الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مبدأ الربانية»

من ویکي‌وحدت
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
'''مبدأ الإنسانية ''': من أهمّ المبادئ القرآنية لظاهرة [[الوحدة]]، والتي هي جملة من أهمّ ما نصّ عليه [[القرآن الكريم]] من قواعد لتأسيس الأرضية التي تبتني عليها وحدة [[الأمّة الإسلامية]] ونهضتها الإنسانية.
'''مبدأ الربّانية''': من أهمّ المبادئ القرآنية لظاهرة [[الوحدة]]، والتي هي جملة من أهمّ ما نصّ عليه [[القرآن الكريم]] من قواعد لتأسيس الأرضية التي تبتني عليها وحدة [[الأمّة الإسلامية]] ونهضتها الإنسانية.


=محاور هذا المبدأ=الربّانية ===
=مدخل=
قال سبحانه وتعالى: (كُونُوا رَبّٰانِيِّينَ بِمٰا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ اَلْكِتٰابَ وَ بِمٰا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) (سورة آل عمران: 79).<br>
 
وتعني: وثاقة الصلة باللّٰه، ويتحقّق ذلك عن طريقين: ربّانية الغاية والجهة، وربّانية المصدر والمنهج.<br>
قال سبحانه وتعالى: (كُونُوا رَبّٰانِيِّينَ بِمٰا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ اَلْكِتٰابَ وَ بِمٰا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) (سورة آل عمران: 79).
فأمّا الطريق الأوّل - وهو ربّانية الغاية والجهة - فقد أشار إليه سبحانه وتعالى بقوله: (يٰا أَيُّهَا اَلْإِنْسٰانُ إِنَّكَ كٰادِحٌ إِلىٰ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاٰقِيهِ) (سورة الانشقاق: 6)، (وَ أَنَّ إِلىٰ رَبِّكَ اَلْمُنْتَهىٰ) (سورة النجم: 42).<br>
 
ولهذه الربّانية معطيات في النفس والحياة، يمكن ذكرها بما يلي:<br>
وتعني الربّانية: وثاقة الصلة باللّٰه.. ويتحقّق ذلك عن طريقين: ربّانية الغاية والجهة، وربّانية المصدر والمنهج.
==== المعطى الأوّل: ====
 
معرفة غاية الوجود الإنساني: (أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّمٰا خَلَقْنٰاكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنٰا لاٰ تُرْجَعُونَ) (سورة المؤمنون: 115).<br>
فأمّا الطريق الأوّل- وهو ربّانية الغاية والجهة- فقد أشار إليه سبحانه وتعالى بقوله: (يٰا أَيُّهَا اَلْإِنْسٰانُ إِنَّكَ كٰادِحٌ إِلىٰ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاٰقِيهِ) (سورة الانشقاق: 6)، (وَأَنَّ إِلىٰ رَبِّكَ اَلْمُنْتَهىٰ) (سورة النجم: 42).
==== المعطى الثاني: ====
 
الاهتداء إلى الفطرة: قال تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اَللّٰهِ اَلَّتِي فَطَرَ اَلنّٰاسَ عَلَيْهٰا لاٰ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اَللّٰهِ) (سورة الروم: 30).<br>
=معطيات ربّانية الغاية والجهة=
==== المعطى الثالث: ====
 
سلامة النفس من التمزّق والضياع: قال تعالى: (إِنّٰا هَدَيْنٰاهُ اَلسَّبِيلَ إِمّٰا شٰاكِراً وَ إِمّٰا كَفُوراً) (سورة الإنسان: 3)، (وَ هَدَيْنٰاهُ اَلنَّجْدَيْنِ) (سورة البلد: 10).<br>
ولهذه الربّانية معطيات في النفس والحياة، يمكن ذكرها بما يلي:
==== المعطى الرابع: ====
 
التحرّر من العبودية للأنانية والشهوات: قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صٰالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَسٰاءَ فَعَلَيْهٰا) (سورة فصّلت: 46، سورة الجاثية: 15)، (وَ يُؤْثِرُونَ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كٰانَ بِهِمْ خَصٰاصَةٌ وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ) (سورة الحشر: 9).<br>
==المعطى الأوّل==
==== المعطى الخامس: ====
 
