الفرق بين المراجعتين لصفحة: «هبة الدين الشهرستاني»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٦٨: سطر ٦٨:
=النشاطات السياسية والجهادية=
=النشاطات السياسية والجهادية=


جال السيّد في عدّة أقطار، كسوريا ولبنان ومصر والحجاز واليمن والهند، وساهم في حركة الجهاد ضدّ القوّات الإنجليزية المحتلّة سنة 1333 ه، وكذلك في الثورة العراقية الكبرى‏ سنة 1920 م، فاعتقل من قبل المحتلّين وحكم عليه بالإعدام، غير أنّه سجن في الحلّة تسعة أشهر.
جال السيّد في عدّة أقطار، كسوريا ولبنان ومصر والحجاز واليمن والهند، وساهم في حركة الجهاد ضدّ القوّات الإنجليزية المحتلّة سنة 1333 ه.


حينما اندلعت الحرب العالمية الأولى عام 1914 بدأ دور مهمّ من حياة هذا المصلح، حيث برز كمجاهد ومناوئ صلب لجيوش الاحتلال الإنجليزي التي بدأت غزوها للعراق، وأعلن حينها علماء الشيعة الجهاد ضدّ الإنجليز، ودافعوا عن الدولة العثمانية رغم سياستها الطائفية الظالمة ضدّ الشيعة طيلة قرون، ولكنّهم تناسوا جراحاتهم لأنّ الأمر دار بين دولة كافرة وأخرى مسلمة.
حينما اندلعت الحرب العالمية الأولى عام 1914 بدأ دور مهمّ من حياة هذا المصلح، حيث برز كمجاهد ومناوئ صلب لجيوش الاحتلال الإنجليزي التي بدأت غزوها للعراق، وأعلن حينها علماء الشيعة الجهاد ضدّ الإنجليز، ودافعوا عن الدولة العثمانية رغم سياستها الطائفية الظالمة ضدّ الشيعة طيلة قرون، ولكنّهم تناسوا جراحاتهم لأنّ الأمر دار بين دولة كافرة وأخرى مسلمة.


قاد السيّد هبة الدين قوّة من عشائر آل فتلة وبني حسن والعوابد تحرّكت في أوائل محرّم من عام 1333 هـ عن طريق الفرات إلى أن التحق بالشعيبة من الجناح الأيمن الذي كان في مقدّمته الإمام المجاهد السيّد محمّد سعيد الحبّوبي. وعند انكسار جيش الجهاد عاد إلى النجف وقد ألمّ به المرض. وفي هذه الفترة اتّصل به القادة الأتراك وطلبوا منه رسم خطّة لإعادة الكرّة للجهاد عن طريق كوت الإمارة، وهكذا كان. فخاض السيّد مع بقية العلماء والعشائر والجيش التركي معركة أخرى ضدّ الجيش الإنجليزي الغازي. وكان النصر حليفهم هذه المرة، حيث استطاعوا محاصرة الجيش الإنجليزي الغازي وأسر جميع أفراده، وعددهم اثنا عشر ألف رجل بالإضافة لقائده الجنرال (طاوزند).
قاد السيّد هبة الدين قوّة من عشائر آل فتلة وبني حسن والعوابد تحرّكت في أوائل محرّم من عام 1333 هـ عن طريق الفرات إلى أن التحق بالشعيبة من الجناح الأيمن الذي كان في مقدّمته الإمام المجاهد السيّد محمّد سعيد الحبّوبي. وعند انكسار جيش الجهاد عاد إلى النجف وقد ألمّ به المرض.  


وبعد احتلال الإنكليز العراق، أقام السيد الشهرستاني في كربلاء وأخذ يكّون حلقات علمية في مدرسة باب السدرة يلقي فيها محاضرات في التفسير ويؤلف الكتب التي تشيد بهذا العلم وغيره، لكن سعيه في مقاومة الاحتلال لم يتوقف، وحينما حلّ الإمام محمد تقي الشيرازي في كربلاء اتصل به السيد هبة الدين ولازمه، ثم مثّله لدى السير ولسون الحاكم السياسي البريطاني العام في العراق، لنقل مطالب العراقيين في الحرية والاستقلال، ولما لم ينفذ الإنكليز شيئاً من تلك المطالب أفتى الإمام الشيرازي بالثورة ضد الاحتلال، فانطلقت الرصاصات الأولى على الإنكليز في الرميثة لتكون إيذاناً بإعلان الثورة الشاملة التي عمت العراق من أقصاه إلى أقصاه، حيث سيطر الثوار على المدن المهمة، وهزموا الحكام الإنكليز وكوّنوا إدارات وطنية بعد معارك عنيفة وكبدو الجيش المحتل خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات والأسرى، غير أن عدم تكافؤ ميزان القوى العسكرية بين الطرفين، ووفاة القائد الأعلى للثورة الإمام الشيرازي، وأسباب كثيرة أخرى لا مجال لتفصيلها أثر على معنويات الثورة، واستطاع الإنكليز اقتحام مدينتي كربلاء والنجف، وألقوا القبض على السيد الشهرستاني مع جمع من أصحابه وأرسل إلى الهندية (طويريج) ثم الحلة حيث بقي في السجن مدة تسعة أشهر. ويذكر الزركلي في (الأعلام) إن الإنجليز قد حكموا عليه بالإعدام، لكن أصدر بعدها الملك (جورج الخامس) ملك بريطانيا قراراً بالعفو العام فأطلق سراحه مع بقية المعتقلين.
وفي هذه الفترة اتّصل به القادة الأتراك وطلبوا منه رسم خطّة لإعادة الكرّة للجهاد عن طريق كوت الإمارة، وهكذا كان. فخاض السيّد مع بقية العلماء والعشائر والجيش التركي معركة أخرى ضدّ الجيش الإنجليزي الغازي. وكان النصر حليفهم هذه المرة، حيث استطاعوا محاصرة الجيش الإنجليزي الغازي وأسر جميع أفراده، وعددهم اثنا عشر ألف رجل بالإضافة لقائده الجنرال (طاوزند).


