الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد بن المنكدر بن عبدالله»

من ویکي‌وحدت
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٣٢: سطر ٣٢:
وكان محمد يبرّ بأُمّه كثيراً، ويتذلّل لها <ref> أنظر: صفة الصفوة 2: 143، سير أعلام النبلاء 5: 359.</ref>. قال ولده المُنكدر: كان أبي يحجّ بولده، فقيل له: لِمَ تحجّ بهؤلاء؟ قال: أعرضهم للَّه <ref> سير أعلام النبلاء 5: 359.</ref>.
وكان محمد يبرّ بأُمّه كثيراً، ويتذلّل لها <ref> أنظر: صفة الصفوة 2: 143، سير أعلام النبلاء 5: 359.</ref>. قال ولده المُنكدر: كان أبي يحجّ بولده، فقيل له: لِمَ تحجّ بهؤلاء؟ قال: أعرضهم للَّه <ref> سير أعلام النبلاء 5: 359.</ref>.
ويذكر أنّه كان يبكي في الصلاة حتّى‏ يخاف عليه أهل بيته، وكان يقرأ في الصلاة: «وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ» <ref> الزمر: 47.</ref>. وكان يقول: «كابدت نفسي أربعين سنة حتّى‏ استقامت» <ref> سير أعلام النبلاء 5: 355.</ref>. وكان يجلس مع أصحابه، فكان يصيبه صمات، فكان يقوم كما هو حتّى‏ يضع خدّه على‏ قبر النبي صلى الله عليه وآله ثم يرجع، فعوتب في ذلك، فقال: «إنّه يصيبني خطر، فإذا وجدت ذلك استعنت بقبر النبي صلى الله عليه وآله» <ref> المصدر السابق: 359.</ref>.
ويذكر أنّه كان يبكي في الصلاة حتّى‏ يخاف عليه أهل بيته، وكان يقرأ في الصلاة: «وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ» <ref> الزمر: 47.</ref>. وكان يقول: «كابدت نفسي أربعين سنة حتّى‏ استقامت» <ref> سير أعلام النبلاء 5: 355.</ref>. وكان يجلس مع أصحابه، فكان يصيبه صمات، فكان يقوم كما هو حتّى‏ يضع خدّه على‏ قبر النبي صلى الله عليه وآله ثم يرجع، فعوتب في ذلك، فقال: «إنّه يصيبني خطر، فإذا وجدت ذلك استعنت بقبر النبي صلى الله عليه وآله» <ref> المصدر السابق: 359.</ref>.
وكان يقول: «الفقيه يدخل بين اللَّه عزّوجلّ وبين عباده، فلينظر كيف يدخل» <ref> صفة الصفوة 2: 143.</ref>.
وكان يقول: «الفقيه يدخل بين اللَّه عزّوجلّ وبين عباده، فلينظر كيف يدخل» <ref> صفة الصفوة 2: 143.</ref>.


=محمد وأهل البيت عليهم السلام =
=محمد وأهل البيت عليهم السلام =

مراجعة ١٠:٢٨، ٨ مايو ٢٠٢١

الاسم محمد بن المنكدر بن عبدالله [١]
تاريخ الولادة بحدود سنة 60 هجري قمري
تاريخ الوفاة 130 هجري قمري
كنيته أبو عبداللَّه، أبو بكر [٢].
نسبه المَدَني [٣].
لقبه القُرَشي، التَيْمي [٤].
طبقته الثالثة [٥].

محمد بن المنكدر بن عبدالله هو من بني تيم قُريش [٦]، وعن ولادته ذكروا قصةً في ذلك، وهو أنّ أباه المُنكدر خال عائشة شكا إليها الحاجة، فقالت له: إنّ لي شيئاً يأتيني أبعث به إليك، فجاءتها عشرة آلاف، فبعثت بها إليه، فاشترى‏ جاريةً من العشرة آلاف فولدت له محمداً وأبابكر وعمر [٧].

ترجمته

عُرف محمد بالتقوى‏ والسخاء، فكان إذا بكى‏ مسح وجهه ولحيته من دموعه، ويقول: «بلغني أنّ النار لاتأكل موضعاً مسّته الدموع» [٨]. وقيل له: أيّ الدنيا أحبّ إليك؟ قال: الإفضال على‏ الإخوان [٩]. ووصفه أبو معشر قال: «كان سيداً، يُطعم الطعام، ويجتمع عنده القرّاء» [١٠].