تصحيح الغايات والأهداف لدى الأفراد، وذلك من خلال تعميق روح الارتباط بالخالق جلّ وعلا، وذلك بإثارة مبدئين:<br>
معرفة غاية الوجود الإنساني:  
'''أوّلهما''': استشعار مبدأ الرقابة الإلهية، قال سبحانه وتعالى: (إِنْ يَعْلَمِ اَللّٰهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمّٰا أُخِذَ مِنْكُمْ) (سورة الأنفال: 70)، (يَعْلَمُ خٰائِنَةَ اَلْأَعْيُنِ وَ مٰا تُخْفِي اَلصُّدُورُ) (سورة غافر: 19)، (أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اَللّٰهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَ نَجْوٰاهُمْ وَ أَنَّ اَللّٰهَ عَلاّٰمُ اَلْغُيُوبِ) (سورة التوبة: 78).<br>
 
'''ثانيهما''': استحضار الرقابة الإلهية الفعلية، قال عزّ من قائل: (أَ لَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اَللّٰهَ يَرىٰ) (سورة العلق: 14)<br>
(أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمٰا خَلَقْنٰاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنٰا لا تُرْجَعُونَ) (سورة المؤمنون: 115).
(وَ لَقَدْ خَلَقْنَا اَلْإِنْسٰانَ وَ نَعْلَمُ مٰا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ) (سورة ق: 16).<br>
 
وأمّا الطريق الثاني الذي تتحقّق به وثاقة الصلة باللّٰه عزّ وجلّ - وهو ربّانية المصدر والمنهج - فقد أشار إليه عزّ وجلّ بقوله:<br>
==المعطى الثاني==
(وَ لَوْ أَنَّ مٰا فِي اَلْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلاٰمٌ وَ اَلْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مٰا نَفِدَتْ كَلِمٰاتُ اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (سورة لقمان: 27)، (وَ اَللّٰهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهٰاتِكُمْ لاٰ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَ جَعَلَ لَكُمُ اَلسَّمْعَ وَ اَلْأَبْصٰارَ وَ اَلْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (سورة النحل: 78)، (عَلَّمَ اَلْإِنْسٰانَ مٰا لَمْ يَعْلَمْ) (سورة العلق: 5)، (خَلَقَ اَلْإِنْسٰانَ * عَلَّمَهُ اَلْبَيٰانَ) (سورة الرحمٰن: 3-4)، (وَ مٰا خَلَقْنَا اَلسَّمٰاءَ وَ اَلْأَرْضَ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا لاٰعِبِينَ) (سورة الأنبياء: 16، سورة الدخان: 38).<br>
 
ولهذه  
الاهتداء إلى الفطرة:  
=== الربّانية معطيات ===
 
، هي:<br>
قال تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَة اَللّٰهِ اَلَّتِي فَطَرَ اَلنّٰاسَ عَلَيْهٰا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اَللّٰهِ) (سورة الروم: 30).
==== المعطى الأوّل: ====
 
رأب النقص وعصمة الخطأ، وإليه الإشارة بقوله عزّ من قائل: (أَ فَلاٰ يَتَدَبَّرُونَ اَلْقُرْآنَ وَ لَوْ كٰانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اَللّٰهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اِخْتِلاٰفاً كَثِيراً) (سورة النساء: 82)، (وَ أَنَّ هٰذٰا صِرٰاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ) (سورة الأنعام: 153)<br>
==المعطى الثالث==
(أَنَّمٰا إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَ اِسْتَغْفِرُوهُ) (سورة فصّلت: 6)، (إِنْ هُوَ إِلاّٰ ذِكْرٌ لِلْعٰالَمِينَ * `لِمَنْ شٰاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ) (سورة التكوير: 27-28).<br>
 
==== المعطى الثاني: ====
سلامة النفس من التمزّق والضياع:  
نبذ سلطة النفس الأمّارة ومظاهرها في الحياة: قال تعالى: (وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اِتَّبَعَ هَوٰاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اَللّٰهِ) (سورة القصص: 50)، (يٰا دٰاوُدُ إِنّٰا جَعَلْنٰاكَ خَلِيفَةً فِي اَلْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ اَلنّٰاسِ بِالْحَقِّ وَ لاٰ تَتَّبِعِ اَلْهَوىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اَللّٰهِ) (سورة ص: 26)،<br>
 