وبسبب التداعيات التي خلفتها ثورة العشرين وما آلت إليه الأحداث السياسية اضطر الإنكليز إلى قبول قيام سلطة عراقية وطنية. وعندها رشح الملك فيصل بن الحسين كي يكون ملكاً للعراق حيث زار النجف ثم كربلاء والتقى الشهرستاني مع جمع من العلماء في الحرم الحسيني المطهر، وبعد وصوله إلى بغداد بدأت الاستعدادات لتشكيل أول وزارة عراقية بعد الحكم الوطني عام 1921 فطلب منه الملك فيصل الأول مؤكداً عليه قبول وزارة المعارف، فوافق بدافع الحرص على تربية النشيء تربية إسلامية صحيحة، وشجعه على ذلك بعض رجال الدين، وحين استلم الوزارة بدأ برسم الخطط لتقليص النفوذ الإنكليزي في المعارف، واستبدال المناهج الأجنبية بالمناهج الدينية، لأن التعليم واحدة من النقاط الحساسة التي يهدف الاستعمار للسيطرة عليها وتوجيهها لصالحه. حينذاك كان لكل وزير عراقي مستشار بريطاني يدير الأمور من وراء الستار ففصل مستشاره (كابتن فاول) دون باقي الوزراء، واختلف مع زملائه في ذلك. وحينما عرضت التوصيات بالانتداب كان المخالف الأول لبنوده، ولما لم يجد عوناً على تنفيذ تقريره الطويل بهذا الشأن فضّل الاستقالة من وزارة عبد الرحمن النقيب.. غير ان الملك فيصل عاد وألح عليه بقبول رئاسة مجلس التمييز الشرعي الجعفري، لكنّه اعتذر، بيد ان العلماء أصروا عليه بقبوله لكفاءته فوافق بشرط أن ترفع درجة القضاء الجعفري من نواب قضاة إلى قضاة فأجيب طلبه وصدر الأمر بذلك. فاتجه إلى تنظيم هذا المجلس الذي هو الأول من نوعه وحدد موقف باقي المحاكم القضائية المرتبطة به، وانتخب مجموعة من الرجال الصالحين للانتساب إليه، وفي هذا الطور من حياته فاجأهُ القدر القاسي بذهاب بصره، فصمم على الاستقالة واعتزال العمل إلا ان المسؤولين لم يستغنوا عنه لحاجة السلطات القضائية له، وبقي يشغل هذا المنصب قرابة أربع عشرة سنة. وفي سنة 1345هـ استقال من منصبه فرشح نائباً عن بغداد في البرلمان العراقي وبقي فيه حتى انحل.
وبعد احتلال الإنجليز للعراق أقام السيّد الشهرستاني في كربلاء وأخذ يكّون حلقات علمية في مدرسة باب السدرة يلقي فيها محاضرات في التفسير ويؤلّف الكتب التي تشيد بهذا العلم وغيره، لكن سعيه في مقاومة الاحتلال لم يتوقّف، وحينما حلّ الإمام محمّد تقي الشيرازي في كربلاء اتّصل به السيّد هبة الدين ولازمه، ثمّ مثّله لدى (السير ولسون) الحاكم السياسي البريطاني العام في العراق، لنقل مطالب العراقيّين في الحرّية والاستقلال، ولمّا لم ينفّذ الإنجليز شيئاً من تلك المطالب أفتى الإمام الشيرازي بالثورة ضدّ الاحتلال، فانطلقت الرصاصات الأولى على الإنجليز في الرميثة لتكون إيذاناً بإعلان الثورة الشاملة التي عمّت العراق من أقصاه إلى أقصاه، حيث سيطر الثوّار على المدن المهمّة، وهزموا الحكّام الإنجليز وكوّنوا إدارات وطنية بعد معارك عنيفة وكبّدوا الجيش المحتلّ خسائر جسيمة في الأرواح والمعدّات والأسرى، غير أنّ عدم تكافؤ ميزان القوى العسكرية بين الطرفين، ووفاة القائد الأعلى للثورة الإمام الشيرازي وأسباب كثيرة أخرى لا مجال لتفصيلها أثّر على معنويات الثورة، واستطاع الإنجليز اقتحام مدينتي كربلاء والنجف، وألقوا القبض على السيّد الشهرستاني مع جمع من أصحابه، وأرسل إلى الهندية (طويريج) ثمّ الحلّة، حيث بقي في السجن مدّة تسعة أشهر. ويذكر الزركلي في (الأعلام) أنّ الإنجليز قد حكموا عليه بالإعدام، لكن أصدر بعدها الملك (جورج الخامس) ملك بريطانيا قراراً بالعفو العام فأطلق سراحه مع بقية المعتقلين.
 
