الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد الحسين كاشف الغطاء»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١٣٥: سطر ١٣٥:
يرى الإمام كاشف الغطاء أنّ هناك أُفقاً أوسع للوحدة، يشمل الوحدة بين المسلمين وغيرهم من الكتابيّين، حيث يقول: «وحدة الإيمان تدعو إلى وحدة اللسان، ووحدة اللسان واللغة رابطة، والرابطة إخاء، وأُخوّة الأدب فوق أُخوّة النسب، وهي التي توحّد العناصر المختلفة والمذاهب المغايرة، فالنصراني واليهودي والمجوسي والصابئي الذين يخدمون لغتنا وثقافتنا، ويسالموننا ويواسوننا في السرّاء والضرّاء، ولا يساعدون الأعداء علينا، ويحامون عن أوطاننا، هم إخوان المسلمين، وداخلون في ذمّتهم، ويلزمهم حمايتهم، لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، وتجمعنا معهم الوحدة القومية، والقرآن الكريم ينادي ويشهد بذلك كما في قوله تعالى: «لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَ لَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» (سورة الممتحنة: 8)، «فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ» (سورة التوبة: 7). وينطلق الإمام كاشف الغطاء في ذلك إلى وحدة اللسان، ووحدة اللغة، ووحدة الإيمان باللَّه، حتّى لو كانوا يدينون بدين آخر، ينطلق بذلك من الرواية المأثورة عن الإمام علي عليه السلام في شأن النصراني، حيث تذكر الرواية: أنّه عليه السلام مرّ بشيخ مكفوف كبير يسأل، فقال أمير المؤمنين: «ما هذا؟» فقيل له: يا أمير المؤمنين، إنّه نصراني، فقال الإمام: «استعملتموه، حتّى إذا كبر وعجز منعتموه! أنفقوا عليه من بيت المال».
يرى الإمام كاشف الغطاء أنّ هناك أُفقاً أوسع للوحدة، يشمل الوحدة بين المسلمين وغيرهم من الكتابيّين، حيث يقول: «وحدة الإيمان تدعو إلى وحدة اللسان، ووحدة اللسان واللغة رابطة، والرابطة إخاء، وأُخوّة الأدب فوق أُخوّة النسب، وهي التي توحّد العناصر المختلفة والمذاهب المغايرة، فالنصراني واليهودي والمجوسي والصابئي الذين يخدمون لغتنا وثقافتنا، ويسالموننا ويواسوننا في السرّاء والضرّاء، ولا يساعدون الأعداء علينا، ويحامون عن أوطاننا، هم إخوان المسلمين، وداخلون في ذمّتهم، ويلزمهم حمايتهم، لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، وتجمعنا معهم الوحدة القومية، والقرآن الكريم ينادي ويشهد بذلك كما في قوله تعالى: «لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَ لَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» (سورة الممتحنة: 8)، «فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ» (سورة التوبة: 7). وينطلق الإمام كاشف الغطاء في ذلك إلى وحدة اللسان، ووحدة اللغة، ووحدة الإيمان باللَّه، حتّى لو كانوا يدينون بدين آخر، ينطلق بذلك من الرواية المأثورة عن الإمام علي عليه السلام في شأن النصراني، حيث تذكر الرواية: أنّه عليه السلام مرّ بشيخ مكفوف كبير يسأل، فقال أمير المؤمنين: «ما هذا؟» فقيل له: يا أمير المؤمنين، إنّه نصراني، فقال الإمام: «استعملتموه، حتّى إذا كبر وعجز منعتموه! أنفقوا عليه من بيت المال».


أمّا بخصوص مسألة تعميق الإيجابيات في الأُمّة فنلاحظ في سيرة كاشف الغطاء ما يأتي:
أمّا بخصوص مسألة تعميق الإيجابيّات في الأُمّة فنلاحظ في سيرة كاشف الغطاء ما يأتي:


1- التركيز على تطوير وجود المرجعية، وتجذيرها في الأُمّة من خلال أداء دورها العملي والحقيقي الكامل.
1- التركيز على تطوير وجود المرجعية، وتجذيرها في الأُمّة من خلال أداء دورها العملي والحقيقي الكامل.
سطر ١٤٦: سطر ١٤٦:


5- الاهتمام بأُسلوب الكتابة والتأليف، حيث نهج فيه نهجاً يختلف عمّا تعارف عليه العلماء الذين سبقوه، فلم يقتصر في كتاباته على البحوث الفقهية والأُصولية، بل توجّه في تحرّكاته ونشاطاته العلمية والفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والأدبية إلى معالجة قضايا الأُمّة المعاصرة.
5- الاهتمام بأُسلوب الكتابة والتأليف، حيث نهج فيه نهجاً يختلف عمّا تعارف عليه العلماء الذين سبقوه، فلم يقتصر في كتاباته على البحوث الفقهية والأُصولية، بل توجّه في تحرّكاته ونشاطاته العلمية والفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والأدبية إلى معالجة قضايا الأُمّة المعاصرة.
كما حذّر الشيخ المجاهد من خطر التبشير على الأُمّة الإسلامية، وله كتاب قيّم بهذا الصدد موسوم ب «التوضيح في بيان حال الإنجيل والمسيح» يردّ به ردّاً علمياً دقيقاً وشاملًا على المبشّرين، وكان يفتتح خطاب التحذير بجمل من قبيل: «أيّها المسلم، إذا وسوس لك المبشّر بأباطيله، ودعاك إلى الإيمان بأناجيله، ودفع لك المنشورات والجزوات من أضاليله، فارمها تحت قدميك، وقل له: أتدعوني إلى الإيمان بالكتب المشحونة بالأكاذيب؟!».
ولم يقصد الإمام التهجّم على المسيحيّين، فهو يحترمهم بحكم احترام الإسلام لأهل‏ الكتاب، ولكنّه الدفاع عن النفس والواجب الشرعي.


وكما يحذّر الشيخ كاشف الغطاء الدول الإسلامية من توقيع المعاهدات مع الدول الاستعمارية والدخول في أحلاف معها، فإنّه في الوقت نفسه يؤكّد على أنّ سموّ الأُمّة الإسلامية ورفعتها هو في وحدتها، وبهذا الصدد يقول: «ولو أنّ هذه الشعوب والممالك أخلصت للَّه‏نيّتها، وأحكمت وحدتها، ووحّدت كلمتها، وسحقت الأطماع وسياسة الخداع ما بينها، عارفة حقّ اليقين أنّ مصارع العقول تحت بروق المطامع، وأنّ الاتّحاد قوّة، والاجتماع ثروة....».
وكما يحذّر الشيخ كاشف الغطاء الدول الإسلامية من توقيع المعاهدات مع الدول الاستعمارية والدخول في أحلاف معها، فإنّه في الوقت نفسه يؤكّد على أنّ سموّ الأُمّة الإسلامية ورفعتها هو في وحدتها، وبهذا الصدد يقول: «ولو أنّ هذه الشعوب والممالك أخلصت للَّه‏نيّتها، وأحكمت وحدتها، ووحّدت كلمتها، وسحقت الأطماع وسياسة الخداع ما بينها، عارفة حقّ اليقين أنّ مصارع العقول تحت بروق المطامع، وأنّ الاتّحاد قوّة، والاجتماع ثروة....».
٢٬٧٩٦

تعديل