وقوله: (ثُمَّ جَعَلْنٰاكَ عَلىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ اَلْأَمْرِ فَاتَّبِعْهٰا وَ لاٰ تَتَّبِعْ أَهْوٰاءَ اَلَّذِينَ لاٰ يَعْلَمُونَ) (سورة الجاثية: 18)، وقوله: (وَ أَنِ اُحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمٰا أَنْزَلَ اَللّٰهُ وَ لاٰ تَتَّبِعْ أَهْوٰاءَهُمْ وَ اِحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مٰا أَنْزَلَ اَللّٰهُ إِلَيْكَ) (سورة المائدة: 49).<br>
قال تعالى: (إِنّٰا هَدَيْنٰاهُ اَلسَّبِيلَ إِمّٰا شٰاكِراً وَإِمّٰا كَفُوراً) (سورة الإنسان: 3)، (وَهَدَيْنٰاهُ اَلنَّجْدَيْنِ) (سورة البلد: 10).
==== المعطى الثالث: ====
 
إلغاء السلطة الشخصية الإنسانية أمام السلطة الإلهية العليا: قال  
==المعطى الرابع==
  تعالى: (وَ لَوِ اِتَّبَعَ اَلْحَقُّ أَهْوٰاءَهُمْ لَفَسَدَتِ اَلسَّمٰاوٰاتُ وَ اَلْأَرْضُ وَ مَنْ فِيهِنَّ) (سورة المؤمنون: 71)،<br>
 
(أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحٰادِدِ اَللّٰهَ وَ رَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نٰارَ جَهَنَّمَ خٰالِداً فِيهٰا ذٰلِكَ اَلْخِزْيُ اَلْعَظِيمُ) (سورة التوبة: 63)، (وَ مٰا كٰانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لاٰ مُؤْمِنَةٍ إِذٰا قَضَى اَللّٰهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ اَلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) (سورة الأحزاب: 36).<br>
التحرّر من العبودية للأنانية والشهوات:  
==== المعطى الرابع: ====
 
القضاء على العبوديات الزائفة وتحرير الإنسانية من القيود المصطعنة الدخيلة: قال تعالى:<br>
قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صٰالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسٰاءَ فَعَلَيْهٰا) (سورة فصّلت: 46، سورة الجاثية: 15)، (وَ يُؤْثِرُونَ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كٰانَ بِهِمْ خَصٰاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ) (سورة الحشر: 9).
(وَ مِنْ آيٰاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرٰابٍ ثُمَّ إِذٰا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) (سورة الروم: 20)، (وَ لَقَدْ بَعَثْنٰا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اَللّٰهَ وَ اِجْتَنِبُوا اَلطّٰاغُوتَ) (سورة النحل: 36)، (فَاجْتَنِبُوا اَلرِّجْسَ مِنَ اَلْأَوْثٰانِ وَ اِجْتَنِبُوا قَوْلَ اَلزُّورِ) (سورة الحجّ: 30)، وفي الحديث النبوي: «كلّكم لآدم، وآدم من تراب».
 
==المعطى الخامس==
 
تصحيح الغايات والأهداف لدى الأفراد، وذلك من خلال تعميق روح الارتباط بالخالق جلّ وعلا، وذلك بإثارة مبدئين:
 
أوّلهما: استشعار مبدأ الرقابة الإلهية.. قال سبحانه وتعالى: (إِنْ يَعْلَمِ اَللّٰهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمّٰا أُخِذَ مِنْكُمْ) (سورة الأنفال: 70)، (يَعْلَمُ خٰائِنَةَ اَلْأَعْيُنِ وَمٰا تُخْفِي اَلصُّدُورُ) (سورة غافر: 19)، (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اَللّٰهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوٰاهُمْ وَأَنَّ اَللّٰهَ عَلّامُ اَلْغُيُوبِ) (سورة التوبة: 78).
 
ثانيهما: استحضار الرقابة الإلهية الفعلية.. قال عزّ من قائل: (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اَللّٰهَ يَرىٰ) (سورة العلق: 14)، (وَ لَقَدْ خَلَقْنَا اَلْإِنْسٰانَ وَنَعْلَمُ مٰا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ) (سورة ق: 16).
 
