مبدأ الربانية

من ویکي‌وحدت
مراجعة ٠٥:٢٨، ١٨ سبتمبر ٢٠٢١ بواسطة Saedi.m (نقاش | مساهمات)

مبدأ الإنسانية : من أهمّ المبادئ القرآنية لظاهرة الوحدة، والتي هي جملة من أهمّ ما نصّ عليه القرآن الكريم من قواعد لتأسيس الأرضية التي تبتني عليها وحدة الأمّة الإسلامية ونهضتها الإنسانية.

محاور هذا المبدأ=الربّانية ==

قال سبحانه وتعالى: (كُونُوا رَبّٰانِيِّينَ بِمٰا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ اَلْكِتٰابَ وَ بِمٰا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) (سورة آل عمران: 79).
وتعني: وثاقة الصلة باللّٰه، ويتحقّق ذلك عن طريقين: ربّانية الغاية والجهة، وربّانية المصدر والمنهج.
فأمّا الطريق الأوّل - وهو ربّانية الغاية والجهة - فقد أشار إليه سبحانه وتعالى بقوله: (يٰا أَيُّهَا اَلْإِنْسٰانُ إِنَّكَ كٰادِحٌ إِلىٰ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاٰقِيهِ) (سورة الانشقاق: 6)، (وَ أَنَّ إِلىٰ رَبِّكَ اَلْمُنْتَهىٰ) (سورة النجم: 42).
ولهذه الربّانية معطيات في النفس والحياة، يمكن ذكرها بما يلي:

المعطى الأوّل:

معرفة غاية الوجود الإنساني: (أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّمٰا خَلَقْنٰاكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنٰا لاٰ تُرْجَعُونَ) (سورة المؤمنون: 115).

المعطى الثاني:

الاهتداء إلى الفطرة: قال تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اَللّٰهِ اَلَّتِي فَطَرَ اَلنّٰاسَ عَلَيْهٰا لاٰ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اَللّٰهِ) (سورة الروم: 30).

المعطى الثالث:

سلامة النفس من التمزّق والضياع: قال تعالى: (إِنّٰا هَدَيْنٰاهُ اَلسَّبِيلَ إِمّٰا شٰاكِراً وَ إِمّٰا كَفُوراً) (سورة الإنسان: 3)، (وَ هَدَيْنٰاهُ اَلنَّجْدَيْنِ) (سورة البلد: 10).

المعطى الرابع:

التحرّر من العبودية للأنانية والشهوات: قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صٰالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَسٰاءَ فَعَلَيْهٰا) (سورة فصّلت: 46، سورة الجاثية: 15)، (وَ يُؤْثِرُونَ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كٰانَ بِهِمْ خَصٰاصَةٌ وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ) (سورة الحشر: 9).

المعطى الخامس:

تصحيح الغايات والأهداف لدى الأفراد، وذلك من خلال تعميق روح الارتباط بالخالق جلّ وعلا، وذلك بإثارة مبدئين:
أوّلهما: استشعار مبدأ الرقابة الإلهية، قال سبحانه وتعالى: (إِنْ يَعْلَمِ اَللّٰهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمّٰا أُخِذَ مِنْكُمْ) (سورة الأنفال: 70)، (يَعْلَمُ خٰائِنَةَ اَلْأَعْيُنِ وَ مٰا تُخْفِي اَلصُّدُورُ) (سورة غافر: 19)، (أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اَللّٰهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَ نَجْوٰاهُمْ وَ أَنَّ اَللّٰهَ عَلاّٰمُ اَلْغُيُوبِ) (سورة التوبة: 78).
ثانيهما: استحضار الرقابة الإلهية الفعلية، قال عزّ من قائل: (أَ لَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اَللّٰهَ يَرىٰ) (سورة العلق: 14)
(وَ لَقَدْ خَلَقْنَا اَلْإِنْسٰانَ وَ نَعْلَمُ مٰا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ) (سورة ق: 16).
وأمّا الطريق الثاني الذي تتحقّق به وثاقة الصلة باللّٰه عزّ وجلّ - وهو ربّانية المصدر والمنهج - فقد أشار إليه عزّ وجلّ بقوله:
(وَ لَوْ أَنَّ مٰا فِي اَلْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلاٰمٌ وَ اَلْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مٰا نَفِدَتْ كَلِمٰاتُ اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (سورة لقمان: 27)، (وَ اَللّٰهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهٰاتِكُمْ لاٰ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَ جَعَلَ لَكُمُ اَلسَّمْعَ وَ اَلْأَبْصٰارَ وَ اَلْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (سورة النحل: 78)، (عَلَّمَ اَلْإِنْسٰانَ مٰا لَمْ يَعْلَمْ) (سورة العلق: 5)، (خَلَقَ اَلْإِنْسٰانَ * عَلَّمَهُ اَلْبَيٰانَ) (سورة الرحمٰن: 3-4)، (وَ مٰا خَلَقْنَا اَلسَّمٰاءَ وَ اَلْأَرْضَ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا لاٰعِبِينَ) (سورة الأنبياء: 16، سورة الدخان: 38).
ولهذه