وبسبب التداعيات التي خلّفتها ثورة العشرين وما آلت إليه الأحداث السياسية اضطرّ الإنجليز إلى قبول قيام سلطة عراقية وطنية. وعندها رشّح الملك فيصل بن الحسين كي يكون ملكاً للعراق حيث زار النجف ثمّ كربلاء التقى الشهرستاني مع جمع من العلماء في الحرم الحسيني المطهّر، وبعد وصوله إلى بغداد بدأت الاستعدادات لتشكيل أوّل وزارة عراقية بعد الحكم الوطني عام 1921.
 
فطلب منه الملك فيصل الأوّل مؤكّداً عليه قبول وزارة المعارف، فوافق بدافع الحرص على تربية النشئ تربية إسلامية صحيحة، وشجّعه على ذلك بعض رجال الدين، وحين استلم الوزارة بدأ برسم الخطط لتقليص النفوذ الإنجليزي في المعارف، واستبدال المناهج الأجنبية بالمناهج الدينية، لأنّ التعليم واحدة من النقاط الحسّاسة التي يهدف الاستعمار للسيطرة عليها وتوجيهها لصالحه. حينذاك كان لكلّ وزير عراقي مستشار بريطاني يدير الأمور من وراء الستار، ففصل مستشاره (كابتن فاول) دون باقي الوزراء، واختلف مع زملائه في ذلك. وحينما عرضت التوصيات بالانتداب كان المخالف الأوّل لبنوده، ولمّا لم يجد عوناً على تنفيذ تقريره الطويل بهذا الشأن فضّل الاستقالة من وزارة عبد الرحمان النقيب..  
 
غير أنّ الملك فيصل عاد وألحّ عليه بقبول رئاسة مجلس التمييز الشرعي الجعفري، لكنّه اعتذر، بيد أنّ العلماء أصرّوا عليه بقبوله لكفاءته، فوافق بشرط أن ترفع درجة القضاء الجعفري من نوّاب قضاة إلى قضاة، فأجيب طلبه وصدر الأمر بذلك. فاتّجه إلى تنظيم هذا المجلس الذي هو الأوّل من نوعه، وحدّد موقف باقي المحاكم القضائية المرتبطة به، وانتخب مجموعة من الرجال الصالحين للانتساب إليه.
 
وفي هذا الطور من حياته فاجأهُ القدر القاسي بذهاب بصره، فصمّم على الاستقالة واعتزال العمل، إلّا أنّ المسؤولين لم يستغنوا عنه لحاجة السلطات القضائية له، وبقي يشغل هذا المنصب قرابة أربع عشرة سنة.  
 
وفي سنة 1345هـ استقال من منصبه، فرشّح نائباً عن بغداد في البرلمان العراقي، وبقي فيه حتّى انحلّ.




سطر ٨٥: سطر ٩٥:
=الوفاة=
=الوفاة=


بقي السيد الشهرستاني في مدينة الكاظمية فأعاد صياغة مؤلفاته العلمية وإتمام ما لم يتمه كما أسس عام 1360 هـ مكتبة الجوادين في الصحن الكاظمي الشريف، فنقل إليها كتبه وظل يضيف إليها حتى أصبحت من أكبر المكتبات وأغناها، وكان له فيها مكان خاص يستقبل زواره، وكانت توجه إليه الأسئلة المختلفة من شتى البلاد فيجب عليها، وجمعت بعض الأسئلة المختلفة.
بقي السيّد الشهرستاني في مدينة الكاظمية، فأعاد صياغة مؤلّفاته العلمية وإتمام ما لم يتمّه، كما أسّس عام 1360 هـ مكتبة الجوادين في الصحن الكاظمي الشريف، فنقل إليها كتبه وظلّ يضيف إليها حتّى أصبحت من أكبر المكتبات وأغناها، وكان له فيها مكان خاصّ يستقبل زوّاره، وكانت الأسئلة المختلفة توجّه إليه  من شتّى البلاد فيجب عليها، وجمعت بعض الأسئلة المختلفة.


توفي (رضوان الله عليه)-وهو بصير العينين- عام 1967م، ودفن في الكاظمية.
توفي (رضوان الله عليه)-وهو بصير العينين- عام 1967م، ودفن في الكاظمية.
٢٬٧٩٦

تعديل