كما ويحكى‏ أنّه بعث يوماً إلى‏ صفوان بن سليم بأربعين ديناراً، ثم قال لبنيه: «ماظنّكم بمن فرّغ صفوان بن سليم لعبادة ربّه؟» [١١].

وكان محمد يبرّ بأُمّه كثيراً، ويتذلّل لها [١٢]. قال ولده المُنكدر: كان أبي يحجّ بولده، فقيل له: لِمَ تحجّ بهؤلاء؟ قال: أعرضهم للَّه [١٣]. ويذكر أنّه كان يبكي في الصلاة حتّى‏ يخاف عليه أهل بيته، وكان يقرأ في الصلاة: «وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ» [١٤]. وكان يقول: «كابدت نفسي أربعين سنة حتّى‏ استقامت» [١٥]. وكان يجلس مع أصحابه، فكان يصيبه صمات، فكان يقوم كما هو حتّى‏ يضع خدّه على‏ قبر النبي صلى الله عليه وآله ثم يرجع، فعوتب في ذلك، فقال: «إنّه يصيبني خطر، فإذا وجدت ذلك استعنت بقبر النبي صلى الله عليه وآله» [١٦]. وكان يقول: «الفقيه يدخل بين اللَّه عزّوجلّ وبين عباده، فلينظر كيف يدخل» [١٧].

محمد وأهل البيت عليهم السلام

ذكر الكشي أنّ محمداً كان له ميل ومحبّة شديدة لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله [١٨]، ولهذا نقل روايات في بيان منزلة ومكانة أهل البيت عليهم السلام، ومن جملة تلك الروايات: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قال: «اقتدوا بالشمس، فإذا غابت الشمس فاقتدوا بالقمر، فإذا غاب القمر فاقتدوا بالزهرة، فإذا غابت الزهرة فاقتدوا بالفرقَدَيْن» فقالوا: يا رسول اللَّه، فما الشمس، وما القمر، وما الزهرة، وما الفَرقَدان؟ فقال: «أنا الشمس، وعلي القمر، والزهرة فاطمة، والفَرقَدان الحسن والحسين» [١٩].

وقال يوماً: ما كنت أرى‏ أنّ علي بن الحسين يدع خلفاً أفضل منه حتّى‏ رأيت ابنه محمد بن علي، فأردت أن أعظه فوعظني، فقال له أصحابه: بأيّ شي‏ءٍ وعظك؟ قال: خرجت إلى‏ بعض نواحي المدينة في ساعة حارّة، فلقيني أبو جعفر محمد بن علي... فقلت في نفسي: سبحان اللَّه! شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة، وعلى‏ هذه الحال في طلب الدنيا؟! أما لأعظنّه، فدنوت منه.... فقلت: أصلحك اللَّه! شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة، على‏ هذه الحال في طلب الدنيا؟! أرأيت لو جاء أجلك وأنت على‏ هذه الحال ما كنت تصنع؟ فقال: «لو جاءني الموت وأنا على‏ هذه الحال جاءني وأنا في طاعةٍ من طاعة اللَّه عزّوجلّ، أكفّ بها نفسي وعيالي عنك وعن الناس، وإنّما كنت أخاف لو جاءني الموت وأنا على‏ معصيةٍ من معاصي اللَّه» فقلت: صدقت يرحمك اللَّه، أردت أن أعظك فوعظتني [٢٠].

موقف الرجاليّين منه

وثّقه الكثير من علماء أهل السنّة، منهم: الثوري، ابن مَعين، أبو حاتم الرازي، ابن حبّان، عثمان الدارمي، يعقوب الفَسَوي، الذهبي، ابن حجر [٢١]. وقال ابن حجر: «قال الواقدي: كان ثقةً ورعاً عابداً، قليل الحديث» [٢٢]. ومن بين علماء الشيعة ذكره العلّامة وابن داود في القسم الثاني من كتابيهما، ضمن غير المعتمدين [٢٣].

من روى‏ عنهم ومن رووا عنه [٢٤]

روى‏ عن الإمام الباقرعليه السلام. وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: سلمان الفارسي، ابن عباس، جابر، أنس، سعيد بن المسيّب، أبو رافع، أسماء بنت عُمَيْس، عائشة، أبو قتادة الأنصاري، أبوه: المُنكدر، ابن الزبير. وكانت أكثر رواياته بواسطة جابر بن عبداللَّه الأنصاري [٢٥].