الربّانية معطيات

، هي:

المعطى الأوّل:

رأب النقص وعصمة الخطأ، وإليه الإشارة بقوله عزّ من قائل: (أَ فَلاٰ يَتَدَبَّرُونَ اَلْقُرْآنَ وَ لَوْ كٰانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اَللّٰهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اِخْتِلاٰفاً كَثِيراً) (سورة النساء: 82)، (وَ أَنَّ هٰذٰا صِرٰاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ) (سورة الأنعام: 153)
(أَنَّمٰا إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَ اِسْتَغْفِرُوهُ) (سورة فصّلت: 6)، (إِنْ هُوَ إِلاّٰ ذِكْرٌ لِلْعٰالَمِينَ * `لِمَنْ شٰاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ) (سورة التكوير: 27-28).

المعطى الثاني:

نبذ سلطة النفس الأمّارة ومظاهرها في الحياة: قال تعالى: (وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اِتَّبَعَ هَوٰاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اَللّٰهِ) (سورة القصص: 50)، (يٰا دٰاوُدُ إِنّٰا جَعَلْنٰاكَ خَلِيفَةً فِي اَلْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ اَلنّٰاسِ بِالْحَقِّ وَ لاٰ تَتَّبِعِ اَلْهَوىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اَللّٰهِ) (سورة ص: 26)،
وقوله: (ثُمَّ جَعَلْنٰاكَ عَلىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ اَلْأَمْرِ فَاتَّبِعْهٰا وَ لاٰ تَتَّبِعْ أَهْوٰاءَ اَلَّذِينَ لاٰ يَعْلَمُونَ) (سورة الجاثية: 18)، وقوله: (وَ أَنِ اُحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمٰا أَنْزَلَ اَللّٰهُ وَ لاٰ تَتَّبِعْ أَهْوٰاءَهُمْ وَ اِحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مٰا أَنْزَلَ اَللّٰهُ إِلَيْكَ) (سورة المائدة: 49).

المعطى الثالث:

إلغاء السلطة الشخصية الإنسانية أمام السلطة الإلهية العليا: قال

تعالى: (وَ لَوِ اِتَّبَعَ اَلْحَقُّ أَهْوٰاءَهُمْ لَفَسَدَتِ اَلسَّمٰاوٰاتُ وَ اَلْأَرْضُ وَ مَنْ فِيهِنَّ) (سورة المؤمنون: 71)،

(أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحٰادِدِ اَللّٰهَ وَ رَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نٰارَ جَهَنَّمَ خٰالِداً فِيهٰا ذٰلِكَ اَلْخِزْيُ اَلْعَظِيمُ) (سورة التوبة: 63)، (وَ مٰا كٰانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لاٰ مُؤْمِنَةٍ إِذٰا قَضَى اَللّٰهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ اَلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) (سورة الأحزاب: 36).

المعطى الرابع:

القضاء على العبوديات الزائفة وتحرير الإنسانية من القيود المصطعنة الدخيلة: قال تعالى:
(وَ مِنْ آيٰاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرٰابٍ ثُمَّ إِذٰا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) (سورة الروم: 20)، (وَ لَقَدْ بَعَثْنٰا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اَللّٰهَ وَ اِجْتَنِبُوا اَلطّٰاغُوتَ) (سورة النحل: 36)، (فَاجْتَنِبُوا اَلرِّجْسَ مِنَ اَلْأَوْثٰانِ وَ اِجْتَنِبُوا قَوْلَ اَلزُّورِ) (سورة الحجّ: 30)، وفي الحديث النبوي: «كلّكم لآدم، وآدم من تراب».