للشاميّين (20000) حديث لا أُسأَل عنها» [١٥]. وأمّا رجاليو الشيعة فلم يشيروا إلى جرحه أو تعديله [١٦]. ولمّا ذهب بصره كان إذا سُئل عن حديثٍ لايعرفه، فيأمر جاريةً له فتحفظه من كتابه، ولعلّ هذا ما دعا ابن مَعين إلى أن يقول: «يزيد بن هارون ليس من أصحاب الحديث؛ لأنّه كان لايميّز، ولايبالي عمّن روى » [١٧].

من روى عنهم ومن رووا عنه [١٨]

روى عن الإمام الصادق عليه السلام. وروى أيضاً عن جماعةٍ، منهم: أبان بن أبي عياش، أبان بن يزيد العطَّار، إبراهيم بن سعد الزُهري، إسماعيل بن يحيى بن طَلْحة، الحجّاج بن أرطأة، أَصْبَغ بن زيد الورّاق، مالك، محمد بن إسحاق بن يسار. وروى عنه جماعة، منهم: إبراهيم بن يعقوب الجُوزجاني، أحمدبن إبراهيم الدَوْرَقي، أحمد، الحسن بن علي بن راشد الواسطي، الحسن بن علي الخلّال، الحسين بن منصور النيشابوري، سُفيان بن وكيع بن الجرّاح. ووردت رواياته في المصادر الستّة لأهل السنّة وشواهد التنزيل [١٩]، وفي بعض المصادر الشيعية [٢٠].

من رواياته

روى يزيد بن هارون عن الإمام الصادق عليه السلام: «الزارعون كنوز الأنام، يزرعون طيباً أخرجه الله عزّ وجلّ، وهم يوم القيامة أحسن الناس مقاماً، وأقربهم منزلةً، يُدعون المباركين» [٢١]. هذا وروى أيضاً حديث الثقلين بثلاث وسائط [٢٢].

وفاته

توفّي يزيد سنة 206 ه، بمدينة واسط، في خلافة المأمون العباسي عن 88 سنة [٢٣].

المراجع

  1. تاريخ الاسلام 14: 457، رجال صحيح مسلم 2: 365، الطبقات الكبرى‏ 7: 314، رجال صحيح البخاري 2: 810، كتاب الثقات 7: 632، سير أعلام النبلاء 9: 358.
  2. المعارف: 515، الطبقات الكبرى‏ 7: 314، تاريخ بغداد 14: 337.
  3. تهذيب الكمال 32: 261، الجرح والتعديل 9: 295.
  4. كتاب التاريخ الكبير 8: 368، تذكرة الحفّاظ 1: 317، معجم رجال الحديث 21: 129.
  5. تقريب التهذيب 2: 372.
  6. تهذيب الكمال 32: 261، تاريخ بغداد 14: 338.
  7. بُنيت هذه المدينة سنة 84 - 86 ه بأمر الحجّاج، وتبعد عن البصرة والكوفة والمدائن والأهواز أربعون فرسخاً، ولهذا سميت «واسط» (معجم البلدان 5: 347 -353).
  8. سير أعلام النبلاء 9: 306، 361، تاريخ الإسلام 14: 457، تقريب التهذيب 2: 372.
  9. تهذيب الكمال 32: 268، تاريخ بغداد 14: 340.
  10. سير أعلام النبلاء 9: 361.
  11. تاريخ بغداد 14: 342.
  12. المصدر السابق: 341.
  13. المصدر نفسه: 337.
  14. تاريخ بغداد 14: 342، سير أعلام النبلاء 9: 362.
  15. تهذيب الكمال 32: 266، 267، 268، سير أعلام النبلاء 9: 359، الجرح والتعديل 9: 295، تذكرة الحفّاظ 1: 318.
  16. معجم رجال الحديث 21: 129، مستدركات علم رجال الحديث 8: 266، قاموس الرجال 11: 116، تنقيح المقال 3: 328.
  17. تاريخ بغداد 14: 338، 339، تذكرة الحفّاظ 1: 319.
  18. الكافي 5: 261، تهذيب الكمال 32: 262 - 265.
  19. تهذيب التهذيب 11: 321، تهذيب الكمال 32: 270، شواهد التنزيل ح 6 و9 و10 و652 و653.
  20. الكافي 5: 261، كتاب الخصال: 254، 312، 471، أمالي المفيد: 78.
  21. الكافي 5: 261.
  22. سير أعلام النبلاء 9: 365.
  23. الطبقات الكبرى‏ 7: 315، تاريخ خليفة: 388، كتاب الثقات 7: 632، تهذيب الكمال 32: 269، شذرات الذهب 2: 16، العبر في خبر من غبر 1: 275. وفي الكامل في التاريخ 6: 362: مات سنة 205 ه.