ومع أنّ البعض ذكر أنّه من رواة عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وأبي هريرة بلا واسطة [٢٦]، إلّا أنّ تاريخ ولادته وموته ينفي ذلك، لأنّه ولد بعد سنة 60 ه بقليل، أي قرب سنة وفاة عائشة[٢٧]. وروى‏ عنه جماعة، منهم: عمرو بن دينار، الزُهري، هشام بن عروة، زيد بن أسلم، شُعبة بن الحجّاج، محمد بن واسع، يحيى‏ بن سعيد، الثوري، سُفيان بن عُيَيْنَة. وقد وردت رواياته في المصادر الروائية والتاريخية للفريقين، ومن جملتها: الصحاح الستّة لأهل السنّة، الكافي للكليني، معاني الأخبار وعلل الشرائع والخصال للصدوق، الاختصاص للشيخ المفيد [٢٨].

من رواياته

روى‏ عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «أنا أشبه الناس بآدم، وإبراهيم أشبه الناس بي خلقه وخُلقه، وسمّاني اللَّه من فوق عرشه عشرة أسماء، وبيّن اللَّه وصفي، وبشّر بي على‏ لسان كلّ رسولٍ بعثه إلى‏ قومه...» [٢٩].

وفاته

توفّي محمد سنة 130 ه بالمدينة عن نيّف وسبعين عاماً، في زمان مروان بن محمد[٣٠].

المراجع

  1. الوافي بالوفيات 5: 78، قاموس الرجال 9: 608، تهذيب الكمال 26: 503، رجال صحيح البخاري 2: 676، التحرير الطاوسي: 506، معجم رجال الحديث 18: 293، سير أعلام النبلاء 5: 353، تنقيح المقال 3: 192.
  2. كتاب التاريخ الكبير 1: 219، 220، تهذيب التهذيب 9: 418.
  3. تهذيب الكمال 26: 503، تذكرة الحفّاظ 1: 127.
  4. الجرح والتعديل 8: 97، كتاب الثقات 5: 350، تاريخ الإسلام 8: 253.
  5. تقريب التهذيب 2: 210.
  6. المعارف: 461.
  7. تهذيب الكمال 26: 508، الطبقات الكبرى‏ 5: 28.
  8. سير أعلام النبلاء 5: 358.
  9. المصدر السابق: 356، المعارف: 461.
  10. سير أعلام النبلاء 5: 356.
  11. المصدر السابق.
  12. أنظر: صفة الصفوة 2: 143، سير أعلام النبلاء 5: 359.
  13. سير أعلام النبلاء 5: 359.
  14. الزمر: 47.
  15. سير أعلام النبلاء 5: 355.
  16. المصدر السابق: 359.
  17. صفة الصفوة 2: 143.
  18. رجال الكشي: رقم (733)، وانظر: جامع الرواة 2: 204.
  19. معاني الأخبار 1: 114.
  20. مناقب ابن شهرآشوب 4: 217، الكافي 5: 73، 74.
  21. الجرح والتعديل 8: 98، سير أعلام النبلاء 5: 353، 358، كتاب الثقات 5: 350، تقريب التهذيب 2: 210.
  22. تهذيب التهذيب 9: 419.
  23. خلاصة الأقوال: 400، رجال ابن داود: 276.
  24. تهذيب الكمال 26: 504 - 507، الكافي 5: 73.
  25. تهذيب التهذيب 9: 419.
  26. أنظر: تهذيب الكمال 26: 505، 508، سير أعلام النبلاء 5: 353، تهذيب التهذيب 9: 419.
  27. توفّيت عائشة وأبو هريرة سنة 57 ه . أنظر: شذرات الذهب 1: 61، 63. إلّا أنّ الذهبي ذكر أنّ ولادته كانت في سنة بضع وثلاثين، وعليه فلا تمتنع روايته عنهما. أنظر: سير أعلام النبلاء 5: 353.
  28. أنظر: الاختصاص: 112، معاني الأخبار 1: 114، الكافي 5: 73، رجال صحيح البخاري 2: 676، تهذيب التهذيب 9: 417.
  29. معاني الأخبار: 50، علل الشرائع: 126.
  30. تاريخ خليفة: 317، المعارف: 461، كتاب الثقات 5: 350، طبقات الحفّاظ: 58.