=معطيات ربّانية المصدر والمنهج=
 
وأمّا الطريق الثاني الذي تتحقّق به وثاقة الصلة باللّٰه عزّ وجلّ - وهو ربّانية المصدر والمنهج - فقد أشار إليه عزّ وجلّ بقوله: (وَ لَوْ أَنَّ مٰا فِي اَلْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلاٰمٌ وَاَلْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مٰا نَفِدَتْ كَلِمٰاتُ اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (سورة لقمان: 27)، (وَاَللّٰهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهٰاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ اَلسَّمْعَ وَاَلْأَبْصٰارَ وَاَلْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (سورة النحل: 78)، (عَلَّمَ اَلْإِنْسٰانَ مٰا لَمْ يَعْلَمْ) (سورة العلق: 5)، (خَلَقَ اَلْإِنْسٰانَ * عَلَّمَهُ اَلْبَيٰانَ) (سورة الرحمٰن: 3-4)، (وَمٰا خَلَقْنَا اَلسَّمٰاءَ وَاَلْأَرْضَ وَمٰا بَيْنَهُمٰا لاعِبِينَ) (سورة الأنبياء: 16، سورة الدخان: 38).
 
ولهذه الربّانية معطيات، هي:
 
==المعطى الأوّل==
 
رأب النقص وعصمة الخطأ:
 
وإليه الإشارة بقوله عزّ من قائل: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ اَلْقُرْآنَ وَلَوْ كٰانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اَللّٰهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اِخْتِلاٰفاً كَثِيراً) (سورة النساء: 82)، (وَأَنَّ هٰذٰا صِرٰاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ) (سورة الأنعام: 153)، (أَنَّمٰا إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاِسْتَغْفِرُوهُ) (سورة فصّلت: 6)، (إِنْ هُوَ إِلّا ذِكْرٌ لِلْعٰالَمِينَ * `لِمَنْ شٰاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ) (سورة التكوير: 27-28).
 
==المعطى الثاني==
 
نبذ سلطة النفس الأمّارة ومظاهرها في الحياة:  
 
قال تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اِتَّبَعَ هَوٰاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اَللّٰهِ) (سورة القصص: 50)، (يٰا دٰاوُدُ إِنّٰا جَعَلْنٰاكَ خَلِيفَةً فِي اَلْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ اَلنّٰاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ اَلْهَوىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اَللّٰهِ) (سورة ص: 26)، وقوله: (ثُمَّ جَعَلْنٰاكَ عَلىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ اَلْأَمْرِ فَاتَّبِعْهٰا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوٰاءَ اَلَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (سورة الجاثية: 18)، وقوله: (وَأَنِ اُحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمٰا أَنْزَلَ اَللّٰهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوٰاءَهُمْ وَاِحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مٰا أَنْزَلَ اَللّٰهُ إِلَيْكَ) (سورة المائدة: 49).
 
==المعطى الثالث==
 
إلغاء السلطة الشخصية الإنسانية أمام السلطة الإلهية العليا:  
 
قال  تعالى: (وَ لَوِ اِتَّبَعَ اَلْحَقُّ أَهْوٰاءَهُمْ لَفَسَدَتِ اَلسَّمٰاوٰاتُ وَاَلْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ) (سورة المؤمنون: 71)، (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحٰادِدِ اَللّٰهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نٰارَ جَهَنَّمَ خٰالِداً فِيهٰا ذٰلِكَ اَلْخِزْيُ اَلْعَظِيمُ) (سورة التوبة: 63)، (وَمٰا كٰانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذٰا قَضَى اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ اَلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) (سورة الأحزاب: 36).
 
==المعطى الرابع==
 
القضاء على العبوديات الزائفة وتحرير الإنسانية من القيود المصطعنة الدخيلة:  
 
قال تعالى: (وَمِنْ آيٰاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرٰابٍ ثُمَّ إِذٰا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) (سورة الروم: 20)، (وَلَقَدْ بَعَثْنٰا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اَللّٰهَ وَاِجْتَنِبُوا اَلطّٰاغُوتَ) (سورة النحل: 36)، (فَاجْتَنِبُوا اَلرِّجْسَ مِنَ اَلْأَوْثٰانِ وَاِجْتَنِبُوا قَوْلَ اَلزُّورِ) (سورة الحجّ: 30)، وفي الحديث النبوي: «كلّكم لآدم، وآدم من تراب».
 
=المصدر=
 
المعجم الوسيط فيما يخص الوحدة والتقريب ج2 ص160.
 
المعجم الوسيط فيما يخص الوحدة والتقريب.
 
تأليف: محمّد جاسم الساعدي\نشر: المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية-طهران\الطبعة الأولى-2010م.
 
[[تصنيف: التقريب]]
[[تصنيف: الوحدة الإسلامية]]

مراجعة ٠٥:٤٢، ١٨ سبتمبر ٢٠٢١

مبدأ الربّانية: من أهمّ المبادئ القرآنية لظاهرة الوحدة، والتي هي جملة من أهمّ ما نصّ عليه القرآن الكريم من قواعد لتأسيس الأرضية التي تبتني عليها وحدة الأمّة الإسلامية ونهضتها الإنسانية.

مدخل

قال سبحانه وتعالى: (كُونُوا رَبّٰانِيِّينَ بِمٰا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ اَلْكِتٰابَ وَ بِمٰا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) (سورة آل عمران: 79).

وتعني الربّانية: وثاقة الصلة باللّٰه.. ويتحقّق ذلك عن طريقين: ربّانية الغاية والجهة، وربّانية المصدر والمنهج.

فأمّا الطريق الأوّل- وهو ربّانية الغاية والجهة- فقد أشار إليه سبحانه وتعالى بقوله: (يٰا أَيُّهَا اَلْإِنْسٰانُ إِنَّكَ كٰادِحٌ إِلىٰ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاٰقِيهِ) (سورة الانشقاق: 6)، (وَأَنَّ إِلىٰ رَبِّكَ اَلْمُنْتَهىٰ) (سورة النجم: 42).

معطيات ربّانية الغاية والجهة

ولهذه الربّانية معطيات في النفس والحياة، يمكن ذكرها بما يلي:

المعطى الأوّل

معرفة غاية الوجود الإنساني:

(أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمٰا خَلَقْنٰاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنٰا لا تُرْجَعُونَ) (سورة المؤمنون: 115).

المعطى الثاني

الاهتداء إلى الفطرة:

قال تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَة اَللّٰهِ اَلَّتِي فَطَرَ اَلنّٰاسَ عَلَيْهٰا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اَللّٰهِ) (سورة الروم: 30).

المعطى الثالث

سلامة النفس من التمزّق والضياع:

قال تعالى: (إِنّٰا هَدَيْنٰاهُ اَلسَّبِيلَ إِمّٰا شٰاكِراً وَإِمّٰا كَفُوراً) (سورة الإنسان: 3)، (وَهَدَيْنٰاهُ اَلنَّجْدَيْنِ) (سورة البلد: 10).

المعطى الرابع

التحرّر من العبودية للأنانية والشهوات:

قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صٰالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسٰاءَ فَعَلَيْهٰا) (سورة فصّلت: 46، سورة الجاثية: 15)، (وَ يُؤْثِرُونَ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كٰانَ بِهِمْ خَصٰاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ) (سورة الحشر: 9).

المعطى الخامس

تصحيح الغايات والأهداف لدى الأفراد، وذلك من خلال تعميق روح الارتباط بالخالق جلّ وعلا، وذلك بإثارة مبدئين:

أوّلهما: استشعار مبدأ الرقابة الإلهية.. قال سبحانه وتعالى: (إِنْ يَعْلَمِ اَللّٰهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمّٰا أُخِذَ مِنْكُمْ) (سورة الأنفال: 70)، (يَعْلَمُ خٰائِنَةَ اَلْأَعْيُنِ وَمٰا تُخْفِي اَلصُّدُورُ) (سورة غافر: 19)، (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اَللّٰهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوٰاهُمْ وَأَنَّ اَللّٰهَ عَلّامُ اَلْغُيُوبِ) (سورة التوبة: 78).

ثانيهما: استحضار الرقابة الإلهية الفعلية.. قال عزّ من قائل: (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اَللّٰهَ يَرىٰ) (سورة العلق: 14)، (وَ لَقَدْ خَلَقْنَا اَلْإِنْسٰانَ وَنَعْلَمُ مٰا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ) (سورة ق: 16).

معطيات ربّانية المصدر والمنهج

وأمّا الطريق الثاني الذي تتحقّق به وثاقة الصلة باللّٰه عزّ وجلّ - وهو ربّانية المصدر والمنهج - فقد أشار إليه عزّ وجلّ بقوله: (وَ لَوْ أَنَّ مٰا فِي اَلْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلاٰمٌ وَاَلْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مٰا نَفِدَتْ كَلِمٰاتُ اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (سورة لقمان: 27)، (وَاَللّٰهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهٰاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ اَلسَّمْعَ وَاَلْأَبْصٰارَ وَاَلْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (سورة النحل: 78)، (عَلَّمَ اَلْإِنْسٰانَ مٰا لَمْ يَعْلَمْ) (سورة العلق: 5)، (خَلَقَ اَلْإِنْسٰانَ * عَلَّمَهُ اَلْبَيٰانَ) (سورة الرحمٰن: 3-4)، (وَمٰا خَلَقْنَا اَلسَّمٰاءَ وَاَلْأَرْضَ وَمٰا بَيْنَهُمٰا لاعِبِينَ) (سورة الأنبياء: 16، سورة الدخان: 38).

ولهذه الربّانية معطيات، هي:

المعطى الأوّل

رأب النقص وعصمة الخطأ:

وإليه الإشارة بقوله عزّ من قائل: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ اَلْقُرْآنَ وَلَوْ كٰانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اَللّٰهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اِخْتِلاٰفاً كَثِيراً) (سورة النساء: 82)، (وَأَنَّ هٰذٰا صِرٰاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ) (سورة الأنعام: 153)، (أَنَّمٰا إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاِسْتَغْفِرُوهُ) (سورة فصّلت: 6)، (إِنْ هُوَ إِلّا ذِكْرٌ لِلْعٰالَمِينَ * `لِمَنْ شٰاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ) (سورة التكوير: 27-28).

المعطى الثاني

نبذ سلطة النفس الأمّارة ومظاهرها في الحياة:

قال تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اِتَّبَعَ هَوٰاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اَللّٰهِ) (سورة القصص: 50)، (يٰا دٰاوُدُ إِنّٰا جَعَلْنٰاكَ خَلِيفَةً فِي اَلْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ اَلنّٰاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ اَلْهَوىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اَللّٰهِ) (سورة ص: 26)، وقوله: (ثُمَّ جَعَلْنٰاكَ عَلىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ اَلْأَمْرِ فَاتَّبِعْهٰا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوٰاءَ اَلَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (سورة الجاثية: 18)، وقوله: (وَأَنِ اُحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمٰا أَنْزَلَ اَللّٰهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوٰاءَهُمْ وَاِحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مٰا أَنْزَلَ اَللّٰهُ إِلَيْكَ) (سورة المائدة: 49).

المعطى الثالث

إلغاء السلطة الشخصية الإنسانية أمام السلطة الإلهية العليا:

قال تعالى: (وَ لَوِ اِتَّبَعَ اَلْحَقُّ أَهْوٰاءَهُمْ لَفَسَدَتِ اَلسَّمٰاوٰاتُ وَاَلْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ) (سورة المؤمنون: 71)، (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحٰادِدِ اَللّٰهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نٰارَ جَهَنَّمَ خٰالِداً فِيهٰا ذٰلِكَ اَلْخِزْيُ اَلْعَظِيمُ) (سورة التوبة: 63)، (وَمٰا كٰانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذٰا قَضَى اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ اَلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) (سورة الأحزاب: 36).

المعطى الرابع

القضاء على العبوديات الزائفة وتحرير الإنسانية من القيود المصطعنة الدخيلة:

قال تعالى: (وَمِنْ آيٰاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرٰابٍ ثُمَّ إِذٰا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) (سورة الروم: 20)، (وَلَقَدْ بَعَثْنٰا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اَللّٰهَ وَاِجْتَنِبُوا اَلطّٰاغُوتَ) (سورة النحل: 36)، (فَاجْتَنِبُوا اَلرِّجْسَ مِنَ اَلْأَوْثٰانِ وَاِجْتَنِبُوا قَوْلَ اَلزُّورِ) (سورة الحجّ: 30)، وفي الحديث النبوي: «كلّكم لآدم، وآدم من تراب».

المصدر

المعجم الوسيط فيما يخص الوحدة والتقريب ج2 ص160.

المعجم الوسيط فيما يخص الوحدة والتقريب.

تأليف: محمّد جاسم الساعدي\نشر: المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية-طهران\الطبعة الأولى-2010م.